Array
عودة للموضوع ، حدد القرآن أوقات الصلوات الثلاثة وذلك في قوله:
(وأقمِ الصلاة طرفي النهار وزُلفاً من الليل إن الحسناتِ يذهبن السيئات)
فهل سيصلي القرآنيون خمساً عملاً بتواتر السنة كما هو مُدعى ، أم سيصلوا ثلاثاً حسب الآية القرآنية ، أم سيجمعوا بين التواتر العملي والقرآن بصلاة خمسة فروض في ثلاثة أوقات عن طريق الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء كما يفعل الشيعة؟
[/quote]
في سياق متصل نوعاً بموضوع النقاش عن استلهام الصلاة المروية في السنة المحمدية، أجد الآية أعادت لذهني نسق الصلاة في اليهودية (تفلوت תפלות)؛ فهناك ثلاث صلوات يومية: صلاة الصبح (شخاريت שחרית) و ميقاتها من بدء بدء النهار إلى ثلاث ساعات فيه؛ صلاة العطية (مينخا מינחה) و ميقاتها من بعد منتصف النهار بنصف ساعة (يفضل قبل الغروب بساعتين و نصف) و حتى غروب الشمس؛ و صلاة الليل (معريب ערבית) و ميقاتها يمتد على طول الليل.
هناك أيضاً صلاة موسف يوم السبت (تفلوت موسَف תפילת מוסף) تعقد مع المينخا، و يوم كبور [=عاشوراء] (منها شمَعْ يسْرَئِل שמע ישראל) تعقد مع المعريب.
لو قمنا بمحاصصة الصلاة في الإسلام فسنجدها مطابقة في نصها القرآني لتلك المُستخدمة في اليهودية من جهة، و تكاد تكون متطابقة بشكل كبير في مواقيتها، بما في ذلك الحالات الخاصة للأعياد الأسبوعية و السنوية.
تفلوت شخاريت ← صلاة الفجر
تفلوت مينخا ← صلاة العصر
تفلوت معريب ← صلاة العشاء
تفلوت موسف ← صلاة الجمعة
صلوات الأعياد مثل يوم كبور و روش هشنه (ראש השנה) إلخ ← صلاة العيد
يحضرني هنا أيضاً الاهتمام الذي تناله صلاة العصر في الإسلام و الذي يشبه قيمة المينخا في اليهودية.
Arrayأخرج البخاري في كتاب المواقيت من صحيحه عن أبي المليج قال: كنا مع بريدة في غزوة في يوم ذي غيم فقال: ’’بكروا بصلاة العصر؛ فإن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ’من ترك صلاة العصر حبط عمله.‘‘‘
و أخرج البخاري و مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ’’الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله و ماله.‘‘[/quote]
لكن تظل صلاتا الظهر و المغرب تحملان قدراً من الغرابة؛ فمن ناحية تملكان ميقاتاً قصيراً نسبياً، و من ناحية ترتبطان بوضع الأرض من الشمس بشكل مطلق [لو أخذنا المنطق الديني فسيكون الارتباط بمراحل الشمس من الشروق إلى الغروب.]
النقطة الثانية التي أطرحها هي الطقوس. بشكل عام فإن الصلاة تعني ترتيل كلمات التمجيد و الدعاء و الرهبة للإله، و هو ما ينطبق على كل الديانات إبراهيمية كانت أو غير إبراهيمية، و كذلك يتفق و المفهوم اللغوي للمصطلح الدال على الدعاء.
إذاً فلا مشكلة بخصوص تلاوة النص المقدس أو الأدعية الخاصة بالصلاة و التي لا تتبدل (قد تزيد بحسب الفرد في أوضاع معينة، لكن لا يمكن اختزالها)، و للمرة الثانية فلا شيء يميز الإسلام عن اليهودية في هذه النقطة.
بقيت الحركات الخاصة بطقس الصلاة نفسه من تكبير و ركوع و سجود، و هذه يمكن بسهولة إيجاد نظيراتها في الطقوس الوثنية العربية الدالة على الخضوع التام، مثل السجود لتماثيل الآلة و غيرها من الشواهد. و بطبيعة الحال فإن المقاربة لا تتوقف عند طقوس الصلاة فحسب، بل تشمل ـ من بين ما تشمل ـ الطواف، الحج، مكانة الحجر الأسود، الأشهر الحرم، و غيرها.
بشكل ما أحس أن نقاش هذه النقاط تتتاخم، على اختلاف الهدف، و شريط الزميل المناضل إنكي
هنا.