الشرطة أخلت مواقعها خوفا من اندلاع مصادمات ..
أهالي رفح يشيعون في موكب مهيب جثمان قتيل المواجهات مع قوات الأمن
شيع الآلاف من أهالي مدينة رفح في جنازة مهيبة، أمس، جثمان عودة محمد عرفات (17 سنة) الذي قتل برصاص قوات الأمن أثناء المواجهات التي شهدها ميدان الماسورة يوم الاثنين، احتجاجًا على اعتزام الحكومة إزالة منازلهم المتاخمة للحدود مع قطاع غزة .
وردد المشيعون أثناء الجنازة، شعارات منددة بالنظام مثل : "عودة يا شهيد الأرض مش هننسى يوم الأرض"، و"يا شباب كفاية ذل دم عودة لم الكل"، كما رددوا الهتافات المنددة بوزير الداخلية حبيب العادلي .
وشيعت الجثمان من أمام مستشفى الشيخ زويد المركزي وذلك بعد معاينة الطبيب الشرعي للجثة، وتصريح النيابة بدفنها، في موكب مهيب من مئات السيارات امتد لأكثر من 2 كيلومتر، حتى وصل لمنزل الأسرة بقرية الماسورة برفح حيث تم الصلاة عليه ودفنه بدون غسل .
وجرت مراسم التشييع وسط غياب من قوات الشرطة، إلى حد أن القوة الموجودة بنقطة أبو طويلة الواقعة على الطريق بين مدينتي الشيخ زويد ورفح أخلت موقعها أثناء مرور موكب الجنازة تفاديًا لحدوث احتكاكات مع الأهالي، الذين قاموا بتدمير نقطة مرور الماسورة وحرق سيارتين وموتوسيكل تابعين للشرطة أثناء مواجهات الاثنين الماضي .
من جانبه، بدا والد الصبي الشهيد محمد عودة عرفات متماسكًا وراضيًا بقضاء الله وقدره وهو يتلقى العزاء أمام قبر نجله بمدافن قرية الماسورة، وقال إنه احتسب ابنه شهيدًا عند الله سبحانه وتعالى، مضيفًا أنه لن يسكت عن المطالبة بحق ابنه وقال لمعزيه : " لا تنادوني بمحمد عرفات بعد الآن .. أنا أبو الشهيد" .
في سياق متصل، طالب أشرف الحفني رئيس اللجنة الشعبية لحقوق المواطن بشمال سيناء في كلمة ألقاها أثناء تشييع الجنازة بإطلاق اسم الشاب القتيل على الميدان الذي قتل فيه بدلاً من ميدان الماسورة واعتبار الثلاثين من يوليو ذكرى يوم الأرض بسيناء بعد الوقفة المشرفة التي وقفها أبناء رفح في وجه جبروت النظام، حسب تعبيره .
وكان الصبي محمد عودة عرفات 17 سنة قد توفى متأثرًا بجراحه التي أصيب بها أثناء المواجهات بين رجال الأمن وأهالي رفح في ميدان الماسورة حيث أصيب برصاصة خرطوش أحدثت عدد من الفتحات والإصابات في صدره فضلاً عن إصابته برصاصة في منطقة الحوض .
وذكر شهود عيان أن قوات الأمن طاردت الشباب الذين حملوا عودة بعد إصابته في محاولة للقبض عليهم، ولكنهم استطاعوا الفرار منهم ونقله لمنزله، وقام أهله على إثر ذلك بنقله إلى عيادة أحد الأطباء بمدينة رفح في محاولة لإسعافه ومن ثم نقل إلى مستشفى الشيخ زويد المركزي بعد رفض مستشفى رفح العام استقبال المصابين ليلقى مصرعه ظهر أمس الأول متأثرًا بجراحه البالغة .
من جانب آخر، وصل إلى مستشفي الشيخ زويد المركزي أحمد سليمان السياح (12 سنة) الذي أصيب أثناء المواجهات بين قوات الأمن وأهالي مدينة رفح يوم الاثنين الماضي .
وكان أهل المصاب قد نقلوه إلى أحد العيادات الخاصة بمدينة رفح بعد أن رفضت مستشفي رفح العام استقبال المصابين، ولكن يبدو أن حالته ساءت فتم نقله إلى مستشفي الشيخ زويد المركزي لينقل بعدها إلى مستشفي العريش العام لعمل الإشاعات اللازمة بعد الاشتباه في إصابته بنزيف داخلي .