بعد حادثة إغتيال السادات وتولي مبارك الحكم ساد في مصر جو من التفاؤل وحتي منتصف الثمانينات شهدت الساحة السياسية عودة حزب الوفد وباقي الأحزاب السياسية وتم إجراء إنتخابات برلمانية مرتين إحداهم كانت بالقائمة النسبية وزرع فرج فودة شارع شبرا بلافتات تقول - الوحدة الوطنية هي الحل - أثناء ترشحه للإنتخابات البرلمانية ردا علي لافتات الإخوان ـالإسلام هو الحل - وكان هناك نوع من الإنفتاح النسبي ولكن تلك الحالة لم تستمر طويلا فقد بدأت حوادث العنف تظهر علي السطح مرة أخري متمثلة في محاولات إغتيال وزراء داخلية سابقين كالنبوي إسماعيل وحسن أبو باشا وصحفيين كمكرم محمد أحمد وبدأت أسماء جماعات كالناجون من النار والتوقف والتبين والتبعبص والتمنيك تتردد بكثرة تلاها عودة القبضة الأمنية مرة أخري وتزايد حالات العنف والإغتيال بدءا من خفر وعساكر الشرطة وإنتهاءا بفرج فودة ونجيب محفوظ ورفعت المحجوب ومحاولات إغتيال صفوت الشريف وعاطف صدقي وحسن الألفي ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل أمتدت عمليات التفجير للمقاهي ومحلات الفيديو والمواصلات العامة والسياح الأجانب وحسني مبارك ثم إعلان قيام جمهورية إمبابة الإسلامية تحت قيادة أمير المؤمنين الشيخ جابر الطبال سابقا لتصعد الأحداث للذروة في حادثة الأقصر حيث تم قتل مايزيد عن خمسين سائحا والتمثيل بجثثهم بالسلاح الأبيض وبدم بارد ومازال العرض مستمرا

صورة شكري مصطفي بشعره الطويل المسدل علي كتفيه ووجهه الغاضب وعينيه الناريتين كانت هي بالتحديد نقطة البداية بالنسبة لي للتعرف علي عالم الجماعات الإسلامية فقد كانت قضية تنظيم التكفير والهجرة تملأ وسائل الإعلام بعد قيامهم بإختطاف الذهبي وزير الأوقاف وإغتياله عن طريق وضع فوهة مسدس في عينه اليسري وإطلاق النار عليه لأنها المكان الذي يتسرب منه الشيطان إلي داخل عقل الذهبي ومما زاد من إنتشار القضية وجود حادثة مماثلة حدثت بإيطاليا قامت فيها إحدي التنظيمات بإختطاف رئيس الوزراء ألدو مورو مما جعل البعض يتشكك في وجود علاقة بين الحادثتين وبالرغم من محاولاتي المتكررة لإختراق عالم تلك الجماعات للتعرف عليها عن قرب وبدون التشويش الحكومي المعتاد فقد باءت محاولاتي بالفشل لإنعدام الثقة وإفتقاد الود والحب المتبادل بيني وبين الحركة الإسلامية المعاصرة فأكتفيت مؤقتا بمتابعة ماتنشره وسائل الإعلام وماتيسر من كتب متداولة في أكشاك الجرائد والمجلات إلي أن لعب القدر لعبته ووجدت نفسي وجها لوجه أمام سيد تكفير الشقيق الأصغر لأحد زملائي بالكلية الذي أتاح لي للمرة الأولي في حياتي التعرف علي تلك الكائنات بدون وسيط وهو ماسيتم ذكره بالتفصيل فيما بعد

كلمة حق - مرافعة الدكتور عمر عبد الرحمن في قضية تنظيم الجهاد كان أول ماوقعت عليه يداي فيما يخص الحركة الإسلامية المعاصرة وقد فوجئت به يباع علنا عند بائعي الجرائد فقمت علي الفور بشراء نسخة من تلك الجوهرة الثمينة وأنا كلي تفاؤل بمناخ الحرية الذي تعيشه مصر

الكتاب يبدأ بخطبة حماسية عن الأيادي المؤمنة المتوضئة التي وجهت طعنة نجلاء لقلب العلمانية المجرمة في يوم المنصة ثم يبدأ في إستعراض المؤهلات العلمية لعمر عبد الرحمن وقراءاته المتعددة وتاريخ حياته وأستوقفني في سيرة عم بهايم عدة نقاط منها قائمة طويلة بكتب قرأها ويحفظها عم بهايم عن ظهر قلب وكلها كتب علي نمط الزمخشري والطبري وإبن كثير وإبن حجر وإبن القحبة والجبرتي والزبرتي والبتنجاني وأحدث كتاب فيهم صدر منذ مالايقل عن 800 سنة لايوجد من بين تلك القائمة الحجرية رواية ولا ديوان شعر أو أي كتاب غير عربي كما أسترعي إنتباهي في سيرته رحلة قصيرة لمدن الملح للإطلاع علي أخر أبحاث العالم الكبير عبد العزيز بن باز في مملكة الظلام وكسبوبة سريعة تمكنه من مواصلة جهاده ثم فتوي بعدم جواز الصلاة علي جثمان الكافر عبد الناصر أدت به إلي الإعتقال ولكنه أحتسب ذلك عند الله وآل سعود كما أني أريد التوقف قليلا عند طفولة ونشأة عم بهايم

أولا أنا لاأنتقص من الأصل القروي والريفي لأحد لكني أتكلم عن تجربة لمستها بنفسي في أكثر من مناسبة وهي أن إبن القرية والريف دائما مايكون تفكيره وعقليته محدودة عند مقارنته بإبن المدينة وأنا لاأرجع ذلك إلي قلة ذكاء ولكن طبيعة بيئةالقرية نفسها والإختلاف بينها وبين المدينة فالقرية عالم محدود بالأرض والري والبهايم والكتاب والزاوية لكن لا سينما ولامسرح ولا معرض كتاب ولا ندوة ولا مؤتمر ولا بار ولا كباريه ولا شرمطة وقلة أدب ولا جامعة ولا وسيلة مواصلات أدمية ولا أديب الشباب عبد الرزاق عفيفي من يسبح معي ضد التيار ولا مكتبة مدبولي ولا فواتير التجمع ولا المركز الثقافي السوفيتي ولا مكتبة الجامعة الأمريكية.

أحد أصدقائي ألتحق بمدرسة ثانويةداخلية تسمي المتفوقين وهي مخصصة للأوائل من كل محافظة في الشهادة الإعدادية ورغم إلتحاقي بمدرسة مختلفة إلا أن صداقتنا أستمرت وكنا دائما مانلتقي علي قهوة إسمها قهوة المعاشات علشان نلعب شطرنج وفي يوم لقيته داخل القهوة ومعاه فاتورة عرفني عليه علي إنه الأول علي مرسي مطروح وبعد مدة شعرت إني قاعد مع عيل عنده 8 سنين ومش ممكن يكون ده الأول علي مرسي مطروح وبمواجهة صديقي بوجهة نظري إنهار وأعترف وشرحلي إن بالفعل هو ده الأول علي مرسي مطروح لأن بقية المحافظة لسه عايشة في الجاهلية وإن مارأيته هو إينشتين بتاعهم وكل برغوت علي قد دمه وبدأ يشرح لي التقسيمة الطبقية داخل تلك المدرسة بما معناه أن قاع المدرسة يشغله القادمين من المناطق النائية ثم ذوي الأصول الريفية للأسباب السابق شرحها وتأكدت لي صحة تلك النظرية عند دخولي الجيش وإحتكاكي ببشر قادمين من كل أنحاء مصر

بالنسبة لعم بهايم وأمثاله فقد لاحظت أن معظمهم إن لم يكن كلهم قادمين من مناطق ريفية للمدينة كالشعراوي وكشك وشيوخ الأزهر المختلفين وبدلا من أن تنجح المدينة في تمدينهم نجحوا هم في أريفة المدينة كما حدث نفس الشئ علي المستوي الشعبي فأصبح شئ عادي أن تجد في أحد شوارع أو حواري القاهرة واحدة مربية فراخ وسيباهم في الشارع ياكلوا من الزبالة ولاعملالهم تقفيصة في البلكونة وواحد رابط معزة في باب عمارة وبيوصي البواب يحطلها كل شوية ميه وبرسيم وعلي تفس المنوال تجد هؤلاء الشيوخ يتعجبوا ويستنكروا الهجوم عليهم عندما يصدر أحدهم فتوي بتحريم التماثيل أو أن التي تخرج من بيتها متعطرة فهي زانية - وماذا يتوقع الإنسان من واحد جاي من ورا الجاموسة كل مايعرفه عن التماثيل أنها أصنام وإن الفن كلام فاضي وإنحلال وتضييع وقت وفلوس وعمره مالف في شوارع روما وشاف تماثيل في كل ميدان وشارع وبالتدريج تحول حلم المدينة للقرية بدار أوبرا وتماثيل رخام علي الترعة علي رأي صلاح جاهين إلي كابوس أحضرته القرية معها إلي المدينة متمثلا في عشش الصفيح والعشوائيات وجعير الشعراوي وكشك وأمثالهم

وراء الجاموسة نشأ وترعرع عمر عبد الرحمن في إحدي قري الفيوم حيث البكاء وصرير الأسنان وزاد الطين بله إصابته بالعمي مما جعل الخيارات المتاحة له في الحياة محدودة وهذا الشئ ينطبق علي كثيرين من رواد الحركة الإسلامية زي كشك مما جعل معقل التخلف المسمي بالأزهر الملاذ الأخير لهم وبما إني جبت سيرة الأزهر فأحب أن أتوقف قليلا عند جامعة الجهل تلك

أثناء المرحلة الإعدادية والثانوية كان يفصل بين منزلي العامر والمدرسة ستة محطات أتوبيس تعودت علي قطعهم سيرا علي الأقدام بدلا من ركوب الأتوبيس أو الترماي لتفقد أحوال الرعية
وكان هناك معهد أن طلبة المعهد الأزهري أعمارهم أكبر من أعمار الطلبة في نفس السنة الدراسية فتجد مثلا أعمارأزهري ثانوي إسمه الخازنداره يتوسط المسافة من المنزل للمدرسة وفي فترة الصباح تجد ألاف الطلبة والطالبات يسيرون في الشارع وبمرور الوقت أصبحت الوجوه مألوفة بالنسبة لي ومالاحظته الطلبة في الصف الثاني الثانوي تتراوح بين 16 أو 17 سنة في حين تجد طلبة بالمعهد الأزهري عمرهم 20 سنة في الصف الثاني الثانوي وكنت أشعر دائما أنهم تشكيل عصابي وليسو مجرد طلبة في مدرسة فمعظم المشاكل والمشاجرات في طريق الذهاب والعودة يكونون أحد أطرافها كما كانوا يتميزون بحالة سعار جنسي حاد فقد كان من الطقوس اليومية معاكسة الطالبات وغالبا كان الأمر يقتصر علي كلمة هنا تريقة هناك ربنا وفق الواحد كان بها ماحصلش نصيب شوف غيرها ومتزعلش نفسك لكن طلبة المعهد الأزهري دائما ماكان الأمر بالنسبة لهم يتجاوز الكلام العابر إلي مد الأيدي والتدقير في الأتوبيسات والترمايات لدرجة أصبح معها هذا المعهد مصدر شكوي دائمة من أولياء أمور الطالبات لدرجة أنه تم وضع بوكس شرطة أمامه لمحاولة السيطرة عليهم وأصبح من الملاحظ أن الطالبات عندما يقتربوا من المعهد الأزهري يعبروا الشارع للجهة الأخري لتفادي الوحوش الجائعة بداخله

أثناء الكلية حضرت درس عملي لمراجعة أحد المواد قبل الإمتحان وكان حاضرا معنا طلبة من طب الأزهر وفوجئت ببعضهم يرتدي جلابية وبلغه وأسلوب في التعامل مع الأخرين وبالذات الطالبات أسوء من سواقين الميكروباس وتكررت نفس المأساة في البكالريوس فقد كان أحد نجوم الدروس في الباطنة أستاذ إسمه أحمد مسعود مرفود من عين شمس وتم تعيينه بالأزهر ولكن يموت الزمار وصباعه بيلعب وكان الدرس في أحد الجوامع القريبة من طب عين شمس لكن الحاضرين كانوا خليط من عين شمس والأزهر وأصبح من المعلوم من الدين بالضرورة للجميع الفرق الشاسع في المستوي الدراسي بين عين شمس والأزهر وكان أبشع مثال علي الإنحطاط هناك أن وقف أحد طلبة الأزهر متسائلا في إستغراب - هو المبيض من ضمن الجهاز التناسلي ـ فرد عليه أحمد مسعود بقرف - لأ من الجهاز التنفسي - وأصبح ذلك السؤال محل تندر طول السنة -وخلال إحتكاكي بخريجي الأزهر أثناء فترة النيابة إكتشفت إن كلهم بما فيهم أساتذتهم لايصلحوا حتي أن يكونوا ممرضات

بعد أن أكمل عمر عبد الرحمن تعليمه أو بالأصح تجهيله بالأزهر وأكمل دراسته العليا وأبحاثه في مملكة الظلام أصبح مفتي الدماء بمصر بلا منازع وأتلم المتعوس علي خايب الرجا وأتلم علي شوية عيال بايظة قام كشك بغسل أدمغتهم بغوغائيته تمهيدا للدخول في كنف عم بهايم إلي أن أكتملت فصول المأساة في يوم إغتيال السادات حيث وقف الضحية خالد الإسلامبولي يعلن بكل فخر في المحكمة أنه هو من قتل السادات بينما كان كشك يعلن توبته ويصبح أحد أهم الكتاب بجريدة اللواء الإسلامي الصادرة عن الحزب الوطني حتي موته!!!!!!

خلاصة ماذكره عم بهايم في مرافعته أثناء المحاكمة أنه وإستنادا للكتب الحجرية السالف ذكرها وقيام السادات بموالاة اليهود والنصاري والسماح لسهير زكي ونجوي فؤاد بالرقص وإنتشار الخمر والمعازف وعدم تقطيع الأيادي والأرجل والرؤس في الميادين العامة فقد كفر السادات وأحل دمه وعلي رأي المثل الحجر الداير لابد من لطه واللي عمل فيها الرئيس المؤمن ودولة العلم والإيمان نال جزاء اللعب مع التعابين واللي يحب الدح ميقولش أح وهكذا حال الدنيا.

بعد حكم مخفف خرج عم بهايم مرة أخري للنور وبعد جولة قصيرة أستقر به المقام في بلاد العم سام وبدل مايحمد ربنا ويبوس إيده وش وضهر عادت ريما لعادتها القديمة وحل غراب الخراب في جيرسي سيتي بأحد معاقل الإرهاب وعلي الفور بدأ تشكيل التنظيمات السرية وتحضير الخطط اللازمة للتفجيرات والإغتيالات بس مش كل مرة تسلم الجرة والوقعة المره دي كانت مع ال إف بي أي مش طلبة المخبر وتم القبض علي عم بهايم زي الفار المسلوخ ووضعه في السجن مدي الحياة لإراحة العالم من شره

يستكمل فيما بعد

روعة .. :97:
لو تستطيع التفرغ للكتابة بقية عمرك.

فعلا و بجد مالكش حل.
الضحك قليل المرة دي .. بس لديك طريقة في التعليق ماحصلتش.
تشعرني و كانني أعيش كل ماتحكيه.


لو سمحت اكمل.

حدث خلل في أثناء نقل تلك الفقرة

اقتباس:وكان هناك معهد أن طلبة المعهد الأزهري أعمارهم أكبر من أعمار الطلبة في نفس السنة الدراسية فتجد مثلا أعمارأزهري ثانوي إسمه الخازنداره يتوسط المسافة من المنزل للمدرسة وفي فترة الصباح تجد ألاف الطلبة والطالبات يسيرون في الشارع وبمرور الوقت أصبحت الوجوه مألوفة بالنسبة لي ومالاحظته الطلبة في الصف الثاني الثانوي تتراوح بين 16 أو 17 سنة في حين تجد طلبة بالمعهد الأزهري عمرهم 20 سنة في الصف الثاني الثانوي وكنت أشعر دائما أنهم تشكيل عصابي وليسو مجرد طلبة في مدرسة فمعظم المشاكل والمشاجرات في طريق الذهاب والعودة يكونون أحد أطرافها كما كانوا يتميزون بحالة سعار جنسي حاد فقد كان من الطقوس اليومية معاكسة الطالبات وغالبا كان الأمر يقتصر علي كلمة هنا تريقة هناك ربنا وفق الواحد كان بها ماحصلش نصيب شوف غيرها ومتزعلش نفسك لكن طلبة المعهد الأزهري دائما ماكان الأمر بالنسبة لهم يتجاوز الكلام العابر إلي مد الأيدي والتدقير في الأتوبيسات والترمايات

