ماعرفتش انك حر غير من دخلتك ع الموت بتهتف للوطن
واقف كما نخل العراق ..
تراقب الهزة الاخيرة للجريد،
تتأمل الحبل اللي جاي لك..
من ورا الاطلنطي يعمل للعروبة مشنقة
حاوط رقبتك ،
وبثبات .. واقف بتتفرج عليه ..
كأنه عقد،
كأنه باقة ورد من بستان (عرابي) او سبحة (المختار)
فضلت ابحث عن الرهبة ف عينيك .. مالقيتش
فضلت ابحث عن الرجفة ف ايديك .. مالقتيش
فضلت ابحث عن اللهفة لنجاتك ،
عن خرم بتحاول تسرب منه آخر نملة بتجرجر حياتك .. مالقيتش
هو انت ايه ؟
من آخر الاساطير بتحكي قصتك ؟
ولا انت شارب م الفرات دم التاريخ ؟
صدقني وانت بتشتهي النزع الاخير،
وبتفدي روحك بالبدن ..
لحظة شفايفك ما ابتدت تتوضى بحروف الشهادة ..
اتنفضت ..كأن سور الاقصى ميّل،
كأن مات لي ساعتها عيّل
من يوميها وشاشة التلفاز عليها شريطة سودة ..
وصوته اشبه بالعويل
ولسة ما قدرش التاريخ يعتر على الرمز البديل ..
اللي بايديه يجمع خيوط كل العشائر،
وف جبينه الكبرياء
ما انت اللي كان بيضخ قلبك دمه لعروق العراق
عجبني موتك ..
وانت بتشد الحياة .. م (المشنقة )
وتكتب بايد (الموت) شهادة (للميلاد)
ورحمة العزة اللي لسه دمها في القبر سُخن
انت اللي لحظتها (اتشنقت) واحنا اللي متنا.
الشاعر المصري : عبد الناصر حجازي – بور سعيد
دورية العراق.