{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
ياريموثا
عضو رائد
    
المشاركات: 1,523
الانضمام: Dec 2005
|
أدباء من العالم يكتبون نصوصاً من أجل أطفال لبنان
[CENTER]طروادة مرة أخرى
البرتو مانغويل**
عندما أفكر في بيروت, تتراءى لي ثلاث صور. الأولى هي الصورة التي وصفتها لي أمي بعد زيارة المدينة مطلع الخمسينات. وعلى رغم زيارتها باريس وروما والبندقية, كانت تعتقد انه ما من مدينة أجمل وأكثر أناقة وضيافة من بيروت. وكلما ساءت الأمور في بوينس أيرس (وهذا ما كان يحصل غالباً), كانت تتذمّر وتهز رأسها وبدلاً من تكرار «موسكو, موسكو!» كما كانت تردده إحدى الشقيقات الثلاث في مسرحية تشيخوف, كانت تتنهّد قائلة «بيروت, بيروت!», كما لو ان حياتها في هذه الجنة كانت لتختلف لو بقيت فيها. لربما كانت كذلك, إذ ان بيروت كانت في نظرها مدينة يقلّ نظيرها, والأمور المستحيلة تنزع عادة إلى الكمال.
أما الصورة الثانية التي تحضرني فهي صورة المدينة التي زرتها في العام 2004. عند عودتي إلى دياري, خلّفت لدي صداقة الناس ولطفهم الرائع والتبدل الدائم في الطابع الناتج عن تنوّع الإرث الثقافي والفخر والارتياح لدى رؤية إعادة إعمار المدينة عقب الحرب, وغياب الخجل في إظهار الندبات والإيمان الراسخ والمشترك في الأهمية الحيوية الكامنة في الشعر والموسيقى والطعام اللذيذ والحوار العاقل, حنيناً مفاجئاً لما اختبرته من حضارة.
والصورة الثالثة التي أتخيلها هي مشهد المدينة المدمرة بالقنابل الذي أراه الآن في الأخبار المسائية. وشأنها شأن كل مدينة منكوبة, أصبحت بيروت في الوقت عينه مكاناً للمعاناة الشخصية اليومية التي يتعذّر وصفها, وصورة كل مدينة ترزح تحت وطأة الحرب بصورة عامة. فباتت المكان الذي تداعت فيه الجدران التي استلزمت مدة طويلة لتشييدها وسقطت في الشوارع, وحيث أحدهم يحدق في سطح انهار على قاطني منزل، من شقيق وشقيقة وصديق وقريب وطفل. ومن هنا مرّ جنود.
وأعتقد ان ثمة بيروت رابعة. فهي ليست من حجارة مبنية أو مدمرة بقدر ما هي مجبولة بصمود الذاكرة. ففي أحد الكتب الأخيرة من ملحمة «الإلياذة», يطارد المحارب أخيل هكتور الذي قتل صديقه باتروكلس. الاثنان جنود تلطخت أيديهم بالدماء, وأحبا أشخاصاً قتلوا وكل منهما يعتقد ان قضيته محقة. الأول يوناني والثاني من مدينة طروادة, ولكن لا مكان لولائهما في هذه اللحظة بالذات. ليسا سوى رجلين يعتزم كل منهما قتل الآخر. مرّا أمام أسوار المدينة ونبعي نهر سكامندر. وفي هذه اللحظة أوقف هوميروس وصفه ليذكرنا:
وهنا بالقرب من النبعين, كأن أحواض الغسيل تملأ الصخور المجوّفة والعريضة والملساء حيث نساء طروادة وبناتهن الفاتنات كنّ يغسلن ثيابهن المتلألئة في الأيام الرغيدة, الأيام التي نعمت بالسلام قبل مجيء أخيل... مرا من هنا
__________________________________
** البيرتو مانغويل .. الروائي و الباحث و المفكر و المترجم الكندي - الارجنتيني المولد. فهو من ترجم رواية امين معلوف '' موانئ المشرق'' للإنكليزية.
|
|
09-27-2006, 06:57 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
ياريموثا
عضو رائد
    
المشاركات: 1,523
الانضمام: Dec 2005
|
أدباء من العالم يكتبون نصوصاً من أجل أطفال لبنان
|
|
09-27-2006, 07:08 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}