الأخ زيد جلال تحية طيبة وبعد
لأنه لم يأت اخ ويحل ويحرم ويجاهر و... كما هو مدون في كلامك السابق (سواي) ويبدو ان غيرتك على الدين دفعتك لقراءة تأويلية لما كتبت ، فهمت منها ذلك ، ولك الحق كل الحق أن تفهم كلامي كما تريد وتأوله كما يحلو لك ، ولن أمنعك من ذلك .. لكن صدقني كلامك في غير محله
لا أخالفك في أي شيء كتبت خاص بآي الذكر الحكيم ، وليقل من شاء ما شاء
لكن أسألك عن :
شخص يجحد الصلاة وفرضيتها هل يتساوى بالمتكاسل ؟ حسب الإسلام السني(=الاتجاه السائد) فيما أعلم لا يتساوون..وإذا كان الأمر كذلك فما بالك بشخص لا يدرك بعد قيمة الصلاة ولا يعرف عنها شيء سوى حِراك بدني ، تقوم به أعضاؤه ... زد على هذا أنه غير منجذب إليها لأنه لم يتمثل الدين حبا ولم يذق حلاوة الإيمان التي يتذوقها غيره .. أهو في النار ؟! حتى وإن كان لا يزال في بداية الطريق للوصول إلى الرب .
قلت عن معتبر الخشوع ركنا قولا لا أحب ترديده ... هل ترى أبا حامد الغزّالي الأصولي الشافعي بهذه الصفة وهو معتبر لذلك ؟ إضافة إلى أنك تسفه قولا تقول به أفاضل من العلماء أصحاب الأحوال مع الله وهم مبجلون عند (الإسلام السني) كمولانا الجنيد سيد الطائفة ..
لا أحب ان أخوض في جدل -
أحترم تدينك وغيرتك على ان يقول في الدين رويبضة أو متعالم أو جاهل ، لكن صدقني لو قرأت كلامي ونظرت إليه جيدًا لعلمت مقاصده
طابت جميع أيامك وكنت دوما قريبا إلى ربك

العزيز المنتفع:

Array
وفيت وكفيت وما قصرت بس لي سؤال كم عمرك بارك الله فيك
[/quote]

أشكرك أخي الفاضل، وعمري بمشيئة الله فوق الأربعين.

الفاضل يجعله عامر
تحياتي الطيبة

Array
أسألك عن:
شخص يجحد الصلاة وفرضيتها هل يتساوى بالمتكاسل ؟ حسب الإسلام السني
[/quote]
لا يوجد شيء اسمه إسلام سني وغيره. فالإسلام دين واحد غير متعدد. وتعدد المذاهب هو اختلاف الرؤى والأفهام. وكل مسلم من كل مذهب يلتف حول كتاب الله عز وجل وفرائضه. وهذا يكفينا.
لذلك عندما أجيبك سيكون بالتركيز على كتاب الله عز وجل بالدرجة الأولى ثم مذهبك المعتزلي بعده.
وإجابة سؤالك ببساطة: لا يستوون. بل إن هذا هو الرأي المعتزلي كما بسطتُ لكم من مراجع المعتزلة. فالمعتزلة يقولون أن من جحدها فهو كافر: ((ومن ترك الصلاة أَو الزكاة أَو نحوهما إِنكارا فهو مشرك يقتل)) (تفسير اطفيش. ج 3 / ص 396)
أما من تكاسل عنها فهو مرتكب كبيرة، أي هو في منزلة بين المنزلتين، أي أنه خالد في النار خلودًا يقضي بعدم خروجه من النار البتة إن مات على حاله هذا. أي أن من ينصح مسلمًا بترك الصلاة فقد حكم عليه في رأي المعتزلة بولوج النار مع الذين كفروا لا يخرجون منها البتة. فترى كم هي نصيحة ثمينة لمن يحب أن يجرب حرارة جهنم!!!!!


Array
فما بالك بشخص لا يدرك بعد قيمة الصلاة ولا يعرف عنها شيء سوى حِراك بدني ، تقوم به أعضاؤه ... زد على هذا أنه غير منجذب إليها لأنه لم يتمثل الدين حبا ولم يذق حلاوة الإيمان التي يتذوقها غيره .. أهو في النار ؟! حتى وإن كان لا يزال في بداية الطريق للوصول إلى الرب.
[/quote]

لا يوجد كائن في الإسلام اسمه "الرب". إننا نعبد "الله" عز وجل ومن صفاته أنه رب العالمين. فاسمه (اسم العَلَمِ) "الله" ولفظة "رب" ليست من أسمائه البتة. لذلك فهي -مسبوقة بأداة التعريف- مفردة غريبة على الإسلام وتخص الآخرين.

إجابة سؤالك: ليس هو في النار. أما أنه لا يدرك قيمة الصلاة فغير صحيح. فإن من لم يدرك قيمة الشيء لا يمكن أن يأتيه:

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ {الأحقاف 11}

فكونه يقوم ليتوضأ ثم يؤدي الصلاة يدل على أنه يقدرها وإن اختلف مقدار التقدير من شخص لآخر. إن الله هو الذي يقول هذا ويشهد بالخشوع المبدأئي لمن يقوم للصلاة:

وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ {2/45} (البقرة)

Array
قلت عن معتبر الخشوع ركنا قولا لا أحب ترديده ... هل ترى أبا حامد الغزّالي الأصولي الشافعي بهذه الصفة وهو معتبر لذلك ؟ إضافة إلى أنك تسفه قولا تقول به أفاضل من العلماء أصحاب الأحوال مع الله وهم مبجلون عند (الإسلام السني) كمولانا الجنيد سيد الطائفة.
[/quote]

هات لي قول واحد فقط من علماء السنة أو الشيعة أو المعتزلة يقول بأن لا نصلي إذا لم نكن نخشع. لن تجد هذا البتة.

ثم يفترض أنك معتزلي. والمعتزلة معروفون بحبهم الغامر لإعمال العقل والنظر في كتاب الله عز وجل قبل كل شيء. ألم تقرأ في كتاب الله أنه أمرنا بالصلاة ونحن في حالة حرب مع العدو. لم يؤجل الله الصلاة إلى ما بعد انتهاء الحرب. ولا يمكن للمسلم أن يؤدي الصلاة (صلاة الخوف) في أجواء الحرب بخشوع يرضى عنه. ومع ذلك أمره الله أن يؤدي الفريضة المكتوبة في هذه الأجواء. ثم رحمه وقال له: فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ (النساء 103). فإذا عادت إليك عبدي المسلم الطمأنينة فأقم الصلاة على وجهها الذي تستطيعه. هذا كلام الله الصريح الذي يلغي أي كلام غيره ويجعله بلا قيمة.
انظر إلى المفسر المعتزلي الكبير "الماوردي". يقول:
"قوله تعالى : {فَإذَا قَضَيتُمُ الصَلاَّةَ فَاذْكُرُواْ اللهَ قِيَاماً وَقُعُوداً } يعني ذكر الله بالتعظيم والتسبيح والتقديس بعد صلاته في خوفٍ وغيره : قال ابن عباس : لم يعذر أحد في تركه إلا مغلوباً على عقله." (النكت والعيون)
وانظر إلى المفسر المعتزلي أطفيش يقول:
"صلوا قائمين صلاة المسايفة إن لم تجدوا الصلاة طائفتين مع الإمام ، واحدة بعد الأخرى ، أو قاعدين رامين بالسهام أو مضطجعين لعدم القدرة بالجراح، ولا قضاء بعد ذلك ولا إعادة فى الوقت ولو زال العذر." (تفسير أطفيش)

لم يُعْفِ هذا المفسر من يرمي بالسهام أو المقاتل الجريح من الصلاة. بل إنه يقول لابد من أدائها ولا ينفع معها القضاء بعد الحرب. فالمسلم المقاتل معرض للاستشهاد في أي وقت فعليه أن يكون قريبًا من الله بعبادته وذكره. ويؤكد كلامه هذا فيقول:

"{ مَّوْقُوتاً } أى محدوداً لا تترك ولا تقدم ولا تؤخر ، وأنه يؤتى بها كيف ما أمكن ولو فى طعان أو مسايفة ، والمراد محدودة بأوقاتها وشروطها وعدد ركعاتها فى الحضر والسفر والخوف."

