حوار مع دحلان
خالد القاسم: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام في هذه المقابلة الخاصة التي نحاول من خلالها البحث في تفاصيل الوضع السياسي والأمني الفلسطيني، حيث لم يعد خافياً على أحد أن الفواصل باتت مغيبة بين الانفراج والانفجار في الأزمة الداخلية الفلسطينية.
ضيفنا في هذه المقابلة هو عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو المجلس الثوري لحركة فتح السيد محمد دحلان أهلاً بك سيد محمد, ولنبدأ من النهاية ماذا تتوقع بعد خطاب الرئيس الفلسطيني بالدعوة إلى إجراءات انتخابية رئاسية وتشريعية والبحث أيضاً في تشكيل حكومة وحدة وطنية؟
محمد دحلان: يعني يجب أن نسأل لماذا وصل الرئيس أبو مازن إلى هذا الحد بعد ستة شهور من المفاوضات والجدل والنقاشات والاستيضاحات والاستدراكات والاستفعالات التي استمعنا إليها من حركة حماس، حركة حماس تريد أن تناقش وأن تحاور وأن تبقى في الحكومة وأن يبقى الحصار مفروضاً على الشعب الفلسطيني وأن تستمر في جلب الأموال لصالح حركة حماس فقط وليس لصالح الشعب الفلسطيني، ما يدخل إلى خزائن السلطة هو نقطة في بحر مما تدخله حركة حماس من الخارج ومن مصادر أخرى، وهذه الأموال جلبت لمساعدة الشعب الفلسطيني وليس لمساعدة حركة حماس على افتعال حروب أهلية، وبالتالي الرئيس أبو مازن وصل إلى هذا الحد، يفترض حسب القانون أن يقيل الحكومة ولكن الجميع قال له أن إقالة الحكومة ربما تفسر على أنها مؤامرة بعقلية المؤامرة من قبل حركة حماس، ولذلك عد إلى الشعب الفلسطيني بخيار الانتخابات المبكرة رئاسية وتشريعية, وأبقى الرئيس أبو مازن الباب مفتوحاً من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية قائمة على كفاءات فلسطينية وخيرة أبناء الشعب الفلسطيني من هذه الكفاءات تضمن فكاً للحصار عن الشعب الفلسطيني, وليس الحصار فقط بل أكثر من ذلك نحن علينا حصار سياسي واقتصادي إضافةً إلى الكوارث الأمنية التي مورست وبشكل فظيع ضد الشعب الفلسطيني خلال السبعة شهور الماضية سواء من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو من قبل عصابات تنتمي لحركة حماس عاثت فساداً وقتلاً وتدميراً في المجتمع الفلسطيني.
هل الشارع الفلسطيني مقبل على حرب أهلية؟
خالد القاسم: حركة حماس وفور انتهاء الخطاب أعلنت أنها ترفض الانتخابات المبكرة، وكانت قبل الإعلان قالت بأن الدعوة إلى انتخابات مبكرة وإقالة الحكومة هي وصفة سياسية لحرب أهلية، هل الشارع الفلسطيني مقبل على حرب أهلية؟
