فؤادي مملوء بالخمر والحزن ...(النواب)
.........
حتّى لا يتحوّل قولي إلى جرح أو جراح...أكتب ..
إلى (الشاعرة :داليا صالح)..
قلتُ أنّ النّاقد غير رحيم،بل هو مستلّ من صدمة المعنى و مترحّل عبر دروب السّعي نحوها،يطلبها بين شتات المكتوب..و كلّما أيقن وجودها بين تضاعيف نصّ،راودها،،راود الصّدمة و امتلأَ ...صدمة تنجزها الموسيقى و الخمر..و الشّعر من جنونهما يبدأ و لا ينتهي،...كنتُ أزفُّ جنوني و سكري،و كلمي ؛فذاك كوني ...فيرتدّ وقع أنفاسي صحوا قاتلا و كونا متبرّجا حدّ التألّه،ينطق فقها و زور اللّغة..
تألّمتُ من شعر متكرّر كوجوه لا تستقبل النّسيان...من شعر يحتفل بجرأة الصّحو...
...انتظرتُ قصيدا تتهافت أمامه كلماتي القاسية ..و لكن ؟؟؟؟
ملاحظة أخيرة:
النّقد ممارسة تعيد للكتابة بعض شروطها،و من يهتم بالشّعر فهو أشدّ المعترضين لهزّاته..
و لي عود قريب لما تكتبه بعض الشّاعرات السوريات..
في تدخّل قادم سنحاور(مجدولين الرفاعي)..
آمل أن تكوني قويّة...فتقبّلي هذه الكلمات..
...خيرٌ لي العشق و كأس المدام
من اَدّعاء الزّهد و الاحتشام
لو كانت النّـار لمثلي ،خَلَتْ
جنان عدن من جميع الأنــام........{الخيّام الشاعر }..
........
كنتُ قد وعدتُ بقراءة ما نشرته مجد الرّفاعي،مُــوَزّعا بين تنوّع الأمكنة،و قد حصلت على الكثير من بذخ النّقد و كثير من الحياء فيه...ذاك ما رصدته...و لأنّي لن أنشر إلاّ قليله هنا بعد أن يتمّ نشره بين أوراقنا العربية القليلة ...آمل أن أهمسَ لبعض الأصدقاء عن بعض أسبابي أن أكون بين أدباء المنتدى و الشّعراء منهم،و إن كنت من الخلّتين فقير..و ذلك دعوة منّي إليهم أن يُفكّــروا بكثير من الجدّ في تكوينات الأدب و علاقاته منذ بدء الشّاعر و الأديب،بالعالم و عصوره،و ما عصرنا إلاّ من هذا العالم الّذي يتكوّن أبدا..
فكلّ نصّ من آلهةٍ أو من إلهٍ صدرَ إلاّ و كان حافّته الشّعري والأدبي،و إن تشكلّ بأنواعٍ الغنائي و الملحمي و الدرامي(أرسطو)،و الاحتفاء به كان من قبل الأديب مُسايرا أو مُغايرا..و ما نصّنا الدّيني إلاّ الصّورة الأوفر حضاريّا المتكاملة قُدرةً على انتاج أجهزة بيانية و جدالية/حجاجية تعاضدُ رغبته في تكوين الكلّ الثقافي من خلال رموزه،و عطاياه من معانٍ...و نلحظ إدراك توسّط القدامى و المحدثين لنصّنا الدّيني بعلوم اللّسان بصيغتيها الكلاسيكية (الّتي كانت شرطا)و الحداثية (العاجزة أن تكون شرطا؟؟)،و تختلف قواعد التّجريب بين القرّاء في تعاطي القراءة..