ويقول المفسر "هيمان الزاد" الشيء نفسه:

"{ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ } : أى اذا أردتم قضاءها ، أى أداءها وقد اشتد الخوف عليكم .
{ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَاماً وَقُعُداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ } : أى فصلوها كما أمكنكم قائمين أو قاعدين ، أو مضطجعين على جنوبكم استتارا وتحرزا عن العدو ، وتقدم اعراب غير ذلك .
{ فَإِذَا اطْمَأنَنتُمْ } : سكنت قلوبكم لزوال الخوف .
{ فَأقِيمُوا الصَّلاةَ } : فصلوا ما يحضر لكم من الصلوات الخمس تامة أربعا فى الحضر ، واثنتين فى السفر ، بالتعديل فيها ، وبتفريغ القلب كله اليها ، ولا اعادة لما مضى من صلاة الخوف فى الوقت ، ولا قضاء بعده."

يقول الحق عز وجل فارضًا الصلاة في معمعة الحرب:

وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102) (النساء)

يقول الإمام المعتزلي الماوردي:

"وقوله تعالى : { فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ } يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، وطائفة بإزاء العدو .
ثم قال تعالى : { وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ } فيه قولان :
أحدهما : أن المأمورين بأخذ السلاح هم الذين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا قول الشافعي. (لاحظ أن المعتزلة يستعينون برأي أهل السنة فالمسلمون إخوة)
والثاني : هم الذين بإزاء العدو يحرسون ، وهذا قول ابن عباس.
ثم قال تعالى : { فَإِذَا سَجَدُواْ } يعني فإذا سجدت الطائفة التي معك في الصلاة.
{ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ } يعني بإزاء العدو.

هل يمكن للمسلمين عن بكرة أبيهم أن يؤدوا مثل هذا الصلاة بخشوع كامل في هذه الأجواء؟؟؟!!!
ومع ذلك أمرهم الله بالصلاة.

يقول الزمخشري في تفسيره المسمى "الكشاف":
"{ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ } يعني غير المصلين { مِن وَرَائِكُمْ } يحرسونكم وصفة صلاة الخوف عند أبي حنيفة : أن يصلي الإمام بإحدى الطائفتين ركعة إن كانت الصلاة ركعتين والأخرى بإزاء العدو ثم تقف هذه الطائفة بإزاء العدو وتأتي الأخرى فيصلي بها ركعة ويتم صلاته . ثم تقف بإزاء العدوّ ، وتأتي الأولى فتؤدي الركعة بغير قراءة وتتم صلاتها ثم تحرس ، وتأتي الأخرى فتؤدي الركعة بقراءة وتتم صلاتها . والسجود على ظاهره عند أبي حنيفة . وعند مالك بمعنى الصلاة ، لأن الإمام يصلي عنده بطائفة ركعة ويقف قائماً حتى تتم صلاتها وتسلم وتذهب ، ثم يصلي بالثانية ركعة ويقف قاعداً حتى تتم صلاتها . ويسلم بهم ويعضده { وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أخرى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ }."