محمد دحلان: بالتأكيد لا، حركة حماس لديها مصالح وحركة فتح لديها مصالح، والشعب الفلسطيني لديه مصالح وبالتالي فكرة الحرب الأهلية غير واردة على الرغم من الكثير من التجاوزات والتطاحنات التي تفرض بين الحين والآخر من قبل حركة حماس على أبناء حركة فتح من عمليات اغتيال واختطاف كثيرة لا بد أن الشعب الفلسطيني لم ينساها حتى الآن، ولكن حركة حماس هي ضد كل شيء ومع إبقاء الوضع الراهن كما هو، وأن يعني تستمر في هذه الغوغاء دون إحداث انفراج عن الشعب الفلسطيني, وبالتالي أنا أعتقد أن ما جاء على لسان أخي أبو مازن صباح هذا اليوم ربما يكون أساساً لوضع انفراج سريع لأزمة الشعب الفلسطيني وكارثته من حصار اقتصادي وسوء أوضاع أمنية وإساءة للشارع الفلسطيني ولكل وطني فلسطيني كما استمعنا إليه بالأمس، وبالمناسبة كل هذا التحرك لحركة حماس وللحكومة قبل ثلاثة أيام من تحريض قبل مجيء رئيس الحكومة إلى معبر رفح, من تحريض وتجاوزات واغتيالات كان هدفه الضغط على الأخ أبو مازن أن لا يلقي خطابه اليوم ونحن لدينا معلومات دقيقة حول ذلك ليست معلومات سرية بالمناسبة، حماس نادت في الشوارع في أكثر من مرة بالتوجه إلى معبر رفح لتدمير محتوياته وحصل ذلك أول أمس من خلال تدمير ونهب وسرقة أموال الشعب الفلسطيني على أيدي عناصر حركة حماس, وأعتقد أن أحمد يوسف الذي كان بشكل عفوي يتحدث مع عناصر حماس في معبر رفح قد أجلى الحقيقة حين قال أن هذا عار على من ينهب ويسرق ممتلكات الشعب الفلسطيني، ثم بعد ذلك يتهموا أو يجدوا لهم شخصاً ليلقوا بالتهم جزافاً عليه معتقدين أنه بهذه التهم يرعبوا ويرهبوا المواطن الفلسطيني والشعب الفلسطيني.
خالد القاسم: الشخص الذي تتحدث عنه هو شخصكم محمد دحلان، لماذا محمد دحلان يُتهم بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء إسماعيل هنية؟
محمد دحلان: يعني أولاً هذه التهمة جاءت متأخرة في البداية بدؤوا بالرئيس أبو مازن وبحرس الرئيس أبو مازن، ثم تذكروا أنه لأ الأفضل إلهم إنو يتهموا محمد دحلان، على العموم هذا تاريخ قديم أنا على خلاف سياسي مع المجمع الإسلامي منذ عام 1980، منذ عام 1980- 1981 كان المجمع الإسلامي الذي أصبحت حماس عنوانه السياسي كان لا يؤمن بالكفاح والنضال ضد الاحتلال وكان يعتبر ذلك خيانة وكفراً لأنه إهدار لإمكانيات وقدرات الشعب الفلسطيني، وهذا أنا أسوقه فقط للتذكير حين كنا نعتقل في السجون الإسرائيلية كانت حماس تلومنا, يعتبروا أن شهداؤنا كان هناك شعار ونحن في الجامعة يقولوا لنا "عملكم بوار وموتاكم في النار" يعني من يوم ما تعرفنا على المجمع الإسلامي والحمد لله والمشاحنات السياسية قائمة، ولكن لم أكن يوماً طرفاً في أن أحوّل الخلاف السياسي إلى خلاف شخصي، حماس تحوّل كل شيء إلى خلاف شخصي، ويصرف لك إما أنت ونصيبك إما كافر أو ملحد أو مرتد أو جاسوس أو متآمر المهم إنهم هم الناس الطهراء إنو النزيهين، الآن عرضوا أفكاراً كثيرة قبل الانتخابات الدمج بين المقاومة وبين الانتفاضة وبين المفاوضات، لا شايفين مقاومة ولا شايفين انتفاضة ولا شايفين بناء سلطة، فقط شايفين أن الوضع الفلسطيني ينهار من خراب إلى خراب، أما لماذا يستقصدوني بشكل دائم، أولاً هذا شرف عظيم لي يعني أن لا أدعيه, ولكن إذا كانت حركة حماس يعني تحلم باسمي ويقلقها اسمي يعني هذا موقف أعتز به