آمون
عضو متقدم
   
المشاركات: 700
الانضمام: Jan 2004
|
بشر وتاريخ طبيعي
اصطبحنا وصبح الملك لله
وأنا أتفصح عدد اليوم من "الشرق الأوسط" على موقعها منذ دقائق قرأت خبراً استدعى تعليقا سريعا أكتبه على عجل قبل أن أذهب إلى عملي :
اقتباس من الخبر :
اقتباس:وكانت الرياض أعادت أمس لذاكرة السعوديين سيرة وإنجازات احد ملوك البلاد حيث شهدت مدينة الرياض مساء أمس احتفالاً تاريخياً وثقافياً كبيراً بمناسبة افتتاح الندوة العلمية لتاريخ الملك سعود. وأقيم بهذه المناسبة احتفالان، حيث استضافت قاعة الملك فيصل للمؤتمرات حفل افتتاح الندوة وشاهد الحضور فقرة مرئية وثائقية عن الملك الراحل، كما تم خلال الحفل افتتاح المعرض الوثائقي لدارة الملك عبد العزيز بهذه المناسبة تدشين كتاب «تاريخ الملك سعود: الوثيقة والحقيقة» لمؤلفه الامير الدكتور سلمان بن سعود بن عبد العزيز، وتدشين موقع الملك سعود على شبكة الانترنت، كما استضاف المتحف الوطني بمركز الملك عبد العزيز التاريخي عقب حفل افتتاح الندوة حفلاً آخر تم خلاله تدشين كتاب الملك سعود بن عبد العزيز المصور الذي اعدته وكتبت النص التاريخي له الاميرة فهدة بنت سعود بن عبد العزيز وأصدرته مؤسسة التراث بالرياض.
هنـــا
احتفال بسيرة وانجازات الملك سعود أقامته أسرة الملك ، الأسرة الحاكمة ، وأقيم في قاعة الملك فيصل ، وشهد تدشين كتاب عنه من تأليف ابنه الأمير سلمان بن سعود وكتاب آخر مصور من إعداد ابنته الأميرة فهدة ينت سعود ، أما كلمة الافتتاح فقد ألقاها أخوه الأمير سلمان بن عبدالعزيز .
بمعنى رمزي على الأقل يحق لنا أن نطرح هذا السؤال : أين السعوديون كشعب في احتفالية كهذه المفروض أنهم أول المعنيين بها ؟
إجابة مقترحة : هم بالطبع هناك ، لكنهم هناك كمدعوين ليس فقط لحضور الحفل بل للاندراج في رؤية لتاريخ بلدهم تستبعدهم تقريبا منه وفي أحسن الأحوال تضعهم كمادة له وموضوع لحركته ، وعمليا تحيلهم إلى ممثلين ثانويين (كومبارس) لا يُستدعون إلا لخدمة دور البطل وتأكيد بطولته والشهادة عليها .
ماذا يتبقى للجماعة الإنسانية إن هي حُرمت من أن تحكي قصتها مع الزمن وما فعلته به وما فعلها بها وكيف ولماذا هي هنا في هذه اللحظة وفي هذا المكان ، أن تنظر خلفها وتمعن النظر بحثاً عن معنى وسياق حقيقيين بعيدا عن الرمز والمجاز لوجودها في هذا العالم ، أن تؤسس لذاكرة وطنية مشتركة تستند إليها في تحسس طريقها إلى المستقبل ، وفي أكثر المعاني بساطةً ومدرسية : أن تدرس تاريخها لاستخلاص الدروس والعبر ؟
والمقرر على السعوديين ، في مدارسهم وجامعاتهم كما في فضائهم الثقافي العام ، نسخة هزلية دعائية لـ "تاريخ" يراد لهم أن يعتمدوه تاريخاً لهم قانعين بهامشية غير أخلاقية قبل أي اعتبار آخر لدورهم في تاريخ بلدهم ، وحيث لم يجرؤ سعودي واحد على تحدي الرواية الرسمية يحق لنا أن نفترض أنهم راضون بقسمة ضيزى قسمت لهم .
أما "التاريخ" الرسمي المقرر فيبدأ مع جدود الملك المؤسس ومحاولاتهم في تأسيس دولة تسمى "الدولة السعودية الأولي" ثم تأسيس "الدولة السعودية الثانية" ثم المحاولة الثالثة الناجحة ، ومن الملك المؤسس تكر من السبحة خمس حبات من نوع سوبر لا يعرف الخطأ ولا الزلل ، يبنون على مجد أبيهم أمجاداً جديدة وعلى انجازاته انجازات ، ومعهم وبين أيديهم يتحرك التاريخ وبالطبع دون أن تسقط من أيديهم لحظةً واحدة راية التوحيد التي تسلموها من يد أبيهم مباشرة ، وفي ظلالهم ، على هوامش ظلالهم ، هناك مفعول به لا يذكر إلا لماماً ولا يذكر إلا كمفعول به ، وإلى ذلك فهو "تاريخ" ناصع البياض سكوني مسمط مقفر وكأنه تاريخ بيولوجي لفصيلة من الطيور ، ومَن غير الطيور وبقية فصائل الطبيعة غير الإنسانية لا يعرف في مسيرته انكساراً أو هزيمة أو فشلاً ؟ ومَن غير الطيور وبقية فصائل الطبيعة يمكن اختزال مجموعه في عينة واحدة مفردة منه تنوب عن المجموع وتدل عليه !
|
|
11-27-2006, 10:03 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}