كلما وصفت بعض رجال الدين الاسلامي بالكهنوتية ينبري البعض معاتبا بأنه لايوجد كهنوتية في الاسلام. ولحد الان لم استطع ان استخلص هل ان الكهنوتية "محرمة" في الاسلام ام انها فقط غير محبذة او لايوجد " نص" يجيزها فتصبح ضمن " البدعة" التي يمكن تنظيمها بحيث تقع ضمن البدعة السيئة او الحسنة حسب حاجة الخطاب.
والاصل ليس بالاسماء والالقاب وانما بالجوهر. فهل يمكن القول انه ليس لدينا كهنة فقط لانهم لايسمون انفسهم " بالكاهن" ام لان جوهر الوظيفة التي يمارسونها ليست كهنوتية وبالتالي يطرح سؤال ماهي الكهنوتية التي تضايق صدر من تطلق عليه؟
بعض كهنة الوهابية يعمل جاهدا لابقاء المعنى محصورا ضمن إطاره اللغوي الحرفي قائلا ان " الكهنة" من التكهن، وبالتالي تعني قراءة الغيب ومعرفة المستقبل، متجاوزا ان الكهنة هي وظيفة اجتماعية تاريخية لها مضمون تاريخي لايمكن تجاوزه بهذه السهولة. الكهانة هم رجال الدين عند الشعوب القديمة وفي الاصل كانوا " علماء" بالعلاقة بين الالهة والعامة. الكهنة هم المسؤولين عن حفظ ذاكرة القبيلة ومعارفها وعلمها الطبي الذي كانوا الى حد كبير قائمين على الغيبيات وقوى الالهة، حيث سلطتهم منسوبة اليها وهم المسؤولين عن حفظ ارتباط الناس بالالهة وتقديم العطايا والاداء السليم للشرائع. بمعنى اخر فالكاهن هو حافظ " الدين الصحيح. مالذي يختلف ذلك عن وظيفة رجال الدين الاسلامي اليوم؟
يدعي البعض ان الكهن تشرع وتحرم في حين ان رجال الدين الاسلامي لايقومون بذلك بل فقط يقارنون ويجتهدون، ولكن هل الامر كذلك حقا؟
نعرف عشرات الفتاوي التي تحرم وتحرم وقلما تحلل. كهنتنا على استعداد دائم للتحريم وزيادة التحريم من باب سد الذرائع، عوضا عن العودة الى مبدأ كل ماهو غير محرم بنص قاطع فهو حلال ومبدأ التيسير ولا التعسير.
ليس بعيدا عنا فتوى تحريم المرأة للبس البنطلون حتى امام زوجها او تحريم ان تنزع ملابسها حتى امام زوجها (لااعرف لماذا يعشق كهنتنا موضوع المرأة) او تحريم قيادتها للسيارة او تحريم حتى لعبة كرة القدم والتلفزيون والتلفون والديش. بعض التحريمات اضطروا لبلعها والتغاضي عنها وكأنها لم تكن، لا بل اصبحوا هم نفسهم من نجوم التلفزيون الذي كانوا يحرموه.
لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل انهم يستخدمون القاب وملابس تذكر بالقاب كهنة الشعوب القديمة ومراكزها وملابسها. هم احيانا الامام والامام الاكبر او الفضيلة والشيخ وحتى آية الله، كلها القاب لم تكن موجودة في فجر الاسلام ولم يسبق ان اطلقت حتى على صحابي فمتى ظهرت وشاعت، ولماذا ليست بدعة؟
يروق لهم احيانا بتسمية نفسهم " بالعلماء" متخفين خلف آية تدعوا الى سؤال آهل الذكر" وطبعا يحاولون بالاسقاط اعطاء الانطباع ان اهل الذكر هم العلماء، ولكن من اين اتوا بهذا التفسير؟
هل كان يطلق على الصحابة "اهل العلم او العلماء"؟ لااحد يستطيع ادعاء ذلك، كما ان العلم الذي يشيرون اليه ظهر وترعرع بعد فترة الصحابة بفترة طويلة، لااحد يستطيع الادعاء ان الصحابة كانوا يحفطون القرآن بأكمله او الاحدايث بأكملها مع التفاسير واسباب النزول، ولهذا السبب بالذات نرى الخلاف الكبير في روايات اسباب النزول مثلا. فمتى اصبح العلماء علماء؟
الايستحقوا فعلا صفة الكهنة عن حق؟

اقتباس:  طريف سردست   كتب/كتبت  
 

كلما وصفت بعض رجال الدين الاسلامي بالكهنوتية ينبري البعض معاتبا بأنه لايوجد كهنوتية في الاسلام. ولحد الان لم استطع ان استخلص هل ان الكهنوتية "محرمة" في الاسلام ام انها فقط غير محبذة او لايوجد " نص" يجيزها فتصبح ضمن " البدعة" التي يمكن تنظيمها بحيث تقع ضمن البدعة السيئة او الحسنة حسب حاجة الخطاب.