بين صفوف حركة فتح أن أدافع عن هذه الحركة العملاقة التي هي إرث 40 عاماً من النضال ومن الشهداء ومن الأسرى ومن المعذبين في الأرض, قبل أن تبدأ حركة حماس وتظهر قبل 19 سنة بالمناسبة، حركة حماس أخي إسماعيل هنية مبارح يقول ثلاث تحولات حدثت بعد انطلاقة حركة حماس هم دخلوا الانتفاضة الأولى بعد ثلاثة أشهر من انطلاق الانتفاضة، أما الانتفاضة الثانية فأنا ما زلت أحتفظ بتصريحات الدكتور الزهار الذي يقول أن هذه الانتفاضة مؤامرة صنعها ياسر عرفات ليغطي على اتفاق سري بكامب ديفيد تصريحاته محفوظة عودوا إليها, وبالتالي خلط الحابل بالنابل هذا لن يسعف حركة حماس، حركة حماس تحاول أن تغطي على فشلها، تحاول أن تغطي على إرهابها ضد الشعب الفلسطيني، تحاول أن تغطي على مقتل ثلاث أطفال الذين سحقوا أمام أعين الحكومة ولم تفعل شيئاً، وكل مرة يبحثوا عن ضحية جديدة يعتقدوا أن يعني يدقوا الرعب في قلوبنا، حماس لا تعرف أبناء فتح, ويبدو أنها قد يعني أضاعت بوصلتها في الأشهر الأخيرة فهي تنجر من خطأ إلى خطيئة ومن كارثة إلى كارثة، خطابات الأمس أنا شاهدتها وكنت يعني كنت سعيداً كفتحاوي أن أستمع إلى هذا الجنون من بعض المشعوذين, ولكن كنت حزيناً على ما آلت إليه حركة حماس من حركة مناضلة إلى حركة يعني تلهث وراء اتهامات وكأنها مندوبة الله سبحانه وتعالى على الأرض تصرف صكوكاً للغفران وصكوكاً للوطنية، هذه الشعوذة يجب أن يقلعوا عنها لأنها لا ترهب أحداً ولا تغير في الواقع شيئاً.
خالد القاسم: نعم ولكن هل تعتقد بأن لزيارة إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني إلى الخارج كان تأثير على هذه الخطابات وعلى هذه الموجة من العنف التي حدثت؟
دحلان: الأخ إسماعيل هنية يحظى باحترام حتى من أبناء حركة فتح
محمد دحلان: أكيد لأ، ربما قليلاً ولكن هذا منهج حركة حماس منذ أشهر طويلة منذ سبعة أشهر, وبالمناسبة حركة حماس اغتالت كوادر من حركة فتح قبل ثلاثة سنوات أو أربعة سنوات، قائد الشرطة الخاصة اغتيل ومثّل بجثته تحت عنوان أنه أصدر تعليمات بإطلاق النار على متظاهرين تحت شبهة إصدار تعليمات، طيب ماذا نقول في 12 شهيد قتلوا في ظل حكومة إسماعيل هنية ووزير الداخلية وقتلوا على أيدي حركة حماس وأيدي القوة التنفيذية، أما الادعاء بأن الأخ إسماعيل هنية هناك محاولة لاغتياله أعتقد الأشرطة موجودة وعبّر عنها بالأمس بخطأَين جسيمين أن الكاميرات كانت تصور اللي تحت طبعاً تصور اللي تحت كاميرات موضوعة منذ افتتاح المعبر، ولكن لأن الفضيحة سُجلت على هذه الكاميرات حركة حماس تريد أن تتجاوز ذلك، ثم الأخ إسماعيل هنية غير مطلوب لا للشعب الفلسطيني ولا لحركة فتح ولا لإسرائيل الأخ إسماعيل هنية يحظى باحترام حتى أبناء حركة فتح وبالتالي لفلفة الأمور وكأنه كانت هناك محاولة اغتيال هذا جزء من مسلسل إبداعي الكذب, ولكن يبدو أن بعض الناطقين باسم حركة حماس لم يعودوا يتقنوا حتى الكذب.
