مرحباً ..

رغم إنّي لم أشارك في هذه الساحة منذ أمد بعيد .. إلا إنّي أتابعها بين الحين والآخر .. وأودّ أن أطرح تساؤلاً على روّاد الساحة لغاية في نفسي .. وربّما تفتح الإجابات أفقاً واسعاً للحوار ..

السؤال ..

ما هو القضاء والقدر .. !!
وما هو "العلم" .. !!


خوليو

هل تساؤلي مرّ علقم .. !!
أم أنّه أحلى من أن تفسدوا طعمته بإجابة !!


فقط أحببت التنويه .. قصدت بالـ"علم" .. تلك الصفة التي ننسبها لله .. في الدين الإسلامي ..

خوليو

الأخ خوليو، تحياتي و سلامي..

يحكى أن قائداً عسكرياً كان يقود جيشه إلى معركة مع جيش العدو غير متكافئة فقد كان العدو أكثر عدداً و أفضل عدة و استعدادا و كان القائد يعلم بذلك و كذلك كان أفراد جيشه يعلمون بهذا. و في الطريق إلى أرض المعركة مر الجيش بأحد المعابد المقدسة فترجل القائد عن فرسه و اخبر ضباطه بأنه يريد أن يدخل المعبد على حدة للصلاة و طلب العون من الإلهة الحارسة للمعبد ثم دخل بينما كان جيشه ينتظره في الخارج. و عندما خرج كان يبدو عليه الاهتمام و التركيز و أعلن بأن إلهة المعبد قد تبدت له أثناء الصلاة و أخبرته بأن انتصاره أو هزيمته تعتمد على وجه المسكوكة النقدية الذي سيظهر عند رميها و سقوطها على الأرض؛ فإن أتت طرة فهم لا شك منتصرون لأن الإلهة ستكون معهم في المعركة و لكن إن أتت نقشاً فإنهم سيهزمون لأنها لن تستطيع مساعدتهم ثم أخرج مسكوكة نقدية من جيبه و رماها عالياً في الهواء بينما حبس الجنود و الضباط أنفاسهم في انتظار النتيجة فما أن سقطت طرة حتى اجتاح الجيش كله موجات من الصياح و التهليل فرحاً و ثقة بأن نصرهم أكيد لا ريب فيه فذهبوا إلى المعركة و واجهوا جيش العدو و قاتلوا ببسالة و حققوا نصراً عظيماً.
و بعد سنوات و بينما كان القائد يتنادم مع أحد كبار ضباطه المقربين تذكر الضابط المعركة و قال لو لا أن الإلهة كانت في صفهم في تلك المعركة لكانوا الآن تحت الثرى فابتسم القائد و أدخل يده في جيبه و أخرج القطعة النقدية و أراها للضابط الذي ذهل عندما اكتشف أنها كانت تحمل طرة على الوجهين.

تعليق: لقد علم القائد أنه بهذه الطريقة يستطيع أن يعظم فرصة الانتصار لجيشه و لو لم يفعل شيئاً لكان ما سيحدث قضاء و قدرا.

و عموماً فيما يتعلق بالإنسان و الحياة لا يمكن إلا أن ننظر إلى الاحتمالات التي قد تصغر أو تكبر و كذلك بالنسبة للجسيمات الأولية المكونة للمادة( فيزياء الكم quantum physics) و نفس الشيء بالنسبة للظواهر المعتمدة على عدد كبير من العوامل و كذلك للظواهر التي قد لا تعتمد إلا على عوامل معدودة و قليلة إلا أنها حساسة جداً لقيم تلك العوامل في بداية تطور الظاهرة(نظرية الفوضى chaos theory ). و لكن هناك أيضاً من الظواهر الفيزيائية ما تقترب معرفتنا بها إلى درجة اليقين مثل معرفة زمن و سرعة اصطدام جسم ما يسقط من ارتفاع معين.

تحياتي

في رايي
ان تعبير ( العلم الالهي ) هو البسيط من تعبير ( القضاء و القدر )
و اظن ان الكلام في هذا الموضوع شديد الصعوبة خاصة بما حمله من تراث

لو بدأنا بوجود العقاب و الحساب
فهذا يعني ان الانسان يصنع قدره بنفسه و يحاسب عليه
فهل يصنع الانسان قدره حقا ام يصنع القدر الذي في علم الاله ؟
اظن ان هذا هو السبب الاساسي الذي دعا الفلاسفة الى انكار علم الله بالجزئيات ( لا تنزيه الله )
و بذلك قسم الفلاسفة العلم الي نوعين بالنسبة لله




و لو بدأنا بالعلوم
ستخبرنا عن كم هائل مما لا نتحكم فيه ولا يجب ان نحاسب عليه
من اختلالات جينية الي عقد نفسية تظهر في الصغر و تشكل الحياة في الكبر دون اي دراية
و في نفس الوقت يوفر المنهج العلمى طريقة محايدة في اتخاذ القرار بحيث يدعى صاحب القرار انه اخذه بناءا على توظيف عقله للمعطيات دون اي تدخل خارجى ( الهى قدرى )

اظن ايضا انه بسبب الحيرة جمع الناس بين المتناقضين و جعلوا الانسان مخيرا في اشياء و مسيرا في غيرها


و اظن ان تدخل الله وحده هو القادر على تمييز ما فعله الانسان مجبرا و ما فعله مخيرا

اتخيل مثالا - لم احدد مدى مطابقته بعد - لمرمى فارغ و مهاجم يسدد الكرة في المرمى بدقة
و تتجه الكرة بالفعل الي المرمى


و لكن الحكم لا يطلق صفارته الا عند عبور الكرة الخط


هكذا علم الله ( مثل علم الحكم ) بالرغم من انه لا يتغير ( حتمية دخول الكرة الي المرمى ) الا انه لا يصدر حكمه الا عندما تدخل ( فعل المهاجم و الظروف المحيطة )

عزيزي خوليو , الاخوة الافاضل
Array
فقط أحببت التنويه .. قصدت بالـ"علم" .. تلك الصفة التي ننسبها لله .. في الدين الإسلامي ..
[/quote]

القدر هو ترتيب شئ معين من قبل الله على الانسان دون أن يكون له يد فيه .

أما العلم فهي صفة ننسبها للآله في كل الاديان و ليس في الاسلام فقط و لكن في المسيحية لا يوجد شئ أسمه الله ( قدر ) لانسان ان يكون صالحا او طالحا و الا كيف يحاسب الله الانسان ؟؟؟؟؟؟

الرسول بولس ناقش ذلك في رسالتي رومية و كورنثوس الاولى .

علم الله بالمستقبل و يما سيفعله الانسان ليس دليلا على انه ( قدر) عليه شئ معين او فرضه عليه .

الانسان أحيانا يتوقع تصرفات انسان آخر غيره بناء على سابق معرفة لماضيه و فكره
و هذا لا يعني أن يفرض عليه شئ .

سابق معرقتنا لما سوف يحدث في بعض المواقف لا يعني فرض شئ معين على أحد .

ولك السلام و التحية
عبد المسيح

Arrayما هو القضاء والقدر .. !!
[/quote]

فكرة متأصلة في جميع الأديان بما فيها أديان البابليين القدماء مثلا. الفكرة توحي بضمان إلهي للبشر فيما يخص حاضرهم ومستقبلهم. كثيرا ما يهاجمون هذه الفكرة ولكن الفكرة متأصلة في كمبيوتر الطبيعة إن جاز لنا استعارة مصطلح الكمبيوتر.. هذه الحافظة في الكون سواء قمنا بتفسيرها بشكل فيزيائي أو ميتافيزيقي توحي لنا بتفكك الكون عاجلاً أو آجلا أو ما يسمونه بالـ Big Crunch؛ فالمصير محتوم ولن يرده شيء من البشر والخطورة هنا في التواكلية التي تصاحب هذا الاعتقاد كما هو الحال عند أبناء الشرق قاطبة.

تحياتي لك خوليو (f)

" القضاء و القدر " فكرة عمادها ان الانسان القديم ما كانت لديه معلومات تمكنه من تفسير الصيرورة السببية لحدوث الاشياء فما كان منه الا ان ربطها ببرنامج يشرف عليه الاله ( وللالوهية مبحث خاص ) . حيث يبرر فيها كيفية علاقة السبب بالنتيجة / مثلا ان تفعل خيرا تلقى خيرا / و غالبا ما تكون النتيجة في الحياة الآخرة .

العلم هو التطور المكتسب للمعارف و المهارات وز الخبرات البشرية و التي تقوم على التجريب و الاعادة و النقد الفكري غير المقيد باية ايديولجية تربكه او تحد من فاعليته 1

تحياتي .



:Asmurf: