السلام عليكم
كنت من قبل قد ذكرت عنوانا لكتاب قام بتأليفه المهدي بن تومرت وحققه وعلق عليه المستشرق جولدتسيهر .
ونال هذا الكتاب ونالت هذه الشخصية العديد من التعليقات ورأيت أن الموضوع خرج عن مضمونه حيث انه كان مخصص فقط لعناوين الكتب الهامه التي لم ترفع للانترنت وايضا غير منتشرة في المكتبات .
المهم
هذا مجرد تجميع للمعلومات حول المهدي بن تومرت أحاول من خلاله تجميع كل الاراء حول شخصية هذا الرجل .
والله المستعان .
المهدي ابن تومرت (الزعيم الروحي للدولة الموحدية)
ذكر المؤرخون أن المهدي اسمه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمان. وأنه ينتسب إلى قبيلة "هرغة" من قبائل مصمودة إحدى القبائل البربرية. واختلفوا في نسبهم هل كان بربريا أم أنه ينتهي إلى نسب النبي عليه السلام على أقوال. إلا أنهم يجمعون على أن ولادته كانت بمنطقة سوس وإن اختلفوا في تاريخ ميلاده، من أسرة كانت مشهورة بالعلم وبالمكانة الدينية، وهو ما عبر عنه ابن خلدون بقوله: "وكان أهل بيته أهل نسك ورباط" وقد أشار إليه المراكشي فيما ذكره من أن قومه يعرفون بالأشراف.
بدأ مساره العلمي بالتردد على بعض الكتاتيب لحفظ القرآن الكريم، حيث أبان عن نباهة كبيرة في تحصيله العلمي. كما تفيد بذلك بعض الإشارات في المصادر التاريخية. أحب العلم وكان شغوفا به وتاقت نفسه إلى علوم المشرق، والجلوس إلى كبار المشايخ هناك، خاصة منهم أبي حامد الغزالي الذي كان قد أبهر به أيما إبهار. فصمم على الرحلة إلى المشرق علها تحقق له بعضا من طموحاته.
رحلة ابن تومرت إلى المشرق
في أواخر القرن الخامس الهجري بدأ ابن تومرت رحلته في اتجاه المشرق. وتشير بعض المصادر إلى أن ابن تومرت بعد انطلاقه من جهة مراكش اتجه إلى الأندلس طالبا للعلم. وبعدما غادر الأندلس قصد مدينة المهدية حيث درس هناك على أبي عبد الله المازري..كما تشير تلك المصادر إلى أن ابن تومرت حل بعد ذلك بمدينة الاسكندرية المصرية، وتلقى هناك دروسا على أبي بكر الطرطوشي..وبعدما أدى فريضة الحج بمكة اتجه ابن تومرت إلى العراق. لم يذكر المؤرخون زيارة ابن تومرت للشام سوى المراكشي في "المعجب" في قوله: "وقيل إنه لقي أبا حامد الغزالي بالشام أيام تزهده، فالله أعلم".
وتمثل المرحلة التي استقر فيها ببغداد طالبا للعلم مرحلة في غاية من الأهمية في حياة ابن تومرت، حيث امتدت الفترة التي قضاها ابن تومرت بالمشرق أكثر من عشر سنوات.
وقد أورد ابن خلدون صيغة عامة في ذكره لمشايخ ابن تومرت بالمشرق دون أن يحدد أسماءهم حيث قال: "ودخل العراق، ولقي جلة العلماء يومئذ وفحول النظار، وأفاد علما واسعا"..من أبرز شيوخه الذين تتلمذ عليهم، الكيا الهراس، المبارك بن عبد الجبار، أبو بكر الشاشي، أبو بكر الطرطوشي..
وفي طريق عودته إلى المغرب بدأ في نشر العلم الذي لم يعد لديه مجرد علم نظري، بل حرك فيه دواعي العمل. فبدأ مسيرته الدعوية ملتزما بمبدئه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد حصلت له بسبب ذلك أحداث جسام، كان لها الأثر البالغ في مستقبل حياته.
