مسلم ملحد ؟؟؟ لا، ليس هذا خطأ طباعياً في العنوان، أنا ملحد شاءت الصدفة أن ألد لعائلة مسلمة في بلد غالبية سكانه من المسلمين، وبناء على ذلك تم تسجيلي في السجلات المدنية على أني مسلم بدون أن يكون لي يد في ذلك، مثل أي طفل آخر يلد في بلادنا.

أنا ملحد من ناحية الإيمان، لكني مسلم من ناحية الانتماء، أهلي مسلمون والكثير من أصدقائي مسلمون وغالبيية سكان بلدي الأول سوريا مسلمون، أتكلم لغتهم وأفرح لفرحهم وأتألم لألمهم، أهنئهم بولاداتهم وأفراحههم وأعزيهم بوفياتهم، باختصار هم - مع جميع السوريين من الطوائف الأخرى – أهلي، والانسان لا ينكر أصله وأهله.

لا أحد يكره الإسلام السياسي كما أكرهه، ولا يوجد من يعارض تطبيق الشريعة كما أعارض وليس هناك من ينفر من السلفية ومظاهرها كما أنفر، ولا أحد يستطيع المزاودة علي في العلمانية والحرية وضرورتهما.

- فلئن اشتكى المسيحي من رغبة المتأسلمين بفرض الجزية عليه أقول له أنت محظوظ، هم لا يرغبون إلا بفضل رأسي عن جسدي.
- وإن اشتكى من إجياره على تحجيب زوجته أقول له اضحك في سرك، هم لا يرضون بأقل من تفريقي عن زوجتي.
- وإن اشتكى من عدم السماح له بإشهار شعائر دينه أحسده في سري، على الأقل هم لن يجبرونه على أداء شعائر دينهم.

ذكرت هذه المقدمة فقط لأبين للمسيحيين جميعاً من أنا وكيف أفكر، أنا ملحد لا أؤمن بأي غيبيات أو آلهة من أي نوع، ولكني أؤيد حق أي انسان أن يعتقد ما يشاء طالما لم يفرض اعتقاده على الآخرين، وبناء على هذا الموقف لن أتردد في دعم أي مطلب مسيحي مشروع دعما مطلقاً:

- فإن طالب بإالغاء تحديد دين رئيس الجمهورية في الدستور فأنا معه.
- وإن طالب بعدم صرف أموال الضرائب التي يساهم فيها على وزارة الأوقاف التي لا يستفيد منها فهذا حق لا شك فيه.
- وإن طالب بعدم فرض قوانين الإرث الإسلامية عليه فهذا مشروع.
- وإن طالب بوقت على إذاعات الدولة السورية يخصص لنشر الدين المسيحي مناسب لما يقدم للدين الإسلامي فأنا معه طالما أن ضرائبه تمول - هذا التلفزيون (مع أني أؤيد إلغاء الدعوة للدينين على إذاعة الدولة).
وهكذا .....

ولكني سأخصص هذا المقال لظاهر غريبة وخطيرة بدأت تتنامى مؤخراً خصوصاً على الإنترنت التي تقدم منبراً حراً بشكل مطلق بإمكان كل انسان أن يقول فيه ما يريد، هذه الظاهرة هي تحول البعض (وأرجو بشدة أن يكون هذا البعض قليلاً) من المسيحيين الشرقيين إلى مهاجمة الإسلام كعقيدة والنبي محمد كشخصية وإطلاق كافة الشتائم والنعوت القبيحة بحقهما وحق كل من يتبعهما مما يخطر ولا يخطر على البال.

وتحول بعضهم إلى "باحثين تاريخيين"، ينقبون الكتب الإسلامية الصفراء بحثاً عن كل ما ينتقص من محمد وصحابته كي يشبعون أي مسلم يقرأ لهم أو يسمعهم هزؤاً وسخرية من معتقداته وكتبه ودينه.

بل وذهب الأمر بالسخف إلى أبعد من ذلك، إذ بدأ بعض العباقرة منهم في الحديث عن "الاحتلال الإسلامي - العربي" لمصر أولا ومؤخراً لسوريا ايضاً، وكأن مسلمو مصر وسوريا غزاة جاؤوا من الجزيرة العربية وليسوا من السكان الأصليين الذين قرر أحد أسلافهم اعتناق الإسلام في مرحلة ما ربما تخلصاً من الجزية أو طاعة لشيخ قبيلته أو إكراها بحد السيف، مثله تماماً مثل سلف سابق قرر قراراً مشابهاً لنفس الأسباب قبله ببضع مئات من السنين بالتحول من الوثنية إلى المسيحية .......

هل تظن عزيزي القارئ أن هذا أسوأ ما يقال ؟ كلا للأسف، سمعتهم أكثر من مرة يردون على كل مسلم معتدل يقول لهم أن الإسلام يحترم بقية الأديان السماوية – مع تحفظي الشخصي على كلمة السماوية - وبأنه ضد الجزية والتمييز وأنه مع مبدأ المواطنة، يردون عليه بأنه جاهل لا يعرف دينه ولو عرفه لأصبح إرهابياً مجرماً مثل بقية "الهمج الغزاة" ...........

ونظراً لكوني في النهاية واحداً من هؤلاء "الغزاة الهمج" انتماءً، أريد في هذ المقال الرد على طروحات هؤلاء "الباحثين العلميين" بطريقة منهجية، وسأقسم ردي إلى قسمين، رد على منطقية الطروحات و"الأبحاث التاريخية" ورد من الناحية العملية على جدوى هذه الطروحات و"الأبحاث" من الأساس.

للمقال بقية..

رائع جدا يا عزيزي امسير (f)..

تسجيل متابعة .. وستكون لي وقفة للمناقشة بعد أن تفرغ من موضوعك.

Array
أنا ملحد من ناحية الإيمان، لكني مسلم من ناحية الانتماء، أهلي مسلمون والكثير من أصدقائي مسلمون وغالبيية سكان بلدي الأول سوريا مسلمون، أتكلم لغتهم وأفرح لفرحهم وأتألم لألمهم، أهنئهم بولاداتهم وأفراحههم وأعزيهم بوفياتهم، باختصار هم - مع جميع السوريين من الطوائف الأخرى – أهلي، والانسان لا ينكر أصله وأهله.
[/quote]

أعجبتني تفرقتك بين الإيمان و الإنتماء ..
يعني تعطي لنفسك كل الحرية كي تصدق أو تنكر و لكنك لا تطلب الكفر نقمة على أهلك ..
مجرد أنك لست مقتنع بالخرافات و لو إن هذا لا تعتبره كافيا كي ترفض أهلك أو تنقم عليهم .
كل هذا جميل ..


و لكنه ليس حقيقيا للأسف ..
أنا أصلا تورط في هذا الفكر كثيرا و سألت نفسي ذات الأسئلة ..
لكنني فهمت متأخر جدا أن العقائد لا تعني أي شيء لأن الأصل هو الإنسان ..
من أجل الإنسان تم إختراع الأديان و الآلهه و من أجل الإنسان تم إحالتهم للمعاش أو للتكهين.
أبي و أمي مسيحيين و أنا ملحد ..
و ايه يعني .. ؟
أيضا أنا أسمع مطربين شباب و هم يسمعون أغاني قديمة بالعافية .. لن يجعلني هذا أنقم عليهم.
ليس لأنهم يهوون الخرافات الدينية أو يصدقون أفلام الكارتون الإلهية يكون هذا كافيا لكي أرفضهم.

أصلا كل إنسان له آلاف الخيارات و يصدق آلاف الأشياء و في النهاية يستحيل أن نتطابق بالكامل أو نتعاكس بالكامل ..
كل عقيدة صغيرة تخص علاقة الإنسان بذاته و عالمه ..
يعني من الآخر .. سواء كنت ملحدا أو مسيحيا سنكون مختلفين فكريا و عقائديا.
و لو إنني سأكون عاقا لمجرد الإختلاف فإيماني لن يغير شيئا, خصوصا أنني أتمسك جدا بآرائي حتى في التوافه.

يعني تنحية الإيمان و الكفر من العلاقة بيني و بين أهلي حتمي ..

بالنسبة لي فأنا متمرد بطبعي و لا أحسب أنهم راضون عني, ليس بسبب كفري بل بسبب خيارات أخرى في حياتي لم تعجبهم ..
يعني الإنسان كل كامل و لا يتجزأ ..
و إن كنت قادرا على الكفر بدين أهلك فمن الطبيعي لو إخترت إختيارات أخرى يرفضونها ..

عموما أنا رفضت الله لأنه يفرق بين الناس و بين أصحاب الأديان ..
لن يكون هو السبب في التفرقة بيني و بين أهلي حيا و ميتا ..

لكن الدين ليس أهلي ..
أبي و أمي و أقربائي و أصدقائي هم أفراد .. شخوص .. بشر أحياء, و الدين لا يمكن أن يكون طرفا في ذلك.
أحب أمي و أبي و أهلي و بلدي حتى و لو كنت مختلفا معهم ليس في العقيدة و الإيمان فقط بل حتى فيما هو أكثر أهمية .. أسلوب الحياة.
أبهم مهما إمتلأوا بالعيوب لأنني احب نفسي مهما كنت معيوبا ..
يعني لو كان أنف أبي لا يعجبني فقد ورثته, أنا مضطر أن أتقبل أنفه كي أتقبل أنفي ..
بل أن أحبه لو أردت أن أحب أنفي .. طبعا هذا مثال.

لكن مهما أحببت أمي أو أبي فالمسيحية خرافة و ستظل خرافة ..
لو لا يريدون مضايقة في الكلام فليتحاشوا هم الجدل معي ..
مجرد أنهم تقبلوا المسيحية قبل أن أرفضها أنا لن يجعلني هذا أخجل أو أتوارى من فكر أراه بديهيا ..
بل إنني سعيت فترة أن يتقبلوا فكري و إيماني كي أحصل على نوع من الشرعية ..
بل إنني كنت أتمنى أن أغير أفكارهم - و أعتقد أنني نجحت جزئيا - كي أستطيع أن أتصور أن الدنيا قد إستقامت ..

ما علينا ..
في النهاية هم ناس كبيرة و تغيير طريقة وعيهم بالكامل مشقة كبيرة و ربما تجلب الشقاق ..
و مادموا قد تقبلوني فلا مشاكل ..

لكن المسيحية ليست أمي و الله ليس أبي .. أستطيع التبرا منهم و التنكر لهم بضمير مستريح.
هل يشتمون المسيحية .. ؟ أحسن
هل ينتقدون الكتاب المقدس .. ؟ ياكش يولع و البنزين من عندي.

أنا فعلا أفضل إلغاء كل الأديان و لتدخل الإنسانية عصرا جديدا من التفتح و التطور و التسامح.
و أفضل لو أقنعت أبي و أمي و أهلي كلهم بفساد الأديان ..
لن يكون أهلي هم مسمار جحا في إيماني ..
الحب يجب أن يكون عاليا و منزها و قويا و يحض على القوة ..
بل على العكس ..
علي أن أكون أنا داعما لهم و ناصحا لهم مادمت قد تعلمت الدرس.

لهذا أقول أنكم تلجأ إلي الخلط في كلامك ..
و برك بوالديك أو إحترامك لاهلك لا يمكن أن يعني أن تصير تافها أو هوائيا أو معدوم الشخصية مثلا ..
أحب أهلي و أحترمهم و لكن أنا ليا شخصيتي المستقلة و فكري الخاص و لو إنطبقت السما ع الأرض.

و كما قلت : الإختلاف بديهي و حتمي حتى لو كنا على نفس الدين و المذهب.

يعني مثلا أنا لا يمكن أن أقول أنني مسيحي ملحد .. أو حتى ملحد مسيحي.
لماذا قدمت الإسلام على الإلحاد في هويتك التي عرفتنا بها ؟
أنا ملحد صك .. ملحد و بس
يعني لا أقول حتى أنني من أصل مسيحي ..
أهلي هم اللي عمدوني و جعلوني مسيحيا في صغري .. أنا لم أختر شيئا
و ما لا أختاره لا ينتمي لي ..
أنا أقول أنه بمجرد أن تفتح وعيي ألحدت و لي الشرف ..

أحب أهلي و أحترمهم .. نعم
لكن لا يمكن باي حال من الأحوال أن أنتمي للامة المسيحية أو لأبناء الله المخابيل أو أن أكون معنيا بعصبياتهم و ثقافتهم.
الناس حاجة و أفكارهم حاجة تانية ..
أهلي حاجة و الأديان كلها حاجة تانية خالص ..

و إن أنا قررت الإنتماء فلن يكون لبشر يسجدون للخرافة و يلهثون خلف السراب و لا يجمعهم إلا هذة الخرافة و ذلك السراب.

مش تقولي الإنسان لا ينكر أصله و أهله ===> و أن يؤدي هذا بالضرورة لأن أندمج وسط جماعة المؤمنين
مش تقولي مسلم ملحد ..

كان أحسن لو قلت خطأ مطبعي لأن الإنسان لا يستطيع أن يخدم سيدين.
مسلم = تؤمن بالإسلام دينا و محمد رسولا و الله ربا
ملحد = لا تؤمن بالإسلام دينا و محمد رسولا و الله ربا

إذن فكيف يستقيم و حق العقل و المنطق أن يسمي إنسان نفسه أنه الشيء و نقيضه ؟
لأ و بتخترع لها معني ..

عارف ..
لا أحد يدافع عن المتناقضات إلا أصحاب الأديان.
هم فقط من يقولون أن قمة الحرية هي العبودية لله ..
أو أن من أراد أن يكون أولا فعليه أن يكون آخرا ..
ألخ ألخ ..


(يتبع)

طرح مهم
متابعة

Array
لا أحد يكره الإسلام السياسي كما أكرهه، ولا يوجد من يعارض تطبيق الشريعة كما أعارض وليس هناك من ينفر من السلفية ومظاهرها كما أنفر، ولا أحد يستطيع المزاودة علي في العلمانية والحرية وضرورتهما.

- فلئن اشتكى المسيحي من رغبة المتأسلمين بفرض الجزية عليه أقول له أنت محظوظ، هم لا يرغبون إلا بفضل رأسي عن جسدي.
- وإن اشتكى من إجياره على تحجيب زوجته أقول له اضحك في سرك، هم لا يرضون بأقل من تفريقي عن زوجتي.
- وإن اشتكى من عدم السماح له بإشهار شعائر دينه أحسده في سري، على الأقل هم لن يجبرونه على أداء شعائر دينهم.
[/quote]

و أنا مثلك ..
و أزيد عليك أنني أتطلع إلي اليوم الذي يتكتل فيه أصحاب الرأي و الملحدين و العلمانيين ..
لكي يصير لكل ملحد نفس حقوق المسلم و المسيحي و اليهودي في بلده.
الجميع سواء في الحقوق و الواجبات.


طبعا قبل أن ينمو تيار العقل و يصبح أصحاب الأديان هم الأقلية .. :D

Array
ذكرت هذه المقدمة فقط لأبين للمسيحيين جميعاً من أنا وكيف أفكر [/quote]

إشمعنى المسيحيين بالذات ؟
و أنا بلاش ؟
انا ملحد ماينفعش تبين لي أنا كمان ؟
بلاش تبين للمسلمين ..

