{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
وداعا للحكيم : ملف الفقيد المناضل جورج حبش
عزالدين بن حسين القوطالي غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 220
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #1
وداعا للحكيم : ملف الفقيد المناضل جورج حبش
وداعا أيها الحكيم

ملف الفقيد المناضل جورج حبش

-1-

جورج حبش.. مسيحي إسلامي اشتراكي
عبير صراص- إذاعة هولندا العالمية

28-01-2008

توفي في العاصمة الأردنية عمان السبت الماضي الدكتور جورج حبش أحد رموز النضال والكفاح الفلسطيني ومؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.



ولد جورج حبش في مدينة اللّد في العام 1925 واضطر في العام 1948 للجوء إلى الضفة الشرقية شأنه شأن مئات الآلاف من الفلسطينيين المهّجرين. التحق حبش بالجامعة الأمريكية في بيروت لدراسة الطب ومن ثم عاد ليمارس مهنته في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن. في العام 1952 أسس حبش حركة القوميين العرب مع مجموعة من أصدقاءه أمثال وديع حداد، مصطفى الزبري، وأحمد الخطيب من الكويت. وكانت الحركة ذات تأثير قوي ونفوذ واسع في نشوء حركات قومية أخرى في الوطن العربي.


إعلان الكفاح المسلح

في غضون بضعة شهور بعد حرب الأيام الستة في العام 1967 والتي خسرت فيها الدول العربية المشاركة هضبة الجولان والضفة الغربية، وصحراء سيناء لإسرائيل، أسس جورج حبش الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أنقاض حركة القوميين العرب. ودعت الجبهة في بيانها التأسيسي إلى "إعلان الكفاح المسلح والاستمرار فيه بالرغم من كل الصعاب". كما لعب اليساري جورج حبش دورا هاما في تبني الثورة الفلسطينية والجبهة الشعبية للفكر الماركسي اللينيني. لم تبلغ الجبهة عامها الأول حتى انشق نايف حواتمة عن الجبهة الشعبية وأسس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وجاءت أسباب الانشقاق على خلفية تركيز الجبهة الشعبية على سبل الكفاح المسلح في حين أن حواتمة كان يرغب في تثبيت الأسس الأيدلوجية للحركة آنذاك.


تلى انشقاق حواتمة شق آخر في الجبهة تمثل بخروج أحمد جبريل عنها وتأسيسه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة. لكن سلسلة الانشقاقات هذه لم تضعف الجبهة آنذاك حيث كانت عمادا أساسيا في منظمة التحرير الفلسطينية التي احتضنت جميع الفصائل الثورية الفلسطينية بصرف النظر عن أيدلوجيتها.



يرى الكثير من المحللين أن سلسلة الاختطافات والتفجيرات التي قامت بها الجبهة الشعبية في السبعينات كانت خطأ فادحا سبب في تدهور العلاقات بين الفصائل الفلسطينية وبعض الأنظمة العربية. ففي العام 1970 قامت مجموعة تابعة للجبهة تحت قيادة وديع حداد باختطاف أربع طائرات وتفجيرها في الأردن بعد إخلائها من الركاب. جاء هذا التصعيد في الوقت الذي كانت فيه المنظمات الفلسطينية تتوسع وتزداد هيمنتها في الأردن. وأدت المواجهات العنيفة بين المنظمات الفلسطينية والجيش الأردني والتي تعرف بأحداث "أيلول الأسود"، إلى خروج مسلحي الفصائل الفلسطينية من الأردن إلى بيروت بما فيهم جورج حبش. بقي حبش في بيروت حتى العام 1982 الذي شهد خروج معظم الفصائل الفلسطينية إلى تونس ودمشق والعواصم العربية الأخرى. وبقي حبش في دمشق حتى العام 2000 عند تخليه عن السلطة. وانتقل بعد ذلك إلى العاصمة عمان حيث أمضى آخر سنوات حياته.


مسيحي، إسلامي، اشتراكي

ولد حبش لعائلة فلسطينية من طائفة الأرثوذكس الروم في مدينة اللّد في العام 1925. وكان حبش المؤسس الرئيسي لحركة القوميين العرب، ويلاحظ أن معظم رواد فكرة القومية العربية هم من العرب المسيحيين أمثال أستاذه قسطنطين زريق، وصديقه وديع حداد. لم تكن ديانته التي تشكل أقلية في العالم العربي عقبة أمام نشاطه وفكره السياسي. ويذكر أنه قال مرة: "أنا مسيحي الديانة، إسلامي التربية، واشتراكي الفكر". وربما تكون خلفيته المسيحية دلالة على وحدة الصف الفلسطيني المسيحي والمسلم وتمسكه بحقوقه مهما كانت عقيدته. وكان العقيد القذافي قد حاول إقناع حبش باعتناق الإسلام إلا أن حبش رفض ذلك وقال له أن المجتمع الفلسطيني لا يعرف الطائفية وأن الاحتلال هو من يحاول التفرقة بين المسلم والمسيحي. ومنذ ذلك الوقت أطلق القذافي على حبش اسم "الخضر" وهو الاسم العربي للقديس جورج في فلسطين.


دم جــديــد

تخلى حبش عن منصبه كأمين عام للجبهة في العام 2000. وقال عن تخليه عن السلطة إنه جاء من منطلق الديمقراطية "ايماناً مني بإفساح المجال لقادة غرسوا في النضال، وقناعة مني بأن الجبهة الشعبية لديها القدرة على خلق القيادات". تميز حبش في تنحيه عن الأمانة عن معظم القادة العرب والفلسطينيين الذين تمسكوا بمناصبهم حتى النفس الأخير.

وخلف مصطفى الزبري، المعروف بـ "أبو علي مصطفى" حبش أمينا عاما للجبهة. وسرعان ما اغتالته إسرائيل انتقاما لمقتل وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي الذي اغتالته مجموعة من الجبهة الشعبية في الأراضي المحتلة. ومن ثم استلم أحمد سعدات أمانة الجبهة والذي تعتقله إسرائيل الآن مع قادة آخرين من الجبهة.


رحل المناضل الثوري جورج حبش في الوقت التي يعاني فيه الفلسطينيون نكسة الحصار والمقاطعة في غزة، وفي الوقت التي تعاني منه القضية بسبب التنازلات السياسية التي لم تجد شيئا للفلسطينيين منذ بدء المفاوضات مع إسرائيل والتي رفضتها الجبهة الشعبية منذ التسعينات. بالرغم من تراجع شعبية الجبهة في أعقاب معاهدة أوسلو والمفاوضات، بقي القائد الذي لُقب بـ "حكيم الثورة" من أبرز رموز النضال والصمود الفلسطيني. وكانت وصيته الأخيرة على سرير الموت هي استمرار الكفاح حتى تحرير فلسطين كما قال ماهر الطاهر، مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في دمشق.


-2-

الطبيب الذي تحول لضمير وحكيم الثورة (جورج حبش)

سامي الأخرس - سوريا

في أحد أزقة المخيم، وعلى أحد عتبات بيت جدرانه تصدعت من آلام القهر والمعاناة، جلست هذه العجوز التي تكاد أن تقبل الأرض من انحناء ظهرها، وهي تُمتم بعبارات لا يفهمها سوى من عشقوا نسمات الأرض، وتجذروا بالأرض كأشجار الزيتون.... فدنوت منها وبدأت أستفز ذاكرتها لتقص لي ما تحمله ذاكرتها، فنهمت بي بثقة أسمع يا بني، لا تخشى على وطن ما دام هناك رحم يلد، فالأرض الولادة لا ينضب عطاءها، وأرضنا رحمها مُبارك، ينجب أبطال ويرضع قادة أشداء من لبانه، فلا تحزن إن سقط قائدُ هنا أو غاب أخر هناك، فالراية لا تسقط... وكن واثق أن الرحم الذي يلد لا يموت أبنائه.

بهذه الكلمات تركتني هذه الأم العجوز أن أردد نعم صدقت... فالرحم الذي يلد لا يموت، والوطن الأخضر بأغصان الزيتون وأشجار البرتقال لا ينضب عن العطاء.

ومن أبناء هذا الوطن الذي رضعوا لبان الحب والعشق الفلسطيني، ونجومه المتلألئة في السماء، تعانق إيمانها بحتمية النصر وعدم الاستسلام أو الانكسار، وكوكبا تسلح بإرادة القوة التي لا تعرف الانهزام، ولا تستكين للخضوع، حكيم الثورة، والقائد القومي الذي مثل فكرا قوميا ثائرا سطر على صفحات التاريخ بطوله، وتركه لميدان القيادة ليقاتل بين صفوف أهله وشعبه ولأجل عشيقته فلسطين... إنه أحد الرموز التي حملت فلسطين هماً وحباً وعشقاً في قلبه.

الدكتور جورج نقولا رزق حبش المناضل الفلسطيني الذي كرس جل حياته وعمله من أجل فلسطين القضية، ومستقبل أمة، مشرعاً لواء إيمانه بهويته العربية وحتمية الانتصار....

