{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
سدنة هياكل الوهم
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
سدنة هياكل الوهم


سدنة هياكل الوهم -

مثل الباحث والناقد الأدبي السوري عبد الرزاق عيد أمام القضاء العسكري علي خلفية مقالتين له نشرتا في الشهرين الثاني والثالث من عام 2001. وقد برز عبد الرزاق عيد كناشط في لجان إحياء المجتمع المدني وكمثقف نقدي وسجالي بامتياز في الحراك السياسي والفكري الذي تشهده سورية في السنوات الأربع الأخيرة، ما اقتضي توجيه هذه التحية له بقراءة كتابه (سدنة هياكل الوهم/ نقد العقل الفقهي: البوطي نموذجاً ـــ دار الطليعة، بيروت 2003). يقدم عبد الرزاق عيد لكتابه بتفحّص ظاهرة ممثلي الفكر الديني من الدكاترة المشايخ الذين تثاقفوا مع الثقافة الأوروبية وعادوا من عواصمها مدججين بالألقاب العلمية، فإذا بهم يبحثون في بلدانهم عن حيز في تراتبية الاستبداد، وينصاعون إلي (لذاذات عسيلة السلطة) ويغدون فقهاء الظلام ووعاظ السلاطين. وبعد تقولبهم هذا يتقولبون وفق سلطة العوام الأبوية الهرمية. ويتكئ عبد الرزاق عيد في تشخيص ظاهرة أولاء علي الكواكبي في كتابه (طبائع الاستبداد) حين يتحدث عن تولد الاستبداد السياسي من الاستبداد الديني أو عن أخوة الاستبدادين اللذين يحكم أحدهما الأجسام والآخر القلوب، وتجمعهما أبوّة التغلب وأمومة الرئاسة. ويبلور عبد الرزاق عيد إشكالية كتابه وسؤاله المحوري وهو: (هل الهزيمة التي لحقت الأمة هي هزيمة جناحيها القومي والماركسي أم هي هزيمة لكل التيارات الفكرية والثقافية والسياسية التي تشكل البنية التكوينية القارة في عمق اللا شعور المعرفي والثقافي للأمة التي فقدت القدرة علي امتلاك قرارها ومصيرها؟). ليس الفكر الديني في الجواب أقل تأزماً من غيره، مهما تكن صيغته (الإسلام الرسمي ـــ الإسلام الثيوقراطي الجهادي ـــ الإسلام السياسي). وليس الإسلام الشعبي بحال أحسن، فالتردي طال الجميع، وليس ما يبدو من ازدهار الفكر الديني غير طفرة علي السطح وعرض لأزمة الهوية المهددة بالتلاشي. أما بيان ذلك فيسوقه عبد الرزاق عيد من خلال تحليل العقل الفقهي في الأنموذج السوري الشهير: الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، العميد السابق لكلية الشريعة، وصاحب البرنامج التلفزيوني الرسمي لسنين، والنجم التلفزيوني المعروف بعامة.
ويبدأ عبد الرزاق عيد بأول مؤلفات البوطي (كبري اليقينيات الكونية ـــ 1969) فيري أن المؤلف قد قال في كتابه كل ما لديه، وأنه أول إنتاج وآخر إنتاج له علي غزارة ما أنتج. ويصف عيد الكتاب بالمراوغة والبهلوانية والذرائعية التي تتلاعب بقدسية القرآن. فبحسب البوطي فإن أي سؤال عن وجود الجن وأشكال حضورهم في العالم يستلزم الردة والخروج عن الإسلام. وإذا كان البوطي يناقش في هذا الكتاب صادق جلال العظم في مؤلفه الشهير بعد هزيمة 1967 (نقد الفكر الديني) ويصفه بالتخريف العلمي، فهو سيرسي منهجه الفقهي الوعظي الذي يشتغل وفق آليات تنشيط الذاكرة والتذكر، ولن يضيف من بعد إلي النظام المعرفي الذي تنتجه فقهياً مؤلفاته الكثيرة معني جديداً ولا فكرة جديدة ولا معلومة، ذلك أن خلاصة (المنهج العلمي الحديث) للشيخ ومذهبه (الداحض للعقل الكوني الحديث) هو نوع من العرفاني الصوفي العامي اليومي المشيخي المتدروش والقائم علي ترديد أسماء هيجل وماركس وداروين وفرويد ومالبرانش.. في مقارعة النظريات الحديثة ودحض أوهام المادية الديالكتيكية والتاريخية. ويتأسس كل ذلك في الأشعري والغزالي اللذين حسما المعركة منذ ألف سنة ضد العقل الإسلامي المبدع الخلاق، باستسلامية الأول مقابل تبجيل القرآن للعقل وجعله مدار المساءلة، وبقول الثاني بالعلية الواحدة، فإذا بالبوطي كما يكتب عبد الرزاق عيد، يتوسط (بين الغيبوبة الأولي للعقل التي أدخل الغزالي العقل