حققت Exxon و هي أكبر شركة طاقة أمريكية أرباحا صافية تجاوزت التسعة و الثلاثين مليار دولار العام الفائت أي أن كل ثانية تمضي أعطت المساهمين 1270 دولار خالصة من النفقات و الضرائب، و بما أن المصادر محدودة على هذا الكوكب الذي حشرنا فيه مع العديد من محاور الخير و الشر فإن أرباح Exxon و غيرها تأتي بشكل أو بآخر من جيوبنا نحن، شعوب العالم الحر و المش حر.
قيمة النقد في أيدينا تتناقص يوما بعد يوم و كذا فرص تحقيق الدخل، فالتضخم لا يرحم أحد، و من نجا هو و عملته من ترنح الدولار أصبح ماله القوي هما ثقيلا على من يريد أن يشتري منه ، أي أن العالم بشكل عام آخذ بالتوجه نحو الفقر لصالح قلة ممن أنعم الله عليهم بالقوة و المال، و هذا ليس مستغربا إذا سلمنا بمحدودية المصادر على كوكبنا و الطبيعة الاستهلاكية التي تتفشى بين الناس ، فلا يمكن للناس أن يعيشوا كالأمريكان دون أن يموت غيرهم ، و لو صار النمط الاستهلاكي للامريكي المتوسط هو السائد على أرضنا للزمنا ست كرات أرضية من المصادر و هذا النمط يستهلك مايزيد عن ضعف المعدل الأوروبي الذي يكتفي بكرتين أرضيتين و نصف.
إن العدالة في توزيع المصادر الطبيعية على سكان الأرض اليوم ليست تنظيرا سياسيا بل هي حاجة اليوم و نحن على مفترق طرق خطير يعيدنا إلى الإقطاع و العصور الاستعمارية بشكل مبتكر ، و إن لم تكن العدالة عملية أو منطقية فلنتخلص من الجزء غير المنتج من الأرضيين حتى نحافظ على العيش الرغيد للمنتجين.
نعيش اليوم كأرضيين مشكلتان أساسيتان، الأولى هي النمو الذي يفوق حجم المصادر، و الثانية هي استيعاب المشكلة الأولى.