كيف يفكر دماغ الانسان
الان بدأ علماء الاعصاب بوضع خريطة مناطق المشاعر والافكارن الذين مع بعض، يشكلون المكونات التي تخلق الشخصية الفردية بتميزاتها. الهدف، التوصل الى معرفة كيف تتمكن التفاعلات البيوكيميائية في الخلايا العصبية من التحول الى وعي بالذات او الى ماكان سبباً للاعتقاد ب"الروح".
أنا افكر، إذن انا موجود، هذا ما توصل اليه وأوضحه الفيلسوف الفرنسي René Descartes قبل 350 سنة. رينيه لم يكن يتردد في الخوض بماهية الوجود والتفكير، وقد استنتج انه تعبير عن الروح التي تسكن في الدماغ، (بعكس الفكر الاسلامي الذي يعتقد انها تسكن في القلب) ولذلك فالوعي غير مادي، حسب رينيه، ومستقل تماما عن الوجود الفيزيائي لنسيج الدماغ.
هذا الموقف ترك آثاره على الخلفيات الفكرية في تتطور الثقافة الغربية لاحقاً والى فترة قريبة، كانت هذه الاسئلة الاساسية حول ماهية التفكير وطبيعة المشاعر، لايجرؤ ان يخوض فيها غير الفلاسفة وعلماء النفس وكهنة الدين. (ولازال ذلك مانشاهده ونشهد عليه حتى اليوم في الثقافة الشرقية)
الان دخل الى الساحة علماء الدماغ. حسب , Antonio Damasio, عالم الاعصاب من جامعة لاوا الامريكية، ومجموعته للبحث العلمي، فأن إستنتاجات الفيلسوف رينيه، خاطئة من جذورها. داماسيو، يدعي انه ليس بالامكان التعامل مع " مااطلق عليه الروح والشخصية او الذات" بعيدا عن الجسد والتفاعلات البيوكيميائية التي تحدث في الدماغ. هذه الاستنتاجات مؤسسة ليس على الفلسفة وانما على معطيات القياسات الدقيقة التي جرت خلال عمل الدماغ عندما يقوم بالقراءة او التذكر او التفكير او الاحساس.
ابحاث السنوات الاخيرة كشفت بعض خفايا عمل 100 مليارد خلية عصبية و1000 مليارد خلية دعم إضافية و100000 مليارد عصب إرتباط، وكيفية تنسيقهم مع بعضهم البعض من اجل ان يجعلوا كل واحد منا ذو شخصية متميزة تميزاً فردياً.
بمساعدة الاجهزة الحديثة تمكن العلماء من تحديد امكنة الكثير من وظائف الدماغ الحيوية. نحن نعلم اليوم في اي مكان من الدماغ نقوم بعملية التعبير عن الذات، واين نفكر، وفي اي منطقة نحل المعضلات الحسابية، واين تنبعث المشاعر بمافيها الايمان، وبمجموعها تتحدد مقومات وشكل شخصيتنا ووعينا وروحنا.
صورة إشعاعية تعكس نشاط مناطق الدماغ اثناء انجازها وظائفها
ينقسم الدماغ من حيث الوظائف الى قسمين:
قسم التفكير وقسم الاحاسيس، الاول موجود في المادة الرمادية، التي تحوي على الافكار وخلفيتنا الثقافية، وكلاهما يقعان تحت نفوذ المشاعر، وتتدخل في هذا القسم المناطق التالية: القسم الامامي الجبهوي من الدماغ والموجود مباشرة فوق العينين، مسؤول عن القدرة على التركيز، وعلى التخطيط وتحليل المعضلات، إضافة الى التحكم بالسلوك وتحتوي احد انواع الذاكرة.
منطقة Brocas التي تقع الى خلف المنطقة الاولى اعلاه، تقوم بالتحكم بالقدرة على التواصل. هنا تجري إدارة القدرات العملية، مثل الكتابة او الكلام.
