فكّر في العاصفة التي تجوب السماء هائجة
ككلب يرود مطرحا لرقاده
أصغ إليها مزمجرة.
فكّر كيف تبدو الآن جمام شجر القرام
وهي مستلقية خارجا في الظلام
مستكينة للبرق.
وفصائل الشعر الخشن,
حيث قد يقوى مالك الحزين أحيانا
على حلّ العقد في شعر رأسه
ونفض ريشه
بينما خاطرة مريبة تراوده
اذ الماء من حوله يلتمع.
فكّر في الكورنيش وأشجار النخيل الغضّة
كيف بصفوفها المتماسكة بغتة تتبدّى
كحفنة من هياكل حسك رخوة.
انها تمطر هناك,
ولكأن الكورنيش بعشب أرصفته المتصدّعة
قد روّح عن نفسه بأن تندّى
والبحر بأن تجدّد.
الآن, ها هي العاصفة تتراجع تباعا
في مشاهد معارك صغيرة,
خافتة الإضاءة
وكل منها في "جزء آخر من الحقل".
فكّر في أحد ما راقد في قاع قارب
موثق إلى أحد جذور شجر القرام
أو إلى ركام جسر
فكّر فيه آمنا
وبالكاد مكدّرا.
_______________________________
* قصيدة للشاعرة الأميركية إليزابيث بيشوب (1911-1979)
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 12-26-2007, 08:30 PM بواسطة عوليس.)
عوليس...شكرا على القصيد...
من ترجم القصيد...أرجــو ذلك..هل تمّت ترجمة أكثر من قصيد للشاعرة...
ذوق رائع، بل رهيب في الاختيار....شكرا....و ألف شكر أيضا..
12-26-2007, 08:37 PM
{myadvertisements[zone_3]}
عوليس
عضو رائد
المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
هذا بعض ما عندكم يا مظفّر. والقصيدة ترجمتها السيدة ("آمال نوار") من لبنان. وقد ترجمت قصيدة أخرى لنفس الشاعرة بعنوان "فنٌ وحيد" وقد نضّدتها في نفس المقال*.
فن وحيد
ليس الخسران فنا صعب الإتقان
أشياء كثيرة لتبدو مفطورة لأجله
وفقدانها إذن ليس بكارثة
اخسر شيئا كلّ يوم ولا تأبه,
أباب هو ضاعت مفاتيحه
أم ساعة من الوقت أهدرت عبثا
سيّان
ليس الخسران فنا صعب الإتقان
و لتروّض النّفس على مزيد من الخسارة
وبأسرع ممّا كان
لأماكن وأسماء ولوجهة كنت
تحسبها المآل
شيء من هذا لن يوقع كارثة.
لقد أضعت ساعة أمي, وتخيّل!
أنّ بيتي الأخير أو ما قبل الأخير
من بين بيوتي الثلاثة الحميمة
هو الآخر ولّى
ليس الخسران فنا صعب الإتقان.
لقد أضعت مدينتين بهيتين, وما هو أجسم:
بضع ممالك حزتها, ونهرين وقارة
لكم أتوق إليها, ولكن ما ثمة من كارثة.
وحتى في خسرانك أنت (الصوت المداعب,
أسلوب أعشقه) ما كان يجدر بي الكذب
لجلي أن الخسران فن
ليس عصي الإتقان
وان يبدو شبيها (دوّنها!)
شبيها بكارثة.
_________________
* المصدر: موقع " جهات " الإلكتروني.
{ و لتروّض النّفس على مزيد من الخسارة
وبأسرع ممّا كان
لأماكن وأسماء ولوجهة كنت
تحسبها المآل
شيء من هذا لن يوقع كارثة.}
..............
لعلّــي لن أُبالغَ قولاً لمّــا أحْسبُ ما اَخترتَ،نصّا يدعــو بفرح للكتابة و إن كانت الكتابة على الكتابة صعبة..و غير ممكنة أحيانا..
..ماذا لو أنّنا لم نلتفت إلى بعض الزّمن الّذي مررنا بهِ،و لا نحفل بما لنا فيهِ ؟ ماذا لو أنّ إمرأة أحببتَ ذات زمن تُقابلها و أطفالها،فتهمسُ لك :كــم تمنّت أن يكونوا لك..لم تنزعج و لم تبــكِ..؟ تهزّك الفرحة برؤيا الأطفال لأنّهم أطفالها،تقبّلهم و تمضي لتلفّك غربتك و وحشتك و حاناتك الّتي لا تُحسـنُ غيرها إلفا..؟؟ ماذا لو أنّــك خرّبتَ أحلامكَ و رفضتَ أن تكونَ كثيرا،متعدّدا،متواجدًا في أكثر كيانٍ..جميلٌ أن تظلّ وحيدا،لا يحتفل بقدومك و يُحزن غيابك أو موتك كينونات صغيرة و رائعة..
..أيّ حزنٍ أحمّـله فــرحي
و أنتِ تعرفينَ سكري
و عودِي إلى الطّين،للمــاء
أُفتّــشُ عَــلَيَّ
هلْ زَالت كلّهــا أحلامي ،هل بقيَ على جسدي
بعض الوشم،أم أنّــك مَــحَــوْتِيهِ
و محوتيني..
....