أعتقد أن كل تعقيد مسألة تعريف العقل، متعلق بتعريف أي مفهوم إنساني بشري آخر (كالذكاء، الحب، الخير، الشر ..) بما أنه مفهوم أساساً.
بل مفهوم العقل أعقدها، لأنه نشاط العقل الذي يعيد تعريف ذاته.
بالنسبة لي فالعقل هو مفهوم نلتمسه ولا نستطيع تعريفه دون أن نكتب صفحات طويلة، وهو يبدأ كنشاط للمخ، في داخل المخ يستدعي كل مقوماته الضرورية للقيام بعمله ولا سيما الذاكرة (الذاكرة الإنسانية ضرورية جداً وفيها خصوصاً الترتيب الزمني المتتابع، فمثلاً ترتيب "سيناريو" معين يستدعي الذاكرة والتجرية والمعارف في كل لحظة وبفهم استتباعها الزمني، كذلك فإن الطفل قبل عمر ثلاث سنوات على ما أذكر فإن ذاكرته لا تستوعب الخط الزمني لذكرياته، لذلك فإن ذكرياتنا قبل ذلك العمر غير موجودة عملياً).

وربما لي عودة

خالص تحياتي.
(f)

بعد مداخلة طارق، أتصور أن عناصر العملية العقلية قد اجتمعت، لا سيما بعدم وجود أي مداخلة تنفي أو تثبت،

العقل هو عملية تحدث في الدماغ البشري السليم الصالح للربط

العقل هو الحكم على واقع، فلا يسمى الحكم على الخيال عقلا بل لعله تصور أو تخيل، وبتسميته عقلا نكون متجوزين لأن الخيال أصله منتزع من الواقع

والعقل هو الحكم على الواقع المدرك المحسوس، فلا يمكن للعقل أبدا أن يحكم على واقع غير محسوس، مع عدم نفي وجوده بالضرورة. ألا ترى كيف استحال على العقل أن يحكم قرونا على لون الأشعة الفوق بنفسجية؟ لعدم ورود الإحساس بها إلى الدماغ عن طريق العين؟

والعقل هو حكم بعد ربط، فلا تتم الأحكام الآنية فيه، العقل يحتاج معلومات مسبقة متعلقة بالواقع تفسره، وإلا لما كان حكما، ألا ترى حال من لا يعرف الصينية كيف سيحكم على معاني الحروف الصينية لو اقرأناه إياها ما لم نعطيه المعلومات؟

ختاما
ما توصل إليه الشريط إلى الآن أن

العقل هو الحكم على واقع بعد نقل الإحساس به إلى الدماغ أو تصوره فيه بعد ربطه بمعلومات سابقة تفسره.

هل من تصحيح أو توضيح أو تعديل أو تبديل؟

العقل : مجموعه من الوسائل والاحكام التي يستخدمها الانسان في تحسس الواقع ووصفه واعطاءة قيمه,وهذه الوسائل والاحكام تاخذ قيمة مطلقه -اي حقيقية بلا جدال-في مجتمع معين وفي فترة زمنية ما ...وهكذا فهو لا يختلف عن الثقافه.

لعلك تتحدث عن العقل المجتمعي يا مالك؟

ماذا عن العقل الفردي؟

كيف يعقل المرء أمرا؟

Array
بعد مداخلة طارق، أتصور أن عناصر العملية العقلية قد اجتمعت، لا سيما بعدم وجود أي مداخلة تنفي أو تثبت،

العقل هو عملية تحدث في الدماغ البشري السليم الصالح للربط
[/quote]

أنت لم تثبت شيئا يا صاحبي!!

نعم للدماغ وظيفته في عملية العقل، ولكن دور القلب، وبقية الأجهزة غيبته تماما، وجزمت بتغييبه، أدعوك مرة أخرى لقراءة المقال الذي أرفقته لك (القلب ليس مجرد مضخة)..

على أنني لا أرى أن الجزم في هذه الأمور المزجاة فيها بضاعتنا العلمية علمي بحال....

كمؤمن أتيت لك بآيات تقول أن للقلب وظيفة عقلية بصريح القرآن الذي سماها القلوب التي في الصدور...

كتجريبي رصدت لك من الشبكة رأي طبيبية أعصاب تثبت أن للقلب دورا...

هناك فقرا معرفيا بهذا الجانب لدى الأطباء والفقهاء أيضاً، حيث لم يثبت أي من الطرفين رأيه في هذه القضية،

في عالم الطب رأينا من يقول بأن للقلب دورا أكبر، وهذا ما قالته الدكتورة نهى، وفي الفلاسفة من يتحمس للدماغ، وفي القرآن الكريم آيات تتحدث عن الناصية وأخرى عن الفؤاد في مهام عقلية صريحة، وفي الفقهاء من يقول أن العقل في القلب كالإمام الشافعي، ومن يقول أنه في الدماغ كالإمام أبي حنيفة

وفي عالم التخرص والعصف الذهني دعوني أخوض مع الخائضين...:D

فالذي أفكر فيه الآن أنه -والله أعلم- لا القلب ولا الدماغ هو ما يعقل على الحقيقة!
لم لا؟
إن الذي يعقل ويعلم هو النفس، فهي التي تفجر وتتقي، وهي التي تأمر بالسوء أو تطمئن أو تلوم، وهي عالم غيبي يتحرك فينا بالروح التي هي من أمر الله، وما العقل إلا فعل للروح أو انفعال لها

وهكذا فإن العقل من حيث ما هو فعل للروح ينقسم إلى فعل اضطراري وفعل اختياري:

فأما الاختياريّ فلا بدّ فيه من إرادة وقصد، والإرادة شوق قلبي لتحصيل الفعل المراد، فيكون أصل الحركة النفسية التعقليّة ومنشؤها في القلب وتتمّ العمليّة في الدماغ. فالتعقل يحصل للنفس، والعلاقة بين العقل والقلب والدماغ هي علاقة الحالّ بالمحلّ. ومنه يجوز إطلاق القلب أو الدماغ وإرادة العقل على سبيل المجاز، أي لأن العقل كفعل يجري في القلب والدماغ يجوز إطلاق محلّ الفعل وإرادة نفس الفعل. كما تقول صلّت المساجد ولا تقصد بذلك أن المسجد هو الذي صلّى بل تقصد أن فعل الصلاة حدث فيه. والله تعالى أعلم.


على أن الخطأ كل الخطأ أن نحصر دور العملية العقلية ببعض الوظائف دون بعضها الآخر! فالمشاعر والأحاسيس وهي جزء من العملية العقلية ليس بالضرورة أن تكون بالدماغ كمصنع لها، وكون العقل يتأثر بتأثر الدماغ مثلا فذلك لا يستلزم أن محله الدماغ، وكم من عضو من أعضاء الإنسان خارج عن الدماغ بلا نزاع وهو يتأثر بتأثر الدماغ كما هو معلوم، وكم من شلل في بعض أعضاء الإنسان ناشئ عن اختلال واقع في الدماغ، فالعقل خارج عن الدماغ ولكن سلامته مشروطة بسلامة الدماغ كالأعضاء التي تختل باختلال الدماغ فإنها خارجة عنه مع أن سلامتها مشروطة فيها سلامة الدماغ كما هو معروف.


على أنني أخالف الذين صنعوا هوّة بين العقل والقلب، مثلما أخالف من يصنعها بين الدين والدنيا وبين الفكر والمشاعر ولم يفرق بين الصورة الميتة والصورة الحيّة فطلبوا الفكر المجرّد من العنصر الآدمي فغابوا غياب الحالم في الأحلام عن حقيقة الوجود!


أمر أخير يهمك أخي خالد -كمؤمن- وهو أنني قرأت لبعض اهل العلم في تفسير الأيه ( انا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقنا منها وحملها الإنسان انه كان ظلومآ جهولآ) في ان معنى الأمانة هو العقل!

والحقيقة أن العلاقة الوثيقة بين العقل والتكليف الذي فسرت به الأمانة عند جمهور الفقهاء تجعل التفسير معقولا جدا في نظري..

وهنا كيف تعرض الأمانة على السموات والأرض والجبال وهي ليس لها قلوب او صدور او ادمغة؟

واسلموا لود واحترام:redrose:

هل المشاعر والوجدانيات عقل يا حاج؟

هل الذاكرة عقل؟

هل الاحساس عقل؟

هل التخيل عقل؟

إن قام القلب بوظيفة عقلية، فهل يقوم بذلك عن طريق الخلايا العضلية القلبية فيه؟ أم عن طريق الجملة الودية المتربطة به؟

هل الجملة الودية من عضو القلب وجهاز الدوران أم من الجهاز العصبي؟


العقل هو الحكم على واقع يا حاج، هذا الذي توصلنا له، ويحتاج إحساس بالواقع ومعلومات مسبقة متعلقة به تفسره، محل ذلك الدماغ لوجود الخلايا المتخصصة، هل خلايا القلب لها دور في الحكم على واقع؟

هل تسمي الإحساس الغير واعي عقلا؟

العملية العقلية معقدة جدا يا صاحبي، ولا أستثني منها مشاعر ولا أحاسيس ولا تحكم ولا ضبط ولا نبض، وإن كان لها بعدها الروحي الغيبي مهما تكلفنا موضعتها في البعد المادي المجرد
نعم هناك يا أخي خالد من الدراسات الحديثة ما يزعم أن القلب له ذاكرة. وحتى أن نسيج القلب يعتبر نسيجاً فريداً لأن عضلة القلب تتكون من النسيج القلبي وهو العضو الوحيد الذي يتكون من هذا النسيج...

كلام طبي شائك ومصطلحات لا أستطيع الخوض فيها لجهالتي، غير أنني سأنقل موضوعا كانت عرضته قناة الجزيرة الوثائقية وفيه عرض لكتاب: (شيفرة القلب) أو The Heart Code


أنا أدعوك لقراءته، وإن كنت لم أفعل!!
ولو تحصلت عليه لفعلت...

في موقع موسوعة الإعجاز وقعت على عرض مختصر لما دار في حلقة الجزيرة و ها أنا أدرجه هنا -على غرابته- دون تأكيد لصحته، ولكنني على كل حال لا أستطيع أن أجزم بمع أو ضد من موقع الجهالة الطبية، وكل ما أخوض به هو في الجانب الفلسفي الديني، بعكس ما أراك تخوض به وتجزم!


(جاءت على عرضه قناة الجزيرة الوثائقية التي جرى تدشينها مؤخرا، حيث زعم الكتاب بحجج بالغة القوة أن من يقود البشر في جميع حركاتهم وسكناتهم بما فيها عواطفهم إنما هو القلب أساسا وابتداء.. ثم تشعّ منه بعد ذلك إلى المخ عبر مراكز عصبية محورية بارزة الوضوح عثر عليها مؤخرا جدا بين جوانحه، مما يعني أن معلومات المخ متأخرة (وعتيقة!) مقارنة بما جرى من توثيق وتسجيل القلب المسبّق لها!

ولقد أفاض البرنامج الوثائقي في التفصيل الخطير استدلالا بنتائج العمليات الطبية الكبرى لزراعة القلب البشرى في آخرين.. وغير خافٍ أن عدد من أجري لهم من العمليات من هؤلاء من القلة في العرف العلمي لتطبيق منظومة الإحصاء المتبعة ما يجعل من الصعب التسليم باعتمادها، إلا أن مضامينها مدوّية ومثيرة.

فمن أبرزها قضية التغير الضخم الغير متوقع أو معروف إلى الآن، في طبائع متلقي القلوب المنقولة، حتى أن أحدهم ذكر أنه يشعر كما لو كان هناك تواجد وجداني لشخص آخر معه! ولعل أعجب شيء في القضية: هو القانون الذي لا يسمح لمتلقي القلب المزروع بمعرفة شخصية واهبه الذي قضى، تحديدا!

غير أن ذلك لم يمنع تداعي أحجار الدومينو من أن تكرّ وتكشف رغم ذلك من جملة الأحداث البارزة ما يبهر.. فقد رأى أحد متلقي عمليات زرع القلوب شخص مالكه الأصلي الذي قضى، وهو يخبره في المنام أن قلبه الجديد الذي يحمله إنما هو عائد له، ووصف له شخصيته وكيف عاش في الحياة سابقا.. وعندما واجه ذلك المستفيد من العملية أطباءه الذين يخفون حسب القانون مصدر القلب الذي يحمله، صعقوا وأصيبوا بالذهول لدقة المعلومات ولمعرفتهم الوثيقة باستحالة اطلاعه عليها دون علم ومصدر! فأذعنوا في النهاية لطلبه وكشفوا له تفاصيل ملفات الحامل السابق لقلبه مما أسعده بشدة ملحوظة، وفاض به الإحساس بالشعور كأنه مخطط كامل في دقة التفاصيل لتركيب كيانه الجديد! والأغرب في الأمر للعجب، أن ذلك الإحساس كان مشتركا لدى بقية المنتفعين من عمليات زرع القلب، بعد الدراسة.

أضف إلى ذلك التغيير الداخلي في الديكور النفسي المثير للدهشة في شخصية المتلقي: فقد وُجد أن ميوله الجديدة غالبا ما تكون مناقضة تماما لميوله السابقة... كما ثبت بعد التأكد، أنها صفات منسوبة فعليا، ويا للهول إلى مالكي القلوب الأصليين السابقين!

فأحدهم انهمك في الرياضة، رغم كرهه الشديد السابق لها.. وبين قوسين: من الصفات الفعلية لمالك القلب السابق!

والآخر انكب على كتابة الشعر، رغم نفوره السابق مما يسمى كتب!

والآخر شرع في تسلق الجبال، رغم خوفه سابقا من السقوط وهو واقف في مكانه!

والآخر تعلّق بشغف بالسباحة والغوص في البحر، رغم تخوفه الشديد السابق من الغرق في (شبر مويه!).

والآخر باشر بعزف الموسيقى وتأليف السمفونيات، رغم عدم معرفته في السابق بالدّو من الرى!

والآخر انطلق ليكتب بشكل مذهل دون توقف رغم تعثّر سيره الدراسي سابقا.

والآخر أصبح ودودا بشكل مبهر رغم انطوائه الشديد في السابق.

والآخر كذا وكذا في سلسة طويلة من التطورات المذهلة بتناقضها للطبيعة الأصلية لذلك الشخص، وتصب جميعها في روافد نفس هذه البحيرة ....

وهذا التناقض المنظور يثير لدينا الشك، في أنه ضروري أن يصار إلى إعادة ترتيب صياغة أولويات القضية.. حتى لكأنه قلب أساسي نقل إليه جسم ككائن ثانوي يمثله الشخص الثاني الذي لا زال على قيد الحياة!! وفي هذا ما تصطكّ منه المسامع والعقول.. بالطبع في ترتيب تسلسلها الجديد الذي ندور بحيْرة شديدة دون وعي على مزماره!

كما يجعلنا أيضا في مجابهة غير محسوبة وموضع دقيق وحساس، وامتحان صعب يجب على المتلقي معرفته ومصارعته قبل الإقدام على إجراء العملية الكبرى، ربما من ناحية الواجب الأدبي، وهو: هل هو على تمام الاستعداد لتحمل تبعات القادم من تغيير محوري شامل غير معروف أو مأمون الجانب، ثمرة لذلك الكوكتيل النفسي؟

وعندما سُئل طبيب وجرّاح القلب العالمي الشهير مجدي يعقوب عن ذلك، أجاب بأننا لا نملك من الوسائل المتوفرة إلى الآن ما يمكننا من إثبات أو (نفي!) ذلك.)

1- جميعنا أغفلنا المعنى والأصل اللغوي للكلمة، فنحن نبحث عن تعريف اصطلاحي لكلمة معينة وأهملنا الجانب اللغوي الذي يعد منطلقا لأخذ فكرة عن الشيء المراد تعريفه ويضع لنا حدودا تحيط بجذر معين يجب أن نلتزم به .

2- العقل "عَقْل" مصدر للفعل عقل، والمعنى كما يرد في معاجم اللغة يدل على الربط والمنع والحفظ، منها عقلت الجمل، أي قيدته وربطته، ومنها العقال .... .
3- من المعنى اللغوي "أنطلق" في فهمي لماهية العقل، بإمكاني القول أن العقل له علاقة بمجموعة الأفكار التي بحوزتك، والتي بعضها ولدت مع ولادة الإنسان، وبعضها اكتسبها عن طريق بعض أدوات الإدخال له وهي الحواس، بحيث يمكن للعقل استدعاء ما تم اكتسابه وما "فُطِرَ" عليه الإنسان منذ ولادته، ليحافظ على الإنسان ويقيده ضمن حدود تحفظ له إنسانيته .

4- الذاكرة والدماغ ليست ما يميز الإنسان، ربما يكون الكلب أو الحمار أقوى ذاكرة وأكبر دماغا من الإنسان، لكن الحيوان غير عاقل، لأنه لا يملك ذلك الشيء الذي يجعله قادرا على التمييز، تماما كما هو الإنسان المجنون " غير العاقل"، أو الطفل، فهو يملك كل مايملكه الإنسان العاقل، لكنه يفتقد تلك الملكه التي تمكنه من الرقي به إلى الإنسانية السليمة، والفطرة السوية .

أتوقع أن العقل هو مستوى معين من القدرة على استعمال كل ما تملكه وما يحيط بك من وسائل معرفة للوصول للإنسانية الحقة، وتعرف حقيقة وجودك ؟

ودعوني هنا أعيد طرح ذلك التساؤل الذي طرح سابقا:

إذا عجزنا عن تفسير الخلق، فكيف سنفسر الخالق؟؟؟؟