طبيباً حمل هموم اللجوء مع أهله وشعبه، فحمل البندقية مستبدلها بمبضع الطبيب، وعاش فصول التشرد واللجوء، ليدون من جراحه قصة أولئك الذين شدوا الرحال بعيداً عن الوطن، فلم تغادره مدينته اللد التي حملها مع كل ذرة تراب من فلسطين وغادرها صوب أسفار التشتت، والتهجير، يخط ملامحها بين أزقة المخيم، ويدون صرخات أطفالها بإصرار على العودة والانتصار.

جورج حبش... الطفل الذي ترعرع مع سبع أفراد، بعائلة لوالد تاجر، طفلا أكمل دراسته الابتدائية بمدارس اللد، والثانوية بمدارس يافا والقدس، وامتهن التدريس في مدارسهما وهو لم يتجاوز السادسة عشر من العمر، غادر فلسطين عام 1944 متجهاً لبيروت التي تخرج منها طبيباً عام 1951م.

جورج حبش..... توقف أمام قرار التقسيم قائلا "كيف لهذه الأمة الكبيرة أن تهزم من عصابات صهيونية" وفي نهاية حزيران 1948م وفي وهج الهجرة الفلسطينية، عاد جورج حبش إلى مدينته اللد تحت مفاجأة أهله ووالديه من عودته، لكنه أبى إلا العودة ليعمل بين أهله وشعبه، وعمل طبيباً في مشفى اللد، واشتدت الهجمة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، فلم يثنيه وفاة أخته التي دفنت بجوار المنزل لعدم مقدرتهم على دفنها تحت وطأة الحصار والقتل الصهيوني، لم يثنيه عن التثبت في الأرض والوطن...

تناقلت أسرة القائد الفلسطيني بين اللد ويافا ورام الله وعمان.... وعمل طبيبا في مخيمات الأردن، حتى خرج مع المقاتلين الفلسطينيين بعد (أيلول الأسود) إلى لبنان.

جورج حبش... حكيم الثورة... ومفكرها، شكل مع زملائه ومنهم الشهيد وديع حداد مجموعة عمل طلابي، حتى تم تشكيل (كتائب الفداء العربي) التي كان جل عملها ضرب المصالح الانجليزية والصهيونية والعملاء المتعاونين معهما.. ولكنها لم تحقق طموحات ورغبات هذا الثائر، فبدأ يفكر بكيان سياسي يسعى لتحرير فلسطين، فكان تأسيس (حركة القوميين العرب) التي شكلت نواة للعديد من الحركات القومية العربية، ولعبت دورا مؤثرا في تأجيج المشاعر الوطنية لدي الشعوب العربية.

جورج حبش... تغيب الشمس مع كل يوم... ولم تغب فلسطين عنه، ولم تهاجره لازمته كالهواء والماء، حملتها دمائه، ونبض بها قلبه.

فبعد خمس سنوات من ممارسة مهنة الطب في مخيمات الأردن، أسس (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) في كانون أول 1967م، وتنحي طوعاً عن قيادتها عام 2000م. حيث لعب دوراً بارزاً وهاماً في النضال الفلسطيني والتحرري العربي، لما تمتع به من شخصية ثورية قيادية أهلته لأن يقود مسيرة كفاح طويلة، ويعلن ميلاد فجر قائد لم تلوث يده بدماء أو أموال أهله وشعبه وأمته....

جورج حبش.... تزوج من يلدا حبش ابنة عمه التي شاركته حياته عليى مدار نضاله، وكانت جزءاً من ملحمة التصدي لكل المؤامرات التي دبرت وأحيكت للنيل منه، ورزق منها لمولودتان هما ميسا ولمى.

قائد ومفكر سياسي ولد من رحم النكبة والألم، جاء يحمل الوطن قوتا وهواءً وهماً من إحدى الطوائف المسيحية الفلسطينية، عانق فلسطين أرضاً وهوية وانتماء، وجسد خيطاً من الوطنية التي امتزجت مع حركات التحرر العالمي، وواجهت سطوة الامبريالية الرأسمالية الصهيونية التي حاولت النيل من هذا القائد، فأحاكت المؤامرات المتمثلة بمحاولات الاغتيال والاختطاف، فكانت تزيده قوة وإصرار وعنفوان مع رفاقه الذين سطروا ملاحم في البطولة والعطاء، من خلال مئات الهجمات ضد المصالح الأمريكية، وخطف الطائرات التي قادها الشهيد وديع حداد والمناضلة ليلى خالد، حتى سطع نجم فلسطين والجبهة الشعبية وقائدها في سماء الوطن وشكلت عنوناً لأحرار العالم، وقبله لثوار الحرية.

جورج حبش... القائد... المفكر... الثائر..

أمضي الحكيم مسيرة نضالية طويلة وشاقة، لم تخلِ من التناقضات والاختلافات على الصعيد الداخلي، وخاصة مع الشهيد ياسر عرفات الذي أطلق عليه حكيم الثورة لما يتمتع به من فكر وقدرة على التحليل العلمي والسياسي، وعطاء كفاحي بطولي، اختلفا كثيراً، وتناقضا كثيرا، ولكنهما لم يتناحرا، بل جمعتهما فلسطين الوطن، ورغم ذلك كان الحكيم هو الشاهد على عقد زواج الشهيد ياسر عرفات، تجسيدا على أن الاختلاق السياسي لا يعني تناحر عقائدي أو سياسي.

اختلفا نعم لكنهما لم يتناحرا، اختلفا نعم لكن وحدهم الوطن، وهذا ما ميز القائد جورج حبش الذي لم يشرع البندقية سوى لصدر العدو متجاوزا أي تناقضات داخلية، وكيف لا وهو الذي جسد مبدأ الانضباط الوطني والتنظيمي من خلال رفضه لرفيق دربه والرجل الثاني بالجبهة الشهيد وديع حداد عندما جسدت الجبهة مبدئها "إما وديع وإما الانضباط" فانتصر الانضباط من أجل فلسطين التي مثلت لدى حبش الأم التي لا يكبر حبها أحد.

كما مثل هذا القائد عشقه للوطن والثورة في سياق رده على مناقشة أتفاق السلام مع العدو الذي قال عنه الشهيد ياسر عرفات "إن هذا الاتفاق هو الممكن" فرد عليه حبش "إن الثورة الفلسطينية قامت لتحقق المستحيل لا الممكن"

حكيم... لكل ثورة حكيم... وحكيم ثورتنا جورج حبش....

استقال جورج حبش طوعيا من قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 2000م، حيث بدأ في إدارة مركز دراسات لبحث نجاحات وفشل الحركة الفلسطينية، واستلم الراية من بعده الشهيد أبو علي مصطفى (مصطفى الزبري) قيادة الجبهة الشعبية حتى استشهد صيف 2001م عندما أغارت على مكتبه برام الله صواريخ الحقد الصهيوني، ليستنهض أبناء الحكيم عزائم الرجال وقوة الشهداء والرد باغتيال الوزير الصهيوني (زئيفي) الذي مثل فكرا صهيونيا متطرفا، وخلف الشهيد أبو علي القائد أحمد سعدات والذي بدوره أعتقل بسجن أريحا من قبل السلطة الوطنية مع رفاقه قتلة زئيفي، حتى قامت القوات الصهيونية بعمليتها الإجرامية وهجومها المتواطئ مع العديد من الأطراف الدولية ليتم اسر أحمد سعدات ورفاقه.

جورج حبش... يبلغ حكيم الثورة السبعون عاما من العمر، ويعاني من اعتلال بالصحة، ورغم ذلك لم يستكين، ولم يخضع، بل واصل مسيرة العطاء التي وهب نفسه لها، هذه المسيرة التي يجهلها العديد من أبناء هذا الوطن، كما يجهلها العديد من أبناء هذه الأمة.

وفي إحدى البيانات السياسية بيوم الأرض بالمغرب الشقيق تم ورود ذكر اسم جورج حبش بين أسماء الشهداء... وهذا ما يدلل على جهلنا بتاريخ قادة وأبطال لم تغرهم الفضائيات، ولم تغويهم كاميرات الصحافة وأقلام النفاق... فإن ورد أسمه بين الشهداء فهو فعلا شهيد ثقافة التجهيل التي استشرت بهذه الأمة، ثقافة جردتنا من قراءة تاريخنا الحقيقي، ومعرفة مسيرة أبطالنا العظماء......

جورج حبش.... مسيرة حب وعشق وإيمان لا زال يحمله قلب قائد أسمه جورج حبش، مثل مدرسة فكرية وثورية... ورسم تاريخ مشرق مع قادة تعملقوا نجوما في سماء الوطن... لم يعشقوا سوى فلسطين الوطن والانتماء، ترفعوا عن ثقافة التعصب والحقد، وزرعوا أشجار الوطنية لتنبت في صحاري قاحلة قوافل الشهداء....

16/11/2006


-3-

جورج حبش القائد والإنسان



هاني المصري


لن أكتب عن جورج حبش الزعيم التاريخي الذي استحق لقب الحكيم فقط، بل سأكتب عن جورج حبش الانسان من خلال لقطات شاهدتها بأم عيني، وعشتها وما زالت معي، وستبقى ما حييت.
كُتب وسيكتب الكثير عن الحكيم اثناء حياته وبعد مماته، رغم الفترة القصيرة التي تفصلنا عن وفاته، فهو شخصية فلسطينية وعربية وعالمية مميزة جداً وفذة، لدرجة انني ازعم ان كل من تعرف إليه - وان احداً من بني البشر، اذا تعرف إلى جورج حبش عن قرب - سيبقى يكن له المحبة والود مهما اختلف معه، لان له شخصية جذابة ساحرة وآسرة.
ولمعرفة مدى اهمية الحكيم، علينا ان ننظر كيف تعاملت اسرائيل معه، وكيف نظرت إليه. فقد كتب مركز ابحاث اسرائيلي، قبل عشرات السنين: ان جورج حبش لو لم يكن مسيحياً، ولو لم يكن ماركسياً، لاحتل مكانة في العالم العربي، لا تقل عن المكانة التي نالها جمال عبد الناصر، وذلك للصفات القيادية العديدة التي يملكها، وانا أقول ان جورج حبش ورغم كونه مسيحياً وماركسياً، إلا أنه نال مكانة كبيرة جداً في فلسطين والوطن العربي، تدلل عليها حالة الحزن العميم والشعور بالخسارة التي حلت وعمت بعد وفاته داخل فلسطين وخارجها، الحزن الكبير وقع رغم ان الحكيم تنحى قبل ثماني سنوات عن موقعه في الأمانة العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغاب عن صدارة الاحداث، ولكنه بقي حاضراً في قلب شعبه وأمته.
جورج حبش، المؤمن حتى النهاية، والمقتنع حتى النخاع، بالديمقراطية والتجديد، آثر الترجل رغم انه قادر على البقاء والانتصار على مرضه، لأنه مدرك لأهمية ان يترك الجيل المؤسس مساحة للشباب، بحيث يمكن الجمع بين حكمة الشيوخ وحماسة وابداع الشباب. فكان قدوة رغم اصرار القادة على أن لا يحذوا حذوه، فهم آثروا التمسك بمقاعدهم رغم ان بعضهم اصيب بكافة الامراض، بما فيها الزهايمر.
كتب الكثير عن جورج حبش، الثوري والراديكالي، وزعيم المعارضة الفلسطينية اكثر من عشرين عاماً، ولكنهم حين كتبوا لم يلتفتوا الى ان حبش عارض ياسر عرفات ولكن ضمن معادلة، "نختلف حوله ولا نختلف عليه". وعارض السياسة الفلسطينية دون ان تصل المعارضة الى حد الانقسام والالغاء والخروج على المنظمة الكيان والاطار والمرجعية. بل كانت معارضة جورج حبش معارضة داخل البيت، وتهدف الى اصلاحه وليس إلى هدمه.
وكتب الكثير عن جورج حبش بسبب سياسة خطف الطائرات والعمليات الخارجية، وكتب عنه كمؤسس لحركة القوميين العرب، وصديق ورفيق عبد الناصر، وحليف السوفييت وكوبا كاسترو، وكصديق وناصح لرفاقه في اليمن الجنوبي، ولكن جورج حبش الانسان، الصادق، المتواضع، الأمين، البسيط، لم يُكتب عنه الكثير.
ولم ينل الانسان في جورج حبش سوي نزر يسير من الاهتمام. لعل السبب اعتقاد خاطئ بأن البساطة والتواضع يتناقضان مع الثورة والحزم والمعارضة.
"ليس من مدرسة الباحثين عن الشهرة"
جورج حبش رغم اهميته، ودوره وكارزميته لا ينتمي الى مدرسة الباحثين عن الشهرة بأي ثمن من اجل تسويق روايته. فلقد شاءت الظروف ان اكون معه في عدة زيارات واثناء انعقاد عدة جلسات للمجلس الوطني، ولاحظت بأم عيني، كيف تهافت الصحافيون عليه دائماً من اجل اجراء المقابلات، وكان يرفض ليس من قبيل التمنع، وانما لأنه يرى ان المقابلة يجب ان تُجرى في موعدها، وان القائد لا يجب ان يثرثر ويكرر آراءه ويتحدث "عمال على بطال"، وفيما يفهمه وفيما لا يعرف عنه. وعندما يختار الموافقة على اجراء مقابلات يدقق بها، وبعد إلحاح مني ومن غيري من الصحافيين والإعلاميين الذين يريدون أن يكون الحكيم حاضراً في الإعلام، وانا اكتب هذا الكلام تحضرني عبارات كررها على مسامعي صحافيون وصحافيات وكيف انهم يتجنبون المرور مجرد المرور، بالقرب من بعض القادة الفلسطينيين خشية من ان يفرضوا عليهم فرضاً بالتخجيل والالحاح اجراء مقابلات معهم؟ بينما الحكيم يتهرب من اجراء المقابلات معهم.
كانت تربطني بجورج حبش علاقة مميزة، أكبر وأعمق من مجرد علاقة كادر في تنظيم الجبهة بالأمين العام، فقد كانت علاقة محبة وتقدير واحترام متبادل. ويمكن ان اسمح لنفسي بأن أقول انها علاقة صداقة. فكان يهمه بين حين وآخر ان يستمع لوجهة نظري رغم الحاحي الدائم على ضرورة الاسراع في اصلاح وتطوير الجبهة وتحويلها الى التنظيم الذي نصبوا اليه، الى التنظيم القائد وليس المعارض فقط. وبالمناسبة جورج حبش كان يسمع اكثر مما يتكلم رغم ان هذا الكلام لا يبدو منسجماً مع اعتقاد الذين استمعوا أو قرؤوا خطابات جورج حبش عن بعد، خصوصاً التي القاها بمناسبات انطلاقة الجبهة، والتي كان يتحدث فيها اكثر من 4 ساعات دون تعب وبترابط بحيث ينتقل الخطاب من موضوع الى آخر ليصل الى ما يريد الحكيم ايصاله للجماهير، فالقادر على القاء هذه الخطابات الحماسية والفكرية كان يستمع اكثر مما يتحدث!!
من أشد اللحظات على نفسي كتابة كتاب استقالتي من الجبهة الشعبية في نهاية العام 1990، لاسباب تتعلق بالخلافات في وجهات النظر، ولا تمس برأيي بدور الجبهة التاريخي المميز في النضال الفلسطيني، فالجبهة رغم خروجها عن الخط احياناً، لكنها سرعان ما تعود اليه، مثلت البوصلة والضمير، والتعبير الصادق عن الاتجاه الفلسطيني العام التلقائي. وهذا يعود اولاً لشخصية الحكيم، عندما وصلته استقالتي من عمان وهو في دمشق، حاول ان يثنيني عن الاستقالة وكلف أحد أعضاء المكتب السياسي بأن يقنعني بأهمية البقاء في الجبهة، ولكنه لم يكن الشخص المناسب لهذه المهمة، فهو كان "كفران" هو الآخر، أو بدا لي كذلك. لم أكن في الجبهة بسبب جورج حبش فقط، ولكن اهتمامه بي وبدوري، وقوله مراراً بأنني وبعض الرفاق الآخرين ساهمنا بتطوير اعلام الجبهة، وبمقدورنا ان نساهم بتطوير الجبهة، كان عنصر اطراء كبيراً لا يستطيع الانسان ان يتجاهله، وشكل قيداً كبيراً حال دون الاستقالة قبل ذلك.
كان تقدير الحكيم لي ولأمثالي، رغم انني لم أكن من المصفقين له او الموافقين دائماً على ما يقوله او يفعله، يرجع الى اقتناعه بضرورة الجدل والمبادرة والاختلاف من اجل التطوير.
جورج حبش مؤدب ولطيف وانسان بكل ما لهذه الكلمة من معنى. فهو يهتم بك كإنسان، ويسأل عن احوالك الشخصية وهمومك ويحاول ان يساعد على حلها، ويدعوك الى بيته للغداء او العشاء دون اية حواجز، ويعترف بخطئه امام الجميع، ويسجل اخطاء الجبهة الشعبية في الاجتماعات واللقاءات والمقابلات، وفي التقارير الصادرة عن مؤتمراتها العامة، ويقبل كما كان مراراً وتكراراً، ان يكون مع الاقلية في الجبهة، ويلتزم بالقرار، رغم انه مؤسس الجبهة وقائدها منذ ولادتها وحتى العام 2000، حين قرر الفارس ان يترجل. ولم يرحل جورج حبش، ولم يختر رغد العيش وبمقدوره ذلك لو أراد تكفي اشارة من اصبعه، بل انكب على دراسة تجربته في سياق البحث في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.
كان بمقدور "ابو الميسا" ان يرتاح في نهاية عمره، ولكنه انشغل في القضية وانشغلت به، حتى آخر لحظة من حياته. فكما روى ماهر الطاهر رفيق دربه فإن آخر ما عانى منه الحكيم هو حصار غزة، وآخر ما فرح به هو رؤية العبور العظيم من غزة الى مصر، العبور الذي كسر الحصار واثبت نظرية الحكيم الذي لم يمل من تكرارها عن ان الجماهير المعبأة المنظمة المؤمنة بقضيتها، قادرة على اجتراح المعجزات وتحقيق النصر.
لم يتحدث الكثيرون عن ان الحكيم كان شريفاً طاهراً، ولم يصب بلوثة الفساد رغم انها اصابت الكثيرين، فقد عاش ومات ويده بيضاء، تعطي ولا تأخذ، رغم توفر لحظات كثيرة كان يستطيع فيها ان يأخذ الكثير.
"ابو عمار لن يخون"
قال لي مرة، وهو في ذروة الخلاف مع توأمه السياسي ياسر عرفات، ان ابو عمار لن يخون، قلت له لماذا تقول اذاً انه منحرف، ويقود الاتجاه الاستسلامي وانه... الخ... فقال هذا خلاف سياسي ولكنني واثق انه لن يخون.
فقلت له: من اين تجد كل هذه الثقة.
قال لي: لقد أكد لي كثيراً انه لن يخون وأنا اثق بكلمته. واضاف ان ياسر عرفات لا يريد أن يموت دون أن يحقق شيئاً لشعبه مثل الحاج امين الحسيني، بل يخشى اكثر ما يخشى ان يواجه هذا المصير. لذلك لا يكف عن الحركة والمبادرة والسفر في كل اصقاع الدنيا، ويبدي مرونة احياناً تكون مبالغاً بها، ولكن لم يحد عن هدفه ابداً وهو فلسطين. هكذا قال جورج حبش اما انا فأقول بعد تأييد ما قاله ان ياسر عرفات خطا خطوة كبيرة نحو تحقيق حلمه ولكنه استشهد على ارض فلسطين وكان حلمه ولا يزال محلقاً بسماء فلسطين.
وهذا يقودني الى اهم نقطة في فكر جورج حبش، وهي ايمانه العميق بأن طبيعة الحركة الصهيونية وعداءها للأمة العربية وجذرية الصراع معها، لا يتركان أية إمكانية للوهم بإمكانية عقد سلام حقيقي معها ومع انه وافق على البرنامج المرحلي، إلا أنه لم يتنازل ابداً عن كون هذا البرنامج يتراوح ما بين كونه اعتراضياً او مرحلياً اي خطوة على طريق تحرير فلسطين... كل فلسطين. جورج حبش كان يعتقد ان ميزان القوى القادر على تحقيق دولة فلسطينية ذات سيادة على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، وحل مشكلة اللاجئين حلاً عادلاً على اساس قرار 194 الذي يضمن التعويض والعودة، سيكون قادراً او لا يفصله الكثير، عن تحرير فلسطين كل فلسطين. لذلك عارض اوسلو بشدة، ورفض ان يدخل فلسطين تحت حراب الاحتلال، وبينما يرفرف علم اسرائيل على حدودها مع الاردن.
لقد قال مراراً وتكراراً ان هذا فوق قدرته على الاحتمال.
رحل جورج حبش الفلسطيني العربي الأممي، القومي الاشتراكي، الانسان المتواضع، الصادق، وترك وراءه ميراثاً يجعله شخصاً سيبقى اسمه شامخاً مؤثراً وحاضراً في ذاكرة ووجدان الشعب الفلسطيني.

-4-


رسالة الى القائد

حركة القوميين العرب

في يوم اسود كسواد ليل هذه الأمة نقول .. لن نودعك بالدمع ولكن بالاصرار على طريق علمتنا أن الثبات عليه هو ضمان النصر .


علمتنا أن اعداء الأمة ليسوا فقط أؤلئك الغزاة القادمين من وراء البحار .. يستهدفون وجودها وكيانها وإنما ايضا أولئك المتحالفين معهم من أصحاب المصالح الذين كانوا ومازالوا بعض من ليل هذه الأمة ومكوّن اساسي من مكوناته .

علمتنا أن طريق الكفاح المسلح هو الوحيد الذي يصل بالأمة إلى أهدافها في التحرير والعودة ..

علمتنا أن الصراع قائم .. ولن ينتهي إلا بوصول الثورة إلى غاياتها .. تحريرا ووحدة .

علمتنا أن الأمة ووجودها وحقوقها خط أحمر .. لاتفاوض فيه و لا مساومة ..

علمتنا أن فلسطين جزء من الأمة العربية .. ولن يكون النضال ناجزا إلا عندما يكون نضالا قوميا شاملا ..

علمتنا قراءة الفكر القومي العربي في بعده الانساني .. وأن النضال العربي جزء لا يتجزأ من نضال الانسانية في مواجهة الوحش الامبريالي وحلفاءه ..

علمتنا أن المواقف النضالية لن تكون إلا مدفوعة الثمن طردا ومطاردة وسجنا واعتقالا وتصفيات ..

علمتنا كيف نبني أداة ثورتنا .. تنظيما وإدارة .. حركة القوميين العرب .

علمتنا أن لا ثورة بلا ثوار .. ولا حرية بلا أحرار .. ولا ثورة بدون كادر ثوري ..

حكيم الثورة ... كان غيابك في مرحلة من أصعب مراحل كفاحنا العربي ... ولكننا نعاهدك على أن نسير على الطريق الذي رسمت فكرا وحركة .. وصولا إلى أهدافنا في التحرير والوحدة والتقدم ..

حكيم الثورة .. كنت فينا رجلا من أغلى الرجال .. وأصلب الرجال .. وأصدق الرجال .. وانبل الرجال .. في وقت عز فيه الرجال ..


حركة القوميين العرب

28/1/2006 مكتب الارتباط

-5-

المطلوب إقامة دولتنا الفلسطينية الديمقراطية.. العلمانية...



مقابلة لم تنشر مع جورج حبش...

عمان – فراس برس: نقلا عن 48 - قبل قرابة عامين، التقى عثمان تزغارت مطوّلاً الراحل الدكتور جورج حبش في مكتبه بـ«مركز دراسات الغد الفلسطيني» في دمشق. بقي هذا الحوار مع الدكتور جورج حبش غير منشور حتى اليوم...صحيفة «الأخبار» (اللبنانية) تنفرد بنشر هذه الوثيقة التي تضيء جانباً هاماً من فكر الراحل ومواقفه، وخاصة أن الحوارات الصحافية معه أصبحت نادرة جداً منذ الأزمة الصحية التي تعرّض لها في منتصف التسعينيات

الآن، مع مرور أربعين عاماً على بدء الكفاح المسلح الفلسطيني في 8/1/1965، حين تلقي بنظرة إلى الوراء، ما هو تقويمك لمنجزات المقاومة الفلسطينية خلال هذه المرحلة؟ وما هي الأسباب التي عطلت مسار التحرير حتى الآن؟

*** تحتاج الإجابة الموضوعية الدقيقة عن مثل هذا السؤال إلى مراجعة نقدية تحليلية لتجربة المقاومة الفلسطينية على مدار عدة عقود، بكل ما لها وما عليها، وهذا بالطبع ليس بالأمر اليسير، وخاصةً أننا كنا أحد الأطراف الفاعلة في هذه الأحداث، سواء من خلال حركة القوميين العرب، أو من خلال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبالتالي لا بد أن يتناول النقد العامل الذاتي، إضافةً إلى العوامل الموضوعية الكثيرة، المتشابكة، والمؤثرة في لوحة الصراع على مدى تلك الفترة الزمنية المديدة.

لقد كانت انطلاقة العمل الفلسطيني المسلح، بمثابة ولادة جديدة للفلسطينيين بعد عقدين على نكبة فلسطين في عام 1948، وقد سبق هذه الولادة إرهاصات وجهود سياسية كبيرة من أجل تعبئة وتنظيم كفاح الشعب الفلسطيني، وانطلاقاً من إيماننا بقومية القضية، ووحدة النضال العربي رأينا آنذاك أن النضال الفلسطيني يندرج في إطار معركة شاملة تخوضها الأمة العربية بأسرها، لكون المشروع الصهيوني مشروعاً استيطانياً توسعياً لا يستهدف الفلسطينيين فحسب، بل الوجود العربي بأسره.

إن اقتلاع الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم كانا الكارثة الكبرى التي لحقت بهم في عام 1948، ومن ثم طُرحت مشاريع كثيرة مشبوهة لتوطينهم ودمجهم في البلدان التي استضافتهم، وخاصة في الأردن حيث شكل الفلسطينيون حوالى 70% من سكانه بعدما أُلحقت الضفة الغربية به.