هل يوجد هم أكبر من هذا؟؟؟!!!
وهل يضمن عاقل أن يؤدي المصلون صلاتهم وكلهم خاشعين كما يجب أن يخشعوا بين يدي الله في هذا الجو؟

ومع ذلك أمرهم الله بصلاة الخوف وقسمهم إلى قسمين. لأن الله هو المبتغى وهو المنتهى الذي يهفو له قلب المسلم. فذكر الله شرط من شروط النصر الحقيقي:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ {8/45} (الأنفال)

وأختتم بقول الله عز وجل:

قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {49/14} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {49/15} قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {49/16} يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {49/17} (الحجرات)

إن الله عز وجل قَبِلَ من عباده الإسلام باللسان فقط وأمهلهم لتخالط بشاشة الإيمان قلوبهم بعد أن يقفوا على تعاليم الإسلام السامقة وخلق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. كذلك قياسًا على هذا الآية ننصح من لا يصلي أن يسارع في البدأ بالصلاة لأنه مرتكب كبيرة ونقول له أن الخشوع كما يحب هو سياتيه إن شاء الله كما قَبِلَ الله إسلام الأعراب وليدخل الإيمان قلوبهم على مراحل.

هناك فارق عظيم أن آمر مسلمًا بترك الصلاة أي آمره بارتكاب كبيرة وأي كبيرة مفاخرًا بأنني كذلك تارك للصلاة ومرتكب كبيرة، وبين أن انصحه واترفق معه في أن يبدأ الصلاة ويتوكل على الله وسياتيه الخشوع رويدًا كما دخل الإيمان قلوب كثير من الأعراب رويدًا.


والسلام عليكم

الأخ زيد جلال أشكرك بشدة على هذه الموعظة ، وجزاك الله خيرًا ، فما أراك كتبت ما كتبت إلا ناصحًا ومؤديًا ما عليك من واجب تجاه تدينك .. وقمت بالذب عن دين الله .. فمشكورًا فعلك
وحتى أُجلي لك الأمر
النسبة إلى السادة المعتزلة شرف كبير يتشرف به كثيرون ، ولست أنا منهم حتى لا تصفني بوصف لم أتشرف بعد بنيله ، كذا الأمر بالنسبة إلى السادة الصوفية وإن جالستهم كثيرًا وانجذبت إليهم ، وما انا إلا مــــُـــــحـِــــــــــــــــب غير منتسب إلى مذهب معين ، وإن كان من حب عندي وإعجاب بتيار إسلامي أو فرقة ما ، فهاتان الفرقتان أبجلهما ، لكني لست مذهبيا في تديني .. هذا قيد هام أردت تبيانه حتى لا أُحسب على سادة أنا بعيد النسبة عنهم ، وهم مما أقول براء.
أستطيع أن أقول لك أني مسلم ديانة (أشهد ألا إله إلا الله وأن حضرة النبي محمد رسول الله -وأتجه إلى القبلة في صلاتي ، ولا أنكر ركنا من أركان الإسلام ) أهذا كاف في تبيان معتقدي ؟! لا بل كما تدين أنت ان أتبع السنة والجماعة ( وهو لفظ غير محدود ، ومدشن بعد عدة قرون من ظهور النبي محمد ) لكن حسب الجمهور بيني وبينك اتفاق في التالي :
وحدة الشهادة ووحدة العبادة ، وما دام الأمر كذلك فأنا لا زلت مسلمًا.
تمام
نخلص من شخصي إذًا
مسألة أخرى
الدين شيء .. والعلم شيء .. وممارسة العبادة شيء آخر .. والخلط بينهم يعطي منتوجًا بشعا يلعب فيه التأويل والترقيع والتناقض لعبته ويجعله شائه المبنى والمعنى .
والأمثلة على ذلك أكثر من الذكر ، ويكفي مراجعة أي شريط حواري هنا بين مسلم ومسلم فضلا عن غيره من أهل الدين أو اللادين .



للتنويه سيدي
هل رأيتني ذات مرة أفتيت بافعل أو لا تفعل لمسلم ، حاشاني أن أفعل عما لم أعمل له ، أستطيع أن أدعي أني باحث ، إذا أردت مناقشتي في أمر ما على هذا الوصف ، فكل سعادة ، وهذا ما أطمح إليه لأن أي نقاش بحثي ! صانع لي
أما كلام مثل "آمر مسلمًا بترك الصلاة أي آمره بارتكاب كبيرة وأي كبيرة مفاخرًا بأنني كذلك تارك للصلاة ومرتكب كبيرة"فلست أقول به من يصلي لنفسه وأحترمه جدا لأنه مخلص لدينه ، ومن لا يصلي فلنفسه أيضا ، وكل إنسان "متعلق من عرقوبه" كما يقول المثل العامي ، ولن أجادلك حاشى لله فيما كتبت لكني أنفي عن نفسي فعلا كما قلت انت أعلاه .
ولم أقل أن أحدًا قال بأنه خير للمسلم ألا يصلي ما دام لا يخشع بعد ..
لي فقط رجاء عندك لا تقرأ كلامي بمذهبيتك ولكن اقرأه كما هو بادي في صورته ولا تعمل النيات ما دام مقصد كلامي لم يتبين لك بعد ، وأراك تؤمن بـ " التمس لأخيك سبعين عذر"..
بخصوص ما تقوله عن ان الإسلام واحد هذه مقولة يتمسك بها المتدين لا القارئ الحقيقي لما هو مدون ومفعل من "الإسلامات" فهناك إسلام واحد (!) ومتعدد ، وإذا أردت إحالة على مراجع لتبيان الفرق .. اسمح لي أن أحلك على التالي ، وهي كتابات لباحثين متجردين يقولون ما هو مدون في كتب التراث الإسلامي ، ولا يلوون النص ولا يحملونه ما لم يقله بعد ، إضافة إلى حكم تيار السلفية الحالي على خطإ "الإسلامات الأخرى " فهذا يعضد ما أقول ..

"الإسلام واحداً ومتعدداً"

سلسلة دراسات يشرف عليها د. عبد المجيد الشرفي

صدر منها إلى الآن عن دار الطليعة ببيروت:

· الإسلام الخارجي، تأليف ناجية الوريمّي بوعجيلة.

· إسلام المتكلمين، تأليف محمد بوهلال.

· الإسلام السني، تأليف بسام الجمل.

· الإسلام الشعبي، تأليف زهية جويرو.

· الإسلام الحركي، بحث في أدبيات الأحزاب والحركات الإسلامية، تأليف عبد الرحيم بوهاها.

· إسلام الفلاسفة، تأليف منجي لسود.

· الإسلام في المدينة، تأليف بلقيس الرزيقي.

· الإسلام "الأسود" جنوب الصّحراء الكبرى، تأليف محمد شقرون.

· الإسلام الآسيوي، تأليف آمال قرامي.

· إسلام الفقهاء، تأليف نادر الحمامي.

· إسلام المتصوفة، تأليف محمد بن الطيب.

· إسلام المجددين، تأليف محمد حمزة.

· الإسلام العربي، تأليف عبد الله خلايفي.

· إسلام عصور الانحطاط، تأليف هالة الورتاني وعبد الباسط قمودي.

· إسلام الأكراد، تأليف تهامي العبدولي.

هذه تجربة بحثية وعمل قائم غير منقطع تحت إشراف علمي غير مسكون بهاجس التكفير ولا مسكون بأحكام المستشرقين ..
نقطة أخرى : لن أختلف معك حول ألفاظ من مثل " رب-الرب-ربكم " هي إسلامية أم لا ، فالاختلاف حول لفظ هو ممحاكة وشغل صغار العقول ، وأنا أُجلكم عنه ..
سعيد بالنقاش معك دومًا ، وأرجو لك دوام التوفيق