والاصل ليس بالاسماء والالقاب وانما بالجوهر. فهل يمكن القول انه ليس لدينا كهنة فقط لانهم لايسمون انفسهم " بالكاهن" ام لان جوهر الوظيفة التي يمارسونها ليست كهنوتية وبالتالي يطرح سؤال ماهي الكهنوتية التي تضايق صدر من تطلق عليه؟
بعض كهنة الوهابية يعمل جاهدا لابقاء المعنى محصورا ضمن إطاره اللغوي الحرفي قائلا ان " الكهنة" من التكهن، وبالتالي تعني قراءة الغيب ومعرفة المستقبل، متجاوزا ان الكهنة هي وظيفة اجتماعية تاريخية لها مضمون تاريخي لايمكن تجاوزه بهذه السهولة. الكهانة هم رجال الدين عند الشعوب القديمة وفي الاصل كانوا " علماء" بالعلاقة بين الالهة والعامة. الكهنة هم المسؤولين عن حفظ ذاكرة القبيلة ومعارفها وعلمها الطبي الذي كانوا الى حد كبير قائمين على الغيبيات وقوى الالهة، حيث سلطتهم منسوبة اليها وهم المسؤولين عن حفظ ارتباط الناس بالالهة وتقديم العطايا والاداء السليم للشرائع. بمعنى اخر فالكاهن هو حافظ " الدين الصحيح. مالذي يختلف ذلك عن وظيفة رجال الدين الاسلامي اليوم؟
يدعي البعض ان الكهنة  تشرع وتحرم في حين ان رجال الدين الاسلامي لايقومون بذلك  وانما فقط يقارنون ويجتهدون، ولكن هل الامر كذلك حقا؟
نعرف عشرات الفتاوي التي تحرم وتحرم وقلما تحلل. كهنتنا على استعداد دائم للتحريم وزيادة التحريم من باب سد الذرائع، عوضا عن العودة الى مبدأ كل ماهو غير محرم بنص قاطع فهو حلال ومبدأ التيسير ولا التعسير.
ليس بعيدا عنا فتوى تحريم المرأة للبس البنطلون حتى امام زوجها او تحريم ان تنزع ملابسها حتى امام زوجها (لااعرف لماذا يعشق كهنتنا موضوع المرأة) او تحريم قيادتها للسيارة او تحريم حتى لعبة كرة القدم والتلفزيون والتلفون والديش. بعض التحريمات اضطروا لبلعها والتغاضي عنها وكأنها لم تكن، لا بل اصبحوا هم نفسهم من نجوم التلفزيون الذي كانوا يحرموه. لقد اضاعف حجم الدين آلاف المرات بفضل جهودهم لتعقيد الامر، حتى اصبح القرآن نقطة في بحر تشريعاتهم وكتبهم.
لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل انهم يستخدمون القاب وملابس تذكر بالقاب كهنة الشعوب القديمة ومراكزها وملابسها. هم احيانا الامام والامام الاكبر او الفضيلة والشيخ وحتى آية الله، كلها القاب لم تكن موجودة في فجر الاسلام ولم يسبق ان اطلقت حتى على صحابي فمتى ظهرت وشاعت، ولماذا ليست بدعة؟
يروق لهم احيانا بتسمية نفسهم " بالعلماء" متخفين خلف آية تدعوا الى سؤال آهل الذكر" وطبعا يحاولون بالاسقاط اعطاء الانطباع ان اهل الذكر هم العلماء، ولكن من اين اتوا بهذا التفسير؟
هل كان يطلق على الصحابة "اهل العلم او العلماء"؟ لااحد يستطيع ادعاء ذلك، كما ان العلم الذي يشيرون اليه ظهر وترعرع بعد فترة الصحابة بفترة طويلة، لااحد يستطيع الادعاء ان الصحابة كانوا يحفطون القرآن بأكمله او الاحدايث بأكملها مع التفاسير واسباب النزول، ولهذا السبب بالذات نرى الخلاف الكبير في روايات اسباب النزول مثلا. فمتى اصبح العلماء علماء؟
الايستحقوا  فعلا صفة الكهنة عن حق، وهم الذين يبيعون الفتاوي في سبيل المحافظة على مراكزهم وسلطتهم ووظائفهم؟  انهم لم ينسوا حتى ان يصدروا فتاوي تحميهم من غضب العامة وتتدخلاتها: ان لحمهم مسموم، وكان الاحرى بهم ان يقولوا : ان لسان العلماء مسموم