لقد راهن العدو الصهيوني على عامل الزمن من أجل تذويب الهوية الفلسطينية، معتقداً أن هذا العامل سوف يدفع الفلسطينيين إلى نسيان بيوتهم وممتلكاتهم وقراهم ومدنهم التي هجِّروا منها، لكن الإنجاز الأهم الذي تحقق مع انطلاقة العمل الفلسطيني المسلح، ليس فقط إثبات أن الشعب الفلسطيني متمسك بهويته الوطنية، التي لا تتناقض مع بعدها القومي، وإنما بلورة الشخصية الوطنية الفلسطينية أيضاً التي تمثلت في إنشاء م. ت. ف ككيان سياسي للفلسطينيين، له برنامج ومشروع سياسي عمّق مفهوم الوطنية الفلسطينية ملاحظاً (البرنامج) خصوصية وضعهم، مما جعل منهم عاملاً فاعلاً في الحقل السياسي الوطني الفلسطيني والقومي العربي على اعتبار أن المشروع الصهيوني يشكل عامل تهديد كما قلنا للوضع العربي برمّته، نظراً لطبيعته التوسعية العدوانية، ودعمه من قبل دوائر الإمبريالية العالمية.

حينما نقف أمام الأسباب التي عطّلت مسار التحرير حتى الآن، لا بد لنا أن نلاحظ شبكة العلاقات المعقدة التي أحاطت ولا تزال بالقضية الفلسطينية على المستويات المحلية والإقليمية والعربية والدولية، وهناك دون شك أسباب موضوعية وأخرى ذاتية حالت دون وصولنا إلى هدف التحرير، ولا سيما مع تغير موازين القوى الإقليمية والدولية التي لم تصب في مصلحتنا كحركة تحرر وطني وقومي، فالتجارب الوحدوية فشلت وبالتالي لم يتحقق شعارنا «الوحدة طريق تحرير فلسطين»، كذلك كان انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية، خسارة لحلفائنا على الصعيد العالمي، مما جعل الباب مفتوحاً أمام هيمنة القطب الواحد للولايات المتحدة. كذلك لا بد أن نلاحظ انهيار وتراجع الأنظمة العربية الوطنية، ومسيرة السادات ومضامينها منذ كامب ديفيد التي أخرجت مصر بكل ثقلها من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي هي دليل بارز على هذا الانهيار، وكذلك الضربات المتلاحقة التي تعرضت لها الثورة الفلسطينية في أيلول 1970 في الأردن وفي لبنان عام 1982... ضربات ومخططات استهدفت اقتلاعها من الجذور، وكذلك معاهدة أوسلو وما كان لها من تبعات. وفي السنوات الأخيرة كان الاحتلال الأميركي للعراق دليلاً آخر على هذا المنحى السلبي.

أما على صعيد العامل الذاتي، فلا بد أن نعترف أن الوحدة الوطنية الفلسطينية كائتلاف عريض للفصائل والقوى الفلسطينية المنضوية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية لم تتحقق فاعليتها بالشكل المطلوب. فالمسألة ليست وجود هياكل شكلية ومؤسسات للمنظمة (على أهمية وجودها) غير فاعلة، أو تتعطل فاعليتها وتتهمّش، ولا سيما في الظروف المفصلية التي مرت بها القضية الفلسطينية. لقد كانت النزعة الفردية التي تحكمت في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية أحد العوامل السلبية التي أثرت على مسيرة المنظمة، وهمشت فاعليتها في محطات مهمة من تاريخنا النضالي، كذلك ليس بالإمكان أن نغفل ضعف اليسار الفلسطيني، وعدم تمكنه من أخذ زمام المبادرة في العديد من المحطات الهامة كعامل من العوامل. وبالتالي، كل هذه الأسباب بتفاعلاتها كانت من الأسباب التي عطلت مسار التحرير حتى الآن.

• منذ نشأة المقاومة الفلسطينية اتخذت غالبية الفصائل طابع التنظيمات السرية، مما جعل أعمال المقاومة تتخذ شكل عمليات «كوماندوس» في الغالب، بينما غاب خيار التأسيس لحرب تحرير شعبية على غرار ما شهدته حركات التحرر عبر العالم. ما هي أسباب هذه الخصوصية الفلسطينية؟ وهل تعتقدون اليوم حين تنظرون إلى الأمور بأثر رجعي أن خيار تغليب عمليات «الكوماندوس» كان صائباً؟ وهل أدّى ذلك دوراً في تغييب خيار الانخراط الشعبي في المقاومة داخل الأراضي المحتلة الذي لم يتبلور سوى مع انفجار الانتفاضة الأولى، عام 1987؟

*** إن وضعية التشتت هذه التي فرضت على الفلسطينيين الخضوع لظروف موضوعية متباينة من منطقة إلى أخرى، وبالتالي التعامل مع أنظمة حكم عربية متباينة، وتجاذبات دولية عديدة. هذه الوضعية خلقت صعوبات في التواصل بين التجمعات الفلسطينية، وخلقت إشكالية في العلاقة بين الداخل والخارج، وفرضت على الفصائل الفلسطينية شكل العمل السري في البدايات قبل أن تنتقل إلى العمل العلني. ولعل نكسة عام 1967 وما فرضته من متغيرات هي التي دفعت إلى تغير استراتيجية التفكير. فقبل ذلك كان التصور السائد أن مهمة تحرير فلسطين لا تقع فقط على عاتق الفلسطينيين وحدهم بل هي من واجب الشعب الفلسطيني والقوى القومية العربية. وكان الحوار المحتدم بين فصائل العمل الوطني والأحزاب القومية العربية يجري حول البحث عن قاعدة إسناد قوية ترتبط في البعد القومي التقدمي العربي، وبالتالي يرتبط تحرير فلسطين بالوحدة العربية. إلا أن أحداث الـ1967وتداعياتها لعبت الدور الأساسي في تغيير استراتيجية التفكير هذه، وبالتالي أصبح الشعب الفلسطيني هو المسؤول بالدرجة الأولى عن مهمة التحرير، مستنداً إلى العمق العربي بشكل عام. بيد أن هذه النقلة الفكرية التي حدثت في حينه لم تطَل مرتكزات أساسية في فكرنا السياسي، أقصد المسألة المتعلقة بخصوصياتنا الوطنية والقومية. وعلى الرغم من تبنّينا للفكر الماركسي في حينه، إلا أن هذا لم يدفعنا إلى ضرب تلك الفرادة التي تشمل رؤيتنا للصراع ضد العدو الصهيوني وأساليب مواجهة هذا العدو، والوحدة العربية، وترابط الوطني والقومي، دون تغليب أحدها على الآخر.

أيضاً لعبت ثورة الجزائر وانتصارها، وكذلك ثورة اليمن الجنوبي وانتصارها، تأثيراً قوياً في اتجاه تفكيرنا حول مسؤولية الشعب الفلسطيني الطليعية بالدرجة الأولى في عملية التحرير. وبالتالي، أسهمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشكل فاعل في توسيع وتطوير العمل الفدائي والكفاح المسلح حيث بدأت ظاهرة الكفاح المسلح في الستينات، وكان دور غيفارا غزة في العمل الفدائي داخل غزة والمواجهات اليومية المباشرة مع العدو الصهيوني من العلامات المضيئة في تاريخ الكفاح الفلسطيني المسلح. ولكن لم يكن هناك مواجهة شعبية شاملة إلى أن نضجت الظروف داخل الأراضي المحتلة، وتبلورت مع انفجار الانتفاضة الأولى عام 1987 لينتقل ثقل العمل الفلسطيني إلى داخل الأراضي المحتلة مع الانخراط الشعبي في المقاومة والانتفاضة الثانية عام 2000. وعند استعراضنا لمسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة منذ انطلاقها وحتى الآن، أستطيع أن أسجل بأن الانتفاضة المجيدة الأولى والثانية مثلتا أعلى مرحلة في هذه المسيرة، دون أن نغفل عن صمود المقاومة دفاعاً عن نفسها في عدة مواقع وخاصة أمام الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982. وباختصار، يمكن القول: إن جدل الداخل والخارج في العمل الفلسطيني فرض علنية العمل الفدائي في الخارج، وسريته في الداخل إلى أن تبلورت الظروف في عام 1987 مع انطلاقة الانتفاضة المجيدة.