منطقة Wernickes, تقوم بتحليل انواع مختلفة من المعلومات، هنا يجري ايضا تشكيل افكارنا
منطقة ارتباط المشاعر، تأخذ مكانا كبيرا ، وتقوم بمسؤولية تفسير المشاعر وتخزين المشاعر. المنطقة مسؤولة ايضا، عن كوننا نتعرف على اشكال الكلمات واصواتها.
قسم الاحاسيس، ويتألف من منظومة Limbiska system, limbus system: حيث تنشأ المشاعر، ولكنهم غالباً تحت تحكم المادة الرمادية. للمزيد عن منظومة ليمبيسكا، راجع مقال: بنية الدماغ.
مانتعلمه هو الذي يقول من نحن
من خلال التعلم نكتسب المعرفة، وبفضل الذاكرة نحمل عبر العمر بأكمله، جوهر ومختصر معايشاتنا. ولذلك فأن مانتعلمه والذاكرة، يشكلان حجر الزاوية في تكوين شخصيتنا، وخلق ماتعكسه عنا. وبالرغم من ان الانطباعات تخزن في جميع مناطق الدماغ، تلعب ثلاث مناطق دوراً رئيسياً مميزاً، هما hippocampus, الفص الجبهوي، واخيرا منظومة ليمبيسك.
بدايات التعرف على وظائف هذه المناطق كانت في الخمسينات من القرن الماضي، عندما قام العالم William Scoville من معهد الاعصاب في مونتريال، بإزالة الهيبوكامبوس من دماغ رجل في السابعة والعشرين من العمر. الرجل عاني لسنوات من مرض epilepsi, والعملية نجحت في مساعدة الرجل. ولكن التتدخل الجراحي ادى الى نتائج إضافية غير متوقعة، إذ لم يعد المريض قادراً على تخزين إنطباعاته الجديدة في الذاكرة. وفي نفس الوقت لم يكن يجابه اي مشكلة في تذكر الحوادث التي جرت قبل العملية، وذاكرته القصيرة لم تتضرر ايضا. المشكلة كانت في الاتصال بين الذاكرة القصيرة والذاكرة الطويلة. (من الضروري الاشارة الى ان الانسان يملك عدة انواع من الذاكراة، القصيرة وهي لتخزين الحوادث الراهنة تخزينا سريعا، والذاكرة الطويلة، التي تنتقل اليها المعلومات المطلوب تخزينها من الذاكرة القصيرة الى الذاكرة الطويلة، إضافة الى ذاكرات اخرى** هذا الامر سنعود اليه لاحقا بالتفصيل)
اليوم يظهر التصوير الاشعاعي ان hippocampus يقوم بوظيفة تنشيط الانطباعات المخزونة في الذاكرة ، ليقوم فيما بعد بضعة اسابيع، بإزالتها من الذاكرة.
عندما نتعلم شيئاً جديداً، يترابط نشاط الخلايا الدماغية في منطقة الهيبوكامبوس ، الذي يعتبر بيت " ذاكرة العمل الجاري" ومركز الانتباه. من هنا تتوزع شعاعات " الانطباع" المخزون في مختلف الشرائح العصبية، حيث كل واحد من هذه الشرائح يخزن سمة من سمات الانطباع، كالشكل او المكان او الكلمات، والخ.
عندما نقوم بإستدعاء احدى الذكريات (او انطباع)، تجلب مكونات المعلومات المطلوبة من الذاكرة. الخطوة التالية تكون بربط الشرائح المعنية ببعضها البعض. هذا الامر يحدث بطريقة غير واضحة لنا حتى الان، ولكن النتيجة ان المعلومات المطلوبة فقط هي التي يسمح لها بالخروج. إذا لم يتمكن المرء من تذكر الشئ المطلوب من المرة الاولى، مثلا احد الاسماء، يحاول المرء إعادة التذكر من خلال ربطه بأحداث او مناطق معينة، او بوقت معين، او بالارتباط مع اسماء اخرى، حتى يتمكن من استدعائها.
العلماء قاموا ايضا بقياس مستوى النشاط الذي يحدث ، على مراحل، في الدماغ اثناء تمارين تفكيرية بسيطة، مثلا، عند القيام بتعلم لعب احدى الالعاب الكمبيوترية. في هذه الحالة نلاحظ نششاط عالي في منطقة الهيبوكامبوس ، ولكن بعد بعض الوقت من التعلم، نستوعب قدرات التحكم، يبدأ تناقص واضح في النشاط الدماغي. هذا يشير الى ان كلما تحسنت قدراتنا وخبراتنا، كلما احتجنا الى طاقة دماغية اقل للقيام بنفس الحدث.
في الوقت الذي نعلم ان مركز التعلم وإكتساب المعرفة والذاكرة القصيرة (الاولية) موجودين في الهيبوكامبوس والجبهة الامامية، فأن ذاكرتنا الطويلة المدى، وخصوصا المسؤولة عن تخزين المشاعر الملتهبة، حدد موقعها في مقدمة منظومة ليمبيسك، الموجودة مباشرة تحت الدماغ الاكبر (في عمق المادة الرمادية).
دراسة المشاعر
الى فترة قريبة نسبياً، كان علماء الدماغ يعتقدون ان المشاعر هي نتاج عملية معقدة للغاية، الى درجة انه لن يمكن تحديدهم بواسطة الطرق المستخدمة في هذا المجال.
ولكن مجموعة نجاحات، اثبتت العكس. الشرائح العصبية المشاركة في صناعة المشاعر، لديهم نفس سمات الشرائح التي تتحكم بالتعلم والتذكر.
لهذا السبب بدء علماء الاعصاب بدراسة المشاعر الاساسية، مثل العدوانية والغريزة الجنسية والحزن. هنا تلعب منظومة لميمبيسكا، الدور الرئيسي.
عندما يفكر المرء بأكثر حادثة في حياته، سببت له الحزن ،يظهر التصوير الاشعاعي ان منطقة منظومة ليمبسكا، هي المنطقة التي تنشط لإحضار هذه الذكريات.
الخوف، هي ايضا احد المشاعر الاساسية. وهي تصدر عن منطقة Amygdala, الواقعة في اعماق الدماغ. عندما تتضرر هذه المنطقة، نجد ان المصابين لايشعرون بالخوف، حتى لو كانت الاسباب تفرض عليهم ذلك، إضافة الى انه من الصعب عليهم ان يتفهموا مشاعر الخوف عند الاخرين.
عندما يتعرف المرء على حالة تستدعي الخوف، يحتفظ الدماغ بتفاصيل هذه الحالة في ذاكرته، بسبب ان نظام الانذار في الجسم، المسؤول عن وضع الجسم في حالة الدفاع، بما فيها الهرب بسرعة البرق، ايضاً يرسل إشارة الى Amygdala من اجل تخزين تفاصيل هذه الحادثة حتى لاتنسى مدى الحياة، كوسيلة للمحافظة على الذات .
في حالات الخطر يقوم Lat.Glandulae suprarenales En.Binjure, الموجود فوق الكلاوي، بفرز هرمونات التوتر، بما فيها هرمون الادرينالين، الذي ينتشر بواسطة الدم ويضع الجسم في حالة إنذار. في نفس الوقت، تؤثر الهرمونات على Amygdala ، والتجربة على الحيوان تشير الى انها، وبسبب هذه الهرمونات تبدأ بإرسال نبضات الى منطقة الهيبوكامبوس وفص الجبهة الامامية، ومنظومة ليمبيسك. هذا يؤدي الى ان الفأر سيتذكر دائماً اين تلقى الصعقة الكهربائية.
في الفترة الاخيرة تمكن فريق علمي من جامعة كاليفورنيا، بقيادة Larry Cahill, ان يثبت ان ان الميكانيزم اعلاه، هو نفسه الذي يجعل الانسان يتذكر الاحداث المحتقنة بالمشاعر، بشكل إستثنائي.