سيد يجعله عامر
تحياتي الطيبة لشخصك

إنني لست أنا "الله" عز وجل لكي تقدم لي العقيدة التي تدين بها. فأنا أقل من أن يقدم أحد عقيدته بين يدي.
أما أنك لستَ من المعتزلة فهذا أمر يخصك أيضًا، لكن لا تستخدم تعبيرات مثل "مولانا القاضي عبد الجبار" و "سيدنا النظام" والسبب أراك لا تجهله.وعندما يقول لي مسلم أنه لا يدين بمذهب فإنني أحاوره من خلال كتاب الله عز وجل فقط لاغير. وكتاب الله قاصم يقصم به الحق عز وجل ظهر الذين كفروا وظهر الذين نافقوا. لذلك كانوا يخافون أن تنزل سورة تفضحهم.
النفاق شيء خطير كما تعلم وقانا الله وإياك شره. وكنتُ أعتقد أن النفاق مقصور على الإنس فقط نتيجة خوفهم أو طمعهم، فأكد لي أحد أصدقائي من مشايخ الصوفية أن النفاق يمتد إلى الشياطين والأبالسة. وبصراحة كانت مفاجئة مصدمة لي. وتعجب الشيخ الصوفي الزاهد من عدم علمي بهذا الأمر وعرض عليَّ من كتاب الله ما يلي:

فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ {7/20} وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ {7/21} (الأعراف)

وبصراحة قمتُ فقبَلتُ شيخي وصديقي هذا. وكان يجلس معنا ابنه الشاب فأخذ زمام الحديث وقال: وماذا تفعل سيدي زيد لو سمعت قصة سيدك عبد القادر الجيلاني. فألححت على الشيخ أن يقصها مبتدءًا بالسند أو توثيق لروايته. فقال لي أنهم لا يوثقون رواياتهم بالمعنى المفهوم عندنا نحن إخوانهم السنة. وإنما التوثيق هو أن يأخذوها عن مشايخهم ولا تتعارض مع كتاب الله عز وجل. فوافقت على هذا لأستفيد. فساق لي هذه القصة:
"كان القطب سيدي عبد القادر الجيلاني من العباد الزاهدين. وكان معروفًا بوجود خطين أسودين تحت عينيه من البكاء من خشية الله خاصة وهو يتلو كتاب الله آناء الليل ساجدًا وراكعًا ومتبتلًا بين يديه الله ربه. وذات ليلة جاءه أحد الشياطين (شياطين الجن) في صورة ملاك تلفه هالة من النور ودخل على الشيخ خلوته وقال له "أبشر يا عبد القادر. إن الله رضي عنك ارفع رأسك فقد رفع عنك الصلاة فلو لم تصل فأنت كذلك ولي من أولياء الله."

صدقوني عند هذا الحد واهتز قلبي وارتجف متخيلًا أنني مكانه. وتالله لو كنت مكان الشيخ لوقتُ وسقطتُ وكان سقوطي مدويًّا. لذلك قبلت يدي شيخي وصديقي هذا ورجوته أن يكمل. فأكمل:
"فقال له سيدي عبد القادر الجيلاني: اذهب لعنك الله ورسوله والمؤمنون، فما كان لله أن يرفع شيئًا فرضه على رسوله وصحابته."
بكيتُ إلى درجة النحيب وهدأ الشيخ من روعي. وقلت له: يا الله سيدي وصديقي! أين نحن من هؤلاء؟ إن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين. وقال لي الشيخ أنه لم يكمل قصته بعد. فكفكفتُ دموعي واستأنفتُ الإنصات:
"فقال الشيطان بعد ظهر على حقيقته وانطفأ نوره الكاذب، نور النفاق: يا لك من عابد عالم يا عبد القادر. والله لقد أغويتُ بها 30 وليًّا من قبلك. لكن كيف عرفتني. فقال له سيدي عبد القادر: بمخالفتك لكتاب الله تعالى. فأنت تقول: إنني ولي من أولياء الله صليتُ أم لم أصل. والله يصف تارك الصلاة بأنه من الغاوين المقبل على الدنيا المدبر عن الآخرة:
فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {19/59} إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا {19/60} (مريم)"