الحلم بحكومة موازية في لبنان :
أوهام الشيخ حسن
GMT 4:00:00 2007 الأربعاء 11 أبريل
السياسة الكويتية
--------------------------------------------------------------------------------
أحمد الجار الله
لن يظل الشيخ حسن نصرالله يسرح ويمرح طويلا في الساحة اللبنانية, يلعب دور المانع لقيام الدولة, والمرتهن للشعب, والمصر على الارتباط بالمشاريع الايرانية السورية التي لا علاقة لأحد في لبنان بها... لن يظل الشيخ حسن على هذا القدر من العربدة السياسية لانه لايمثل في نهاية الامر إرادة وطنية مستقلة, بل تابعا لسياسة أجنبية خارجية تصاغ في طهران, وتدخل الآن, أي هذه السياسة, في المراحل الاخيرة من الانكسار والهزيمة.
وفي كل الاحوال فإن خطاب الشيخ حسن الاخير, والذي ارتبط بمناسبة مفتعلة, كان خطابا بلا مضمون, وصوتا صارخا باللا معنى, اللهم إلا مواصلة تهديد الدولة اللبنانية, والاصرار على التواجد بجانبها كدولة موازية تحاول ان تكون لها الغلبة في نهاية الامر على خلفية الاعتقاد الخطأ ان ايران أصبحت على وشك الانتصار, وأن المشروع الاميركي أصبح على وشك السقوط, وأن عودة المهدي قد جرت التوطئة لها تمهيدا لفرج مستعجل ولعدالة آتية, ولنصر أكيد لاصحاب نظريات الموت الانتحاري, والاحزان التي تشبه الانهار تتجدد ينابيعها في كل موسم وأوان.
كان الشيخ حسن نصرالله أكثر وضوحا في خطابه الاخير لناحية التأكيد على برنامج حزب الله, وهو الارتماء في أحضان السياسة الايرانية ومشاريعها, والاصرار على إعادة لبنان الى زمن الاحتلال السوري, والوصاية السورية.. هذا البرنامج لن تسمح أكثرية الشعب اللبناني بمروره, ولن تسمح للشيخ حسن بفرضه على الوطن اللبناني الذي انتفض في ثورة الأرز ضده جاعلا الحرية والسيادة والاستقلال اهدافا نهائية لا رجوع عنها.
يذكرنا الشيخ حسن نصرالله, عبر احترافية الخطاب البدائي المعتمد دائما على الصوت المرفوع, بالذين راهنوا قريبا على انتصار صدام حسين, وقرب إلحاقه الهزيمة بجيوش الولايات المتحدة, ولم ينجحوا... اليوم فان المراهنين أنفسهم يجهدون لتجديد الامنيات, المستحيلة, بأن ايران ستنتصر على أميركا, وأن النظام الدولي سيتغير, وأن خرائط الدنيا ستصبح مرسومة بأصابع المحرومين والمستضعفين والمغامرين, وما الى ذلك من نعوت تطلق على الملتحقين بالمعسكر الاخر... الرهان هذا, وهو رهان وهمي وانتحاري بكل المقاييس, سينتهي الى ما انتهى إليه الرهان على انتصار صدام حسين من قبل, أي أنه رهان لن ينجح. ففي مقاييس القوة ومعاييرها لايوجد مايبرر احتمال فوز الرهان, اي انتصار ايران.
فأميركا التي تملك 38 الف طائرة حربية مقاتلة من كل الانواع والاصناف, لن تستطيع ان تهزمها ايران مهما أسقطت لها من طائرات, كما لن تستطيع الوقوف في مواجهة أساطيلها, وبوارجها وحاملات طائراتها, وأقمارها الصناعية وتقنياتها العالية... إن المواجهة الايرانية المدعاة لهذه القوة العظمى مواجهة دعائية لن يفوز منها الانصار والمحازبون بغير الخدعة والتضليل, والرفع الكاذب للمعنويات. والاكيد ان الشيخ حسن نصرالله يعرف هذه الحقيقة, ويعرف أكثر ان الاوجه المتقلبة للنظام الايراني ستغير من نكهة الخطاب, فمن يدري فقد تصبح طهران لاحقا الأقرب الى واشنطن, والأوثق علاقة معها, خصوصا اذا ما أعلنت نهائيا الهزيمة السياسية للمتشددين, ولبرنامجهم الترجيعي الاقرب الى الخرافة منه الى الواقعية.
ان السيناريو الفاشل الذي عايشه العرب مع صدام حسين يعايشونه الان مع خامنئي ومع نجاد. واذا كان صدام حسين قد انتهى على حبل مشنقة, بسقوط سيناريو الوهم والتضليل, فإن المغامرين الجدد في طهران لن يكونوا بعيدين عن هذه المصائر المروعة. والمهم الآن ان لايدعونا الشيخ حسن نصرالله للانضمام اليهم, فما يدور في طهران تتحمل نتائجه طهران والتي لايجوز ان يصبح برنامجها عبئا على العرب, كما أصبح الشيخ حسن عبئا على اللبنانيين كما يقال الان.
:Asmurf:
|