منذ عدة أيام سمعت من زملاء في العمل أن الإفراط في تناول قرص البنادول يؤدي إلى نتائج خطيرة جداً مثل التليف الكبدي وتسمم الدم وأشياء من هذا الحجم الثقيل ، وطبعا المتوقع دائما أن الإفراط في تناول أي دواء تنتج عنه مشاكل ، لكن ما هي حدود هذا الإفراط بالنسبة للبانادول ؟
التعليمات على علبة الأقراص تقول "لا تأخذ أكثر من 8 أقراص في اليوم" ، لكن بعض المواقع على النت تجعل هذا العدد 4 أقراص ، وأنا أحياناً أتعاطى أكثر من 4 أقراص (500ملجم) في اليوم الواحد .

نصائحكم يا أطباء النادي ويا مدمني البنادول :)

الأستامينوفين( الاسم العلمي للبانادول والسيتامول والباراستامول والتيلنول . إلخ) من أكثر - أو أكثر-مسكنات الألم وخافضات الحرارة شعبية واستعمالآ ويصرف دون وصفة طبية. رغم سلامته النسبية وندرة مضاعفاته, فإن حالات التسمم بالسيتامول- مجازاً عن الاسم العلمي- تحتل الصدارة في حالات التسمم التي تدخل أقسام الطوارئ في مشافي العالم وخاصة في الغرب... وغالبآ التسمم مقصود أي بقصد الانتحار, لتوفره في متناول المنتحر - غالبآ انتحار" حار",غير مخطط له " عالبارد"-وربما لكونه مسكن, قد يأمل المنتحر أن يموت بلا ألم ما أمكن!( الثانية توقع مني, لا أعرف مدى صحته)
سمية الستامول كبدية, جرعة حادة وحيدة مقدارها 10 غ ستحدث غالبآ سمية كبدية غير قابلة للعكس في البالغ.. أخطر درجة من السمية ونخر االخلية الكبدية تدعى التهاب الكبد الصاعق وهي حالة مميتة في كل الحالات تقريباً ما لم يجر زرع كبد إسعافي( وزرع الكبد الإسعافي هو ايضاً له مضاعفاته ونسبة مراضة ووفيات لا يستهان بها).. أيضآ هناك عدة تقارير في الأدب الطبي عن سمية كلوية
السيتامول بحد ذاته ليس سامآ للخلية الكبدية, ولكنه عندما يستقلب في الكبد( وهو مصنع الجسم لإزالة الأدوية والسموم وتحييدها) في مرحلة وسيطة يتحول إلى مستقلب ضار يعرف بNAPQI( أظن ن استيل بنزويك كينون أسيد) , هذا المركب يحيد عادة وتزال سميته بوساطة خميرة الغلوتاتيون المرجعة... التي تسنتزف بسرعة في حال تناول 10 غ من الستامول وبالتالي الNAPQI يصبح حراً للارتباط ببروتنيات الخلايا الكبدية وتدميرها( يرتبط بالسيستين:حمض أميني اساسي يدخل في تركيب البروتينات, لذلك تعالج حالات التسمم بالسيتامول بإعطاء هذا الحمض خلال 10 ساعات من جرعة الستيامول المفرطة overdose لكي برتبط الNAPQIبه وتحييده عن الارتبط ببروتنيات الخلايا, وهو فعال بشكل ممتاز..

الجرعة العلاجية اليومية القصوى من السيتامول هي 4 غ...لكن ذكرت حالات في الأدب الطبي وإن نادرة لحدوث سمية كبدية بهذه الجرعة أو أقل عند الكحوليين و\ أومن يشكون مشاكل كبدية أو عند تناولها مع جرعة عالية من الكحول أو الصيام الطويل والمجاعة\الجوع الشديد... هذه الحالات كلها تشترك بأنها تنضب مخزون الكبد من الغلوتاتيون اللازم لإبطال مفعول المستقلبات الوسطية السامة الناتجة عن الستامول, لذلك يوجد تحذير داخل علبة السيتامول بأنه في حال وجود اضطرابات كبدية او تناول الكحول بفضل مراجعة الطبيب قبل تناول هذا الدواء..كما توجد اقتراحات لتخفيض الجرعة العظمى اليومية المسموح بها, ولكنها لم تدخل حيز التطبيق- ولا أظن أنها ستدخل قريبآ..توجد أيضا تقارير نادرة جداً لسمية كبدية محدثة بالسيتامول عند أشخاص غير كحوليين أو لا يعانون مشاكل كبدية - ما يوصف ب idiosyncracy: تحساس ذاتي ربما؟.. ولكنها نادرة للغاية كما سبق ولا يمكن التنبؤ بها

ما تم الأخذ به في أنكلترا وويلز هو تشريع سيدخل عامه العاشر من التنفيد قريباً . وتم بموجبه تخفيض حجم علبة الستامول والاسبرين لتحتوي بشكل كلي على جرعة أقل من الجرعة الحادة السمية, يعني علبة الباناداول كانت تحتوي 24-25 قرص عيار 500 ملغ , جرعة كلية 12 غ تقريبآ( جرعة سمية) أصبحت تحوي 16 قرص أي 8 غ( جرعة مفترض أنها دون الجرعة الحادة السمية).. التشريع تم سنه بعد مداولات وتوصيات أعقبت دراسة كبيرة في عام 1995- ودراسات وإحصائيات وزاراة الصحة والشمافي التي جاء فيها السيتامول هو أكثر الأدوية التي تحدث فيها حالات تسمم, وهي غالبآ مفتعلة أي بقصد الانتحار, وغالبآ انتحار حار , يعني غير مخطط جيداً بشكل مسبق, يعني الشخص يتوجه إلى صيدلية المنزل ويتناول محتويات علبة الستامول بكاملها التي لا يكاد لا يحلو منزل منها.. ومن هنا جاء القرار بخفض عددالأقراص في العلبة لتصبح الجرعة الكلية دون السامة
التسمم الحاد بالستيمول أعراضه هي أعراض قصور الخلية الكبدية الحاد ونخرها: يعني ارتفاع الخمائر الكبدية( ناقلات الأمين) والبيلروبين( يرقان).. تطاول زمن البروثرومبين\INR( نزوف).. اعتلال دماغي وحماض استقلابي نتيجة المستقلبات السامة..( وسن,أحيانآ هياج وتقلصات عضلية , تخليط ذهني, لانظميات قلبية.. وقد يدخل المتسمم خلال 24 ساعة في غيبوبة..

أخذ الجرعة العظمى اليومية على مدى 3 ايام متعاقبة في حال الفطام الكحولي ( يشكون من ألم وصداع غالبآ) وجد أنه سليم في عدة دراسات كبيرة في كندا وانكلتر وأميركا)

تسمم مزمن بالستامول؟ مصطلح غير موجود على حد القليل الذي أعرف كون آلية السمية الكبدية جرعة حادة كبيرة ينضب معها يتفعل بها جهاز السيتوكروم P450و يستنزف بسرعة مخزون الغلوتاتيون لا يقدر معها الجسم على تعويضه بنفس السرعة قبل أن تتأثر الخلية الكبدية بالمستلقبات السامة ونتائج تفعيل خلايا مناعية كبدية معروفة باسم خلايا كوبفر وشلالات الستوكنيات الشدة التنفسية والنتريك وغيره من العوامل المؤكسدة....

النقطة الأهم بخصوص التساؤل بشكل محدد: أنه يجب تشحيص سبب الصداع أو الألم الذي استدعى "الإدمان"على تناول الستامول

2

-حالات التسمم غير المقصود بالسيتامول هي أيضاً كثيرة - قد تصل نصف حالات التناول المفرطoverdose-تحدث عندما يخطئ الشخص في حساب كم قرص تناول, أو في حالات تناول مسكنات أخرى يدحل في تركيبها السيتامول ويهمل حسابها
-من أعراض فرط الجرعة أيضاً غثيان ,إقياء, إسهال
-عند التناول الطويل لجرعة يومية 4 غ- حتى 12 شهر في بعض الدراسات المراقبة( تخفيف الألم بعد الجراحات االعظمية , ترقق العظام...) لم تسجل حالات سمية كبدية أو قصور كبدي... سجلت بعض حالات ارتفاع خمائر الكبد عندبدئ أخذ السيتامول, أغلبها زال مع استمرار تناوله, هي عكوسة تتوقف بتوقيف الدواء, ولم تترافق بسمية كبدية أو تغيرات تشريحية مرضية في الخلية الكبدي.. يعني ارتفاع"سليم" وعارض.. مما يعني أن تناول الدواء بجرعة 4 غ لمدة سنة كان آمنآ...

ألف شكر يا سكيبتك على هذه المعلومات القيمة والمفيدة جداً :)
حدودي أربعة أقراص 500 ملغم (2غم) في اليوم وحين تزيد في مرات نادرة يضاف إليها قرص أو قرصان ، وقطعاً ليس بشكل يومي بل على فترات متقطعة وأحيانا متباعدة .
ما زلت بعيدا جدا عن الحدود الخطرة ، شكرا .