وجاء كل ألخن مريد، واشتد للأمر كل كفّار عنيد، وأتوا معا كل الهجر، واجتمعوا للشر عند الفجر وبعد العصر، وظن فلان وصاحبه أننا صامتون خوفا، أو هاجعون هلعا، ألا فاسمع غير مسمع، إننا للأمر نشتد، وكل شر نتوعد، ونقعد لهم في كل مرصد، ألا ساء ما حكموا لأنفسهم، ألا ساء ما يزرون.
فاربع على ظلعك وإياه، واستقم على الجادة أو لنقومن فيك رماحنا، وقم على المحجة أو لنجعلن لحم ضلعك معضا لأسيافنا، وقال السيف قب قب، وزهى الأمر المجرب، وذهب شر الشيطان المخرب، وعاد الحق إلى عرينه، وزهق الباطل في فخه وكمينه.
وإنا قد فردنا الذيل محبة للأصحاب، وجمعنا الشمل مع الأهل والأحباب، وذهب عنا الهم والفشل، بعد الجد في السعي والإحسان في العمل، وإنا قد حلمنا عن جاهلنا، من قصر به سنانه أو لسانه عن الرد علينا، ذلك أننا نخجل من الله والناس أن نسطو بمن لا يجد علينا معينا إلا الله.