سورية الجميلة...رسائل الحب الستيني -13-
شؤون ثقا فية
الثلاثاء 8/1/2008
أسعد عبود
لم يكن ينقصها أولاد, فقد رزقت بعشرة, ومع ذلك عاملت نسيم على أنه ابنها, وهو ابن زوجها من إحدى زوجاته التي فارقت الحياة
تاركة نسيم لجحيم والده.. وكثيراً ما حسد أمه التي أنقذها الموت من قهر أبيه. يقولون: إن والد نسيم كان يكتّف أمه بالحبل ويلقيها تحت السرير وينام مع زوجته الأخرى على السرير ذاته .. وكان يصدق ذلك بعد ما رأى من والده. ولم يكن يبقيه في الحياة إلا ( نجمة) زوجة أبيه الطيبة وحبه لأميرة الجميلة.. والأمل..
ذاك المساء نادى على زوجة أبيه وكان يناديها ب (أمي) وطلب منها أن تملأ المصباح كازاً.. استغربت نجمة وهي لاتدري ماذا يخفي اللحاف من جسد نسيم المحترق.. قالت:
يا ابني يانسيم.. والله عبيته المغرب..
قال: لا أدري.. أرجوك يا أمي.. املئيه كازاً.. فعلت المخلوقة وهي لاتصدق.. خرجت محتارة.. وسألت نفسها: لماذا فرغ المصباح من الكاز..?.
ثم لماذا يريد نسيم الضوء وهو ملتحف بلحاف ثم.. ما هكذا يلتحف باللحاف..
نظرت إلى الوراء فشاهدت النار.. وعندما عادت إليه كان قد أكمل فعلته..
هكذا روت نجمة وقالت:
إن نسيماً ردد وهو يلفظ أنفاسه أنه ذاهب إلى أميرة..
لم يكن هو حبيبها.. لكن أميرة أحرقت نفسها من أجل الحب بالكاز.. احتجاجاً على رفضهم تزويجها لمن تحب.. كانت تحب فقيراً وتشعر أنها ملجأه.. وتشعر بحب نسيم لها.. ويوم قال لها نسيم: لاتتركيني.. خائفاً من زواجها قالت:
ستأتي إلى حيث أكون..
وسبقته وذهبت إلى الموت حرقاً..
بكى بألم وقال:
يا أميرة .. حيث تكونين سأكون..
لم يوقع الحدثان ذيولاً تذكر.. حتى لم يربط بينهما إلا قلة .. وأهل قريتنا كالعادة انقسموا..بعضهم شتم الظلم وانتقد القساة.. وبعضهم شتم الحب وانتقد العشاق.. وبعضهم شتم المنتحر..
ولم يشتم أحد منهم الفقر..?! ياناس إنه الفقر..أبي كان صلباً مستقيماً.., قال:
لقد اختار كل منهما ما يستحق .. النار..?!.
حيث تكونين سأكون..
من أجلي.. من أجلك.. من أجلنا.. حيث تكونين سأكون.. من أجل الحياة .. وعبر الحياة.. أنت لن تموتي أبداً.. لأني سأزرع ترابك حباً قادراً على الحياة.
http://thawra.alwehda.gov.sy/_kuttab_a.asp...920080107225413