فالأدب ما يزال اختبارا للنصّ الدّيني و تاريخهما شاهدٌ غير سويٍّ في برهنة الذّائقة أو تشكيلها..لهذا و أكثر كان الشّاعر العربي اعتراضا يكادُ يكونُ فريداً على مفهوم الهيمنة الّتي نادى بها النّصّ الدّيني لحظة ظهوره،فلاحق قول الشّاعر و هجّنَ تعاطيه و نقله،و طرده،و كذا كلّ دعاة الفضيلة و مدنها يَلغون الصّوت الشّعري...و الشّاعر بقصيده مُسْتأْنِفٌ في تكوين العالم و تجديد الرؤيا فيه و إليهِ..و يقابله السّارد الّذي تعطّل ظهوره تاريخيّا فلا نرصد قاصّا أو روايّا إلاّ حديثا منذ قرن أو بزيادة بعض عقود،-و هذا مفهوم من خلال البنية النّثرية و السّردية القرآنية-..
و حديثا كان الشّعر الحديث..و مشروع النّفض الّذي حمّله للشّاعر لأنّه الأقلّ ارتهانا لنصّ مقدّس،فهو من خالف أبجدياته الأخلاقية و الرّمزية دائما...
من خلال ما قدّمتُ من ملاحظات سريعة،أجد الأدبي مقدّمة لكلّ بيان نقدي فبناء الرّموز الأختلافية و الرؤيا المتجدّدة،يمتحنها الشّعري،و تمرّ من ثورته..
دعوة لتقريب كلّ نصّ نقدي و أدبي يقترب من خلالها ذوي الهمّ الأدبي من تخوم الإبداع،فليس ببعيد أن يكون بيننا من يقمع بداخله شاعرا متميّزا أو روايّا متفرّدا..
و لكم كل تحية..
...هناك،في بلاد بايا غونيا،ريحٌ
يُسمّــونها " مكنسة الله"
(سركون بولص)..
.....
أودّ من " كاظم جهاد " أن يتسلّل إلينا في غفلة من الضّــوء،و من الحرجِ،فلي له أكثر من سؤال عن السّياب..و كيف وجدهُ،بعد أن نقله بلسان فرنسيّ مُبين.. و كيف يُقرأُ السّياب فرنسيّا و لم يُقرأ إلاّ قليلا عربيّا..
و للأصدقاء أنّ كاظمنا شاعر يُعتنى بهِ،لصلاته بالاختلاف فكرا و أدبا،و منه بعض النّور، عن دريدا (فيلسوفا)،و عن رامبوا و بيرس من الشّعراء..و لعلّه من القلّة الّتي نظرت في نصوص أدونيس{شاعرا و ناقدا أو منظّرا للحداثة الشّعرية}...
قد لا يُجيبنا "كاظم جهاد"..و لكن له من الآمل بعض القرّاء،يُقرّبون ابداعاته المتنوّعة شعرا و نقدا و ترجمة لمن غفلوا عنه حتّى الحينِ..فنرضى..
...
الشّاعرة داليا الصّالح..ملّتْ على التّقريب فضاءً كان لها أولمبَ الإلقاء..و قد كنتُ عربيدَ التّلقّي..و برغم اعتذاري..تمنعُ عنّا جديدَ شعرها..و قد قرأتُ بعض ما نشرتهُ منذ أيّام فقط...فأرجو أن ترفعَ عن القرّاءَ حيفَ الشّعراء فإنّي أعرفهُ لا يَطولُ..
.....
الشّعر العربي الحديث لم يكن صوتا مضبوطا كقديمه..قد يعمل الأصدقاء على تكوين أنطولوجيا له،و لمشرف قسم الأدب أكثر من حيلة (أدبية) لإنجاز ذلك..
...
و أخيرا..هذه ملاحظات ..لا آمل لها صمتا،..
و لبني آدم كلّ الودّ
و لداليا الصّالح :
أعتـــذِرُ
لإمرأة تستعير من الحلم
بعض رجوعي
و لأمّي تُلاحِقُ منفايَ
تَعيذُني
من يدِ السُّلطانِ
فيتركني
للهِ و للصّقيعِ...
....
أعتذِرُ ..من لغتي ..و أَبي..
أعتذرُ يا إمرأة
تمزّقها أنْفاسها و تحترقُ بالكلماتِ
بَخُورا
وَ وَسْوَسَةَ نبي..
...
بداية لا بد أن أثني على سعة صدرك على ما يطرح من نقد وإن كنت ابديت بعض الامتعاض فهذا ليس خروجا عن المجموع فكلنا لا زلنا نعاني من حضور الصبر لتقبل ما يقال من نقد. وكثيرا ما نضطر لأن نصف الناقد باللاناقد كي نتجنب ما يقول.
وإذا كنت مع الذين يرون أنّ النقد يجب أن يكون بهوادة وتؤدة وروية كي لا نخسر مبدعين قد يؤثر النقد عليهم فينكفئون عن إبداعهم.
في الحقيقة قرأت الكثير مما ورد في مداخلات الأحبة ( مظفر وداليا و محمد و بني آدم يجعله عامر) ولكنني لم أجد أحدا خرج عن أصول اللياقة الأدبية النقدية. وما جاء من قسوة كما رآه البعض لا يعد شيئا أمام نقد كبار النقاد الذين لا يرحمون في نقدهم، مع أنني لا أؤيدهم فيما يذهبون إليه أحيانا
بخصوص النص موضوع النقاش لم أر فيه عذوبة ورقة وشاعرية وحساسية داليا التي عهدناهم موجودبن بها. فقد قرأت وغيري لك شعرا مميزا. أما في هذه القصيدة فقد صدمت في مقدمتها وإن استقامت أحيانا فلم تعط الصورة الجميلة عن داليا.
هو أقرب لمقدمة نثرية، حيث جاء بلا ترابط فيه، ولم يؤدّ معنى واضحا مع افتقاره للغة الشاعرية.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
في المقطع الثاني جاء استعمالك لأفعال المضارعة كما لو أنك تسردين قصة ما ولكن هذا السرد انكسر وانقطع عندما انتقلت للفعل الماضي ( ضمني ) فانكسر المعنى وأضعف الفكرة.
أستطيل في الجرح
أغدو سجينة النفس
أهوي في مستنقع الضباب
أناهض اغتراب الروح
أجهض آمالي الورقية
ضمني صحو عابر
فتأرجح النسيم
++++
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمّا المقطع الثالث:
ففيه اضطراب لم أعهده لديك:
نزل عابر هو الزمن ( ما هو فاعل نزل) فإن كان الضمير المستتر (هو) فحري بـ( عابر) النصب بالتنوين وإن كان ( عابر ) فلا يجوز أن يوصف بضمير معرفة وهو نكرة.
وتبدو في بقية النص رمزية مغرقة في الغموض أفقدت المعنى جماله والصورة تألقها.
وبالمحصلة رأيت في جملك غربة في المعنى وتنافر مع الشعر. ولا يسعني إلا أن أقول لشاعرتنا الجميلة الرقيقة، لا تأسفي على نص لا يترك بعد قراءته بصماتك الإبداعية فيه. عودي إليه وعيشي معه قليلا.
معلق على نصل أغنية
اسمها الريح
تتدثر المعاني الكئيبة
أنصرف عنك
و ألواح القدر السبع تعدو هائجة
مقيدة في اللامكان
فهم لا يسمعون عويلها
++++
أنا العشق و الريح في آن
أسطورة خلق بابل العتيقة
يا آلهة الخوف اتحدي
اجعلي الأرض رحما يبعث
غضب( غضبًا) يبتلع أروقتي القديمة
أقيده بسلاسل الظلام العتيدة
++++
أمّا أجمل ما جاء في هذا النص فهو المقطع الأخير حيث التآلف في اللغة، وشاعرية الكلمة، ورهافة الصورة.
تكونت أنا
فكنت أنت تمتص رحيقي
لسعتني وحشية شتاءك( شتائك )
فلا تبحث عن ضوضائي في جسدك
لا تعبث بقلبي
واعبر متاهة العشق
حيث اللون لا ظل له
فأنت ظل القصيدة
داليا الصالح
20\11\2007
ملاحظة أخيرة/ عند ولادة النص الأدبي لا يمكننا أن نغض الطرف عن الحالة النفسية التي يمر بها الكاتب لغاية ولادته فقد يكون لدى شاعرتنا الحساسة أمرٌ ما كامن لم نستطع اكتشافه
محبتي ومودّتي
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 12-31-2007, 10:18 AM بواسطة عادل نايف البعيني.)
تحيّــة شكر للصّديق محمّد الدرّة...
..أمّا الرّغبة فلا ننزل إليها و إنّما ترفعنا من اليومي و لعلّه المحسوس...
و أمّا الأديب فهي صفة أوسع من صاحبك بدهرٍ.. فما زلنا نُكابدُ الحرفَ و نتعثّر- أبدا-..
... ما قمتَ به من قراءة للقصيد الموضوع،فأتمنّى عليك كتابة مقال نقدي مستدعيّا فيهِ شرط المقال..و نكون بذلك استفدنا، و تدفع الشّاعرة إلى المراهنة على القول النّقدي،و لا عن الملاحظات...و لعلّي أتدارك عربداتي السّابقة بقراءة جادّة لما كتبت (داليا الصّالح)...و بالمناسبة عثرتُ على أحد الشّعراء بالمنتدى قد نقرأ له قريبا (أتمنّى منه نشر بعض كتاباته)...
...فالملاحظات السّريعة،تُــهــيــنُ القصيد،و التعوّد عليها يمنع تحلّل الشّعري من الثّابت الرّمزي الّذي يُحاصر الشّاعر..و هذه لفتة بسيطة كنتُ أودّ الإشارة بها إلى شاعرتنا....
.....
لعلّي أعود للكتابة بعد حين...تحياتي و شكري للدرّة..و الأصدقاء..
....... مريمُ لا يهتزُّ لها..النّخلُ..
و الرّطبُ الجنيُّ..موسمهُ..
بعيدٌ..( عفوا للقائل المنسيّ!!)
........
أعرفُ..إنّي كنتُ،بمَا قضيتُ بينكم من مُتَعِ الوقتِ،مُدارِيّا حُزْنِـــي،و سُكرِي،تَوّاقا لقراءة ما بهامش الهمِّ من أُفقٍ للكلماتِ و من رحمٍ..أعرفُ أنّي كنتُ من الفلاذُ أخطُّ على الشّعـــر،فأوهنتُ بعضَ قَــلَـــمٍ أرَى لهُ سمة مختلفة عمّــا قرأتُ لــو يُعيدُ النّظر في مسافة الرّمز،و أنّ اللّغـــة ترحّــل أبديّ من متاهة الصّوت إلى الصّمتِ فالعودُ ملءَ العتمةِ للكتابة بميّتِ الحرفِ..و مائتُ الحرف ما لم يُكتب بعدُ،و ما يمتنع عن تراصِّ العبارة لفقده من حياتنا الصّلة،فيقولها من خارجها،لأنّه هو عين ما بداخلنا...
أعرفُ ..أنّي اَخترتُ ما شئتُ من الأسماء..و تجاوزتُ بها إلى الكلمات و إليكمُ و كأنّي أمتحنُ تعدّدنا،الوهنُ المشدودِ إلى التّوحيدِ،لا يفقه غيرهُ حلما،فهو كثرتنا المتعبة..فلعلّ ذاكرةً أخرى أعود بها إلى سبيلٍ أستأنفُــهُ منذ سنين،فأُحَــدّثَ صحبي عن صلاة كانت جميلةٍ،و عن استعارات أخرى أستعملها في قابل نصّ قد أنصرفُ إليهِ ..فأشــكــر من انتهى إليهِ قولي و ساكنني بقولٍ سعدتُ بهِ (حقّا)..
وَدَاعًـــا أعــــدُ من خلاله: قــراءة شعر داليا الصّالح،...قريبا يكون..و أدعوها إلى الكتابة باستمرار...
و داعا أرجو من خلاله لـــ(ليلى) أكبر الأحلام..فقد قرأت البارحة بعض ما تكتبين،(ممتع و جميل)..
أمّا يجعله عامر و بني آدم فإلى لقاء عبر المراسلة..
محمّد الدرّة أشكره على أخلاقه الرّفيعة و تفهّمه...
و محارب النّــور ألف تحية أيّها الحبيب،و لا تغضب...
كلّ الأصدقاء و الرّفاق و الأخوات تحية حبّ
و من أجل تنوير عربيّ آتٍ...