اقتباس:تحية للعراق ولك يا زميلى
ولك التحية زميل جادمون
كما أحيي زميلي المحترم سيزيف تحية خاصة لما جاء به وما سيكون موضوعا لمداخلتي هذه
سيدي الكريم كل التحفظات التي طرحتها لا أختلف معك فيها ولكنني أختلف معك في نقطة جوهرية هي نفس النقطة التي بنى عليها سنة العراق دعوتهم لمقاطعة الانتخابات
هذه النقطة هي إجابة على سؤال .. هو.. من الثابت ومن المتغير في الواقع العراقي الحالي ؟
بكل تأكيد لن تختلف معي في القول أن الثابت في الواقع العراقي الحالي هو :
- أرض العراق
- شعب العراق
- و إفرازات هذا الوجود من العلاقة بين فئات الشعب العراقي إلى علاقة المواطن العراقي بالدولة وهيئاتها المدنية
أما المتغير الطاريء في هذا الواقع فهو الاحتلال
والمعادلة القائمة اليوم تقوم على التناسب المعاكس بين الثوابت العراقية والطاريء المحتل
فبمقدار ما تنمو الثوابت العراقية ولو عبر مراحل انتقالية بمقدار ما يتقلص دور الاحتلال سواء شاء ذلك أم لم يشأ
الخطأ الفادح في فهم هذه المعادلة لدى معارضي الانتخابات وليس منتقديها أنهم ذهبوا إلى حد تضعيف الثوابت العراقية احتجاجا على الاحتلال
والأفدح أنهم ما زالوا يدعون ويعملون على منع قيام دولة عراقية أو سلطة ما يمكن أن تؤسس لسلطة لاحقة متقدمة بموقفها على السلطة الحالية
أما الاعتماد على خيار المقاومة وحده فهو قد يدفع بالاحتلال إلى الرحيل ولكنه لن يسمح بقيام دولة عراقية في ظل خلافات تصل إلى حد الإجراء المتخذة بين فئات الشعب العراقي المذهبية والدينية والقومية
ولعل في الصومال ( الذي هو أقل تمايزا فئويا ) مثال جيد
المشكلة يا صاحبي أن مفهوم المعارضة بعد انتهاء الحرب الباردة قد تغير وبقيت المعارضات العربية أو قسما كبيرا منها على مفهوم المعارضة السابق الذي يقول بدور المعارضة المخرٍب للقائم أما البناء فيتم على عاتق مساعدات القطب الدولي الداعم
اليوم لا يوجد سوى قطب واحد قادر وفعًال بما يحٍمل المعارضات عبء البناء جنبا إلى جنب مع عبء المقاومة
وهذا ما لم تدركه المعارضة العراقية الحالية فيما لو بحثنا أمرها مفردة
أما عندما نرى تيارين معارضين للاحتلال أحدها مقاتل ورافض ويتكامل مع تيار البناء و إعادة تشكيل الدولة العراقية ومؤسساتها
عندها ستكون الصورة أكمل شرط أن يظل مجهود هذه المقاومة موظف وطنيا ولا يجنح باتجاهات إرهابية
تنعكس على مجهود البناء تحطيما