فيها، والغيبوبة العقلية المعاصرة الذرائعية التي يمثلها الإسلام الرسمي في نموذج إسلام البوطي الذي يُكيَّف وفق حاجات اللحظة العربية المعاصرة التي يصنعها الإعلام الرسمي، فيقدم إسلاماً إسلامياً يوازي ويناظر السياسة والفكر الإعلامي الرسمي، ويداري دينونته بذرف دموع الخشوع والتقوي أمام الكاميرات بلا أي ضمير ديني أو تقوي، ويروي للجماهير أحلاماً (منامات) له ولأصدقائه بوصفهم من أصحاب الرؤي الصادقة، ليضع نفسه في صفوف الكرامات والصديقين) ويدلل عيد علي ذلك بما كتب البوطي من سيرة أبيه تحت عنوان (هذا والدي). يوزع عبد الرزاق عيد كتابه علي ثلاثة أقسام، فيتناول في القسم الأول المنهج العلمي للبحث عن الحقيقة عند علماء المسلمين وغيرهم. وفي القسم الثاني يخصّ بالقول ابن عباس من خلال معاينة العقل الفقهي بين الجرح والتعديل وتراجم الرجال، ومن خلال العجائبي والخارق في مخيال ابن عباس، ومن خلال غرائبية التفسير القرآني عنده. وسيتابع القسم الثالث ما بين ابن عباس والإسرائيليات في معالجته لسؤال الإسراء والمعراج بين إسراء الروح ومعراج البدن. وإذا كانت دراسة عيد للمخيال الأسطوري (الخلق ـــ الكون ـــ التاريخ) وللجماليات الميثية، ستلتمع بامتياز، فالأقسام الثلاثة للكتاب، كما في المقدمة والتهميد والخاتمة، تتوسل في نقد تجربة الفرك الديني المعاصر والعقل الفقهي المتردي كما يقول، بالمواجهة مع الفكر الإصلاحي الديني في عصر النهضة كما قدمه محمد عبده والأفغاني والكواكبي والزهراوي وعلي عبد الرزاق. وقد أشار عيد إلي استلهامه عنوان كتابه (سدنة هياكل الوهم) من محمد عبده. وتتوفر لخاتمة الكتاب أهمية إضافية إذ جاءت تعليقاً علي الكتاب المشترك للطيب تيزيني والبوطي (الإسلام والعصر: تحديات آفاق ـــ 1998)، وفيها يري عبد الرزاق عيد أن المنظورين المتمايزين بين المؤلفين نظرياً، يتماثلان تطبيقياً، إذ رفع الفقيه الطيب تيزيني راية ماركسية فقهية، وبذلك لا يخص العقل الفقهي العقيدة الدينية فحسب (بل وحتي المادية، وذلك عندما تكون النواة الابستمية الأسطورية واحدة لدي المنظورين. وهذه النواة الميثية الأسطورية هي التي تشرع الأبواب للنظرة السحرية إلي العالم، والتي عمادها الخاط بين السماوي والأرضي. وهذا ما تمخضت عنه مادية الطيب تيزيني الجدلية عندما خلطت المنظورين الاعتزالي بالأشعري، القديم بالمحدث، النسبي بالمطلق، لتنتج أيديولوجيا تلفيقوية مؤادها إنتاج أيدمولوجيا السلطة التي راجت يوماً تحت التسمية السيئة الصيت (العلم والإيمان) التي أطلقها أنور السادات). لقد بدأ عبد الرزاق عيد حياته الثقافية بالنقد الأدبي في الكتاب المشترك مع محمد كامل الخطيب (عالم حنا يمنة الروائي ـــ 1979). وقد مالت به الأبحاث والمساجلات الفكرية والسياسية عند النقد، وبخاصة بعد حرب الخليج الأولي، إذ قدم في نقد الفكر القومي والماركسي مؤلفاته (طه حسين العقل والدين ـــ الثقافة الوطنية/ الحداثة ـــ ياسين الحافظ: نقد حداثة التأخر ـــ أزمة التنوير ـــ أبو حيان التوحيدي: فصل الدين عن الدولة/ فصل الدين عن الفلسفة ـــ الديمقراطية بين العلمانية والإسلام ـــ ذهنية التحريم أم ثقافة الفتنة). أما آخر مؤلفاته فهو (ويسألونك عن المجتمع المدين ـــ 2004) والذي جمع ما كتبه وما استثارت كتابته من ردود في الحراك السياسي والفكري السوري خلال سنوات القليلة الماضية، ومن ذلك مقالته الشهيرة (ثقافة الخوف) والتي يحاكم عليها الآن مع مقالة أخري) ـــ كما أشرت ـــ ومعه كاتب آخر (بكر صدقي) علي مقالة كتبها في الصيف الماضي. وللحديث صلة.

نبيل سليمان

:Asmurf:


04-26-2007, 10:59 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هاقولك ايه ياحياة ، الوهم ، الدموع والدم koji2010 0 660 12-04-2011, 10:57 AM
آخر رد: koji2010

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS