{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الأنبياء والأطباء
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
الأنبياء والأطباء
الأنبياء والأطباء
GMT 3:15:00 2007 الخميس 8 نوفمبر
الوطن القطرية



--------------------------------------------------------------------------------


رجاء النقاش

أحيانا يذهب الخيال بالإنسان مهما كان عاقلا إلى حد تحويل بعض الخرافات والإشاعات إلى أهام، وعن ذلك أنني كثيرا ما توهمت أن الأطباء النابغين لابد أن يطول بهم العمر، ولابد أن يكونوا قادرين على مراوغة الموت لوقت طويل، فما دام الطبيب نابغا وقادرا على شفاء مرضاه فلابد أنه يعرف الطرق التي يتسلل منها الموت إلى الانسان، لم يتجنب الطبيب النابغ هذه الطرق، خاصة إذا كان هذا الطبيب يبدو في صحة جيدة وليس مصابا بعلة قديمة ظلت تصاحبه منذ صباه حتى أصبح على ما هو عليه من نجاح وتفوق. ومع مثل هؤلاء الأطباء لا تتذكر الموت وإنما لديهم ما لا نملكه نحن من وسائل سرية لمشاغلة الموت وإبعاده عنهم إلى أقصى درجة ممكنة.

في الستينيات كان هناك واحد من نوابغ الأطباء في مصر والعالم العربي كله هو الأول في موهبته الطبية وعلمه الغزير ومتابعته لكل جديد في الطب يوما بيوم، بالاضافة إلى ذلك كله فانه كان انسانا راقيا متحضرا مثقفا صاحب ذوق فني رفيع، وكان اسم أنور المفتى يعني الشفاء والصحة والعافية، فهو طبيب صاحب موهبة غريبة في تشخيص المرض تشخيصا صحيحا لا يخطىء، وهو، بعد سرعة التشخيص ودقته وصوابه سيد القادرين على علاج المرض بأقل الدواء وأبسط التكاليف، ويقال إنه تلقى طلبا عاجلا ذات يوم لإدراك حالة خطيرة لزوجة رجل من أهم رجال الدولة، وقد اصيبت هذه السيدة بإغماء مفاجئ في بيتها، ولاتزال في الإغماء، ولم يفعل أهلها شيئا قبل أن يسمعوا، رأي طبيب الأطباء أنور المفتي، وجاء الطبيب سريعا، ولاتزال الزوجة مغمى عليها، فنظر الطبيب نظرة نافذة إلى وضع المريضة، ثم أزال بإصبعه ياقة الفستان الذي كانت ترتديه وأبعده عن رقبتها، وبعد لحظات أفاقت المريضة من الإغماء، ونصحها الطبيب ألا تكرر تضييق الياقة على الفستان، وفسر لها الأمر طبيا، ومما لا أستطيع التحدث فيه لأنني لا اعلم عن هذه الأمر شيئا، وبعد انصرف انور المفتي كانت المريضة وأهلها في حالة دهشة شديدة ممتزجة بالرضا والسرور.

أنور المفتى كان أعجوبة الطب العربي في ستينيات القرن الماضي، وكان معروفا بموهبته النادرة، والطب بحاجة إلى مثل هذه الموهبة، لأن الطب هو فن مثلما هو علم، والذين يملكون الكثير من علم الطب وليس لديهم موهبة الطبيب كثيرا ما يخطئون في التشخيص والعلاج.

أنور المفتي هذا، بكل موهبته وعلمه، وما يبدو عليه من كمال الصحة والعافية فوجئنا بخبر في الصحف ذات صباح أنه مات فجأة بعد أن انتهى من يوم عمله في كلية الطب وفي عيادته الخاصة. هذا الرجل الذي كان رمزا للصحة والعافية، وكان يمنحهما للناس حتى أصبحت هناك عقيدة عامة تقول: إن من يعالجه أنور المفتي لابد أن يحصل على الشفاء .. هذا الرجل يموت فجأة وهو - فيما أذكر - لم يصل إلى الخمسين من عمره. وكان لابد أن يبحث الناس عن تفسير غير التفسير الطبيعي وهو أن الموت بيد الله، «وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت». وكان لابد من «تأليف قصص وإشاعات حول وفاة أنور المفتي المفاجئة، وقال القائلون إن جمال عبد الناصر هو الذي قتله بالسم، لأن المفتي كان يعالجه، وكان عبد الناصر يحرص على أن يبقي مرضه سرا، ولكن المفتي فيما قيل تحدث في مجالسه عن مرض عبد الناصر، وقال إنه مرض قاتل، ويومها قيل إن مرض عبد الناصر الذي كشف عنه المفتي هو «السكر البرونزي»، ولا أدري ما صحة الاسم الطبي لهذا المرض إن كان له وجود. وبمرور الأيام وكثرة الشهود من الأطباء الذين كانوا يشاركون أنور المفتي في علاج عبد الناصر تمت تبرئة المفتي من هذه التهمة كما تمت تبرئة عبد الناصر من تهمة قتل المفتي، وقال جميع الشهود إن عبد الناصر كان يحب المفتي ويثق به ويقدره أعظم التقدير. في الأسبوع الماضي فقدنا طبيبا نابغا هو الدكتور أحمد شفيق (1933 - 2007)، وكان شفيق من أشهر الأطباء الجراحين وأهمهم، وكانت له سمعة طيبة في الأجواء الطبية العالمية، ومن ناحية أخرى كان أحمد شفيق يبدو حتى آخر لحظة في حياته في تمام الصحة والعافية، ولكنه اصيب فجأة بأزمة قلبية واستغرقت محاولة إنقاذه ما يقرب من أسبوع ما بين مصر وفرنسا، ولكن أجله قد حان، فمات في باريس وعاد ليدفن في مصر، والناس لا يصدقون أن كل هذه الحيوية وكل هذا النشاط وكل هذه العافية التي كان يبدو عليها ذلك الجراح العالمي أحمد شفيق يمكن أن تنهار في لحظات وتنتهي بصاحبها في أيام قليلة إلى الموت، ولم يصدق أحد بسهولة أن الطبيب الذي يعالج الناس ويشفيهم يمرض ويموت هو نفسه أيضا، ومن هنا ثارت ضجة كبرى حول موت أحمد شفيق، واتهم البعض مستشفى «قصر العيني» هو أكبر وأهم مستشفى حكومي في مصر بأنه أهمل وأخطأ كثيرا خلال الأيام التي كان الدكتور شفيق يرقد فيه مما اضطر أهله إلى نقله على طائرة طبية خاصة إلي باريس، وهناك قيل لهم، لقد تأخرتم، وبعد ما مات الطبيب النابغ أحمد شفيق والناس لا يصدقون أن الموت حق على الجميع حتى لو كانوا أنبياء أو أطباء نابغين.

11-08-2007, 11:06 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #2
الأنبياء والأطباء
تعددت الإسباب و الموت واحد

كان جراح عبقرى
كذلك زوجته , فهى أول جراحة مصرية , و كانت تلميذته.
له ولدان ,سلكوا نفس الطريق .
عائلة نابغة

الله يرحمه:rose:
11-08-2007, 04:25 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS