عقبال 100 سنه دكتور

شباب بدون زعل
(f)
الهمة مو عالية
يعني صاحبنا و حبيبنا بسام صار خمسين و أنتو مطنشين.
يعني شوية حركة!

بهاء, محارب النور, علماني , طارق, .....
رجاءا
شرفوا
(f)

العمر كلو يا بو رياض
كل عام و أنت بخير.

شكرا الأخت تيامنت :97:وشكرا أميل :97: وأخي الاحصائي .:97:....أرجو من المشرف اغلاق الموضوع لأنني سأحتفل قريبا بعيد ميلادي ال 51 :baby: ولاداع لمباركات جديدة متأخرة . (f) ...

ابراهيم العريس - الحياة
كان يعبر سن الخمسين حين استبدت به أزمة روحية وفكرية عنيفة. أزمة كادت تقضي عليه وعلى فكره مودية به إما الى الجنون أو الى الانتحار. أو هذا ما يقوله لنا، هو بنفسه، في عدد لا بأس به من نصوصه سواء أكانت هذه النصوص روايات أو قصصاً، أو مجرد أفكار يدونها على الورق. بل كأن الأمر كله يبدو وكأن الأزمة استبدت به كي تتحول الى نص مدون على الورق. غير أن أزمة الخمسين تلك لم تكن – بالنسبة الى تولستوي – من نوع الأزمات العاطفية الوجدانية التي تتفرع عن أزمة وجودية تتعلق ببلوغ المرء ما يشبه سن اليأس، بل كانت أزمة فكرية خالصة لا علاقة لها بأي غرام أو بوضع عائلي. فتولستوي كان أكثر عمقاً من أن يقع فريسة أفكار مثل تلك التي يقع فيها غيره من البشر. أو هذا ما كان هو يعتقده على الأقل. ومن هنا، وكما كانت الحال مثلاً، قبله بمئات السنين مع المفكر المسلم أبو حامد الغزالي، اذ انتجت أزمة مماثلة لديه كتابه الأشهر «المنقذ من الضلال» انتجت أزمة تولستوي كتاباً مشابهاً – على أكثر من صعيد – اطلق عليه عنوان «اعترافي».
:brock:
* في البدء كان يتعين على كتاب «اعترافي» أن يكون توطئة لكتاب آخر كان يشتغل عليه تولستوي في تلك الآونة (أوائل ثمانينات القرن التاسع عشر) عنوانه «ما هو ايماني»، غير أن النص سرعان ما اتخذ حياته الخاصة ليصبح كتاباً مستقلاً يمكن الباحث أن يجد فيه جذور ذلك «الدين» الذي سيخيل الى تولستوي دائماً انه ابتكره وسيكون بالنسبة اليه «دين الشعب» مقابل دين السادة أو رجال الدين كما سنرى. أما هنا فنذكر بداية ان هذا النص ما إن انجز حتى راح قراء تولستوي وأصدقاؤه يتناقلونه مكتوباً في نسخ عدة، اذ منع نشره بأي حال من الأحوال – من جانب الكنيسة كما من جانب السلطات الحكومية – داخل روسيا، ليعود في سنة 1884 ويطبع ولكن في سويسرا، وراحت نسخه تهرب الى داخل روسيا.

والحقيقة أن قراءة هذا النص تضعنا مباشرة أمام أجوبة أساسية تتعلق بفكر تولستوي كما تجلى خلال العقود الأخيرة من حياته. وهو الفكر الذي كمن وراء نصوصه الكبرى التي دوّنها بعد ذلك معطياً فيها للناس، للبشر العاديين مكانة أساسية، مبدّياً أفكارهم على أفكار أهل النخبة وأهل مختلف أنواع اليقينيات. ومنذ الصفحات الأولى في ذلك النص رسم لنا صاحب «الحرب والسلم» و «البعث» تلك الأزمة الروحية التي عاشها حين بلغ الخمسين من عمره. وهي أزمة ولدت لديه منذ اللحظة التي أدرك فيها الكاتب ان «الدين الذي نعيشه نحن معشر المثقفين والكتّاب، انما هو دين يقف خارج الحياة الحقيقية التي نعيش. انه دين نحفظه ونحافظ عليه لفظياً، لكننا لا نعيشه في سلوكنا على الاطلاق... وانطلاقاً من هنا يعترف تولستوي لنا، بأنه نقد ذلك النوع من الإيمان اللفظي منذ كان في السادسة عشرة من عمره. غير ان فقده الإيمان لا يعني انه لم يعد يؤمن بشيء ما، حتى وإن بات عاجزاً عن ان يقول لنا كنه ذلك الشيء الذي بقي يؤمن به. انه لا ينكر وجود الخالق، لكنه في المقابل يبدو عاجزاً عن معرفة كينونة هذا الخالق. وهو لا ينكر بالطبع أياً من تعاليم السيد المسيح... غير انه لم يعد قادراً على تفسير هذه التعاليم ومما تتكون – في اثناء ذلك كان يبدو له ان ايمانه الحقيقي اليقيني انما هو الإيمان بالكمال. ولكن، ما هي غاية ذلك الكمال، سؤال ما كان في وسعه أبداً أن يجيب عنه. في البداية اذاً اعتقد تولستوي أن ما هو مستحق لإيمانه هو الكمال الأخلاقي. بعد ذلك واتته فكرة لاحت له أساسية: ان الكمال يقوم على مبدأ أن يكون المرء هو الأفضل... ولكن ليس أمام الخالق، ولا أمامه هو نفسه، بل أمام الناس. وهكذا انطلاقاً من فكرة «الأفضل» هذه، تمخض فكر تولستوي عن ان على المرء أن يكون راغباً في أن يصبح الأكثر شهرة، الأكثر أهمية، الأكثر غنى. واذ يبدأ المرء بمحاولة أن يكون كذلك، سيسرّه أول الأمر ان يصفق الناس لفضائله وأن يبتسموا لعيوبه طالما ان مكانته تجعله في منجى من أن يحكموا عليه.

هذه الأفكار راودت تولستوي، اذاً، لفترة في صباه. غير أنها كانت أفكاراً سابقة على الزمن الذي راح يختلط فيه بأهل الأدب والفكر. ولاحقاً اذ اختلط بهذا العالم بدأ يدرك ادعاءاتهم ومزاعمهم ويدوّنها في داخل فكره، ودائماً من منطلق نقدي رافض. وها هو الآن وقد صار في الخمسين يقول لنا كيف انهم يصدقون وبقوة انهم يعلمون الناس ولكن من دون أن يدركوا هم أنفسهم ماهية تلك الأمور التي يزعمون تعليمها للبشر. والحقيقة ان تولستوي سيقول لنا وهو في الخمسين من عمره انه كان يفعل فعلهم. وظل يفعل هذا حتى اليوم الذي استبدت فيه شكوكه به. وها هو «يعترف» أمامنا عنه، ونيابة عن المثقفين: انهم يتحدثون عن تعليم مفاهيم التقدم... يبدو ان التقدم صار بالنسبة الى تولستوي مفهوماً مجرداً... حكماً مسبقاً لا جدوى منه. وهكذا اذ أدرك صاحبنا هذه الحقيقة بدأت الشكوك تنتابه: وانطلاقاً من هنا لم تعد الحياة تعني، بالنسبة اليه شيئاً. لقد فقد احساسه بها. وبدأت فكرة الانتحار تراوده – بحسب ما يروي لنا نفسه – وبات عليه أن يبذل جهداً كبيراً كيلا ينتحر... لأنه صار يهجس ليلاً ونهاراً بالموت والانتحار وقد أحس من حوله وفي داخله خواء فكرياً كبيراً. غير انه ذات لحظة وقد أدرك ان العلم، نفسه، الذي كان في تلك الحقبة محط أنظار كل أصحاب الرؤى المستقبلية، وصل الى اكتشاف ما: وجد بعض أجوبة لدى كبار مفكري الماضي بدءاً من بوذا وسقراط الى شوبنهاور... لدى هؤلاء اكتشف ان الحياة شر كبير وهكذا وجد نفسه أمام واحد من أربعة حلول: المجابهة أو الاذعان الروائي والانتحار أو أخيراً الاعتراف بالضعف وتوقع ما سيلي ذلك الاعتراف... ما يعني ان يعيش الحياة يوماً بيوم حتى وان كان ايمانه بالعدم قد سيطر عليه تماماً.

