"إيــــــــــــــــــــــــه ... من وين بدي أبلش؟"

قد تكون هذه الجملة التي سأستهل بها قصة معينة عن حياتي ... قد تكون إجابة لسؤال من أبنائي أو أحفاديعندما يسألونني عن قصة، أو عن عبرة ... أرجو من الله أن أملك الحكمة لأروي قصة ذات عبرة في يوم من الأيام! ... وقد تكون كتابا أكتبه، أو مذكرات قررتُ أن أخطّها ليحفظها الزمن من بعدي ويفعل بها ما يشاء!

لم يمضِ على اغترابي سوى السنتين (أقل بقليل)، مضين كأنّهنّ دقائقُ معدودات في "زمن السرعة" ... وها أنا الآن أحزمُ حقائبي مستعدا لرحيل آخر وغربةٍ أخرى جديدة .... "سنتين يمّا ... سنتين وراجع لك"، هه، كانت تلك جملتي بالحرف الواحد قلتُها للوالدة رعاها الله وحفظها بعد شهرين تقريبا عندما اتصلت بي وقالت لي بصوت يحشرجُ بالأسى والاشتياق قائلة: "والله اشتقت لك يمّا، كان لك حس في البيت"، أقمستُ يومها أن أعود لأمي بعد سنتين، إلا أن الأيام غيّرت الفكر وألغت الحنين إلى مدينتي وأهلي وأصدقائي، إلا أقربُ المقربين منهم...

اليوم، خطرت في بالي فكرة وأنا ألملمُ ما بقي لي ها هنا لأرحل مرة أخرى ... لقد أبرّ اللهُ بقسمي!!!!، كأن القدر أبى إلا أن أفي بوعدي وعهدي، كأنّ دموع أمي لم تهُن على هذه الحياة القاسية، فأرادت أن ترسم ابتسامة على مُحيّاها بأن ولدها قد أوفى بعهده وعاد ....

حتى أبي الذي لم يعتد إظهار مشاعره ... "أبوك قاعد بلف السوق يدوّر على فاصوليا خضرا عشان أطبخ لك ياها يوم الجمعة" ...... هههههههههههههه

لله درُّ الزمن، لله درّ الحياة ... بل، لله درّك يا أمي، ولله درّك يا أبي!!! أبيت الحياةُ إلا أن تخضع لأمانيكُما وعهدي، ليعود ذلك الطفلُ إلى صدرِ أمّه، مرهقا، تعبا، وقد علت مُحياهُ ملامحُ الخيبة، بعد أن خسر معركة أمام الحياة...

هي المشاعر اختلجت بعد أن ظننتُ أن الرحيل مرة أخرى لن يكون مشكلة، إلا أنهُ مشكلةٌ فعلا .... هذا البيتُ الذي تمسّكتُ بهِ رغم كل الصعاب لأنني أردتُ له أن يكون "بيت الزوجية" الأول - بات الآن من الماضي، أقضي فيه ليلتي الأخيرة وقد بات فارغا إلا من بعض المُتفرّقات التي ملأت الصناديق أطالعُها أمامي وأنا أكتب هذه السطور ... أريدُ أن أقول لنفسي "دعكَ من الأسى، هذه هي الحياة ... مقامٌ ها هنا، ورحيلٌ إلى هناك"، إلا أنني أرفض؛ أُريدُ أن أحزن وأبكي على أطلال حياةٍ عشتُها، عشتُها كما أريدُ أنا، لا كما تُريدُ الحياة، أو ربما كانت تلك مشيئة الحياة!!! لكنني أنا اخترت، أنا اخترتُ كيف أعيش - ربما لم الخيارُ لي أين أعيش، إلا أنني فعلا كنتُ صاحب القرار في "كيف أعيش!" ...

الآن، كلُّ ذلك صارَ وراءَ ظهري، بحلوه، بمره، بناسه وأهله، ذكرى أخرى أضيفُها إلى ألبوم ذكرياتي الفتي وأقول

إيـــــــــــــــــــــه، من وين بدي أبلش؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[real]http://www.rummusic.com/mp3/Ya_Rou7.mp3[/real]

(f)

غريب ٍ ونعليه من تراب ..

من سبع سنين وانا اطوح بهذة الاراضي من دون سمة او شكل ..كما هو معروف الماء من دون طعم ولا لون ولا رائحة معً ذلك هو اهم سائل في الحياة ,كذلك التغرب والسفر ليس له طعم ولا رائحة ولكن مهم .. هو فايروس واصابني واصاب كل شخص في عالمنا الشرق اوسطي.. احمل عصاك يا إبراهيم ولكن قبل رحيلك زر صديقك زيرك انا في نفس المكان ...

(f)


محارب النور

:redrose:

بكره احلى يا ابراهيم

-اكيد احلي -

:97:

في كل يوم نرحل .. ونسافر حتى وان لم نضطر لحزم الامتعة وتجهيز الحقائب يا كمبيوترجي؟

انت تشعر بأن الرحيل يثقل كاهل حياتك ويشعرك بالغربة اكثر واكثر كلما تذكرت صوت امك الحنون او حتى رأيت حقيبة سفر حتى لو كانت فارغة..؟


لكن ما عساك تقول فيمن يعيش غربة وهو موجود في بلده بين احبته وناسه واهله..

ليست الغربة بالمكان يا مسيو؟؟

الغربة غربة روح..
هناك اشخاص بعيديو عنا ..
وهم مغتربون منذ سنوات .. ان حضروا لا شعوريا نشعر اننا نحن من زالت غربته بحضور الاحبة .. وعناقهم وضمهم وضمهم الى ابعد بكثير من احاطتهم فقط بذراعينا..

احيانا حتى الغربة والاغتراب.. يصبحان ادمان
ويحترفهما الانسان بطريقة ذكية, او غبية, او هستيرية..

لا اعرف..

لكنني اشتاق كثيرا لمن هم في غربة الآن واتمنى ان أراهم ..
اتمنى ان اراهم..


ليلاء ( بذرة لا زالت تنمو)(f)

يا كيمو (f)
فتحت علي مواجع على الصبح ... :cry:
أعتبر أني الأكثر خضرمة بالغربة لدرجة أني عشت مغربه أكثر مما عشت بمسقط رأسي
وأصبحت هذه الغربة من سمات شخصيتي ...( المغتربة )

أعتقد أنك منذ أن كنت أشاهد عبارة مشتاق الى أمي ...أن هذا هو سر عذابك
اعترف حينما افترقت عن والدتي كانت صدمة روحية ونفسية اوجعتني حتى فقدت الشعور بحلاوة الحياة حينها
كم كنت مرتبطة بها ...
ولكن ها هي الحياة ليست كما نرغبها وعلينا التكيف حتى ترتاح نفوسنا
اذهب بزيارة لتجدد حنينيك ومشاعر حب الأهل والوالدين بالذات والتي لن تعوض
ولكن قبل ذلك لا تعتقد أن الأردن مكان يمكن أن تسعد به من حيث العمل ..أسمع أن الوضع الاقتصادي سيء
يجب أن تقتنع أنه حاليا بهذه الظروف لن تجد العائلة بقربك وعمل جيد يرضيك
الزيارة للأهل بين فترة وأخرى هي للتزود بهذه المشاعر والروابط الجميلة
أنت موهوب كما ألمس ,,,( رغم المقلب الذي أخذته قريبا يا كمبيوترجي ) :D
لماذا لم تقم بالاتفاق على عمل جديد بالامارات أو قطر مثلا تستلمه بعد زيارتك للأهل ...؟؟
الخليج هو شهر العسل في هذه الفترة لكثير من الشباب العربي الواعد
حتى لدي شابة قريبة طلبت نقل عملها بسويسرا الى الفرع بدبي ولمدة عام كنوع من التجربة لهذه المدينة الشابه ..
رغم عدم معرفتها كلمة عربية ...سوى مرحبا ,,, بدون مبالغة
تصحبك السلامة ولا ترتبط كثيرا بالأماكن حتى لا يؤلمك رحيلها :bye:

أوعى تروح تاكل مقلوبة ..أحسن أنت استويت من كثير ما دحشت مصارينك مقلوبة
كل كوسا محشى هذا موسمها بعمان ولا تنسى العكوب ... تذكرني وأنت تأكله وابتسم ولا تقل لهم لماذا هذا الابتسام ..:teeth_smile:

Array
ولا ترتبط كثيرا بالأماكن حتى لا يؤلمك رحيلها :bye:
[/quote]

ربما ما يؤلمه فعلا هو - العوده - اليها .

وسطيا العائلة الامريكية تبدل مدينتها ومكان سكنها 7 مرات ....حاجتك نق وبكوكة مثل النسوان ...خليك رجال ....واذا ماعجبتك السعودية انتقل لدولة أخرى بعد سنتين ....الحياة كلها تعب وشنططة وأكل هوى حتى تلاقي وجه ربك .....