وأرجو من الإدارة تعديلها إلي التالي

اقتباس:وكان هناك معهدأزهري ثانوي إسمه الخازنداره يتوسط المسافة من المنزل للمدرسة وفي فترة الصباح تجد ألاف الطلبة والطالبات يسيرون في الشارع وبمرور الوقت أصبحت الوجوه مألوفة بالنسبة لي ومالاحظته أن طلبة المعهد الأزهري أعمارهم أكبر من أعمار الطلبة في نفس السنة الدراسية فتجد مثلا  الطلبة في الصف الثاني الثانوي تتراوح بين 16 أو 17 سنة في حين تجد طلبة بالمعهد الأزهري عمرهم 20 سنة في الصف الثاني الثانوي وكنت أشعر دائما أنهم تشكيل عصابي وليسو مجرد طلبة في مدرسة فمعظم المشاكل والمشاجرات في طريق الذهاب والعودة يكونون أحد أطرافها كما كانوا يتميزون بحالة سعار جنسي حاد فقد كان من الطقوس اليومية معاكسة الطالبات وغالبا كان الأمر يقتصر علي كلمة هنا تريقة هناك ربنا وفق الواحد كان بها ماحصلش نصيب شوف غيرها ومتزعلش نفسك لكن طلبة المعهد الأزهري دائما ماكان الأمر بالنسبة لهم يتجاوز الكلام العابر إلي مد الأيدي والتدقير في الأتوبيسات والترمايات

بيوتفل مايند(f)

أصل الموضوع مبقاش مستحمل ضحك لأنه بالتأكيد بعد الحوادث الأخيرة سيتم تمديد العمل بقانون الطوارئ وأصبحت السياسة في مصر محصورة في الصراع بين الحكومة وجماعات الغجر المسماه بالجماعات الإسلامية ولتذهب البلد للجحيم

علي العموم أنا قاعد علي قلبهم لما نشوف أخرتها

neutral

مرحبا بعودتك - جميل جدا (f)

إستمر.

متابعة

(f)

خلال رحلتي للتعرف علي الحركة الإسلامية المعاصرة أكتشفت إن الدراسة النظرية لاتكفي ولكن يجب إحضار عينة وتحليلها للإلمام بكافة جوانب المسألة وبدأت رحلة البحث عن تلك العينة في البيئة المحيطة

أول شخص فكرت في تحليله كان الرجل الأخضر والرجل الأخضر لمن لايعرفه هو شيخ طاعن في السن شبه الخوميني بس علي رفيع يدعي الفرماوي كان يسكن في منطقة قريبة من عمارتنا يتجول في الشوارع مرتديا عمامة وجبة خضراء ويمسك بعصاية خضراء وينتعل بلغه خضراء ويسير في الشارع محاطا بأتباعه مرتدين أشياء خضراء لكن ليس بكثافة كبيرهم الذي علمهم السحر ولايتجاوز عددهم العشرة أشخاص منهم عيلين لاتتجاوز أعمارهم العاشرة ويمتلكون سيارة فيات 131 بيضاء - وليست خضراء - تحتل صورة كبيرة للرجل الأخضر الجزء الأكبر من الناحية اليمني من زجاج السيارة الأمامي بشكل يعيق الرؤية ومما زاد من إهتمامي به أنه أثناء متابعتي لبرنامج تلفزيوني أسبوعي يدعي ندوة للرأي عبارة عن حوار بين شيوخ الحكومة وأعضاء الجماعات الإسلامية المقبوض عليهم بعد إغتيال السادات فوجئت بالرجل الأخضر موجودا من ضمن المقبوض عليهم:10: فتخيلت أن الرجل علي قدر من الأهمية ويجب تحليله بمجرد خروجه من السجن وأريد هنا أن أتوقف قليلا عند برنامج ندوة للرأي فقد كان من أكثر البرامج كوميدية وطرافة في التلفزيون وكأنك تشاهد ندوة يقوم فيها إستفان روستي بمحاولة إقناع محمود المليجي وتوفيق الدقن ومحمد صبيح بالكف عن أداء أدوار الشر لتأثيرها السئ علي المجتمع - محمد صبيح هوالجدع اللي كان عامل رسول هولاكو قائد الجيش التامن المنتصر لمصر في فيلم وا إسلاماه وبيبرق جامد وبيقول أكلم مين لما أحب أخاطب الشعب المصري تن ترا رن تا رد عليه أحمد مظهر وقاله أنا ياكس أمك - المهم ماعلينا خرج الرجل الأخضر من السجن وبدأت في عمل تحريات مكثفة عنه تمهيدا لمواجهته حتي ينهار ويعترف وأثناء تحرياتي أكتشفت إن البعيد لاسع رسمي وإن كل مشكلته في الحياة هم مهندسين الكهربا الكفرة الذين يعصون أمر الله الذي جعل الليل سباتا وهم مصممون علي توصيل الكهرباء للمنازل ويحرم قتل البراغيث والقمل اللي بيجروا في جتته علي أساس تحريم قتل النفس الإ بالحق وإن هو والكام جحش اللي معاه هم فقط المسلمين الحقيقيين والباقي دول كلهم كفرة ومثواهم جهنم وخلاصة الكلام إن العينة طلعت مضروبة وبعدين العالم دي الواحد ميعرفش ممكن يعملوا إيه ممكن تييجي تواجههم علشان ينهاروا ويعترفوا يطلعوا دين أمك فقلت الطيب أحسن وأشوفلي عينة تانية.

في نفس الحي الذي كنت أسكن فيه كان من ضمن شلة الشارع الخاصة بي ثلاثة من نفس سني ونفس السنة الدراسية ومعي في نفس المدرسة الإعدادية والثانوية ولكن نظرا لإنحطاط مستواهم الدراسي بصورة ملفتة للنظر كانت علاقتي بهم تفتر أثناء الدراسة لإلتصاقي بشلة المدرسة ثم تعود الأمور لطبيعتها في أيام الإجازة الصيفية والعطلات الرسمية والأعياد وفوجئت بأحدهم أثناء الثانوية العامة بدأت تظهر عليه أعراض الحركة الإسلامية المعاصرة بعد أن ألتحق بدرس خصوصي لمدرس لغة إنجليزية من المنتمين للحركة الإسلامية المعاصرة وتمثلت تلك الأعراض في شكل إقتناء دراجة 32 سوداء اللون زي بتاعة الفرانين مع عدد 3 زي باكستاني مكون من قطعتين وظهور شعيرات بصورة عشوائية علي جانبي الوجه وفي البداية أعتقدت أنه العينة المثالية لدراستها بحكم الصداقة التي تجمعنا وأن الموضوع لن يحتاج لمواجهته حتي ينهار ويعترف ولكن أكتشفت أن أحد الأعراض كان مقاطعة نيوترال مقاطعة كاملة مما جعل عملية المواجهة ومايتبعها من إنهيار وإعتراف أمر مستحيل وبسؤال باقي أعضاء شلة الشارع فهمت منهم إن النداهة ندهته وبنهاية العام الدراسي عم بهايم جاب كما هو متوقع حاجة وخمسين في المية وألتحق بكلية التربية الموسيقية بالزمالك وحلق دقنه وباع العجلة ورمي البدل الباكستاني وعاد مرة أخري إلي أحضان نيوترال نادما علي مافعله ومعلنا توبته:frown: وبرغم محاولاتي المستمرة لفتح موضوع تلك الحقبة من تاريخه المظلم لمعرفة ماحدث إلا إن كل محاولاتي باءت بالفشل أمام إصراره علي عدم التحدث عنها ومحاولة شراء سكوتي وكف لساني عنه بدعوات متكررة لحضور الأفراح التي يحييها بصحبة رقاصة درجة تالتة فأضطررت لتخفيف الضغط عليه وأستعوضت ربنا في العينة وسألت المولي عز وجل أن يبدلني خيرا منها وهو بالفعل ماحدث حيث أرسلت إلي العناية الإلهية سيد تكفير

يستكمل فيما بعد

وجها لوجه مع سيد تكفير

بعد رحلة مضنية للبحث عن عينة من الحركة الإسلامية المعاصرة لدراستها وتحليلها وبعد أن كدت أفقد الأمل في العثور عليها تدخل القدر وفي ضربة حظ لن تتكرر وجدت نفسي في مواجهة سيد تكفير حيث كنت في زيارة تفقدية لأحد زملائي بالكلية عندما فتح باب الغرفة فجأة وأطل علينا شاب أرعن في حوالي السابعة عشرة من عمره ثم دخل الغرفة لأخذ بعض متعلقاته ولم يحاول إخفاء إمتعاضه من الدخان الذي يملأ الغرفة الذي أظهره في شكل نظرة مملوءة بالقرف لشقيقه الأكبر وصلت شظاياها إلي ثم أخذ مايريد وأغلق الباب مع التمتمة ببضع كلمات وتسابيح وتعاويذ يتلخص محتواها غالبا في تمني إن ربنا ياخد أخوه ويريحه منه

بمجرد إنصراف الشاب الأرعن إنهالت الأسئلة فوق رأس صديقي وبمواجهته كالعادة إنهار وأعترف بأن هذا الشاب الأرعن أخوه الصغير سيد الطالب بمدرسة ثانوي صنايع قسم خزف وزخرفة وأنه إعتنق الفكر المتطرف منذ حوالي سنتين بسبب تردده علي أحد المساجد بالحي وحضوره بعض الدروس الدينية وبسؤاله هل يمتلك سيد عجلة سوداء 32 زي بتاعة الفرانين أندهش صديقي وقال لي إيش عرفك فشرحتله إنه جالس أمام خبير في الحركة الإسلامية المعاصرة وإنه بيتعامل مع أذكي جهاز مخابرات في العالم وإن أي حاجة صغيرة ومش مهمة بالنسبة له مهمة بالنسبة لينا وقمت حضنته وقلتله مصر محتاجة لك يارأفت ترارا ترن تنترا

