أرى في منامي دائماً أني معذبة تصرخ بحرقة و حقدٍ يتفجران من قلبها
أُصدِر صوتاً صاخباً أقرب إلى الصهيل منه إلى الصراخ البشري
"ابتعــد عنّي يـــا ســافِل"
لأنه في الحلم كان يوجّه نظراته لي فقط دون أن يكون لنظراته أيّ مدلول
يكفي في حلمي أن أراهُ ينظرُ إليّ حتى أصحو و قلبي قد تسارعَ نبضهُ و فاق احتمالي
و أنفاسي تتلاحق و كأنما تصارع الزمن و تتحدى القدر
أما في اليقظة فأنا منذُ تلك النظرة الخبيثة لم أَرَه ينظر إليّ سوى مرة
ظللتُ يومها أشعر بلوعة و غثيان و حبٍّ للبتر و تقطيع الأوصال و ...القتل
نعم القتل
القتل الذي طالما كان عندي نقيض الإنسانية...رديف الوحشيّة
هو اليوم تجسيد متكامل و واقعيّ لأبعد الحدود عما أختزلهُ من مشاعرَ تجاه أخي
أ أكونُ قد خرجتُ عن إنسانيتي إذاً؟ "أعني تعريفي للإنسانية بوضعها نقيضاً للقتل كردة فعل عاطفية"
أ يكون أخي قد خرج عن إنسانيته فقرر ضميري تشريع قتله؟
لستُ أدري ما حصل لي منذ ذلك الحين
لا أعرف أي قيمٍ بقيت راسخة عندي و أيّها تهادى
و أيّ ثوابت بقيت شامخة و أيّها هوى في طرفة عينٍ أو أسرع
و أي جروح-بل هي مخلفات جرائم- بقيت ملتئمة و مدفونة بعد أن صرت أرى الدنيا كلها مصطبغة بنزفي و رغبتي في الثأر و استرجاع شيء ما فقدته...
لا أعلمُ أ جزءٌ من الإنسانية أم جزءٌ من الوحشية ذاك الذي سأسترجعُهُ بالقتل
إن كانت الوحشية رديفة لثأري فسيسعدني جداً أن يقولََ البشر-شركائي في الأرض-أني من فصيلة الوحوش
البشر!..منذ متى كان يسعدني أو يحزنني رأي البشر فيّ..؟
كلا،بل كان يسعدني المديح حين كنتُ أتفوّق في دراستي و أُشارك الكبار مذ كنتُ في التاسعة في أحاديثهم السياسية و الاجتماعية
و بقيَ كذلك
و كان يحزنني قولهم عني: إباء منطوية،إباء معقّدة من الرجال،إباء تريد عزل نفسها عن الدنيا
بينما كان ما يدعوني للانطواء حبّ التعمّق في ذاتي و اكتشاف مكنوناتها الروحيّة بمعزل عن نظريات الخلق و الخالق
منذُ متى صار مدحُ البشر يخزيني و ذمهم يدغدغ زهوي لهذه الدرجة؟
و هل عرفتُ كلّ البشر حتى يكون حكمي كذلك؟ أم يكونون هم من خلع بابتساماتهم الصفراء لي تاج البشرية؟
بل منذُ متى صارت هذه الأسئلة تدورُ في ذهني أصلاً؟
أ أنا خائفة على بشريتي من الخدش يا ترى؟
و ماذا عن إنسانيتي؟ لماذا تعنيني هي و مرادفاتها إلى هذا الحد؟
أ يظنّ ضميري و قلبي و بصري حين وقع في بصره أن إنسانيتي قد قُضِمت في ذلك اليوم الذي نظر فيه إليّ تلك النظرة الحقيرة؟
حدث ذلك منذ شهرين تقريبا
كنتُ حينها أغلق باب غرفتي عليّ دون قفله قاصدة تبديل ملابسي
لحظات تبديل ملابسي كانت تمثل لي سياحة في بحر جمال بلا ساحل
و تحليق في فضاء رحب لا بداية له و لا نهاية
كنتُ أرى جسدي عارياً فأرى أبدع لوحة و أعظم فن إلهي محير لعقلي
أدقق في كل تفاصيله بسعادة لا مثيل لها باحثة في أصغر الأجزاء عن جماليات كانت مجهولة و قد علمت الآن
و ما كان هذا البحث يُتعبني أو يضنيني لأني كنت على يقين دائم أني سأجد ضالتي
حينها و بتدخل من الطبيعة الأم أشعر بدمي يكاد يمزق عروقي لسرعة اندفاعه
قد يكون ذلك رقص قطرات دمي فرحاً لأنها وجدت من يقدّرها و يعرف قيمتها
و قد يكون جحيم اشتعل في جسدي كله بعد تعريته
حينها تنقشع عن قلبي سحب هائلة كانت تفصلني عن نوعٍ خاص من بهاء جسدي
ثم تتخلى عيناي (قهراً) عن وظيفتهما في استقصاء الأنوثة الطاغية
لتتسلم الزمام يداي
فتزحفان على كلّ الدروب و تبثان الحنان على كل مفترق
ما كنت أدعُ مكاناً إلا و أُرسل له حبي و اشتهائي
أقبّلُ و ألعقُ كل ما تصل إليه شفتاي برغبة مجنونة و شهوة رجال كُثُر أفقدهم انتصاب ذكورهم صوابهم
و حين أشعر بالخدر اللذيذ و السكون المحبب
أقبّل أقصى منطقة تصلها شفتاي من نهدي قبلة حبّ و امتنان و شكر على امتلاك هذا الجمال و تمكيني منه
في ذلك اليوم و حين كنتُ قد خلعتُ ملابسي لغاية ارتداء غيرها و غاية أسمى هي التغني بالجمال الباهر
حينَ كنتُ واقفة أمام المرآة سمعتُ صوت أخي في الطابق السفلي يسأل عن مكاني
فأجابوهُ أني أبدّل ثيابي في غرفتي
فاجأني بعدها بقليل بقدومه لغرفتي و بفتحه الباب بقوة كبيرة و كأنه يريد مفاجأتي أو ربما تعبيراً عن مشاعر حيوانية احتدمت داخله ، وجدَ الطابق العلوي خالياً فأيقن أنه الوقت المناسب لإطلاقها
حينها شعرت بكل خلايا جسدي تنتفض لطرد المعتدي
لم أفكر حتى في البحث عما يسترني
فلم أكن مستوعبةً أصلاً أنه سيأتي من يتفحص بهائي غير يديّ و عينيّ و لساني
عندها فاجأني ذلك السافل بتقدمه خطواتٍ مني ربما لكي لا يُرى من الخارج واقفاً على عتبة غرفتي
نظراتُهُ أفقدتني شعوري بالزمان و المكان
كان يشاركني النظر لجسدي بلذة و شهوة
تزاحمت في قلبي المشاعر الصاخبة
أ هذا أخي؟
أين أنا؟
أ أنا أنا؟
ماذا يحدث؟
تمنيت تفجير نفسي و تشويه جسدي بالكامل بينما تيبس بدني كله و عجزتُ عن إبداء ردة فعل عدا النظر بتعجب ربما لأني عجزت عن فك شفرة الأحاسيس التي أُضرمت داخلي
خرج بعدها بلحظات مغلقاً الباب برفق و ابتسامة زادت شفتيه قبحاً على قبحهما
بدأت بعدها كل خلاياي بالارتعاش و ثارت دموعي بشكل غير مألوف و سخونة غير معتادة
تنساب على وجنتيّ فلا تكتسبان منها إلا سخونة أشدّ و ألماً أمضّ
لا أذكر ما حدث بعدها بالضبط سوى أحداث قليلة ، كأول ردة فعل عقلانية و هي إغلاقي الباب
ارتديت ملابسي بعجلة و خوف
كمن يتستر على جريمة
و يحاول طمس كل آثارها
كرهت دخول الحمام بعدها ليومين
و كنتُ حين أدخل لا أنظر لنفائسي
كرهتُ أن ألمس أي خلية من بشرتي
حتى تلامُس أصابعي كان يمزقني كأنه يواجهني باللحظة التي دُكّت فيها حصوني
فيهزأ بي و بهزيمتي و انتهاكي
و كأن جسدي كان إثماً أُرغمَت روحي على التلبس بهِ
بعدَها و بلهفةِ عشاقٍ طالَ فراقُهما و ظمأِ رضيعٍ أنهكه حرمانه ثدي أمه
عدتُ أنظرُ لجسدي و أبكي و أرجوهُ العفو عني لما ارتكبتُ في حقه حين اعتبرته إثماً
بل كان الإثم وجود هذا الحيوان-المتشكل في قالب بشر-في عالم واحد معي
امتلأ قلبي بالحقد بل و طال الحقد كل أجزائي التي وقع نظره عليها ( و هي الأمامية) و غيرها مما لم تطلها قذارته
تمنيت خروجه من حياتي كمن يتمنى لفظَ فضلاتٍ بشرية ابتلعها
تمنيت أكثر من ذلك أن أفقأ عينيه بيديّ فيعيش بدون نظر
كأهون جزاء لما طال رجسُ عينيه من طهارة و نضارة أسمى و أعظم من أن تخطر بباله
اليوم و بعد حوالي شهرين
لا أتمنى شيئاً سوى زوال أخي من الوجود ، هذا ان احتل جزءاً من تفكيري أصلاً
فلا أراه أهلاً حتى لأفكر فيه سوى التفكير في الحياة بعده
لكن ما يؤلمني هو تلك المشاعر التي تتملكني في مناماتي حين أكون معذبة و مضطهدة تصرخ بوجع
في حين لا تتملكني سوى مشاعر الاحتقار و القرف حين أواجهه واقعياً
يؤلمني دخوله عليّ في أحلامي
أ صارَ لهُ كل هذا الشأن العظيم و الوجاهة حتى يقتحم منامي دون إرادة مني
أيُعقل أنه إلى الآن يحتلّ مساحة من عقلي الباطن
ساعدوني أرجوكم
ماذا أفعل كي أعود كباقي الفتيات
ماذا أفعل كي أعود عاشقة لجسدي و أداعبه بنفس الحب و الحنان السابقين
ماذا أفعل لكي...
لكي لا شيء
فقط أريد أن أفعل شيئاً
سلامي للجميع
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-25-2007, 04:54 PM بواسطة كارولين.)
06-25-2007, 04:48 PM
{myadvertisements[zone_3]}
إبراهيم
بين شجوٍ وحنين
المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
Arrayأريد ان أتصور رد كلا من الصديقين ( ابراهيم )[/quote]
قلت شيء من قبيل إن هذه المقطوعة تبدو أدبية أكثر من واقعية. ثم قمت بالتشكيك في أنوثة الكاتب وقلت إنه لابد له إنه ولد وأراد التنفيس عما بداخله وقدمت حل اعتدنا ممارسته أيام المرحلة الإعدادية بمصر ثم نتوضأ ونصلي ركعتين ونحن نتمتم: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه. في تلك الفترة بالذات، تعرفت على الشيخ "الصابوني".
06-26-2007, 04:40 AM
{myadvertisements[zone_3]}
سيناتور
عضو رائد
المشاركات: 1,957
الانضمام: Mar 2007
أشكر جميع من داخل في الموضوع
سواء اتفقت معه أو اختلفت
Array
حسب ما فهمت ان اخوها دخل عليها فجاة وهي عريانة ورجع وخرج شو القضية اللي تتطلب القتل وتسميل العيون مش فاهم !!!
[/quote]
كلام واقعي
حصل لي مثل ذلك الكثير من المشاهد
كأن تراني أمي أو أختي فجأة
بل و حصل كذلك أن رأتني صديقتي عارية
كانت ردة الفعل موحدة و هي الابتعاد مباشرة
لكن أن يراني شريكي في الأب و الأم أو ما يسمونه"أخي"
فهي المرة الأولى التي تحصل
هو لم يرني فحسب
نظرات عيونه كلها اشتهاء و رغبة
ما لا تعرفونه
هو أن أخي هذا
تحرش بي جنسيا من قبل