• لقد كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هي السباقة تاريخياً، من خلال «شعبة العمل الخارجي»، التي كان يشرف عليها الشهيد وديع حداد (أبو هاني)، في رفع شعار «وراء العدو في كل مكان»، والقيام بجملة من العمليات الفدائية الخارجية التي لعبت دوراً هاماً في التعريف بالقضية الفلسطينية وفرضها على «الأجندة السياسية الدولية». لكنك لاحقاً أصدرت قراراً بوقف هذه العمليات الخارجية. هل لك أن تشرح لنا ضمن أيّ استراتيجية تم التفكير والتخطيط لهذه العمليات الخارجية؟ وما أسباب قرارك وقفها لاحقاً؟

*** إن أشكال وأساليب النضال لا تحدّد اعتباطاً، وإنما هي استجابة محددة لصراع محدد، يتحكم بها وبصياغتها على المستوى الاستراتيجي أو التكتيكي، الأهداف المنوي تحقيقها وطبيعة العدو الذي نواجهه. وعلى هذا الأساس كان العمل الخارجي الذي أشرف عليه الشهيد وديع حداد «أبو هاني»، ورفعه لشعار «وراء العدو في كل مكان» في تلك الفترة الزمنية يأتي استجابة لمجموعة من الظروف والأهداف المنوي تحقيقها، ومنها كما أشرت في السؤال: التعريف بالقضية الفلسطينية وفرضها على الأجندة السياسية الدولية. ولكن، وعلى ضوء التطورات التي حدثت لاحقاً، وبعد أن أصبحت القضية الفلسطينية في مركز الصدارة عالمياً، وبما أن نضال شعبنا الفلسطيني هدفه تحقيق الحرية والاستقلال الوطني من خلال دحر الاحتلال عن أرضنا، فقد ظلّت استراتيجية المقاومة والكفاح المسلح قائمة، إضافة إلى كل أشكال النضال الأخرى السياسية والإعلامية والثقافية والاجتماعية هي الأساس في تفكيرنا. ولذلك كان القرار بإيقاف العمليات الخارجية لأن الهدف المرحلي من تلك العمليات كان قد تحقق. وكان لا بد أن يتجه تفكيرنا إلى العمل والنضال داخل فلسطين، فتغيير أدوات النضال حسب كل مرحلة لا ينفي الأساس في استراتيجية المقاومة والكفاح المسلح، فحق العودة والنضال من أجل تحقيق هذا الهدف بالنسبة إلى فلسطينيّي الشتات لا يزال هدفاً ومحرضاً أساسياً للنضال في الخارج. وفي سياق صراعنا المرير مع العدو الصهيوني، يمكن إبداع أشكال مختلفة من النضال تتلاءم والظروف والتطورات التي تواجه قضيتنا.

أخيراً، يتيح السؤال فرصة لتقويم دور الشهيد وديع حداد في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني. فنحن نقدر عالياً الدور الذي قام به الشهيد وديع حداد في تنظيم الخلايا السرية المسلحة للعمل داخل فلسطين من خلال موقعه القيادي في حركة القوميين العرب، وكذلك دوره كأحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أثر هزيمة حزيران 1967. وأبرز ما في حياة وديع وكفاحه من دروس، هو أنه قلب المعادلة بين الثائر والعدو رأساً على عقب، فتحول الثائر من مطارَد، يلاحقه العدو في كل مكان إلى مطارِد لذلك العدو في كل مكان. إنها ذروة الثقة بإمكانات الشعب والثورة على استمرار النضال حتى تحقيق أهدافنا المشروعة بالتحرر والانتصار.

• لقد كان لليسار الفلسطيني، ومن ضمنه «الجبهة الشعبية»، دور مركزي في تأسيس الحركة الوطنية الفلسطينية، وفي تكثيف العمليات النضالية والفدائية على الأرض. لكن هذا اليسار لم يستطع لاحقاً تشكيل قطب سياسي بديل لما هو مطروح، بحيث تلتف حوله الجماهير الشعبية الفلسطينية. ما هي أسباب ذلك؟

*** إن عدم إعطاء عملية التجديد داخل القوى اليسارية الفلسطينية حقها من الاهتمام بالمعنى التاريخي، أي على مدار السنوات السابقة، هي من الأسباب الذاتية التي أوصلت اليسار إلى الوضع المأزوم الذي يعيشه اليوم، وبالتالي عدم قدرته على أن يصبح قطباً سياسياً بديلاً لما هو مطروح حالياً. وهذا، بدوره، يشكّل سبباً مهمّاً في أزمة العمل الوطني الراهن ككل. لكن هذا السبب ليس هو السبب الحاسم أو الوحيد لمظاهر هذه الأزمة العامة والشاملة، فهناك أسباب أخرى كثيرة لهذه الأزمة منها الواقع الموضوعي الصعب الذي تعيش في ظله القوى اليسارية والديموقراطية عموماً ومنها «الجبهة الشعبية»، وذلك بسبب طبيعة الأنظمة العربية عموماً، وواقع حركة التحرر العربي العاجز والمأزوم وعدم قدرة هذه الحركة بالتالي على تقديم نفسها بصورة فعالة وطنياً وقومياً.

إن المظهر السائد في الواقع الرسمي العربي، الذي توّج بالانخراط الكامل في مشروع الحل الأميركي ـ الصهيوني منذ مسيرة مدريد، ومن ثم أوسلو وحتى اليوم قد انعكس بصورة سلبية ليس علينا فقط كقوى يسارية وديموقراطية فلسطينية، بل أيضاً على واقع الأنظمة العربية الوطنية التي تعاني أشكالاً مختلفة من الأزمات الداخلية الطاحنة والحصار الدولي الذي لا يسمح لها بلعب دور مؤثر قومياً.

هذه الصورة، وإن كانت قاتمة، لا تعني أنها ستستمر على ما هي عليه، فالجماهير الفلسطينية والعربية تواقة إلى التمرد والنهوض والديموقراطية، وثمة حراك سياسي وفكري ونضالي مقاوم يعمل على التصدي للاحتلال الأميركي في العراق، والصهيوني في فلسطين ودحره. وفي هذا السياق، تتحمل القوى اليسارية والديموقراطية ومن ضمنها «الجبهة الشعبية»، مسؤولية تاريخية تتطلب منها التجديد في بنيتها الداخلية وأدواتها الكفاحية، حتى تكون في مستوى المهمات الجسيمة التي تواجه حركة التحرر الوطني الفلسطيني والقومي العربي.

• ما هي تصوّراتك لمستقبل القضية الفلسطينية في ظل الحلول المطروحة الآن في الجانب الإسرائيلي؟ وما تقويمك لأداء السلطة الوطنية الفلسطينية على هذا الصعيد؟

*** كما أشرت في إجابتي عن السؤال السابق، إن استمرار خيار المقاومة هو الخيار الوحيد الممكن أمامنا، ولا يمكن المراهنة على الحلول المطروحة الآن في الجانب الإسرائيلي، ونضالنا يرتبط مرحلياً بالبرنامج المتفق عليه في إطار منظمة التحرير الفلسطينية على أساس إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحق العودة. لكن تحرير فلسطين يرتبط بدحر المشروع الصهيوني المرتبط بالإمبريالية الأميركية ومشاريعها في المنطقة، وإقامة دولة فلسطين الديموقراطية العلمانية التي تحفظ حق المواطنة لسكانها دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنس. وتقويمنا لأداء دور كل الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك السلطة الفلسطينية، ينطلق من مدى تمسكها بالثوابت الوطنية المتفق عليها، وإذا كانت الظروف الموضوعية السائدة في هذه الفترة بما في ذلك اختلال ميزان القوى على الصعيدين العربي والعالمي يميل لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية والصهيونية نتيجة سيطرة القطب الواحد للولايات المتحدة على العالم، فهذا لا يعني أن نسلّم بالحلول المطروحة على حساب حقوقنا التاريخية بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، بل على ضوء الظروف القائمة تصبح المهمة الأساسية حالياً هي الصمود وعدم الرضوخ والسير مع المخطط الأميركي ـ الصهيوني المرسوم من قبل هذه القوى لتصفية القضية الفلسطينية.

وهذه المسألة من مسؤولية السلطة التي يجب أن لا تفرط بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني أمام أية ضغوط، أو حلول تسووية ممكنة. وفي هذا السياق، يجب أن يتّجه تفكيرنا كقوى ديموقراطية ويسارية فلسطينية إلى العمل الجاد من أجل تجديد بنيتنا الداخلية، وآليات عملنا وأدواتنا الكفاحية على كل المستويات الفكرية والتنظيمية حتى نكون على مستوى المهمات الجسيمة والاستحقاقات القادمة. من جهة أخرى، لا بد أن نحافظ على المكتسبات التي تحققت لشعبنا عبر نضالات طويلة، وأهمها: الحفاظ على وحدة شعبنا في مختلف أماكن وجوده، واستثمار جميع طاقاته، بوصفه شعباً له حقوق سياسية معترف بها دولياً، وعلى رأسها حقه في الحرية والاستقلال والعودة.

كذلك، علينا العمل من الآن على تجميع شروط قيام دولة ومجتمع فلسطيني حديثين. وعلى صعيد هذه المهمة بالتحديد، على القوى الديموقراطية والعلمانية الفلسطينية أن تبذل جهوداً كبيرة، وتبادر إلى طرح وبلورة مشروعها المجتمعي الذي يؤسس لنظام سياسي فلسطيني ديموقراطي ينهض على أسس وقوانين عصرية ناظمة لحياة المجتمع. ومن هنا، يكون التحالف مع السلطة الفلسطينية وكل الفصائل الفلسطينية على أساس الثوابت الوطنية الفلسطينية التي يجب أن تكون القاسم المشترك بين جميع التنظيمات والمؤسسات الرسمية الفلسطينية.


-6-

أزمة اليسار العربي ..إلى أين ؟....