المظهر الخارجي لسيد تكفير كلاسيك للحركة الإسلامية المعاصرة فقد كان يرتدي بدلة باكستاني تتكون من قطعتين القطعة السفلي علي شكل بنطلون قصير شبيه ببنطلونات فؤاد المهندس والقطعة العليا عبارة عن قميص بأكمام طويلة وعدد ثلاثة أزرار أمامية في المنطقة العلوية من القميص مع جيب في الناحية اليسري من الصدر محشور به مصحف صغير وعدة أعواد من السواك وتوجد طاقية بيضاء مخرمة علي رأسه ولكن أكثر مالفت نظري هو لحية سيد فقد كان من الواضح أن هرمون التستستيرون الخاص بسيد لايعمل بالكفاءة المطلوبة مما أدي إلي نمو لحيته علي شكل كور من الشعر نابتة كجزر نائية في محيط وجهه العكر وتعطيك إحساس إن حد ملزقهمله

بناءا علي الإعترافات التي أدلي بها شقيقه الأكبر فسيد يواظب علي حضور صلاة الجماعة بمسجد قريب يعج بالمتطرفين دينيا وقد بدأت بوادر التطرف تظهر علي سيد بعد إرتياده لذلك المسجد بفترة قصيرة حيث ظهرت الأعراض في شكل مشاجرات مع والده بسبب إحتساءه للبيرة بشكل دائم بحجة إنها مفيدة للكلية وإعتراضه علي وجود تلفزيون بالبيت وتعرضه بالضرب لإخواته البنات بحجة خروجهم سافرات من المنزل كما علمت أثناء التحقيق معه بأن سيد يمتلك مجموعة لابأس بها من كتب السلف الصالح وبعض كتب الرقائق بالإضافة لمجموعة أخري من شرائط الكاسيت لمشاهير الحركة الإسلامية المعاصرة وبعض الأناشيد والأهازيج الدينية التي يسمعها بصفة مستمرة بالمنزل لزوم بث الحماسة في القلوب

بعد أن شرحت لصديقي إهتمامي بدراسة الحركة الإسلامية المعاصرة وإن أخوه سيد يصلح كعينة ممتازة في تلك الدراسة وافق علي إطلاعي علي مكتبة سيد الإسلامية وترتيب لقاءات بيني وبينه لتجاذب أطراف الحديثوقال لي لو عايز تاخده معاك البيت وتريحنا منه مفيش مشاكل فإعتذرت بأدب - الواحد مش ناقص مصايب -

عند إطلاعي علي مكتبة سيد الإسلامية قرأت بعض عناوين لكتب من التي قرأت أسماءها في لستة كتب عمر عبد الرحمن فإستبشرت خيرا كما وجدت كتب بعناوين مثل - ففروا إلي الله -صفة صلاة النبي - معالم في الطريق - حجاب المرأة المسلمة ـ مختصر منهاج القاصدين - المستقبل لهذا الدين - أدلة تحريم حلق اللحية - الحكومة الإسلامية - منهاج الإنقلاب الإسلامي - الأربعين النووية - كنت بفتكره كتاب في الفيزياء النووية طلع كتاب أحاديث ـ

تناولت كتاب أدلة تحريم حلق اللحية لأن العنوان شدني فوجئت بأن المؤلف سعودي وذكر في المقدمة لبحثه الهام إنه ثالث شخص علي مستوي العالم يؤلف كتاب عن اللحية وكان نفسي أعرف مين ولاد القحبة الإتنيين التانيين الذين سبقوه وبسؤال سيد عنهم أنكر معرفته بيهم لكنه أشاد بسبقهم في تلك المسألة المهمة

بجانب أمهات الكتب وكتب الرقائق يحرص سيد علي متابعة وإقتناء المجلات والدوريات العلمية المهمومة بالحركة الإسلامية المعاصرة مثل مجلة الإعتصام والمختار الإسلامي ويقتني أعداد كبيرة منهم وبتفحص أحد أعداد المختار الإسلامي فوجئت بحملة شعواء علي فرج فودة في كل صفحات المجلة بدءا من إطلاق إسم دكتور إف إف عليه إلي إتهامه بالعمالة للصهيونية والشيوعية والصليبية والمهلبية وإنتهاءا بتحليل دمه وهو ماحدث بالفعل بعد ذلك كما لاحظت إنحياز كامل لإيران في حربها مع العراق بالرغم من الخط الحكومي المعروف المؤيد للعراق

بالإطلاع علي كتب وكراريس سيد المدرسية وكان معظم الكراريس عبارة عن كراريس طويلة مربعات نص سم لم أجد بها أي خزف أو زخرفة ولكن مالفت نظري أن في الصفحة الأولي من كل كراسة توجد آية قرآنية بخط سيد مختارة بعناية وكل الآيات علي شاكلة
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون وتنويعاتها المختلفة
إن الحكم إلا لله
لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة
إن الدين عند الله الإسلام
فلا وربك لايؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم
لن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم

بسؤال سيد عن أكثر الشيوخ الذي تأثر بهم أفاد بأنه لايستمع إلي شيوخ الحكومة لأن كلهم منافقين ولكن إلي شيوخ الصحوة ككشك وأحمد القطان وعدة أسماء لبهايم من السعودية مع بعض التحفظ علي الشعراوي ثم أشاد كثيرا بالشيخ محمد عبد العظيم لأنه من السلفيين والعلماء العاملين وعالم بالحديث ومصطلحه ولاتأخذه في الحق لومة لائم ولايتواني عن تكفير الكافر وتكفير من لايكفر الكافر وتكفير من لايكفر الذي لم يكفر الكافر في سلسلة لانهائية من التكفير مما جعله يستحق عن جدارة لقب سيد تكفير

تحتل الحدود الشرعية كتقطيع الأيدي والأرجل والرؤوس والجلد والرجم وخلافه مكانه مهمة في النسق المعرفي الإبستمولوجي الذي يتبناه سيد تكفير ويعتقد سيد تكفير أنه بمجرد وضع تلك الحدود موضع التنفيذ سيتم حل كل المشاكل تلقائيا وذلك لسببين أحدهم ميتافيزيقي وذلك إستنادا إلي الآية الكريمة التي تقول لو أن أهل الأرض أمنوا وأتقوا لفتحنا عليهم أبواب السماوات والأرض وأكبر دليل علي ذلك هو الرخاء الذي ترفل فيه السعودية بسبب تطبيقها للحدود أما السبب الأخر فهو منطقي وعقلاني وخلاصته إن بمجرد ماشخص يتم قطع يده بسبب السرقة كل واحد هيحترم نفسه ويتلم وكلنا نعيش في تبات ونبات ونخلف صبيان وبنات ويحلم سيد تكفير باليوم الذي يري فيه تلك الحدود تنفذ في مصر

موقف سيد تكفير من المرأة وقضاياها أكثر تعقيدا من موقفه من قضية الحدود فسيد تكفير خلال عمره القصير علي ظهر هذا الكوكب البائس لم يسعفه الحظ في التعرف عن قرب علي قضايا المرآة الحميمية وكل معلوماته عنها إستقاها من شيوخ الحركة الإسلامية المعاصرة وبعض الزيارات الليلية التي تقوم بها أعضاء الحركة النسائية لسيد في سريره ليلا وقيامهن بأفعال يعف لساني عن ذكرها أثناء نومه مما يتسبب في إحداث بلل بالقطعة السفلي من ملابسه الداخلية ويضطره للإستحمام بصورة متكررة وقد حاول سيد أكثر من مرة إيقاف الحركة النسائية عند حدها بلا جدوي كما حاول عقد صلح مع تلك الحركة علي أرض الواقع أيام جاهليته ولكن لم يحالفه الحظ فقرر سيد إغلاق ذلك الباب مرة واحدة وللأبد عن طريق وئد الحركة النسائية فسيد تكفير يعتقد أن النقاب هو الزي الصحيح الذي يجب أن تلتزم به الحركة النسائية كما يستحسن ألا تغادر الحركة النسائية البيت إلا للضرورة القصوي كحالات المرض والوفاة ويجب أن يقتصر تعليم الحركة النسائية علي العلم الشرعي النافع وبعض الأمور النسائية كالتدريس وطب النساء وماعدا ذلك فهو خروج علي شرع الله الذي أمر الحركة النسائية أن تقر في بيوتها ويتوقفوا عن زياراتهم الليلية لسيد

يستكمل فيما بعد

المزيد ..

ماينفعش تخلص مرة واحدة ؟