بعد أن سحبن البساط من تحت أقدام الروسيات والمغاربة
العراقيات حولن "فن" الملاهي الليلية إلى دعارة

تصر ناتاشا القادمة من إحدى دول الاتحاد السوفيتي السابق بلغتها العربية المكسرة، أن الفرق الشرقية التي تعمل في الملاهي والمرابع الليلية السورية، تقدم فنا راقيا أقرب إلى الباليه، وإن الإغراء والابتذال الذي يتخلله أحيانا كرقصة الكرسي - التي تجعل أعناق الساهرين تتطاول وألسنتهم تجف- إنما هو بهدف إرضاء الزبون ورب العمل، وتضيف إن فتيات هذه الفرق - الهاربة من الرمضاء إلى النار- لم يمتهن الدعارة، وإنهن لا يمارسن الجنس إلا بعد قصة حب - عادة ما تكون مع زبون مداوم في الملهى-
على عكس العراقيات اللواتي يقصدن هذه الأماكن بغرض تجارة الجنس والجنس وحده.

قد يكون في ما قالته ناتاشا شيء من الصحة، ولكن من المؤكد أنهن لم يأتين إلى سورية من أجل رفع الذوق الحضاري لهذا الشعب - المتخلف- وتعريفه برائعة تشايكوفسكي" بحيرة البجع" على سبيل المثال.
لقد ارتبط تدفق الفرق التي تعمل في الجنس تحت شعار الفن إلى سورية بخارطة الأزمات الدولية والإقليمية، فبعد سقوط الاتحاد السوفييتي، عرفت النوادي والملاهي الليلية في البلد ازدهارا لم يسبق له مثيل، خاصة مع توافد عشرات الفنانات والراقصات الهاربات من آتون الفقر والعدم في بلادهن، إلى بلد لم يؤمن لهن أكثر من حالة من الأمان الذي يفتقدن إليه، لقاء خدمات كن يقدمنها ولا تكلفهن أكثر من الاستلقاء على ظهورهن. ولعل ما حدث في هذه الدول كالاتحاد السوفييتي أو رومانيا، هو بشكل من الأشكال ما يحدث اليوم للشعب العراقي الشقيق الذي بدأت شريحة من فتياته يستعدن التجربة التي مرت بسواهن من فتيات الدول التي تعرضت للأزمات أو الحروب. لكن ما يختلف بين الحالتين هو أن العراقيات القادمات إلى سوق الدعارة سواء في سورية أو الأردن أو لبنان لم يكن نساء بمعنى الكلمة، بل كان معظمهن في سن الأطفال، ولم يكن وحيدات بل كن يعملن تحت نظر أسرهن ورعايتهم.
تعج الملاهي الليلية هذه الأيام بفتيات من جنسيات مختلفة وأعمار متفاوتة تبدأ من الثانية عشرة وحتى الأربعين، يمارسن أعمال الليل كالرقص والاستعراض وخدمات الجنس، لزبائن من نوعيات محددة، يقصدون هذه الأماكن طلبا لها، وقد بدأت هذه الظاهرة تأخذ جانبا أكثر تنظيما يشبه نوعا من التعاقد بين " القواد" الذي غالبا ما يكون الأخ أو الزوج وبين الزبون. ولعل أكثر ما يؤلم في هذا هو ذلك العدد المرعب من الفتيات الصغيرات اللواتي لم يبلغن الخامسة عشرة من العمر واللواتي دفع بهن إلى امتهان الدعارة بتشجيع من أهاليهن.

وفي عودة إلى ناتاشا التي تقول: لقد أثر قدوم العراقيات على مهنتنا كفنانات، خاصة وأن الزبائن يسعين للحصول على الجنس قبل كل شيء وهو ما وفرته العراقيات لهم بأسعار زهيدة، وأن هناك الكثير من الفرق الشرقية غادرت البلد بعد أن تدفقت العراقيات إليه، لأن أصحاب النوادي الليلية أصبحن يرغبن بهن أكثر، نظرا لرخص أسعارهن واستعدادهن لممارسة أي شيء يطلب منهن لقاء المال.
ومع استمرار تجاهل المشكلة من قبل السلطات التي لا تحرك ساكنا لمواجهة الدعارة في البلد، يواصل القوادون والعاهرات نشاطهم شبه العلني، ولعل أكثر ما يشكل تهديدا في هذا، هو أن انتشارهم هذا يفتح الطريق أمامهم للوصول إلى عدد كبير من الشبان والمراهقين الذين يعانون سلفا من الكبت الجنسي مما يؤهلهم إلى الوقوع في مصيدة هؤلاء بسهولة. وطالما بقيت السلطات في حالة إنكار لحجم المشكلة ولم تقدم على إجراءات حاسمة بهذا الخصوص ستبقى مشكلة الدعارة في سورية في دائرة المسكوت عنه وسيجد المجتمع السوري نفسه في وضع لا يحسد عليه في مواجهة مشكلة بدأت تخرج عن نطاق السيطرة.

http://www.syria-life.com/news/949.html

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	عبيد الله وعومرى شارون !!	بنى آدم	6	1,492	11-09-2008, 02:07 AM آخر رد: بهجت
	الرقابة على الفن, إلى متى ؟	طرفة بن العبد	1	587	10-03-2006, 03:14 AM آخر رد: طرفة بن العبد
	برقية الى مسوؤلي الإعلام و الثقافة و الفن في سورية ...	جقل	3	945	09-27-2006, 11:34 AM آخر رد: أبو إبراهيم
	تأكيدا على ما ذكرت من قبل ..العالم يحارب بجانب اسرائيل .!!!!	نسمه عطرة	1	403	08-11-2006, 06:03 PM آخر رد: نسمه عطرة
	رسائل إلى عبيد أمريكا	muslimah	51	6,377	12-13-2005, 06:06 PM آخر رد: muslimah