وما أن وصل ابن تومرت إلى قريته بعد هذه الرحلة الغنية والطويلة حتى بدأ في مشروعه الفكري والسياسي الذي طالما رام تحقيقه.
قيام ابن تومرت بالدعوة الموحدية
كان هدف ابن تومرت أن يجعل من المجتمع المغربي مجتمعا يعيش الإسلام الصحيح حسب تصوره، أي عقيدة تقوم على التوحيد الخالص الذي ينتفي معه كل مظهر من مظاهر الشرك، والتشبيه، وسلوك فردي واجتماعي يخضع لأوامر الشرع ونواهيه، وحكم عادل يسهر على تطبيق الشرع، وتحقيق مصالح الناس، بموازاة مع عمل سياسي ينظم بمقتضاه أتباعه وأصحابه والمنتمين لدعوته، وعمل عسكري لردع كل ما من شأنه أن يحول دون تحقيق هذا المشروع، وخاصة في هذه الفترة القضاء على المرابطين الذين كانوا يقفون في وجهه.
وهكذا بدأ دعوته الإصلاحية في المغرب؛ فدعا الناس إلى التوحيد الخالص، ولهذا أُطلق على أنصاره اسم "الموحدين"، وسُميت الدولة التي قامت على دعوته دولة "الموحدين"، وجهر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودعا لنفسه على أنه المهدي المنتظر والإمام المعصوم الذي يحكم بين الناس بالعدل، واتخذ منهجا في الفقه يقوم على الدراسة المباشرة للقرآن والسنة دون دراسة فروع المسائل الفقهية التي كانت سائدة في المغرب على المذهب المالكي.
وكان المهدي ابن تومرت يجول بمختلف المدن المغربية داعيا الناس إلى الالتزام بالشرع الصحيح، ومحاربا مظاهر البدع والمنكرات. فلا غرابة في أن تحظى دعوته تلك استحسانا بين الناس.
أقام المهدي بن تومرت في مراكش وأخذ في الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واعترض على سياسة الدولة المرابطية في بعض الأمور التي رآها مخالفة للشرع..
وبعد أن طرده علي بن يوسف من مراكش اتجه إلى"تينمل" حيث بدأ في تنظيم أصحابه وإعدادهم، استعدادا لمواجهة المرابطين. فجهز حملات عسكرية مشاركا المهدي في بعض منها، وقد تمكن من تحقيق بعض الانتصارات إلا أنها لم تبلغ الهدف المطلوب.
وفي عام (524 هـ= 1130م) أرسل المهدي حملة كبيرة بلغت حوالي 40 ألف جندي لمداهمة العاصمة المرابطية والاستيلاء عليها، لكنها فشلت في تحقيق ذلك، وهزمت جيوش الموحدين هزيمة ساحقة. ولما وصلت أنباء الهزيمة إلى المهدي الذي كان مريضا ساءت صحته وخاب أمله. ثم لم يلبث أن توفي في (13 رمضان 524هـ= 20 من أغسطس 1130م).
آثار ابن تومرت
لابن تومرت آثار عديدة شملت مختلف العلوم، من بين أشهرها "المرشدة في أصول الدين"، ورسالة في توحيد الباري، وكتاب "أعز ما يطلب". كما ألف في الفقه رسائل مختلفة منها : رسالة في الصلاة..
للمزيد يراجع:
- عبد المجيد النجار، المهدي بن تومرت
- ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون .
- عبد الواحد المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب.
- حسين مؤنس: تاريخ المغرب وحضارته.
- أحمد بن خالد السلاوي: الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى.
- ابن عذارى، البيان المغرب
وزارة الاوقاف والشئون الاسلامية
http://www.islam-maroc.ma/ar/detail.aspx?I...z=385&s=345