{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أرحمينا أم أحمد.... د. كامل النجار
Gkhawam غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 331
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #1
أرحمينا أم أحمد.... د. كامل النجار


يُحكى أن حكيماً عربياً أعمى كان في مجلسه عندما دخل عليهم رجل حسن المظهر فقدمه الحاضرون إلى الشيخ الضرير، فقال له الشيخ: " تكلم حتى أراك." فالكلام الذي نقوله أو نكتبه يُفصح عنا أكثر مما يُفصح مظهرنا. والشخص الذي يكتب في موقع مثل " صوت العراق " يطلع عليه الآلاف من القراء، يُفترض فيه أن يكون ملماً بما يكتب عنه. ولكن للأسف لم تكن السيدة أم أحمد تلم بشئ مما كتبت عنه. ويبدو أنها حاولت الرد على مقال جميل للسيدة الشاعرة فاتن نور، فلم توفق فيما سعت إليه وآذت أحاسيسنا في نفس الوقت. السيدة فاتن نور كتبت عن تعدد الزوجات في الإسلام، وأعقبت المقال بقصيدة رائعة تتطلع فيها إلى تحرير روحها السجينة في زنزانة تقاليد الشرق الضاربة في أعماق البداوة العربية الإسلامية. ولأن المقال تطرق للإسلام، هبت السيدة أم أحمد، لا فُض فوها، للدفاع عنه. لكن المصيبة أن السيدة أم أحمد لم تطلع على تاريخ أو محتوى الإسلام، وإنما اكتفت بما سمعته عنه. وعليه قالت: " اجمل شئ فينا حينما جاء الاسلام برسوله الكريم لمنع وئد البنات وجعل الناس سواسيه العبيد والامراء ,, ومنع الربا وحتى اخذ الضرائب من الاغنياء ليدفعه الى الفقراء من دون تمييز بين الاديان , حيث كان نصيب المسيحي مثل نصيب المسلم من بيت المال. " وهذه الجملة فقط تحتوي على ثلاثة أخطاء فادحة:
1- فؤاد البنات لم يكن منتشراً بين القبائل العربية كما صوره لنا كُتاب السيرة. إذا كان الوأد موجوداً عند العرب فإنه كان محصوراً في أفرادٍ قلائل لأن كُتاب السيرة أخبرونا في دفاعهم عن تعدد الزوجات أن الرجال في الجاهلية كانوا يتزوجون بأكثر من عشرة نساء، فإذا كان الوأد منتشراً بينهم، فمن أين أتوا بكل هؤلاء النساء حتى أصبح الرجل منهم يتزوج بأكثر من عشرة نساء ؟ والقلائل الذين وأدوا بناتهم فعلوا ذلك لأسباب مادية، فكان زيد بن عمرو بن نفيل " يقول للرجل إن أراد أن يقتل ابنته: مهلاً لا تقتلها أنا أكفيك مؤونتها، فيأخذها، فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وان شئت كفيتك مؤونتها " ( طبقات ابن سعد، الجزء الثالث: القسم الأول ص 276) . ووأد البنات يُمارس الآن باسم قتل الشرف، أكثر مما مارسوه في الجاهلية.
2- الإسلام لم يجعل العبيد والأمراء سواسية. الإسلام أباح الرق وجعل الإماء سلعاً تُباع وتُشترى للاستمتاع الجنسي فقط ولا حقوق لهن. وحتى الأمة المتزوجة إذا باعها سيدها، أصبح زواجها من زوجها الشرعي لاغياً وبذا أصبحت مباحة للسيد الجديد ليمارس معها الجنس. والعبيد في الإسلام يعاملون معاملة الحيوانات ولا دية في قتلهم. وإذا قتل الحرُ عبداً لا يُقتل به، أما إذا قتل العبد حراً يُقتل به. وحتى في القصاص، فإن قصاص الأمة نصف قصاص الحرة.
3- الإسلام لا يدفع أموال الزكاة لغير المسلمين. فأموال الصدقة لها أوجه صرف حددها الله بقوله: " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل " (التوبة 60). ورغم أن الإسلام فرض على أهل الكتاب ضريبة الخراج على الأرض والمحاصيل بنسبة عشرة بالمائة، وكذلك فرض عليهم الجزية، إلا أنهم لم يكونوا مشمولين في أوجه صرف الزكاة. فلم يكن نصيب المسيحي مثل نصيب المسلم، كما ادعت السيدة أم أحمد.
وبعد أن مدحت السيدة أم أحمد معاملة الإسلام الحسنة لمعتنقي الأديان الأخرى، عادت فقالت: " فلقد خدم صدام في قصوره اولائك الممسوخين من احفاد الاخطل الصغير, الذين سارعوا حتى في ايجاد الزيجات له ". وطبعاً لا يخفى علينا أن الممسوخين هم اليهود، وأحفاد الأخطل الصغير هم المسيحيون. فكيف تدعّي، وهي المسلمة الغيورة، أن الإسلام لا يميز بين الديانات ؟

ثم تتهم أم أحمد مشركي مكة بأنهم حاربوا الرسول في المدينة وتنسى أو تتناسى أن الرسول بدأ بمهاجمة قوافلهم التجارية وحاول مهاجمة قافلة أبي سفيان عند أبار بدر، مما أدى إلى موقعة بدر. ثم استمرت فقالت: " واتهم الدين الاسلامي بانه جاء بالسيف ,, لا اعلم كيف يصنعون الناس الاكاذيب ليتهموا دينا سماويا بالقتل ؟ كيف يتجرئوا على هذه التهمه مع العلم ان دين الاسلام لم يتعرض لغيره من الاديان ؟ لانه لم ياتي لمحاربة الاديان الاخرى ." وفي الحقيقة أن الأديان السماوية وحدها هي التي شجعت على القتل والدمار والسبي. فالتوراة تقول في سفر يشوع : " ثُمَّ صَعِدَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ عَجْلُونَ إِلَى حَبْرُونَ وَحَارَبُوهَا, 37وَأَخَذُوهَا وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ \لسَّيْفِ مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا وَكُلِّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِعَجْلُونَ, فَحَرَّمَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. 38ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى دَبِيرَ وَحَارَبَهَا, 39وَأَخَذَهَا مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا, وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ \لسَّيْفِ وَحَرَّمُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً. كَمَا فَعَلَ بِحَبْرُونَ كَذَلِكَ فَعَلَ بِدَبِيرَ وَمَلِكِهَا, وَكَمَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ وَمَلِكِهَا. 40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ \لْجَبَلِ وَ\لْجَنُوبِ وَ\لسَّهْلِ وَ\لسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ \لرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ ". وكما أمر الرب إله إسرائيل بالحرب، كذلك أمر الله نبيه بحرب أهل الكتاب والمشركين، فقال: " واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من ديارهم " (البقرة 191)، وقال كذلك: " قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم " (التوبة 14)، ثم " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب " (محمد 4).

ثم قالت أم أحمد: " الم يثبت على ذلك ان الدين الاسلامي هو السلام والوئام والصداقه والانسانيه ؟ " وبالتأكيد فإن أم أحمد لم تطلع على آيات الولاء في القرآن، فقد حرّم القرآن الصداقة بين المؤمنين وأهل الكتاب، فقال: " يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ( المائدة 51) ، وكذلك: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم "( المائدة 51). فهل يمكن لأم أحمد أن تدعي أن الإسلام دين الصداقة والإنسانية ؟

وفي ردها على السيدة فاتن نور عن تعدد الزوجات في الإسلام، قالت أم أحمد: " اما الدين الاسلامي الذي حلل زواج من اربعه فان القران الكريم يحذر الرجل( وان لم تعدلوا فواحده ) ولكن ليس هناك الا القليلين من المسلمين تزوجوا اكثر من واحده وربما ظروف الرجل جعلته ان يتزوج من الثانيه او اكثر,فكل اسرة لها اسرارها ولم نستطيع التدخل في شؤون الغير. " وفي الحقيقة فإن القرآن لم يحذر الرجال من عدم العدل بين زوجاتهم، وإنما أكد عليهم أنهم لن يستطيعوا أن يعدلوا، فقال: " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تُصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً " (النساء 129). ورغم التأكيد أن الرجال لن يستطيعوا أن يعدلوا بين النساء، سمح لهم بزواج أربعة نساء بشرط أن يعدلوا بينهن. وبالطبع تفنن فقهاء الإسلام وقالوا إن الله لم يقصد العدل في الحب والمؤانسة، لأن ذلك خارج عن إرادة الرجل، وإنما قصد العدل في الملبس والمأكل. والرسول نفسه عندما فضّل عائشة على أزواجه الأخريات وقضى عندها ليالٍ أكثر مما قضى مع الأخريات، قال: " اللهم لا تؤاخذني في ما لا أملك " ( يعني الحب). والغريب أن الرسول محمد الذي سمح للمسلمين بزواج أربعة نساء في وقت واحد، منع صهره، عليّ بن أبي طالب من أن يتزوج بنت أبي جهل على ابنته فاطمة الزهراء، وقال " إن فاطمة قطعة مني، يؤذيني ما يؤذيها. " فهو كان يعلم أن الضرار يؤذي النساء، لكنه أباح تعدد الزوجات. وعندما تكلم بعض الناس في منعه زواج علي بن أبي طالب على فاطمة، قال: " لن تجتمع بنت رسول الله مع بنت عدو الله تحت رجل واحد ". فما ذنب بنت أبي جهل إن كان أبوها عدو الله ؟ ثم ألم يجمع النبي نفسه بين عائشة بنت أول من آمن به مع بنت أبي سفيان التي توفي عنها زوجها فتزوجها الرسول على عائشة ؟ وأبو سفيان كان من أكبر أعداء الله ولم يسلم إلا مضطراً يوم فتح مكة.

ثم تقول السيدة أم أحمد: " ولتكوني على علم بان علماء الشيعه لم يتزوجوا اكثر من واحده فهم مطبقين الشريعه الاسلاميه بالطريقه الصحيحه. " وطبعاً علماء الشيعة ليسوا في حاجة لتعدد الزوجات إذ أباحوا لأنفسهم زواج المتعة الذي هو أكثر امتهاناً لكرامة المرأة من تعدد الزوجات. فزواج المتعة ما هو إلا بغاء شرعي يسمح للرجل الشيعي أن يستمتع بأكبر عدد من النساء ما دام يستطيع ذلك مادياً.

وأخيراً تقول أم أحمد: " الاسلام يحرم قطع شجره وعندما اصبحوا اليهود اسرى اطلقوا سراحهم مقابل تعليم 10 من الامين على القرائه والكتابه.. وارى ان اثقف شعب ويحمل اجمل العادات والتقاليد هو الشعب العراقي ..فعليكِ ياسيدتي ان تراجعي ماكتبتِ من شعر ضد العراق والعراقين .. فهذا الشعر يشمل كل الاديان والقوميات "
وربما لم تطلع أم أحمد على قصة حصار بني قينقاع عندما أمر الرسول المسلمين بحرق وقطع نخيل بني قينقاع، وعندما قطعوا وحرقوا جزءاً منه تنبه بعضهم إلى أن هذا الشجر سوف يصبح ملكهم، فاحتكموا للنبي، فقال لهم: " ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين " ( الحشر 5). وتكررت نفس القصة مع يهود خيبر عندما طال حصارهم. فالإسلام لم يمنع من حرق الشجر يا أم أحمد. فأرجو أن ترحمنا أم أحمد وتترك الشاعرة المبدعة فاتن نور تتحرر من سجنها وتحرر معها المرأة المسلمة أينما كانت.

10-02-2007, 08:48 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  من هو كامل النجار Gkhawam 3 8,642 07-10-2010, 03:48 AM
آخر رد: زوربا الفلسطيني
  زغلول النجار وزرقاء اليمامة Gkhawam 1 1,651 03-01-2009, 06:56 AM
آخر رد: Gkhawam
  أحمد صبحي منصور وآفة الغرور 1-3 Gkhawam 8 1,932 12-16-2007, 10:32 PM
آخر رد: Cloudysky
  أحمد صبحي منصور.. وآفة الغرور 3-3 Gkhawam 1 781 12-16-2007, 08:08 AM
آخر رد: Gkhawam
  أحمد صبحي منصور .. وآفة الغرور 2-3 Gkhawam 1 816 12-13-2007, 10:14 AM
آخر رد: Gkhawam

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS