عزيزي nebras
أشكر لك مرورك على هذا اللقاء ، و درءاً للشبهات لا أستطيع التعليق بحرف على ما كتبت ;)
و لكني شعرت أنك تعرفني عن قرب
تحياتي لك
نأتي للزميلة الجديدة منى كريم
أولاً أهلاً بك يا منى كريم في منتدانا هذا ، و أتمنى أن تُصابي مثلنا بلوثة المنتديات فلا تتركينها رغم تقادم السنين .
ندخل في الأسئلة مباشرة :
اقتباس:- بينما يعيش الغرب في تسامح بين الملحد و الديني .. تعيش المجتمعات العربية في صراع كبير بين دياناتها بل و تتفاقم الفجوة بين المؤمن والملحد كما نرى في تعامل رجل الشارع مع المثقف .. ما رأيك في هذه المعادلة البائسة ؟
عزيزتي
حتى لا أكون مضجراً ، فأرجو أن تقرأي ما كتبت في ردودي السابقة للزميلين ابراهيم عرفات و Emile فقد سألا عن أمور مشابهة و أجبت عن هذه النقطة .
و يمكن أن أضيف باختصار أن مجتمعنا العربي في هذه المرحلة لا يوجد بينه و بين الملحد (أو اللاديني) أي مشكلة ، لأنه لا يراه ، و بالتالي لا يتعامل معه .
مجتمعنا الحالي لا يستوعب معنى اللاديني ، لا أقصد المعنى اللغوي ، بل لا يستوعب حقيقة وجوده ، و ذلك لسوء ربط بين الفكر اللاديني و التجربة البائسة للسوفييت ، فالشريحة الأعظم من الناس تعتقد أن سقوط الاتحاد السوفييتي كان نهاية لحقبة مريرة من الإلحاد ، و عندما ينظر المؤمن لحال المؤمنين و ما يسمى العودة للدين ، يشعر بطمأنينة عالية ، فهو يرى التدين يزداد من جهة ، و يعتقد بزوال آخر ملحد بسقوط التجربة السوفييتية ، لذلك هو لا يرى أي ملحد حالي في الشارع .
للأسف كثير من العوام يعتقدون أن اللادينية أو الإلحاد هي السوفييتية ، و لا يعرفون منها إلا "لا إله و الحياة مادة" ، و هذه مأساة يدرك معناها من يملك ثقافة بسيطة .
لذلك نحن اللادينيون خارج الحسبة الآن بالنسبة للدينيين لأسباب عديدة ذكرت بعضها فيما سبق ، لذلك لا يوجد أي صدام بيننا و بينهم ، و لكنه كما قلتِ أنتِ "يوجد فجوة تزداد اتساعاً" .
و بالنسبة للمستقبل ، فأنا أعتقد أن انتشار الحوار الديني-اللاديني عبر النت سيغيّر من نظرة الناس حول فكرة (انقراض الإلحاد بسقوط الاتحاد السوفييتي) و سيشعرون أن هناك لادينيين يتكلمون بلغة أخرى غير لغة الشيوعية و الاشتراكية .
أنا و أنت نعرف الفرق بين الشيوعية و الإلحاد ، لكن الناس للأسف في مجتمعاتنا ، لا يفرقون . الأغلب فيما أعتقد . ربما تحتاج لدراسة إحصائية ، مجرد رؤيا .
كتبت الزميلة تقول :
اقتباس:- عبر نادي الفكر و الذي يتميز بمواضيعه الكثيرة التي تتحدث عن الالحاد و اللادين و الدين بالاضافة إلى النزعات الأيدلوجية .. كل هذا الزخم من الايدلوجيا ألا يمكننا أن نطلق عليه بؤس الايدلوجيا كما يقول كارل بوبر ؟
لا أملك هذه النظرة التشاؤمية ، لأنني لا أوافقك أن هذا حوار أيدلوجيات ، فاللاديني لا ينطلق من أيدلوجيا بقدر ما ينطلق من تجربة شخصية و كدح ذاتي بحثاً عن تفسير للوجود و يعاني أرقاً في قبول أجوبة لا تفعل أكثر إضافة غموض جديد لغموض الوجود .
