السيّاب
Banned
المشاركات: 495
الانضمام: Mar 2007
|
سؤال الحرية في الإسلام
الزميل أورفاي:
عمر بن الخطاب أكثر من سياسي، فالرجل كان "مرشدا" لدولة، و من الطبيعي أن لا تكون تصريحاته "سياسية بحتة" في زمن لم تكن السياسة منفصلة عن مهام السلطة الروحية أو القضائية. أعتقد أن المقولة تحمل أيدلوجيا (منهجيّة) فكرية أكثر مما هي سياسية، لأنه يمكن أن يعاقب المعتدي و أن يستشير معاونيه لإستخراج قانون (أو فتوى بعصره) لمنع هذه التصرفات.
أعتقد أن عمرا نادى بالحريّة، و هو ما لا تريده يا عزيزي، حتى لا يكون لعمر حظّ بالمطالبة بالحريات للمجتمع، فهو بالنهاية "مسلم" و "المسلمون" إرهابيون. :lol:
و أيضا، لا أعلم بعلم الجمال، و على العموم فكلمة علمي تشوهت في العقل العربي بالقرن العشرين. لا أرى وجه مقارنة بين العلوم والدين أو الفلسفة، فمن جهة لا يوجد علم يساعد على اختيار النظام الأخلاقي الأمثل للفرد مثلا، ولا يوجد تأثير مباشر لعلم على المذاهب السياسيّة أو الأيدلوجيات الكبرى، ولم نسمع عن نظام "فيزيائي" لإدارة الدولة، أو نظام "علم المثلثات" في الممارسة الاجتماعية. مسألة شرح العالم على أسس علميّة تنفع للقضايا الماديّة البحتة، لأن العلم يتعامل مع المادة ولا علاقة له في ما ورائها من "أخلاق" و"سياسة" و"معتقدات" و"فن" .... إلخ. فكلمة "عِلم" باللغة العربيّة لا تعني الكلمة الإنجليزية Science فالأولى تتحدث عن "تخصص" و"الدراية بالشيء" وهكذا يقال "علم التفسير" و"علم الفقه" و"علم الكلام" و"علم الاجتماع"... إلخ. أما في المفهوم الغربي فالعلم هو كل ما يخص المجالات البحثيّة في المادة، ورغم وجود مسميات مثل Political Science إلا أنها تبقى تسميات رمزيّة حديثة لما كان يسمى قبلا Political Philosophy حيث وجد أن التسمية الأخيرة لا تناسب موضوعيّة المادة التي تتناول دراسة النظريات السياسيّة، إلا أنها لا تدرس الفلسفة السياسية لأن الأخيرة إنتاج فردي.
أما الحقوق فهي نتائج لفرز فلسفي و دراسات إجتماعية و أقتصادية و أخلاقية .. ألخ، و "طريقة الوصول للعدالة" هي جزئية من الحقوق لا غير و أحسب أنك تقصد دراسة المنطق لا أكثر.
تحية
|
|
04-07-2007, 04:07 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
السيّاب
Banned
المشاركات: 495
الانضمام: Mar 2007
|
سؤال الحرية في الإسلام
الزميل أورفاي:
تتحدث عن الحرية بالقرن الحادي و العشرين، رغم أننا نتحدث عن أحداث أخذت مكانها من التأريخ في القرن السابع الميلادي! فمثلا "حق التصويت" هذا لم يوجد بشكل متكامل إلا في القرن الثامن عشر الميلادي، و لم يُعترف به بين دول الدنيا بشكل واسع إلا بالقرن العشرين، و عليه، بأي حق نحاسب حقبة تأريخية وفق مفاهيمنا المعاصرة المتغيرة؟
الحرية التي تحدث عنها عمر تعني الآتي:
-حرية القرار و إختيار الدين، من منطلق أنه لا إكراه بالدين.
-حرية المواطنة.
-حرية الإنتماء لأي مدرسة فكرية يختارها الشخص.
-حرية التمتع بحق الأمان و الكرامة.
-حرية التجارة و الإقتصاد للمواطن.
-حرية الزواج (للرجل و المرأة) و المعاشرة الجنسية المسؤولة.
هذه حريات موجودة بعهد عمر بن الخطاب، و لعلها غير موجودة بمجتمعنا المعاصر، إلا أنها وجدت بمجتمعه. طبعا لا توجد حريات كحريات الليبرالية المعاصرة (حق الشذوذ الجنسي، الدعارة (الإتجار بالجسد)، الإجهاض.. ألخ) و لكن كانت لهم حرياتهم التي يحتاجونها ليسعدوا.
هناك مغالطات كثيرة، فالمرتد مثلا لا يقتل بأغلب المذاهب الإسلامية، و الجزية ضريبة على المسيح كمثلها على المسلمين كالزكاة. لك الحق بأن تصدقها، و لك الحق أن تنسب الإسلام كله للمدرسة الأصولية المتطرفة، و لكن هذا يؤثر عليك كمسيحي قبل أيّا يكن لأنك بهذا تشرعن أبشع أنواع الإسلام لكي يقوى و يضطهدك. أما العبيد و الإماء، فأعتقد أن "العبيد" لم يحملوا المفهوم الأمريكي بالقرن السابع و الثامن عشر، بل كانوا "موالين" أي أشخاص يعملون كخدم. طبعا، كان التخلص من ظاهرة العبودية و الإماء عملية أستغرقت ثلاثة قرون، إلا أنها أنتهت أخيرا و من التفاهة أن نعتبرها جزء من الإسلام. لكن، و لنتكلم عن الإماء، كم هناك خلاف حول مرحليّة الآية التي تقر الإماء مثلا؟
طبعا كلامي لن يقنعك، و لكني، بالمناسبة، لست متدينا (للأسف الشديد) و لا أنادي لدولة خلافة أو حكم وهابي أو طلباني، لكن أيضا لا أحب أن أقبل بشيء دون الحقيقة و العقلانية.
ملاحظة: بسبب حياتي الطويلة بالولايات المتحدة الأمريكية، أنا من أشد المناصرين للتفرقة العنصرية بين الزنوج و البيض. و الأسباب كثيرة. أحببت أن أعلمك بوجهات نظري و مدى بعدها عن الإسلام.
تحية
|
|
04-09-2007, 11:58 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Arabia Felix
عضو رائد
المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
|
سؤال الحرية في الإسلام
أستاذ بهجت.. أمر هنا كلما أسعفني الوقت، واستمتع!
التحيات موصولة لكل المشاركين، أورفاي صديقي والسياب، No One Illegal:)
بعد قرآءتي لمشاركة No One Illegal والأسئلة التي طرحها، استحضرني هذا المقال لأحد اساتذتي الذين أحبهم (عبد اله سعيد)
http://www.csci.unimelb.edu.au/documents...-07-05.pdf
وهذا موقعه الرسمي إلا إنه غير مكتمل بعد وخاصة في تحميل مقالاته ودراساته وكتبه.. وهو رجل من المالديف، مسلام ليبرالي، يدرس الإسلام واللغة العربية في جامعة مالبورن في استراليا، ومتخصص في الحريات.. وحرية العقيدة بالذات.. هذا موقعه..
http://www.abdullahsaeed.org/
شكرا وتحياتي للجميع.. للجميع!:redrose:
|
|
04-10-2007, 03:03 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
السيّاب
Banned
المشاركات: 495
الانضمام: Mar 2007
|
سؤال الحرية في الإسلام
العزيز بهجت:
سعيد أن نتناقش هنا أيضا، فأنت من الأصدقاء الذين أفتقدتهم بمنتديات أخرى في الماضي. لقد كانت مشاركتي (رقم 14) موجهة لمشاركتك التي حسبتها من الزميل أورفاي، فمعذرة.
لقد ذكرت حضرتك أن الدول التي يحكمها "الإسلاميون" خالية من الحرية، و أنا أتفق معك (مع التحفظ على إيران نسبيّا)، و لكن قلّ لي أين هي الحرية بالدول التي لا يحكها الإسلاميون؟ مصر مثلا، سوريا مثلا، الأردن مثلا، الخليج مثلا، عراق صدام الدموي مثلا، ليبيا و اليمن و المغرب... ألخ. كلها دول تتفنن بقمع الحرية السياسية و الإجتماعية و الثقافية و الفنية و الدينية، و هي دول "علمانية" على طراز مصفى كمال أتاتورك بأحيان كثيرة كما بعراق صدام.
أنا من أشد مناصري العلمنة السياسيّة، و من أشد مناصري الإصلاح الديني الداخلي، و هو ما لن يحققه لنا كافكا أو روسو أو جون ستيوارت يل أو عمانؤيل كانت أو لايبينز أو سبانيوزا أو ماركس. كل هؤلاء يمكن أن يكونوا أدوات إيجابية، و لكنهم لن يكونوا أدوات التغيير، لأن أداة التغيير هي العناصر و الأقلام التي تنبثق من الشعب.
شخصيا أعيش بالغرب، و لا أرى الحرية الهائلة التي تتحدثون عنها. أرى حريات ثانوية لا تساهم إلا بالمتاعب، كحرية هروب الأطفال من أسرهم، و ظواهر الجريمة و عدم الإحترام للكبار من الصغار. هنا لا توجد عندهم مفاهيم نعتبرها من البديهيات كأحترام من هم أكبر منا سنا مثلا، أو عدم التحدث بصوت عالٍ، أو عدم المشي بأستهتار أو الحرص على النظافة الجسدية. تنقصهم أشياء كثيرة، و أغلبهم (هذه الشعوب الحرة) جاهل بما يعرفه طلابنا بالثانوية، كتأريخ أوروبا أو جغرافيا العالم حتى. ليس مدهشا عندما يسألك أحدهم:
so is "iraq" part of "iran"?
ما أريد قوله أن الحرية بغياب هذه القضايا و كثير غيرها لا تعني شيئا، لأن أغلب ممارسة هذه الحرية هي بالغربدة و قليل أو كثير من الجنس. شكك بالمحرقة أو أكتب مقالا عن إسرائيل لترى كيف هي الحريّة. أكتب عن النازية مثلا بأوروبا، أو أكتب عن الشيوعية ببريطانيا لنرى إن كانوا سينشروا الكتاب. أكتب رأيك بصدق عن الحركة النسائية (الفمنزم) المتطرفة بالعالم و أنظر كيف يكون النقد و الهجوم. إذن، أين الحرية حقا عندما نحتاجها؟
أخيرا، نتحدث عن الحرية، و لكن لم نحدد عما نتحدث عنه؟ و إذن:
ماهي الحريّة؟
|
|
04-10-2007, 04:10 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
No one illegal
عضو مشارك
المشاركات: 15
الانضمام: Mar 2007
|
سؤال الحرية في الإسلام
Array
أستاذ بهجت.. أمر هنا كلما أسعفني الوقت، واستمتع!
التحيات موصولة لكل المشاركين، أورفاي صديقي والسياب، No One Illegal:)
بعد قرآءتي لمشاركة No One Illegal والأسئلة التي طرحها، استحضرني هذا المقال لأحد اساتذتي الذين أحبهم (عبد اله سعيد)
http://www.csci.unimelb.edu.au/documents...-07-05.pdf
وهذا موقعه الرسمي إلا إنه غير مكتمل بعد وخاصة في تحميل مقالاته ودراساته وكتبه.. وهو رجل من المالديف، مسلام ليبرالي، يدرس الإسلام واللغة العربية في جامعة مالبورن في استراليا، ومتخصص في الحريات.. وحرية العقيدة بالذات.. هذا موقعه..
http://www.abdullahsaeed.org/
شكرا وتحياتي للجميع.. للجميع!:redrose:
[/quote]
Arabia Felix المحترمة
شكرا على المقال الأستاذ عبداله السعيد و شكرا على التحية المردودة لك مضاعفة.
وليسع صدرك الرحب لبغض ملاحظاتي السريعة
لم اكن اقصد بأسئلتي أي علاقة او تلميح للدين و لم اعني وضع المسلمين و حريتهم في العالم الغربي
أسئلتي او استفساراتي ليست مرتبطة بدين او مكان و وطن او حتى قبيلة ما أردت قوله او الاستفسار عنه هو "هل ما يقدم لنا على انه جوهر الحرية هو جوهر الحرية ام وهم الحرية؟"
بالنسبة للمقال و جدته سرديا و وصفيا اكثر منه تحليليا او تشريحيا فهو قسم المسلمين في الغرب و ووصف كل قسم و ما لديه, و هذه اومور يعلمها معظم المسلمين الذين يعيشون في الغرب بل معظم المسلمين بشكل عام و لعله يمكنني ان أضيف ان ما طرحه هو ما يمكن أن ينطبق على أي مجموعة مهاجرة نقوم بوصفها على أساس ديني او عرقي او أممي , فالدراسة, اذا أمكننا إعطائها هذا الاسم, يمكن إسقاطها على الصينيين المهاجرين او الهنود او الهندوس او حتى الإيطاليين و الايرلنديين في أميركا الشمالية, ربما ما يشفع للأستاذ عبداله السعيد ان ما كتبه موجه للأستراليين اكثر منها للمسلمين
شكرا مجددا و تحياتي لك
(f)
|
|
04-10-2007, 04:20 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}