خالد القاسم: ولكن بالعودة إلى شخص محمد دحلان هناك بعض التصريحات في الصحف الإسرائيلية تقول بأن حركة حماس وضعت قائمة من أبناء حركة فتح للتصفية على رأسها محمد دحلان، هل أنت ضمن هذه القائمة ضمن الإجراءات التي تتخذها ربما لحماية نفسك؟
محمد دحلان: أنا لم أغيّر من إجراءاتي الأمنية بالمناسبة منذ أن عدت من الخارج حتى هذه اللحظة، وأنا لا ترهبني ولا تغيّر من جدول أعمالي كل هذه الخزعبلات، ولكن مع إدراكي أن هذا التنظيم تنظيم فاشي يقتل بلا رحمة وليس لديه أي وازع إن اختلفت معهم، أنا مختلف مع حركة حماس سياسياً وثقافياً وسلوكياً، الحمد لله يشهد لي وتشهد لي السجون الإسرائيلية لا أحتاج صكاً من أحد, أنا لا أعتز إلا بأولئك الذين ينتمون لهذا الوطن وليس لديهم أجندة خارجية، أنا أعتز حين أرى كل جموع حركة فتح تتضامن معي بهذا العنفوان وبهذه العفوية التي حدثت أمس وأول أمس، هذه الجموع التي تحركت إلى بيتي أمس واليوم هذا ما يعطيني راحة بال في أن ما أقدمه هو فقط للشعب الفلسطيني وأكافأ عليه في مثل هذه الإرهاصات التي استمعنا إليها بالأمس، وبالتالي لماذا ضدي أنا كاشف حركة حماس بصراحة أنا أعرفهم فرداً فرداً وأعرفهم منذ أن بدأت الحركة إلى الآن، وأعرف أن الدكتور الزهار أول شخص قابل رابين حين كان محرّم على أي وطني فلسطيني أن يتقابل مع ضابط إدارة مدنية, وهو الشخص الذي قابل بيريز حين كان محرم على المواطن الفلسطيني أن يذهب إلى الإدارة المدنية ليأخذ تصريح عمل، ولذلك على العموم نأمل أن تعود حركة حماس إلى رشدها، والحرب الأهلية والقتل اليومي لا يفيد الحركة بل يشوهها ويحرف مسارها، وإذا اعتقدت أنه بالعنف وبمنطق القوة تستطيع أن تطوع الناس تكون مخطئة، ما ارتكبته من أخطاء خلال السبع شهور يساوي 100 ضعف من أخطائنا خلال عشر سنوات، يقولوا أنهم استلموا خزائن فارغة الآن حكومة حركة حماس مدانة للشارع ومديونة للشعب الفلسطيني بـ 2 مليار دولار لأنها لا تدفع رسوماً ولا تدفع علاجاً ولا تدفع رواتب وفقط يدفعوا لمن يريدوا من عناصرهم، وأما بقية المواطنين فهم يعني ليس لهم إلا الله والأخ أبو مازن الذي يحاول أن يسعى ليل نهار من أجل أن يحصل على قوت لهؤلاء المناضلين.
خالد القاسم: اسمح لي سيد محمد دحلان أن نتحدث عن الوضع الداخلي لحركة فتح ولكن بعد هذا الفاصل القصير، مشاهدينا الكرام فاصل ونعاود معكم متابعة هذا الحوار الخاص مع محمد دحلان عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح.
[فاصل إعلاني]
خالد القاسم: أهلاً بكم من جديد مشاهدينا الكرام في هذه المقابلة الخاصة مع السيد محمد دحلان عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، أهلاً بك من جديد سيد محمد, وإذا عدنا إلى الموضوع هل فتح واثقة من أنها ستكسب الانتخابات التشريعية والرئاسية إذا ما حدثت مبكرة؟
