الكذب فى سبيل الدين

فوجئت منذ سنوات بأحد مشاهير المشايخ فى احدى الفضائيات يتحدث عن الكذب المباح
وعن انه حلال فى حالة الحرب وفى الأصلاح بين الناس وأن يكذب الزوج على زوجته فلا يخبرها
مثلا بمدى قبحها وبشاعتها بل يجب عليه ان يتغزل فى جمالها وجاذبيتها الناقصتين اصلا وبعدما
استمعت لشيخنا العلامه رجعت الى القرآن الكريم فلم اجد مايثبت كلامه ولكن وجدت بعض الاحاديث
فى بعض كتب السنه النبويه تتحدث فى هذاالموضوع بمايوافق كلام شيخنا وانالست معنيا بصحة هذه
الأحاديث اوتصنيفها ولكنى فكرت فى خطورة مثل هذاالكلام وكيف انه يفسر كثيرا ممانسمعه هذه
الأيام فكمانعلم كثير من المسلمين يعتقدون ان العالم كله يحاربهم وان الأسلام مستهدف (ولاادرى
لماذا وعلى اى اساس بنيت هذه الكذبه ) لذلك فالمسلمين فى حالة حرب ضد العالم كمايعتقدون ومن
هذا يتم نشر الأكاذيب والشائعات ونشرها على اوسع نطاق على صفحات الجرائد والمجلات وفى
الفضائيات وفى منتديات الأنترنت وفى المساجد لتكريس فكرة معينه فى ذهن المسلم البسيط وهو انه
مستهدف من كل قوى العالم (الصليبيه واليهوديه والوثنيه حسب زعمهم) التى اجتمعت لتحارب الأسلام
وتكيد لأهله من المسلمين وتمتلىء خطب الجمعه والبرامج الدينيه فى التليفزيون والأذاعه والصفحات
الدينيه فى الصحف والمجلات وعلى شرائط الكاسيت بالكثير من هذه الأكاذيب التى تعمل على برمجة
المسلم البسيط المعتقد فى صدق المشايخ عموما وانهم ناس بتوع ربنا على ان مايقولونه هو الحق بعينه
ويتم شحنه بالكراهيه لكل من ليس على دينه وأنهم اعداء كفارمنحرفين يجب التعامل معهم على هذا
الأساس وسأعطى امثله شاهدتها وسمعتها وقرأتها بنفسى لأستدل على ماأقول :
1- فى شريط للداعيه الشاب عمروخالد عن الصلاه فى المسجد يتحدث عن ان جولدامائير رئيسة
وزراء اسرائيل السابقه قالت انه مادام المسلمون لايصلون الفجر جماعه فلاخوف منهم ولن
يستطيعواهزيمة اسرائيل والشريط موجود لمن لايصدق ولأنى كنت احسن الظن بعمروخالد
حاولت البحث فى اقوال جميع قادة اسرائيل السابقين واللاحقين فلم اجد بالطبع اى كلام من هذا
النوع اوحتى قريب منه
2- استمعت فى احد البرامج للدكتورعبدالله بركات وهو احد قيادات جامعة الأزهر يصرح بأن الرئيس
الأمريكى بوش اعلن ان عدوه الأول هو الأزهر وان هدفه الرئيسى اسقاط الأزهر وهذابالطبع
كلام غريب وايضابحثت كثيرا لأكتشف ان المرات القليله التى تحدث فيهابوش عن الأزهر كانت
من باب الأشاده بأعتداله ودوره الهام ضد التطرف بل وتكريم علمائه ايضا
3 – شاهدت الداعيه الشيخ يوسف البدرى فى احدى الفضائيات يتحدث عن ان المسلمين مطاردين
ومذبوحين ومشردين فى شوارع اوروباوامريكا لثباتهم على دينهم فى وجه الأنحلال والدعاره
وبالطبع لايوجد اى ذره من الحقيقه فيماقاله فلايعامل الناس هناك حسب اديانهم ولكن حسب
سلوكهم ومجهودهم والا فماالذى يبقيهم فى هذاالجحيم الذى يصوره ولمالايعودون الى جنة الشيخ
يوسف البدرى
4-شاهدت المذيعة الأمريكيه الشهيره برباراوالترز منذ سنوات تستضيف وزير الخارجيه السعودى
سعود الفيصل وسالته عن الحديث الذى يعلمه جميع المسلمين عن نهاية العالم عندما يطارد المسلمين
اليهود ويحاولون الأختباء ولكن حتى الحجرسيفضحهم لكى يقتلهم المسلمون ولايوجد الا شجر الغرفد
الذى يمكنهم الختباء خلفه لذلك فهم يزرعون بكثره فى اسرائيل استعدادا لهذااليوم وبالطبع انا كمسلم
سمعت هذاالحديث وموجود فى كل كتب السنن والتفاسير ولكن الأمير سعود الفيصل رد على المذيعه
نافيا وجود مثل هذاالحديث تماما وان هذه افتراءات وقد صعقت عندما سمعته لأن اصغرطفل مسلم
يعلم هذه الحديث
5- بعد احداث قرية بمهابالجيزه واعتداء اهالى القريه المسلمين على مسيحيى القريه بحجه محاولتهم
لبناء كنيسه شاهدت ندوه فى برنامج جاد على شبكة الأوربت وقد استضاف وكيل الأزهر واحد القساوسه
وبعض الضيوف الآخرين وفوجئت بالشيخ وكيل الأزهر للأستدلال عن اهانة المسيحيين لمشاعر المسلمين
يحكى قصه غريبه عن تواجده بجواراحدى الكنائس فى مصرالجديده ليلة ذكرى الاسراء والمعراج
المقدسه عندناكمسلمين واستمع وهوماربجوارسورالكنيسه لأحد القساوسه يخطب فى المصلين داخل
الكنيسه ويسخر من هذه الذكرى وبالطبع لم يتهمه احدالموجودين فى الندوه بالكذب لصفته الوظيفيه
كوكيل للأزهر ولكن هل سمعنا ابدا عن قسيس يخطب فى كنيسه بالميكروفون حتى يستمع من هم
خارج الكنيسه لخطبته وليس هذافقط بل ويسخر من عقائد المسلمين فهل لوحدث هذا كنا سنجد
حجر واحد باقى من هذه الكنيسه اوحتى نجد بقايالهذاالقسيس هو ومن يسمعونه ؟ بالطبع كلا
لأنها قصه خياليه ومثل اخوانه يعتبرون الكذب فى سبيل العقيده هو جهاد فى سبيل الله يثابون
عليه وليس ذنب يستغفرون منه
هناك مئات الأمثله لايتسع المقال لحصرها ولكنها تثبت فساد مايعتقدونه هؤلاء الناس وماينشرونه
من فكر فاسد لكن الله طيب لايقبل الا طيبا وان الغايه مهما كانت نبيله لاتبرر الوسيله مهما كانت
دنيئه ولاادرى كيف ندعى فى العالم كله اننا اهل الأخلاق والصفات النبيله لأنها جزء من ديننا
الحنيف ونحلل هذا الكذب المقيت ونجد فى ذات الوقت كم يكره الغرب داء الكذب وكيف اجبر
الرئيس نيكسون على الأستقاله من منصبه لإدلائه ببيانات كاذبه ولايقبل الكذب هناك لأى عذر
ولم يحلله اى رجل دين مسيحى اويهودى اوبوذى بل ويعتبرونه خطيئه توجب طلب الأستغفار
ومن يضبط متلبسا بالكذب فهو مذموم من الجميع فلاعذريبرر الكذب ولن يجد رجل دين يحلل له
مافعل
واخيرا ادعو رجال الدين عموما الى الدعوه الى حسن الخلق لأن الأخلاق تسمو على الأديان
ولادين لها فحتى الملحدين تجدهم ذوى اخلاق

احمد الأسوانى

ألم يسمع الكاتب الأصلي بالقاعدة الأصولية الفقهية (الضرورات تبيح المحظورات).

هل حرام على المحارب أن يخدع عدوه؟!

هل حرام على المصلح أن يذكر كلام خير عن الطرفين المتخاصمين حتى يصلح بينهما؟!

هل حرام على الزوج أو الزوجة أن يجامل زوجته لتستمر الحياة؟!

(لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما)

صدق الله العظيم