على هذا النحو كان تولستوي قد وصل – كما يقول لنا في «اعترافاتي» – أو «اعترافي» – الى ذروة أزمته الروحية، لكنه تمسك بأمل أخير: ماذا لو كانت محاججته هذه مخطئة في كليتها؟ لقد كان مجرد طرح هذا السؤال على نفسه حلاً ارتضاه وبدأ ينتظر ما ينتج لديه. في تلك اللحظة بالذات حدث له، كما يروي، ان ألقى نظرة على الجماهير الشعبية. وهنا كانت المعجزة: لقد اكتشف ان هذه الجماهير تنظر الى الحياة والدين على أنهما شيء واحد. واكتشف ان الدين هو بالنسبة الى هؤلاء البشر الشيء الوحيد الذي يعطيهم امكان العيش، أو قبول العيش كما هو. وفي معنى آخر: من دون قبول الدين وقبول فكرة الخالق، ليس ثمة من حاجة الى الحياة نفسها... لن تكون ثمة حياة بالأحرى. وهنا بات واضحاً لتولستوي أن الدين الحقيقي لا يجب البحث عنه في الكتب أو لدى المثقفين بل لدى الشعب. وبالتالي على المرء أن يختلط بالشعب كلياً.

هذه الفكرة صارت، على الفور أشبه بترياق بالنسبة الى تولستوي الذي سرعان ما راح، بالتالي يعيش مع الناس، على طريقته وزالت شكوكه وعبرت الأزمة. ولئن كان هنا الكاتب أو المفكر الكبير قد عبر عن هذا كله بالتفصيل في ذلك الكتاب، فإنه في الحقيقة عبر عنه في كل النصوص التي راح يكتبها منذ تلك اللحظة.

alariss@alhayat.com

يمكن للموت أن يكون ممتعاً ... بقلم : علا أبو عجيب مساهمات القراء


سألت نفسي أولاً لماذا برودة إحساسي تجاه الموت !!! لا أخشاه لا يؤرقني ، لا أتعقبه أو أهرب منه !!

واجهت الموت عشرات المرات ومنذ طفولتي وبطرق مختلفة دون أن يتمكن من تغيير موقفي نحوه ...



حادثتي غرق في البحر وخرجت بعدهما من الماء مبتلة حتى الأعماق ، راضية بالحدث من الأعماق ، وكأني أقول ما قاله الخيام "إن تقطر القطرة من بحرها ففي مداه منتهى أمرها".وبعدها ثلاث حوادث مرور حطمت أضلعي مرة ،وساقي أخرى ،وعظام وجهي ثالثة ،وأفقت منها مفككة إلى آخر قطعة ،مترابطة بكلية مطلقة........حتى النار بادرت بالتهامي ذات شتاء،لكنها باتت برداً وسلاماً...وغيرها

لكن وليس فجأة بدأت أحاسيسي تزداد قرباً من الموت حتى أمضيت أوقاتاً أتأمل هذه الحالة حتى توصلت إلى أن الموت (ممتع)... وكيف؟؟

ممتع لأنه أنا بعد حين ،أنا الآن الحياة التي تحمل بذرة الموت في داخلها ،هذه البذرة هي التطور الطبيعي للحياة فكيف لا أتمتع بتطوري الطبيعي ..أوليس رائعاً انعتاق أرواحنا من تابوتها الدنيوي ( الجسد) لتختبر عوالم أكثر دهشة من عالم يكرر ذاته كل لحظة وإن بصور متباينة .

سألت الأصدقاء متى يكون الموت ممتعاً؟؟؟ فقالوا :

- يمتعنا الموت لأجل هدف يسمو فوق الحياة . من أجل كرامة أو وطن أو أطفال...

- موت الظالم ممتع لكل من حوله .

- الموت ممتع عندما لا يكون هناك معنى للحياة .

وغيره الكثير من الآراء كثر كانوا مع ثقافة الحياة ،وضد ثقافة الموت ،لكن أليست معرفتنا بالموت قاصرة أندرك كنهه أبعاده متتاليته حتميته !!!! قدرته أن يأتي لوحده دون استدعاء ، قبضته القوية إذا ما أراد احتواء أحدنا ...

رائع بقوته ، بقدرته على المناورة الخفية ، إنه المنسي قسراً،المُتذكر تلقائياً ..

موت أبيض .. موت أسود... أو بكل ألوان الطيف

كلما قلت هبني الحياة ، فهذا يعني هبني الموت الكامن فيها .حتى أن العاشق المتطرف إذا ما سئل عن محبوبه يقول(أموت فيه) فهذا حدنا الأقصى في الحب . إنه الموت


http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=71745

Array
شكرا الأخت تيامنت :97:وشكرا أميل :97: وأخي الاحصائي .:97:....أرجو من المشرف اغلاق الموضوع لأنني سأحتفل قريبا بعيد ميلادي ال 51 :baby: ولاداع لمباركات جديدة متأخرة . (f) ...
[/quote]

:lol::lol::lol:

قصص واقعية فقد حدثت معي فالوالد رحمه الله باع بيته عام 1965 واشترى بيت غير مكس فاضطررنا لاستئجار بيت في احدى قرى الغوطة ( عين الخضراء ) لمدة أشهر ريثما نكسي البيت الجديد وكانت من أجمل أيام حياتي حيث كان بردى متدفق نظيف والغوطة مليئة بالاشجار المثمرة وسكان سوريا كانو أقل من 5 ملايين ...كذلك ذكرتني بالبنطلون القصير ولعب الدحل والتسكع بالبساتين قرب كلية الزراعة حاليا ...

my answer for this story
i was like this child
الشامي ... بقلم : sad syrian مساهمات القراء


اشجار التفاح ترنحت حاملة ثمار ناضجة

وعرائش العنب ضحكت مدلية عناقيد شهية

وبعض غيوم ارتسمت في سماء زرقاء

ونسائم باردة عادت تهب في المساء



أيلول عاد مبشرا بعام دراسي جديد

قبل خمس سنين استقروا في واحة صحراوية

خمس سنين من الحرية والشمس

صحيح أنهم كانوا في الصحراء .. لكن البيوت كانت على الطراز الإنكليزي

والحي كان مجهزا بكل شيء

ملاعب .. مسبح .. مدارس ممتازة

أما التسوق فكان في ( الكانتين ) ذلك المتجر الذي ندر مثيله في البلاد

عمل أبيه فرض عليه التنقل

خمس سنين في الصحراء

والآن سيرحل إلى المدينة

كان ابوه يملك بيتا على الهيكل في أحد الأحياء الجديدة في العاصمة

لكن دخله المحدود أجبره على إكسائه على مدى سنوات

و الآن عليهم الانتقال ولما ينتهي تجهيز المنزل

"سنجلس في الضيعة مع أهلي ريثما نكمل إكساء البيت" قالها أبوه مقترحا حلا للمشكلة

" و ماذا عن مدارس الأولاد ؟؟ " سؤال طرحته الأم بقلق

" وأين المشكلة ؟؟ في ضيعتنا مدارس " جاوبها الأب بهدوء

" ماذا.؟؟ تريدني أن أضع اولادي في المدرسة مع أولاد الفلاحين...؟؟ " سؤال طرحته الأم مثيرة غضب الأب

" ما بك يا امرأة ؟... أنسيت أنني فلاح ابن فلاح ..أم أن ثيابي وعملي أنسوك أصلي..؟ " قالها الأب معاتبا

" لا..أرجوك لا تفهمني غلط .. ما قصدته أن مستوى مدارس الريف ليس كما نتمنى " قالتها مبررة كلاما ندمت عليه

" ليست مشكلة .. هي شهور ستمر سريعا .. و معا سنساعد أولادنا على الحفاظ على مستوى دراستهم " حل طمأن الأم بنت المدينة ..

أيام قليلة قبل بدء الدراسة

أفردت لهم الجدة غرفة واسعة

لم يألفوا النوم جميعا في غرفة واحدة

كان إخوته صغارا ولا مشكلة في نومهم مع الأهل .. أما هو فقرر النوم مع عمته تلك التي لا تبخل عليه بالقصص المثيرة والمفاجآت الغريبة تخرجها له من درج قديم .!

لم تخف الجدة سعادتها بمشكلة ابنها

" أرجو أن يطول إكساء بيته " قالتها الجدة في نفسها متمنية بقاء ابنها في بيتها بعد سنوات من البعاد

كان على الأم أن تتأقلم مع بيت ريفي لم تألف طقوسه وصعوباته

أما للأولاد فقد كانت إقامتهم هنا هدية من السماء

وهذا وقت العنب والتين والخرما

في مزرعة الجد .. تجد كل شيء

أشجار من كل الأصناف

وحيوانات صغيرة وكبيرة

دجاج وأرانب وحمام وخروفين

وغرفتان طينيتان !

الأولى ضمت التنور وبعض أدوات الزراعة

والثانية مجلس عربي وبعض الفرش واللحف

هنا يقيم الجد طوال الصيف وحتى أول مطرة

أما الجدة فتأتي كل أسبوع لتخبز خبزا مشروحا يكفيهم حتى الخميس القادم

كل شيء بدا رائعا في نظر الصغار

أما الأم فعانت من سرعة اتساخ ثيابهم وأيديهم

" ماذا .. ستنسون النظافة في هذه الضيعة " قالتها غاضبة وقد جاءها كبيرها بثياب معفرة وأيد ملوثة

" صبرا يا امرأة .. هنا ليس كما المدينة " قالها الأب مخففا من حدة زوجة عصبية

" أه ..متى سينتهي بيتنا " قالتها وأسرعت بابنها إلى الحمام

وبدأت المدرسة

كان اليوم الأول ..صعبا !؟

ثيابه التي لم يلبس مثلها أقرانه كانت مشكلة

البنطال القصير أثار ضحكا وسخرية من الجميع

وقميصه الأبيض صار هدفا لبعض الأقلام الملونة

لم يستغرق المدرس وقتا طويلا ليكتشف تفوق هذا الطالب الجديد .. فمنحه الكثير من الاهتمام

هذا الاهتمام المبالغ به أثار حفيظة باقي الطلاب .. فقرروا صب غضبهم على ابن المدينة

بعد الدوام انتظروه خارجا

كان عليه أن يتعرف على طعم الاستفزاز وبعض العصي

"ماذا حصل معك ؟؟"قالتها أم خائفة وهي تستقبل ولدا بثياب متسخة ممزقة ووجه محمر موشح بالعرق المسود

" لا شيء .. كنت ألعب مع الاولاد " إجابة فرضتها كرامته المجروحة

" تكلم الصدق الآن أو ستتكلمه لاحقا أمام أبيك " تهديد لم يقنعه بالاعتراف ؟!

" حسن .. كما تريد ... ابوك سيأتي بعد ساعة .. وسنرى ستتكلم أم لا " بهذه العبارة أنهت حديثها وساقته أمامها إلى الحمام مع بعض الشتائم للضيعة وعيشة الضيعة.

" ما الذي حصل .. تكلم لا تخف ؟؟ " قالها أبوه بهدوء

" لا شيء " جواب مختصر

" كما تريد .. لا شيء .. لا شيء ... لكن تذكر انك غدا ستذهب إلى المدرسة .. و لو كان هناك مشكلة فالأفضل أن نحلها الآن " كلمات من أبيه أقنعته

" الأولاد ضربوني " قالها مطأطأ رأسه

" ولم ضربوك ؟؟ " تابع الأب استجوابه

" لا أعلم " قالها وحك رأسه بيده اليمنى

" هكذا ضربوك..دون سبب !!؟؟ " قالها الاب مشككا

"عيروني فشتمتهم " بداية اعتراف

" وبم عيروك ؟؟" قالها الاب مخفيا ضحكة ألحت عليه

" قالوا لي ... شامي وضحكوا علي " قالها غاضبا

" وأين المشكلة ؟؟؟ ألست شامي ؟" سؤال فاجأه

" لا .. لست شامي .. أمي شامية .. أما أنا فمن هنا " قالها بعصبية

" أحسنت يا بني .. من أنكر أصله .. لا أصل له " وأضاف :

" لكن الناس كلهم خير و بركة " قالها الأب بحزم وهدوء وأضاف:

"وكيف تسمح لهم أن يضربوك ؟ " سؤال أحرجه

" كانوا كثيرين " جواب برر عجزه

" لا مشكلة .. سنرى ماذا سنفعل غدا " كلام طمأنه

" امسك هذا العصا .. ومن يقترب منك ستلقنه درسا " قالها الجد بعبوس

كان رجلا معروفا في الضيعة ويحترمه الجميع

سار مع حفيده موصلا إياه إلى المدرسة

كلمات قليلة مع المدرس .. وانصرف الجد

في ذلك اليوم..عنف المدرس التلاميذ وهددهم

" من سيتعرض للشامي سينال عقابا شديدا !!!" قالها متوعدا

شيئا فشيئا كسر الجليد مع الأولاد الغاضبين

" ما رأيك أن نذهب إلى النهر .. نسبح و نصيد سمكا " اقتراح أجج حماسته ألقاه عليه ولد شقي

" سأسأل أمي " قالها بتردد

" وهل أنت ولد صغير لتسأل أمك " جاوبه ولد ضخم

" يجب أن أسألها .. ربما غضبت " برر إصراره على استشارتها

" لا تخف .. هيا بنا .. سنذهب الآن " كلام دار في رأسه ... قرر تناسي أمه و غضبها .. خلع صدريته المدرسية .. ربطها على خصره كما فعل الأولاد .. و تسابقوا بين الحقول..!

على دروب ترابية ساروا تظللهم أشجار الجوز التي بدأت بخلع معطفها

وصلوا إلى النهر المتهادي

كانوا يشعرون بحر شديد رغم اعتدال الجو

خلعوا ثيابهم كاشفين عن سراويل داخلية بيضاء .. و بعضها ملون !

وقفزوا في النهر

لعبوا كثيرا حتى بدأوا يشعرون بالبرد مع ميل الشمس بعد العصر

جلسوا على الضفة ينشفون أنفسهم و يتسامرون

" لقد تأخرنا .. يجب أن نعود " قالها قلقا

" هذه المرة أنا سأضربك وليس رفاقك " قالها الجد غاضبا حاملا عصا رفيعة

على إليته الباردة تحمل الكثير من اللسعات من جد قلق

" هيا إلى الحمام "قالتها عمته مخلصة إياه من عقاب أليم

و تكررت اللساعت على إليته كل يومين

لم يستطع مقاومة إغراء مرافقة الأولاد

صاروا أصدقاء ... ليس كأصدقاء المدرسة السابقة

هؤلاء الأصدقاء لديهم شيء جديد كل يوم

يوم غزو على دالية أبو عصام

ويوم تسلق التلة القريبة

وآخر صيد للعصافير بالمقلاع الصغير

مشاريع كثيرة قدمها له أولاد أحبوه وأحبهم

أما هو فلم يحرمهم من المشاركة بألوانه ومساعدتهم في الامتحانات هامسا مغافلا المعلم

قرر الجد والأم قبول واقع لن يدوم طويلا

" يبدو أن الولد تمسح " قالتها الأم مستغربة من عجز العصا عن ردع مشاريع صغيرها

مع العطلة النصفية .. كان عليه أن يودع أصدقاءه

وكلما زار الضيعة في العطلات صار يسرع إليهم يتفقدهم

كبر و قلت زياراته للضيعة

على باب شؤون الطلاب في الجامعة التقى بعضهم

هذه المرة هم في مدينته

سجل اثنان منهم في الكلية نفسها معه

عادت إليهم الذكريات...

وعادوا ليتبادلوا تجارب مدينته .. وهناء ضيعتهم

http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=71812


ارجعت لي شريط الذكريات واعتقد أننا بعمر متقارب ....أنا لا أحسد أطفال اليوم على ملابسهم ونظافتهم وكمبيوترهم وبلاي ستيشنهم وفضائياتهم وهمبورغرهم ....مساكين أطفال اليوم ...

هذه القصيد غنتها الفنانة فاتن حناوي


..................
أتسألين عن الخمسين ما فعلت
يبلى الشباب و لا تبلى سجاياه
في القلب كنز شباب لا نفاد له
يعطي و يزداد ما ازدادت عطاياه
فما انطوى واحد من زهو صبوته
إلاّ تفجّر ألف في حناياه
هل في زواياه من راح الصبا عبق
كلّ الرحيق المندّى في زواياه
يبقى الشباب نديّا في شمائله
فلم يشب قلبه إن شاب فوداه
تزيّن الورد ألوانا ليفتننا
أيحلف الورد أنّا ما فتنّاه
صادي الجوانح في مطلول أيكته
فما ارتوى بالندى حتّى قطفناه
هذا السلاف أدام الله سكرته
من الشفاه البخيلات اعتصرناه
جلّ الذي خلق الدنيا و زيّنها
يالشعر أصفى المصفّى من مزاياه
نحن الذين اصطفانا من أحبّته
فلو تدار الطلى كنّا نداماه
و شرّف الشعر لما صاغه ترفا
فكنت نعمته النشوى و معناه
و راح ينشدنا عصماء شفّة
و مقلة و جننّا فاستعدناه
***
روحي فدى و ثن ما كان أفقرنا
إليه في عزّة النعمى و أغناه
إن كان يذكر أو ينسى فلا سلمت
عيني و لا كبدي إن كنت أنساه
يا من سقانا كؤوس الهجر مترعة
بكى بساط الهوى لما طويناه