الإفراج عن المفكر السوري عبد الرزاق عيد
بهية مارديني
العلماني الذي طالت انتقاداته البوطي والقرضاوي
الإفراج عن المفكر السوري عبد الرزاق عيد
عبد الرزاق عيد صاحب سلسلة سدنة هياكل الوهم
بهية مارديني من دمشق: أفرجت الأجهزة الامنية السورية عن عبد الرزاق عيد المفكر والباحث المعروف ظهر اليوم بعد اعتقاله في الساعة 11 من ليل أمس ، وأشارت عائلته أمس في اتصال مع ايلاف الى استدعاء أمني لم يستجب له أول من أمس الاربعاء ، وفضّلت التريث في نشر خبر الاعتقال قليلا أملا في ان ُيفرج عنه . وكانت أجهزة الامن قد تواجدت بكثافة طيلة يوم الخميس في محيط منزل الدكتور عيد الكائن في حي الاذاعة بمدينة حلب (شمال سوريا) , وفي الساعة الحادية عشر ليلاً من ذات اليوم خرج الدكتور عيد لشراء بعض الحاجيات من البقالية المجاورة لمنزله ، لكنه لم يعد الى البيت كما انه لم يصل البقالية اذ اعتقلته عناصر الامن. وأوضح الدكتور عبد الرزاق عيد في اتصال هاتفي اجرته ايلاف بعد الافراج عنه "ان ضابط امن جاء الى منزله الاربعاء ، وقال له ان فرع الامن 257 في دمشق يستدعيه ، فرفضت طلبه ، فسألته "اين التبليغ الخطي اذ لايمر اسبوع الا ان يستدعيني احد الفروع الامنية ، ويجب ان افرّغ نفسي فقط لهذا الامر"، واشار عيد الى انه "لايستجيب الا للاستدعاء أمني الخطي من اية جهة رسمية ، وعندما يكون هناك مرجعية واحدة ، سيذهب لاي استجواب "، وقال عيد "وبالفعل لقد استدعاني الامن السياسي مرة اثر مذكرة موقعة من وزير الداخلية ، واستجبت للاستدعاء".
وأضاف عيد "كنت بالبيجاما وفي عملية اشبه بالاختطاف ومن امام بناء منزلي اخذوني بعد اغمضوا لي عيني حتى لااعرف الجهة التي ذهبت اليها ، ولم َيدعوني آخذ دوائي من المنزل او أُبلغ زوجتي "، وحول المعاملة قال عيد لقد
"شتمني رئيس الفرع "، وقال لي انه سيقطع لساني ان كتبت مقالات ضد حزب الله او مقالات لاذعة ، وسالني كم تدفع لك الصحافة التي تكتب فيها ، ام الصهيونية هي من تدفع لك "، واضاف عيد "لقد قلت له هذا خط احمر وطنيتي ليست على المحك ، وقلت له ايضا رتبوا اموركم ، وقولوا لي الفرع المسؤول عني وانا مستعد للاستجابة "، وتابع عيد "في السابق كان هناك فرع امن قد استلم ملفي وكان يستدعيني عند أي طارىء الا انه الان ليس هناك اي فرع معين يستدعيني بل كل الفروع ".
واستغرب المحامي ابراهيم ملكي الناشط السوري في تصريح لـ"ايلاف" من اعتقال عيد ، وقال "هو غير منتم لحزب سياسي فهو كاتب ومفكر وناشط ولايملك الا قلمه "، وطالب بعدم مضايقة الناشطين والاقلام الحرة ، وقال ملكي لقد منعوا عيد من السفر الى باريس للعلاج رغم انه حجز في احدى المستشفيات هناك.
وكانت الاجهزة الامنية قد رفضت الموافقة على سفر د. عيد " مواليد 1950" منذ اسبوع الى باريس بقصد العلاج من سرطان البروستات ، وكون عيد ممنوع من السفر بقرار امني غير مرفق بمذكرة قضائية ، وهناك العديد من الحملات التي يجمع الان القائمون عليها التواقيع ضد منع سفر عيد لانه مصاب بعدة امراض ، وحمّل ناشطون السلطات السورية مسؤولية اي مكروه يصيب د.عيد كونه مريض بسرطان البروستات والسكري والقلب ويعيش الان الان على شبكة قلبية .
و عيد ساهم في تاسيس لجان احياء المجتع المدني عام 2000 رغم انه لا ينتمي الى اي حزب سياسي ، وطالب عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا بعدم محاولة اخراس الصوت الوطني والديموقراطي الشجاع وعدم الاعتداء على الحريات السياسية والفكرية والتعبيرية . واعربت المنظّمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريّة عن قلقها البالغ ،لعدم تفّهم أجهزة الأمن في سوريّة لمعنى حجز حريّة الإنسان خلافا للدستور والقانون ، ولو لدقيقة واحدة ، واستنكرت هذه الهجمة لتي طالت رموز الفكر في سورية والتي طالت عيد . وعيد العديد من الكتب التي تناقش مختلف قضايا المجتمع المدني وفي الاصلاح السياسي والديني , وقد حمل اخر كتاب ألفه منذ شهور اسم " محمد عبده إمام الحداثة والشرعية الدستورية " وكتاب (يسألونك عن المجتمع المدني "ربيع دمشق المؤود").
و تخرّج عيد من كلية الآداب بجامعة حلب، ثمّ تابع تعليمه العالي في جامعة السوربون بباريس، فحصل على الدكتوراه في النقد الأدبي الحديث، وله العديد من الدراسات الأدبية والفكرية التي نشرت في سوريا ولبنان اضافة للعديد من المقالات والدوريات المنشورة في الصحف العربية ، واكثر من عشرين كتابا .