د.جورج حبش

لا يمكن الحديث عن أزمة اليسار العربي ، وأسباب حالة الانكفاء والتهميش التي وصل إليها اليوم دون مراجعة تاريخ هذه الحركة ، والوقوف أمام أخطائها ومنعطفاتها على مستوى التكتيك والاستراتيجيا . ولا بدّ أيضاً النظر إلى الموضوع من منظور تاريخي جدلي يدقق ويتفحّص الصيرورة التاريخية لحركة اليسار العربي ، وأهم المفاصل والمحطات التي مرّ بها ارتباطاً بالظروف الموضوعية والذاتية ،الداخلية والخارجية .

إن نظرة تقويمية لحركة اليسار العربي ، تفتح باب الأسئلة حول تجارب الأحزاب اليسارية العربية . بجناحيها الشيوعي والماركسي القومي ، خاصة وأن كثيراً من القراءات لتجارب هذه الأحزاب باتت تسلّم بإخفاقها عن استيعاب ووعي حركة الواقع ، وبالتالي فشلها في تغييره . كذلك لا نستطيع التحدث عن يسار عربي دون أخذ واقع التجزئة بعين الاعتبار ، فعدم إنجاز مسألة الوحدة العربية كرّس الواقع القطري ، الذي أفرز بدوره قوى يسارية قطرية طرحت على نفسها برامج ومهمات على مستوى قطري ، أما الأحزاب اليسارية ذات التوجّهات العربية القومية فقد وجدت نفسها عاجزة عن التأثير والفعل العملي على مستوى القضايا القومية ، وانحصر جهدها في المستوى النظري ، حول إشكاليات القومية والأمة ,والعروبة, والتجزئة ,والوحدة ، وقد كُتب الكثير حول هذه القضايا من قبل مفكرين عرب يساريين ، وقوى وأحزاب ، لكن على الصعيد العملي تعمّق واقع التجزئة ، وتبخّر حلم الوحدة ، وتمزقت الهوية القومية إلى هويات جهوية مجزّأة، ولم تُنجز مهام التنمية والتحرر من التبعية للسوق الإمبريالية ، وتفاقمت المشكلات الاجتماعي
02-01-2008, 09:06 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #2
وداعا للحكيم : ملف الفقيد المناضل جورج حبش
لا اعلم لما كل هذه النطنطة من موقع الى آخر ، و نشر الموضوع نفسه . فلو كانت المسالة ذات علاقة بانتخابات معينة لقلنا " حق لهم " ، لكن هذا التركيز و الاطناب و التعظيم و التقديس ، الذي يفوق العادة ، لا يدل الا على مسخرة فكرية ، و ضحالة ثقافية !

ماذا فعل جورج حبش ؟<_<

اية بعرة تلك التي فلقها ، و اي جدار برلين ذامك الذي ساهم في تحطيمه ، و اي شبر ارض ذاك الذي حرره ، ولماذا كل هذا العرج و المرج و التفخيم و التعظيم ؟<_<

ما بالكم ايها القومجيين ، تعملون على تقديس موتاكم حتى لو كانوا مجرد ارهابيين ؟ كنا في صدام و الآن في حبش ، و غدا في نايف حواتمة ، و بعدها في بشار الاسد ....الخ .:97_old:

فهل ادمغتكم باتت اصغر من ادمغة الديناصورات حتى لجاتم الى هذا الاسلوب المبتذل في تقييم البشر ؟اولم تعرفوا بعد لماذا انقرضت الديناصورات ؟ نعم ن لصغر عقولها مقارنة بكبر حجومها !!:25:


ان رجل جيد ككل المناضلين الفلسطينيين !:aplaudit:

انه رجل عاش مرحلة انقضت و قام بما عليه !:emb:

انه رجل ، له ما له ، و عليه ما عليه !:mellow:

ام ان عادة المسلم هي ، و بدلا من " اذكروا حسنات موتاكم" ان يعمل على تعظيم موتاه و تقديسهم ، كما تفعل الديانات الطوطمية !:thumbup:

بعض الخجل الفكري لا يضر ، فاخجلوا ان الله يحب من عليه مسحة من خجل .:Asmurf:
02-01-2008, 11:08 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Enki غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,490
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #3
وداعا للحكيم : ملف الفقيد المناضل جورج حبش
Array
لا اعلم لما كل هذه النطنطة من موقع الى آخر ، و نشر الموضوع نفسه . فلو كانت المسالة ذات علاقة بانتخابات معينة لقلنا " حق لهم " ، لكن هذا التركيز و الاطناب و التعظيم و التقديس ، الذي يفوق العادة ، لا يدل الا على مسخرة فكرية ، و ضحالة ثقافية !

ماذا فعل جورج حبش ؟<_<

اية بعرة تلك التي فلقها ، و اي جدار برلين ذامك الذي ساهم في تحطيمه ، و اي شبر ارض ذاك الذي حرره ، ولماذا كل هذا العرج و المرج و التفخيم و التعظيم ؟<_<

ما بالكم ايها القومجيين ، تعملون على تقديس موتاكم حتى لو كانوا مجرد ارهابيين ؟ كنا في صدام و الآن في حبش ، و غدا في نايف حواتمة ، و بعدها في بشار الاسد ....الخ .:97_old:

فهل ادمغتكم باتت اصغر من ادمغة الديناصورات حتى لجاتم الى هذا الاسلوب المبتذل في تقييم البشر ؟اولم تعرفوا بعد لماذا انقرضت الديناصورات ؟ نعم ن لصغر عقولها مقارنة بكبر حجومها !!:25:
ان رجل جيد ككل المناضلين الفلسطينيين !:aplaudit:

انه رجل عاش مرحلة انقضت و قام بما عليه !:emb:

انه رجل ، له ما له ، و عليه ما عليه !:mellow:

ام ان عادة المسلم هي ، و بدلا من " اذكروا حسنات موتاكم" ان يعمل على تعظيم موتاه و تقديسهم ، كما تفعل الديانات الطوطمية !:thumbup:

بعض الخجل الفكري لا يضر ، فاخجلوا ان الله يحب من عليه مسحة من خجل .:Asmurf:

[/quote]




احسنت يا اورافي، ولكن هل يصحون؟ هل يتعظون؟ هل يكفون عن مد يديهم في نفس الجحر الذي تلدغهم منه الحية في كل مرة؟

بالمناسبة الا تعلم ان هبش هو من اخترع الكتلي؟ :lol:




02-01-2008, 11:57 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عزالدين بن حسين القوطالي غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 220
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #4
وداعا للحكيم : ملف الفقيد المناضل جورج حبش
يقول الشاعر

إذا أتتك مذمّتي من ناقص .....
أنه خير جواب لكلّ من لا يعرف قدره ولا يستحي من ذكر أسياده ممّن نذروا حياتهم في سبيل مستقبل الأمة .
02-02-2008, 02:50 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AbuNatalie غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 344
الانضمام: May 2005
مشاركة: #5
وداعا للحكيم : ملف الفقيد المناضل جورج حبش
بغض النظر عن تاريخ نضاله والمعارك التي خاضها ضد الجيش الاسرائيلي لكن يبقى جورج حبش مثله مثل أغلب منظرين الثورة الفلسطينية يؤخذ عليهم انهم لم يقصروا في شتم الاردن صباحا و مساءا
وعندما قرروا التقاعد او ضاقت عليهم الحال لم يجدوا غير عمان يستدفؤا بظلها
عندما رفضتهم الانظمة العربية قبلتهم عمان
هو وحواتمه وغيرهم كانوا يطلون من نافذة الجزيرة ليشتموا الاردن وملك الاردن وهاهو في اخر ايامه يتقاعد في الاردن ويموت فيها

لا شماتة في الموت ولكن ان شربت من بئر فلا ترمي فيه حجر

يؤخذ عليهم ايضا انهم كانوا ينظرو الى الهدف البعيد (الا وهو تحرير فلسطين) ولكن بدون ان ينتبهوا الى المكان الذي كانوا يقفون فيه, فحتى لو خربوا الاردن ولبنان ( وممكن كانت تونس على الخط لولا ان حكومتها منعتهم من الحركة) فهذا كله فداء للقضية, وهذا جعل اخطائهم تضاهي انجازاتهم,
لولا اخطائهم في لبنان والاردن لكانت المقاومة الفلسطينية ما زالت محتفظة بسلاحها ولكان الحال غير الحال ولكن كما قلت هم لم ينتبهوا الى مكان وقوفهم واعتبروا كل الاراضي والدول ممر لفلسطين وهذه كانت النتيجة

(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 02-03-2008, 11:50 AM بواسطة AbuNatalie.)
02-03-2008, 11:42 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Enki غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,490
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #6
وداعا للحكيم : ملف الفقيد المناضل جورج حبش
Array
وانا لا افهم لم تدافع عن الاردن وملكها ..:barfy:
[/quote]

لا تفهم لماذا؟

لان كل "عربي" لابد له من اله يدافع عنه.

هو لايفهم لماذا تدافع عن هبش وانت لاتفهم لماذا هو يدافع عن كرش، وتلتقون في قناة المستقلة لاجراء حوار بالادلة العقلية والنقلية على صحة مذهب كل منكما وبعد ستة حلقات من الشتائم يخرج كل منكما مغضباً !


ولا يزال لك اله تعبده وله اله يعبده، ولكن هو لايفهم لماذا تدافع عن فلان وانت لا تفهم لماذا هو يدافع عن علان.

وكل عام والفكر العربي بخير :boisdormant:


02-03-2008, 11:29 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طنطاوي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,711
الانضمام: Jun 2003
مشاركة: #7
وداعا للحكيم : ملف الفقيد المناضل جورج حبش
الرطانة الفارغة والسخيفة..لابد له من اله يدافع عنه.. ديجول اله الفرنسيين؟ كاترين الهة الروس ؟ فردريك العظيم اله الالمان؟ الاصح ان تقول ان لكل شعب رموزاً..بلا اله بلا بطيخ.. رطانة منتقدي صدام حسين..نسيت تقولب لنا بيت الشعر اللي قاله احد الشعراء لصدام..انت اله.. وتصب بعدها شتائمك علي الجميع بعد ان خلطت كل شئ بكل شئ لكي لايبقي اي شئ وتتجرد كل الاشياء من معانيها..فوضوية هدمية وعبثية سياسية وصلت للشيزوفرانيا والجنون ..ربنا يشفيك..
02-04-2008, 01:23 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Enki غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,490
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #8
وداعا للحكيم : ملف الفقيد المناضل جورج حبش
Array
الرطانة الفارغة والسخيفة..لابد له من اله يدافع عنه.. ديجول اله الفرنسيين؟ كاترين الهة الروس ؟ فردريك العظيم اله الالمان؟ الاصح ان تقول ان لكل شعب رموزاً..بلا اله بلا بطيخ.. رطانة منتقدي صدام حسين..نسيت تقولب لنا بيت الشعر اللي قاله احد الشعراء لصدام..انت اله.. وتصب بعدها شتائمك علي الجميع بعد ان خلطت كل شئ بكل شئ لكي لايبقي اي شئ وتتجرد كل الاشياء من معانيها..فوضوية هدمية وعبثية سياسية وصلت للشيزوفرانيا والجنون ..ربنا يشفيك..
[/quote]

هذا الكل شيء الذي اهدمه هو سبب تخلف هذه الامة الجاهلة.

حينما تعيش في امة منتصرة وامة متقدمة ومتحضرة عندها من حقك ان تدافع عن طريقتك وتنتصر لها ما شاء لك الامر.

ولكن نحن في امة متخلفة، وهذا يعني ان هناك خطأ، ومن المنطقي على كل انسان يريد ان يدفع بامته الى الامام ان ينظر الى اسباب هذا التخلف ويحاول ان يرفعه عن امته، وان الطريق لهذا يكون عن طريق النقد الذاتي.

لكن انا اتبع طريقة نيتشه، انها طريقة المعاول الهدامة ... طريقة ان كل شيء مزيف لابد من تهديمه بالمعاول وان التطرف لابد له من تطرف مقابل حتى يزول ويتحول الى منهج وسطي. ان كل ما تم اعتباره حق وعدل في مفهوم هذه الامة هو في حقيقته باطل وظلم وزيفٌ هو كل مبادئ هذه الامة وقيمها ونضالاتها.

لقد ان الاوان لهذه الامة ان تبنى من جديد على اسس لم تعرف من قبل.

اسس تعظيم المبادئ بدل تعظيم الاشخاص، والسبب في هذا هو تعميق المدنية في ذهن ابناءها، لان الخلاف بين ابناء المدينة هو خلاف مبدئي فكري بخلاف الخلاف بين ابناء البدو الشخصي.

ان اهل المدينة في خلافهم يختلفون حول مبادئ ام انتم فتختلفون حول اشخاص فايهم افضل بوش ام صدام حسين، وكأنه يهم الشخص بقدر ما يهم الايدلوجية التي خلفه.

انني ادعو الى رموز من نوع اخر ... رموز مجردة لا رموز بشرية، رمز من نوع الحرية والعدالة والمساواة.

ثم انا لا انكر على البشر ان يحبو بعضهم او حتى يقدسونهم. ولكن اي انسان هذا الذي يقدس مجرم؟

لاتثريب عليك يا طنطاوي فشبيه الشيء منجذب اليه، وقد كنت بالامس تستغفر لصدام على الرغم من اعترافك بانه مجرم، فهل حبك لحبش الا كمثل ذاك الحب للمجرم الاخر؟


02-04-2008, 10:05 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Enki غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,490
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #9
وداعا للحكيم : ملف الفقيد المناضل جورج حبش
هذا هو كلام نيتشه الذي كنت اشير اليه، تمتعوا:

"تلك هي قيمتي المبجلة للتعبير عن أرقى وعيٍ ذاتي للانسانية قد تحول لحماً وعبقرية لدي. قدري هو الذي اراد لي ان اكون اول انسان مستقيم، وأن اعي نفسي كنقيض لاكاذيب ألاف السنين...إنني اول من اكتشف الحقيقة لانني استطعت ان ارى الكذب ككذب- اشتممته....عبقريتي في انفي....اناقض كما ليس لاحد ان يناقض، ومع ذلك فانا النقيض لكل عقل نافٍ. انني رسول بشرى سعيدة ليس لها مثيل، ولي خبرة بمهمات على درجة من السمو يعجز عن وصفها الكلام، إبتداءاً مني انا غدت هناك مجدداً آمال. ومع ذلك فانا رجل الطامة والقدر المحتوم، ذلك انه عندما تدخل الحقيقة في صراع مع اباطيل الالاف من السنين يشهد العالم ارتجاجات وتوترات زلازل وتحول جبال واودية كما لا يخيل للمرء حتى في الاحلام. عندها يكون مفهوم السياسة قد انحل كلياً في حرب العقول، وكل البنى السلطوية قد راحت شظايا في الفضاء، اذ كلها متأسسة على الكذب. ستكون هناك حروب لم تشهد الارض مثيلاً لها فيما مضى.

الآن فقط، وابتداءاً مني أنا أصبحت هناك سياسة عظيمة على وجه الارض."

هكذا هو الانسان- ص 154.

حينما تكون الحقيقة في عقول البعض هي الكذب والخداع والوهم وحينما يسمى الوهم حقيقة، فان الحرب تقتضي هدم الحقائق لان كل ما سمي حقيقة حتى الان لم يكن سوى سراب ومحض وهم.

وايضاً هذا الاقتباس:

"وكل من يريد ان يكون مبدعاً في الخير وفي الشر، عليه ان يكون أولاً مدمراً، وأن يحطم كل القيم.
كذا هو الشر الاعظم جزء من الخير الاعظم: لكن ذلك هو الخلق"


(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 02-04-2008, 10:09 AM بواسطة Enki.)
02-04-2008, 10:07 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AbuNatalie غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 344
الانضمام: May 2005
مشاركة: #10
وداعا للحكيم : ملف الفقيد المناضل جورج حبش
Array
لا افهم ما سبب هالقسوة منك ..هل هذا فعلا ما تأخذه على مناضل مثل جورج حبش ..هل كنت تريده ان يخرج على الفضائيات كي يقبل يد من استضافه ويدين له بالشكر والعرفان ..تشمتون في الميت وتقولون لا شماتة ..وانا لا افهم لم تدافع عن الاردن وملكها ..:barfy:

كما انه انا لا ارى ان التكريم يحدث من باب التقديس لشخصه ..بس هي فرصة ككل الفرص الدائمة للتأكيد على الثورة والتصميم على تحرير فلسطين وهذا ولا يعني ابدا اننا نرى فلسطين من خلال هذه الشخوص ..
[/quote]

عزيزي اعذرني فلا اظن اني كنت قاسيا

لم يطلب احد من حبش او غيره ان يقبل يد الملك حسين ولكن اذا كنت تعتبرني خائنا وعميلا والى اخره فلا تأتي الى بيتي (صعبه هاي)
واذا طردك الكل واستقبلتك انا فعلى الاقل احترم نفسك واحترم البيت الذي اواك واصمت

مش شايفها صعبة كثير

شو رأيك
02-06-2008, 10:48 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  عدد خاص عن جورج حبش للتحميل Basic 2 1,971 02-14-2010, 09:36 AM
آخر رد: هاله
  ذكريات مع جورج حبش: «حكيم» الثورة الفلسطينية vodka 1 1,610 02-10-2008, 03:03 AM
آخر رد: vodka
  مدينة اللد تحتضن قداس ابن المدينة المناضل د.جورج حبش ابن سوريا 1 1,496 02-06-2008, 06:25 AM
آخر رد: ابن سوريا
  وداعا لايقونة فلسطين وداعا جورج حبش فضل 25 9,503 02-01-2008, 11:42 PM
آخر رد: فضل
  وفاة جورج حبش بقلم آلان غريش ابن سوريا 1 1,455 01-29-2008, 03:11 AM
آخر رد: ابن سوريا

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS