العزيز غرامشي
اقتباس: Gramsci كتب/كتبت
ان ما قد يلمس من تناقض في مضمون هذه الاية ومثيلاتها ، وقد تفضلت بالماح اليه .. وضع الكثيرين من المفسرين امام حيرة ما بعدها حيرة .. فتراهم في حين يقفزون لتأويل هذه الاية وتفسيرها وفقا لما عفي عنه من لغة العرب، في محاولات اقل ما قد توصف فيه بانها نوع من المصادرة .. او تراهم في احيان اخرى يتجاوزون معاني التحسين والتقبيح في وصف ماهية الاهلاك -كما هو في صورة هذه الاية- .. بمعنى انهم يرون في هلاك تلك القرية او غيرها ان كان مسببه ظلم اهلها فيكون ردا استحقاقيا .. او ان لم يكن كذلك فهو بعرفهم وجها لامتحان ما .. وهذه الحالة من التخبط لا تخفى على احد في الكثير من الامثلة ان تجاوزنا هذا المحل ..
أعتقد أن الصعوبة تأتي من محاولة تأويل كلام "عاطفي" بطريقة منطقية.
الكلام عن القرية مفهوم جدا في سياق عاطفي قوامه الإيمان بإله قادر على كل شيء وله رغبة واضحة في أن ينتشر دينه، وذلك في مواجهة واقع يخالف ذلك.
تماما كما هو الأمر اليوم، وكثيرا ما نسمع ردات فعل مشابهة تجاه الحالة العربية المأساوية.
"إن كنا خير أمة أخرجت للناس، فلماذا نحن متخلفون ومستعمرون؟"
"لماذا الغرب الكافر يتقدم علميا وعسكريا..الخ؟"
"لماذا يعاقبنا الله بزلزال فوق كل تخلفنا، رغم إيماننا؟"
وإذا طلع شخص فلهوي من بين الجموع، فسيقول لهم، لا تيأسوا ولا تقنطوا، فالله لم ينسكم.
وكل شيء يسير حسب المخطط.
ولذلك فهو يدع الغرب يتقدم ويرتفع في مقامه، لكي يكون سقوطه مدويا أكثر.
هو يتركهم يتقدمون اقتصاديا، لكي "يبطروا"، فيزداد تفكك الأسرة عندهم والشذوذ الجنسي، بحيث يقضي عليهم بمرض مثل الأيدز.
بينما يبقى المسلمون معزولين عنه بفضل عفتهم، فيرثون الأرض وما عليها بعد أن يموت الغرب الكافر بأمراضه.
اقتباس:اما بالنسبة لموضوع القانون الزائل الذي يقتضيه طبع الدنيا باعتبارها زائلة (واظن ان الغزالي قد تطرق لهذا الامر بوجه ما) فان الاعجاز الحاصل من خلال هذا الاهلاك .. انما يكون معطلا لاساس الامر الالهي بمعناه الاعم فيما خص الدنيا .. وبمعناه الاخص ايضا فيما عنى امر الاهلاك نفسه .. لان امر الاهلاك قد فعلت به علة دنيوية .. ولم يكن الرد الا من خلال تجاوز للقانون الزائل اعني به الدنيوي .. وهنا يقع التناقض فيما بين وجود القانون الدنيوي هذا والقانون الاخروي ..
اعذرني فلم تصلني الفكرة هنا..
ربما تتفضل بإعادة توضيحها مرة أخرى.
اقتباس:فالتجاوز الحاصل بالاضافة الى ما تفضلت .. قد لا يكون معبرا فقط عن "اله الفجوات" .. بل ايضا عن "الاله المجاوز لنفسه والمتناقض معها دون اي داع يحتم عليه هذا وبهذه الصورة " ..
حسب علمي فإله الفجوات، إنما هو الإله الذي يتم الاستدلال عليه عبر الفجوات في المعرفة.
أي إذا كنا لا نعرف كيف نشأت الحياة، فيتم افتراض الفعل الإلهي في هذا المجال.
وعندما يتم تفسير نشأة الحياة علميا، تختفي هذه الفجوة، كما حدث بالنسبة لسقوط الأمطار أو البرق والرعد.
ويحتاج ذلك الإله (بالأحرى أتباعه) إلى العثور على فجوة أخرى (مثلا نشأة الكون) يبقى فيها حتى إشعار آخر.
بينما الموضوع هنا يدور كما يبدو لي عن الإرادة الإلهية، الإنسان مخير أم مسير، الهدى والضلال، العقاب والثواب، وطبيعة التدخل الإلهي في المجتمع الإنساني.
وهذا موضوع معقد دون شك.
ومما يخطر لي هنا هو قصة ابليس والأمر الإلهي بالسجود لآدم.
إذ ربما يكون الأمر الموجه للمترفين في القرية بالفسوق شيء مشابه.
إذ يحق لهم من حيث المبدأ أن يرفضوا الانصياع لذلك الأمر (وإلا لزالت عنهم أي مسئولية تجاه ما سيحدث لاحقا)، ولكن طبعا نحن نعتبر أن لهم "ثلثي الخاطر".
اقتباس:اشكر تشريفك لموضوعي ودمت بخير
وأنا أشكرك على طروحاتك الغنية، فقد لفتت انتباهي قبل فترة.
(f)
فأحببت أن أزورك هنا..
مع أطيب التحيات