أنا أرى أن الحوار بين اللادينية و الدينية هو شيء صحي يمهد للعتبة الأولى في الطريق إلى العلمانية .
اقتباس:- قرأت قصائدك التي وضعها صديقنا طارق .. أجد أنك تحمل نظرة ذكية في التقاط المفصليات من حولك ، أن نظرتك نظرة تجديدية غير تقليدية ، لكنني أشعر بأن لغتك بمفرداتها و تكوينها هي التقليدية مما يكون لدي شرخ حين اقرأ القصيدة .. ما رأبك ؟
الآن ننتقل إلى قضية الشعر .
لا أدري ما قيمة ما كتبت من محاولات ، لكني حاولت أن أجد لغتي بعد أكثر من خمس سنوات في تجريب الشعر ، و لقد تخبطت لغتي في البداية تأثراً بنزار أحيناً و درويش أحياناً و مظفر النواب أحياناً أخرى ، لكني استطعت أن أجد صوتي خاصة في قصائدي الأخيرة ، ربما التي بدأت بقصيدة ليل بلوري ، لا أذكر حقيقة .
و لكن الحق أقول لك ، أنا لم أعطِ هذه الموهبة (في حال وافقني البعض على وجودها) حقها من العناية و الإنماء ، لأنني لم أتابع النتاج الشعري و ما يرافقه من نقد خوفاً من السقوط في التأثر بلغة ما أو فكرة ما ، فكتبت قصائدي بلغتي التي وجدت دون أي محاولة للتجديد بها أو ما شابه .
و لكن سأحاول أن أعيد قراءة قصائدي من خلال فكرتك (كلاسيكية اللغة) ، فربما فهمتك أكثر ، و أفادتني المسألة أكثر في محاولاتي القادمة - إن وُجدت .
اقتباس:- الختيار .. بصراحة شديدة و دون " لف و دوران " و إدعاء و هذه صفات يتصف بها الانسان العربي خاصة الواعي .. ( و لا اقصد الاساءة بحقك ) .. هل وصلت إلى مرحلة تتقبل بها كل الآراء برحابة صدر .. مثل أن يخبرك أحدهم بأن قصائدك سيئة و لا " تنكمش " .. أي أن تحترم رأيه في باطن شعورك و في ظاهر سلوكك ؟
ربما من تابع حواراتي مع الزملاء الدينيين يجد أنني أتقبل النقد و أناقش كل ما يقال في ما أطرح من أفكار ، لكني لا أقبل التجريح و الإهانة و التحقير و ما شابه ، لأن هذا لا يكون نقداً للأفكار بقدر ما يكون شخصنة دوافعها غير محايدة .
و هذا لا يعني أنني النبي المعصوم ، فقد تجرني الرعونة لأكتب رداً استفزازياً أو أدخل في مهاترة ما ، نعم أكره هذا و لكن قد أسقط فيه ، خصوصاً في بداياتي في النادي .
فكلنا حين نبدأ نبدأ بحماسة و اندفاع و أحياناً نقسو على محاورنا إن أخطأ و لا نرحمه مثلما هو لا يرحمنا إن أخطأنا ، لكن بعد أن نرى أننا نمضي معاً وقتاً طويلاً نكلم بعضنا البعض ، نبدأ نشعر بتكوّن صداقات حقيقية و مشاعر لطيفة تجاه بعضنا البعض ، حتى و إن اختلفنا في المعتقدات .
فلو راجعتِ الحوارات بين الدينيين و اللادينيين القدامى في هذا النادي تجدين أن الحدة كانت هي المسيطرة في البداية ثم تحولت على مر الأيام إلى خلافات ودية لا توتر الأجواء و تملأها تشنجاً كما يحدث مع دخول زميل جديد متحمس ليحرق الأخضر و اليابس :)
هيك بنكون انتهينا من الصفحة الأولى
يا لهوي ضايل خمس صفحات :97:
تصبحوا على خير إذاً