الباحثين، قدموا لنصف الاشخاص المشاركين بالتجربة، جرعة من مادة تحاصر تأثير هرمون التوتر وتمنعه. بعد ذلك عرض على الجميع فيلمين، احدهم مسالم والثاني عنيف. بعد اسبوع ظهر ان المجموعة التي لم تعطى الجرعة، تذكرت تفاصيل الفيلم العنيف بشكل افضل من المجموعة التي اخذت الجرعة، في حين كلا المجموعتين تذكروا بشكل جيد تفاصيل الفيلم السلمي. لقد ظهر انه ، وحتى مقدار ضئيل من الإثارة القادمة من الفيلم، كافية لتحسين الذاكرة بفضل إفرازات هرمون التوتر. بالطبع تكون ردود الفعل اقوى في الاحداث الطبيعية.
ردود الفعل عند اشخاص التجربة تتطابق مع معطيات بقية التجارب. التصوير الاشعاعي للدماغ اظهر ان انطباعات المشاعر القوية، يخلق نشاط اكبر في منطقة الهيبوكامبوس عما يخلقه الانطباع اليومي العادي.
العقل يتحكم بالسيطرة
الابحاث الحديثة تظهر ان المشاعر تلعب بإنسجام ليس فقط مع الذاكرة، ولكن ايضا مع المنطق والوعي.
المشاعر لها مستويين اثنين، قد يصبح من الصعب علينا التفريق بينهم.. يمكن ان يكون الشعور نفسه له مضامين مختلفة، مثلاً الشعور بالارتداع هو شعور مختلف عن الخوف الواعي من شئ ما. مثال: نحن نشعر بالخوف العميق عند سماع زئير الاسد خلال سيرنا بالسهوب الافريقية، ولكن إذا ذهبنا الى حديقة الحيوان، حيث نعلم بثقة ان الحيوانات تجلس في اقفاصها، لايثير زئير الاسد ، لدينا اي قلق. هنا نسيطر نحن على مشاعرنا.
هذا الامر جرى ايضاحه من خلال التجارب على الفئران التي جرى تخريب الفص الجبهوي (الامامي) من دماغهافتصبح تعاني من مشاعر الخوف لفترة اطول واقوى، بعد تعرضها لصعقات كهربائية، بالمقارنة مع بقية الفئران. عند الفئران السليمة يقوم الفص الجبهوي بتخفيض نبضات الخوف التحذيرية، القادمة من amygdala, ويحافظ بذلك على فعل الارتداع تحت السيطرة، عندما تنتهي الحاجة للخوف. ميكانيزم مماثل يقف خلف سلوك الانسان عندما لايحتاج ان يخاف من زئير الاسد في حديقة الحيوان.
التجارب على الفئران تعطي بالطبع إمكانية هائلة للتعرف على مبادئ تفاعلات عمل المناطق وعلاقاتها ببعضها، التي تتطابق مع مثيلتها في دماغ الانسان، ولكن بالتأكيد يوجد فرق شاسع بين مايحدث في دماغ الفأر وبين مايحدث في دماغ الانسان مسبباً مانسميه " الذات اوالوعي" الانساني.
مفهوم الوعي بالذات، يستعمل دائما بالارتباط مع النشاط الفكري الانساني. الوعي الانساني يسمح بإستغلال قدرات مميزة، مثل القدرة على التخطيط والتفكير التجريدي، الامر الذي يفتقده الحيوان. لذلك فمن الواضح انه إذا كنا نريد ان ندرس الوظائف العليا التي تصنع شخصيتنا، فأن الحيوان لايستطيع مساعدتنا في هذا المجال. هذا الامر يكبح قدرات العلماء على إجراء التجارب في هذا المجال، إذ انهم لايستطيعون معاملة الانسان بنفس الطريقة التي يعاملون فيها حيوانات التجارب.
إكتشاف "الذات"
الكثير من المعرفة التي نملكها حول توزيع وظائف الدماغ، توصلنا اليها من خلال دراسة مالذي يحدث عند تعطيل اماكن معينة في الدماغ، مثلا من خلال دراسة إصابات حوادث الدماغ، عند البشر.
في الفترة الاخيرة تمكن العالم Antonio Damasio, من إكتشاف اجزاء الدماغ الداخلة في العملية المعقدة للتواصل بين المشاعر والعقل (المنطق) والوعي. لقد قام داماسيو بدراسة مجموعة من المصابين بإضرار فص الجبهة الواقع فوق العينين تماماً.
احد المصابين واسمه ايليوت، وهو شخص في متوسط العمر، كان قد تم إزالة اورام خبيثة من دماغه قبل عشرة سنوات. ايليوت يظهر من الواضح انه رجل مثقف، ومنطقي ولايغضب ابداً، ومع ذلك فأن سلوكه يجعلك تقول وبكل ثقة، ان هناك شيئا ما خاطئ. بعد خبرته الطويلة كرجل اعمال، ينسى ايلوت عن ماذا كان يتكلم، ويصعب عليه إتخاذ قرار، ووضعه الاقتصادي ممتلئ بالمخاطر. والمثير للتساؤل ان ايليوت نفسه لم يكن قلقاً على الاطلاق من سلوكه الغريب. بكل بساطة يظهر وكأن شخصيته السابقة قد تغيرت واصبح لدينا انسان جديد.
مصاب آخر، وهو مهندس تضررت جبهته في إصابة عمل. قبل الاصابة كان معروفاً بإهتمامه الشديد بالعاملين تحت توجيهه، بعد الحادثة لم يعد يظهر اي إهتمام بأحد.
نظرية داماسيو تقول بأن جزء صغير من الفص الامامي للدماغ له وظيفة صهر وخلط المشاعر مع المنطق والعقل، التي تشكل مضمون معاييرنا الاخلاقية والسلوكية ووعينا الاجتماعي. بمعنى آخر تمكن من تحديد الموقع المسؤول عن خلق "شخصيتنا" وتحديد معالمها.
في منطقة وسط الفص الجبهوي الامامي من مقدمته يقع مركز إدارة " الانا"، التي تقوم بجمع كافة المعلومات المتعلقة بالانا/الذات، وتجميعها لتعطي صورة جديدة. عندما جرى قص المنطقة التي تصل طرفي فص الجبهة الامامي على طول الخط الابيض، (lobotomi) ظهرت عند المريض اعراض النفور وبالتالي تغيير واضح في شخصيته.. (apati).(للمزيد عن " الانا او وعي الذات يمكن قراءة الجزء الثاني)
ومع ذلك فأن المسافة لازالت كبيرة بين إكتشاف موقع "الشخصية، والوعي والروح" وبين فهم ماهيتها. مفهوم الشخصية والوعي والروح لازال من الضروري توضيحه ووضع تعريفه، وبالتالي من الضروري على علماء الاعصاب التخلي عن الساحة من جديد لعلماء الفلسفة وعلم النفس وبالطبع للكهنة.
الجزء الثاني: إكتشاف موضع الوعي بالذات او " الانا"
للوصول الى روابط المصادر، إضغط هنا
طريق الاشعارات العصبية
Neurologi
علاقة بنية الدماغ، بالارهاب الديني (سويدي)
AMYGDALA
Känslor och hjärnan
Fear
Human Anatomy
صور توضيحية لجميع اقسام الدماغ بالتفصيل
Body, Emotion and the Making of Consciousness
Sex-Related Influences
Unforgettable
Nervous System
hippocampal
Illustrerad Vetenskap nr.1/1996 s.48-51,nr.18/2005 s.66-69,nr.3/2006 s.62-67 ,nr.4/2007 s.49-53