محمد دحلان: يعني لا بد من التذكير أننا حين ذهبنا إلى هذه الانتخابات قادتها حركة فتح لأنها تؤمن بالعمل الديمقراطي وبالتداول السلمي للسلطة، وسلمنا السلطة لحركة حماس التي دمرتها، لذلك إذا أجريت الانتخابات حسب البرنامج الذين سيوضع من قبل لجنة الانتخابات المركزية أنا أعتقد أن حركة فتح ستفاجئ الجمهور الفلسطيني بأدائها وستفاجئ الجمهور العربي بالنتائج التي يمكن أن تحصدها، ما حدث كان حدثاً استثنائياً في الانتخابات الماضية، باركنا لحركة حماس هذا النجاح الذي فوجئوا به وكان درساً لنا في حركة فتح أن نعيد بناء هذه الحركة, وأنا أعتقد أن هناك قرارات في طريقها للصدور من قبل الأخ أبو مازن لتنظيم وتقنين كل الإجراءات التي قمنا بها خلال الستة شهور الماضية، سيجد كوادر حركة فتح قيادة متماسكة ملتزمة متوائمة ومتوافقة بين كل مؤسساتها باللجنة المركزية والمجلس الثوري وقيادة الضفة الغربية وقطاع غزة، أما الجهاز العسكري فقد تم يعني الانتهاء من إعادة تشكيله في قطاع غزة تحت راية واحدة اسمها "قوات العاصفة", اليوم شاهدنا وشهدنا في قطاع غزة أول فعالية موحدة للأجنحة العسكرية لحركة فتح كانت احتجاجاً على شعوذات حركة حماس ضدي وضد الرئيس أبو مازن، وستشهد الأسابيع القادمة نشاطاً مكثفاً وحيوياً دون الاحتكاك بحركة حماس ودون الاحتكاك واللهاث خلف السلطة، نحن قلنا منذ البداية أن لدينا هدفاً واضحاً أن تعمل حركة حماس في السلطة وأن نبقى نحن في المعارضة الإيجابية والبناءة, وأن نتفرغ لإعادة بناء هذه الحركة التي صرفنا عشر سنوات من وقتنا في السلطة بدلاً من بنائها وتقويتها وتمتينها، هذا الدرس تعلمناه وستكون النتائج مبشرة ومطمئنة لكل كادر فتحاوي أخ وأخت شبل كبير صغير في الداخل والخارج في لبنان وفي الأردن وفي الأقاليم في الخارج ما يدعو إلى التفاؤل, وما يدعو إلى تنفيذ وصية الرئيس ياسر عرفات رحمه الله في أن نكون موحدين أقوياء وندخل الانتخابات القادمة إن شاء الله ببرنامج قابل للتطبيق وقادر على ملامسة احتياجات الجمهور الفلسطيني ومعاناته.
خالد القاسم: ولكن ألا تتوقع أن تشكيل هذه الأجهزة العسكرية التابعة لحركة فتح في جسم واحد قد يفسر على أنه لمواجهة القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية مثلاً؟
محمد دحلان: لأ لا أعتقد ربما يفسر لأن أفكار أطهر من ذلك يعني بكثير متعلقة بمصالح الشعب الفلسطيني ليس لها علاقة بالتنظيمات فسرت على أنها مؤامرة، إذا رئيس الوزراء جايب شنته وجايب فلوسه وداخل المعبر هو وقوته التنفيذية محتلين المعبر بالبيسفينات وفسرت مؤامرة وأنا طرف فيها, على الرغم أنا مش مسؤول أجهزة أمنية ماليش علاقة بالمعابر، حرس الرئاسة هو اللي موجود، الذي أطلق النار بالصور والوثائق هم عصابات مسلحة من قبل حماس، الذي نهب وسرق أنا مش فاهم كيف واحد متدين ويدعي الدين يسرق أموال الشعب الفلسطيني علناً تحت كاميرات التلفزيون، وبعدها يطلع المؤامرة من دحلان على العموم ربما يفسر..
خالد القاسم: ما حدث في المعبر فُسّر على الأقل من قبل حركة حماس بأنه محاولة لفرض السيطرة والسيادة على المعبر.
محمد دحلان: وهذا يعني إدانة حركة حماس بما كنا ندينهم فيه في أنهم احتلوا المعبر ودمروه ونهبوه، وأنا أشكر الله أن الله سبحانه وتعالى هدى الأخ إسماعيل هنية ليقول ذلك، أي سيادة عن إيش بيحكي؟ على العموم أنا لا أريد أن أتحدث عن السيادة والكلام اللي مالوش لزوم والكلام اللي بينفع شعارات لا يقدم حلول للشعب الفلسطيني، القوة العسكرية لحركة فتح وحدت تحت مسؤولية مباشرة لأحد الإخوة المناضلين الذين أمضوا 15 سنة في السجون الإسرائيلية, ولن يكون لديها إلا اجب واحد هو حماية كوادر فتح من الاغتيالات التي مارستها حركة حماس في السابق.
خالد القاسم: هل ستكون تابعة مالياً إلى السلطة مثلاً؟
محمد دحلان: لن تكون تابعة للسلطة لن تكون تابعة للرئاسة، ستكون فقط تابعة لحركة فتح وقيادتها وتلتزم بتعليماتها التزاماً حديدياً.
الوضع الداخلي لحركة فتح
خالد القاسم: نعم وأول ما انتهت الانتخابات التشريعية وأُعلن عن فوز حركة حماس بغالبية في المجلس التشريعي, اجتمعت حركة فتح وقررت تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ولملمة البيت الفتحاوي الداخلي إذا جاز التعبير، هل هناك من خطوات عملية ولو على المستقبل أو على المدى القريب لإعادة تفعيل منظمة التحرير؟
محمد دحلان: أخي الكريم منظمة التحرير من يسمع إعادة تفعيل إعادة تفعيل, أولاً حركة حماس لا تعترف ولم تعترف ولن تعترف ولم تكن تعترف بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني بالضبط مثل موقف إسرائيل، إلى أن اعترفت إسرائيل بالمنظمة قبل أن تعترف حركة حماس فيها بالمناسبة في عام 1991، وأخيراً ربما يمنوا علينا بالاعتراف بهذه المنظمة التي قادت النضال الوطني الفلسطيني، حركة حماس لا تعترف بمن قبلها، قائمة فكرتها على فكرة الاستحواذ والعزل وأنه كل شيء يبدأ من حيث يبدؤُوا هم، نسوا آلاف الشهداء منذ عام 1948 نسوا شهداء منظمة التحرير نسوا بطولات الجبهة الشعبية في إظهار القضية الوطنية الفلسطينية، نسوا شهداء فتح وآلاف الأسرى الذين كانوا قد يعني أوغلت فيهم الأمراض في السجون الإسرائيلية وهم كانوا لسه بعيدين عن العمل الوطني سنوات طويلة، وبالتالي إعادة بناء المنظمة هي مطلب فتحاوي ومطلب وطني فلسطيني لأن المنظمة عنوان للشعب الفلسطيني، ومظلة للشعب الفلسطيني وعنوان سياسي وشرعية سياسية إذا فقدناها سنفقد السلطة والمنظمة والشرعية، وبالتالي إعادة تفعيلها وإعادة بنائها يحتاج إلى إعادة بناء المجلس الوطني والمجلس المركزي والصندوق القومي واللجنة التنفيذية فقط, لا يوجد لحركة التحرير مؤسسات كالسلطة أو كالدول ونحن معنيون بذلك، نحن معنيون بإدخال حركة حماس إليها، والجهاد الإسلامي وكل التنظيمات التي لم تكن تشارك فيها، ولكن أنا شهدت مع الرئيس أبو عمار رحمه الله مفاوضات طويلة ومضنية مع حركة حماس في تونس وفي السودان في سنوات ماضية ولكنهم رفضوا أنها تحت بند أنها منظمة كافرة ومنظمة يعني علمانية, ثم الآن الحمد لله يعني قالوا إنها تصلح يعترفوا فيها، نأمل أن يهتدوا إلى طريق الصواب وأن نشكل المنظمة بطريقة ترضي الجميع لتكون مرجعية سياسية للسلطة لأن المنظمة هي التي أنشأت السلطة والسلطة فقط هي الضفة وغزة، أما المنظمة فهي لكل فلسطينيي الشتات في أميركا وأميركا اللاتينية وأوروبا لدينا ستة ملايين فلسطيني في الخارج، وبالتالي المنظمة عنوان سياسي إلى أن نحصل على دولتنا ثم يعاد بناء النظام السياسي على أسس مختلفة.
خالد القاسم: نعم سيد محمد دحلان مثلت على مدى العشر سنوات السابقة أحد عناوين ومفاصل الخلاف والحل سواء في الشأن الداخلي الفلسطيني أو في الشأن الفلسطيني العربي، أين محمد دحلان الآن مما يحدث على الأرض؟
محمد دحلان: يعني أنا متواجد أنا يعني أستنفذ وقتي وجهدي وعقلي وذهني في إعادة بناء حركة فتح وفي تقديم المساعدة الضرورية من جانب آخر إلى المجتمع المدني الفلسطيني من خلال مؤسسة أنا رئيس مجلس أمنائها قدمت الكثير من المساعدات سواء على الصعيد الطلابي أو الاجتماعي أو المؤسساتي, تلقينا دعماً من دول عربية وأجنبية موثقة ومعلنة وشفافة إضافة أن الوقت المطلوب الضروري أنتهزه في إعادة بناء الحركة، وتقديم المساعي المطلوبة مني للأخ أبو مازن في عمله، أنا منذ أن نجحت في المجلس التشريعي والحمد لله نجحت بأكثر أصوات حماس في منطقتي وهذا اللي جالطهم أكثر, يعني كل هالتعبئة وكل هالتحريض وكل هالتخوين جبت أكثر منهم بالـ 4000 صوت، طبعاً يعني هذا شيء أنا أورده للتذكير فقط أن حركة حماس لا تستطيع أن تؤذي اسمي بشيء, بالعكس كل ما بيسبوا علي كل ما بيكون أحسن لأنو لا يشرفني أن يحكوا عني كلام طيب بعدما سمعت.. بعد ما استمعت إلى شعوذاتهم بالأمس، ولذلك أنا موجود حيث يجب أن أكون إذا طُلب مني أن أقوم بمهمة تتلاءم مع القانون أقوم بها، في السابق كنت مع الرئيس أبو عمار رحمه الله مسؤولاً للأمن ومسؤولاً في لجنة المفاوضات التي تتعلق بكل قضايا المفاوضات، الآن لا يوجد مفاوضات والحمد لله في عهد حكومة حماس ولا يوجد نشاط سياسي جدي, ولذلك أنا يعني مش معني كل يوم أطلع عالتلفزيون وأخطب أو أطلع عشان يعني آخذ لفت النظر في أن أمارس ممارسات ليست من قناعاتي، وبالتالي الآن أنا لا زلت عضواً في لجنة المفاوضات إذا طُلب مني واجب من الأخ أبو مازن سأفعله في كل المجالات، ولكن في الفترة السابقة أنا أخذت قراراً أن أتفرغ لإعادة بناء الحركة, وأن التقي مع الكادر وألتقي مع المواطنين في كل ما يخصني، ربما كان الجهد في السابق يبذل للقاءات مع الجانب الإسرائيلي وهو عمل جهادي من الطراز الأول, عمل نضالي من الطراز الأول فيه الكثير من الجهد والكثير من المناكفة والكثير من الصراع, مش بفكرونا هذول منروح عند الإسرائيليين أو الأميركان بنقعد طيب ما هو إذا كان يفسر ذهابنا للبيت الأبيض وعلاقاتنا مع المجتمع الدولي أنها خيانة, أما أن يلتقوا مع ضابط استخبارات بريطاني اسمه أليستر غروك بصير عمل جهادي إذا تعلق الأمر بحماس، السيد رئيس الحكومة يقول يتمنى على إسرائيل أن يلتقي وزرائها بوزرائهم ليناقشوا إنفلونزا الطيور هذه فيها جهاد، أما أن نلتقي مع إسرائيل لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني ولمفاوضات جدية تحرر الشعب الفلسطيني وتعتقه من الاحتلال هذا يعتبر كفر وخيانة، إذا الأمر يتعلق فيهم هو عمل وطني, عمل يتعلق بالآخرين هو خيانة وفسق وخروج عن القانون وخروج عن الطاعة, حتى المصطلحات لا تليق بحركة كان يقودها الشيخ أحمد ياسين أن تتلفظ بها، نحن إرادة الله على الأرض مين قلك؟ مين قلك أنت إرادة الله على الأرض.
خالد القاسم: مشاهدينا الكرام في نهاية هذا اللقاء لا يسعنا إلا أن نشكر السيد محمد دحلان عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، وحتى نلتقي في مقابلة خاصة أخرى لكم مني ومن أسرة البرنامج وإلى اللقاء، شكراً لك أخ محمد
|