لماذا توجه كلامك للمسيحيين بالذات ؟

Array
أنا ملحد لا أؤمن بأي غيبيات أو آلهة من أي نوع، ولكني أؤيد حق أي انسان أن يعتقد ما يشاء طالما لم يفرض اعتقاده على الآخرين، وبناء على هذا الموقف لن أتردد في دعم أي مطلب مسيحي مشروع دعما مطلقاً:

- فإن طالب بإالغاء تحديد دين رئيس الجمهورية في الدستور فأنا معه.
- وإن طالب بعدم صرف أموال الضرائب التي يساهم فيها على وزارة الأوقاف التي لا يستفيد منها فهذا حق لا شك فيه.
- وإن طالب بعدم فرض قوانين الإرث الإسلامية عليه فهذا مشروع.
- وإن طالب بوقت على إذاعات الدولة السورية يخصص لنشر الدين المسيحي مناسب لما يقدم للدين الإسلامي فأنا معه طالما أن ضرائبه تمول - هذا التلفزيون (مع أني أؤيد إلغاء الدعوة للدينين على إذاعة الدولة).
وهكذا .....
[/quote]

و أنا كمان مثلك و أؤيدك ..
و أنا كنت بقول إن حصار الدين و الأفكار الدينية في الإعلام هو أفضل الخيارات .. خلي الناس تنضف. :thumbup:

Array
ولكني سأخصص هذا المقال لظاهر غريبة وخطيرة بدأت تتنامى مؤخراً خصوصاً على الإنترنت التي تقدم منبراً حراً بشكل مطلق بإمكان كل انسان أن يقول فيه ما يريد، هذه الظاهرة هي تحول البعض (وأرجو بشدة أن يكون هذا البعض قليلاً) من المسيحيين الشرقيين إلى مهاجمة الإسلام كعقيدة والنبي محمد كشخصية وإطلاق كافة الشتائم والنعوت القبيحة بحقهما وحق كل من يتبعهما مما يخطر ولا يخطر على البال.
[/quote]

أهو كل كلامك في الجزء الأول من المداخلة كوم ..
و من أول هنا كوم تاني خالص.

و يحق لي أن أسألك أسئلة :
1- ما المشكلة من مهاجمة الإسلام كعقيدة و النبي محمد كشخصية من قبل المسيحيين ؟
هوه إنت مش ملحد ؟
إنت راجل مش مؤمن بالخرافات و بتنكرها و بتحب أهلك و ناسك و منتمي إليهم .. جميل و رائع.

يفرق معاك ايه بقا النبي ولا الإسلام ؟
إسمح لي يعني .. أنا متأكد إنهم مش أهلك و لا ناسك و لا بلدك حتى.
يبقى ايه وجه إعتراضك ؟

2- لماذا تتجاهل مهاجمة الملحدين للإسلام و النبي ؟
تحب أضع لك روابط لمواقع إلحادية تنتقد الإسلام و النبي ....
إشمعنى من حقك أنت أن تلحد و ليس من حق المسيحيين نقد النبي و مهاجمة الإسلام ؟

3- ما معنى إطلاق النعوت القبيحة و الشتائم ؟
هل تدافع عن الإسلام أم عن الذوق و الأدب ؟ .. حدد لوسمحت.
هل يروقك لو هاجمنا النبي و الإسلام بادب و دون شتم ؟
هل لو قلت أنه بدوي و أمي ستعتبره شتم و قلة أدب ؟

لوسمحت : فسر لي الحتة ديه.

Array
وتحول بعضهم إلى "باحثين تاريخيين"، ينقبون الكتب الإسلامية الصفراء بحثاً عن كل ما ينتقص من محمد وصحابته كي يشبعون أي مسلم يقرأ لهم أو يسمعهم هزؤاً وسخرية من معتقداته وكتبه ودينه.
[/quote]

لا أفهم هنا أيضا ..
هل المشكلة في البحث التاريخي ؟
من باب : أستر عليا ربنا يستر عليك ؟

من يتخطى حدود الأدب أو الذوق فهذا لا يجعله : هجمة نصرانية على الإسلام و نبي الإسلام ..
مجرد واحد لسانه طويل شوية و ممكن تطلب منه يلم نفسه ..
يعني هي ليست ظاهرة لأن كل بشر فيهم و فيهم .. في المؤدب و السافل و الوسط
و لو قلت أن كل المسيحيين الشرقيين سفلة سأسميك طائفيا و متعصبا و مدعي إلحاد ..

عموما أنا لست مسيحيا و مع ذلك يحلو لي جدا السخرية من الإسلام و النبي و كل ما يخص الإسلام ..
إتفقنا أن الإنسان ليس العقيدة ..
هي إن صحت على أهلي فستصح على الجميع.
لو سمحت لنفسي أن أقول لأهلي أن المسيح أخطأ في حاجات كتير و فكره ينقصه الحداثه و الإنسنة ..
و لو سخرت من المسيحية و طقوسها و عقائدها و خرافاتها و حررت نفسي منها و من الإنتماء لها.

فعادي جدا لو فعلت المثل مع الإسلام ..
خصوصا إنه بيشع بداوة و رجعية.
يعني المسخرة و طولة اللسان على الإسلام لا المسلم هو أقل واجب من الملحد و هو أمر طبيعي من المسيحي ..

بل إنني أتمنى أن يهاجم كل أتباع الأديان بعضهم البعض حتى يقوموا بالتنظيف و التطوير لبعضهما.
أو تولع المسيحية على الإسلام ..

يعني أنا شايف أن مهاجمة المسيحيين للإسلام و المسلمين للمسيحية هو مساعدة مجانية للإلحاد
و تعجيل بالنهاية السعيدة و الحتمية لكل الأديان.

يعني تخيل كده كل المسيحيين بطلوا هجوم على الإسلام و تبشير ..
و المسلمين بطلوا هجوم على المسيحية أو الدعوة ..
كابوس فظيع ...
حالة ركود خانقة و تيبس في الأفكار ..
الصراع هو من يصنع الحركة و الإبداع ..
و الفرجة ببلاش كمان.

يعني واحد مسيحي يطلع لك حديث عمرك ما سمعت عنها و لا يتعاطاه المسلمين لكنه موجود في كتبهم ..
و لا واحد مسلم يطلع لك آية لو قريت الكتاب المقدس من الجلدة للجلدة عمرك ما تاخد بالك منها.

صراعهم ينفعنا ..
و خلافاتهم لصالحنا ..
و الوقت الذي ينتصر فيه الإسلام أو تنتصر فيه المسيحية فسيجد الإلحاد في ظهره ..

فرق تسد يا أستاذ .. ولا مش عارفها ديه كمان.
تحب أخترع لك : بروتوكولات حكماء الإلحاد

خليهم ياكلوا بعض ..
ديه طبيعة الأديان : العنف اللفظي و الفعلي و الأذى و العنصرية و التعالي بالإيمان
هم بيقوموا بالواجب بتاعنا ..

أمال إنت ألحدت ليه ؟

Array
بل وذهب الأمر بالسخف إلى أبعد من ذلك، إذ بدأ بعض العباقرة منهم في الحديث عن "الاحتلال الإسلامي - العربي" لمصر أولا ومؤخراً لسوريا ايضاً، وكأن مسلمو مصر وسوريا غزاة جاؤوا من الجزيرة العربية وليسوا من السكان الأصليين الذين قرر أحد أسلافهم اعتناق الإسلام في مرحلة ما ربما تخلصاً من الجزية أو طاعة لشيخ قبيلته أو إكراها بحد السيف، مثله تماماً مثل سلف سابق قرر قراراً مشابهاً لنفس الأسباب قبله ببضع مئات من السنين بالتحول من الوثنية إلى المسيحية .......
[/quote]

برضه بتخلط بين الفرد و الموضوع ..
المسلم غير الإسلام.
المسلم إنسان : يعني بتاعنا و يهمنا لأنه مننا بمزاجه أو غصبا عنه.
إتولد إنسان و هيموت إنسان .. و إيمانه لن يجعله شيطان أو ملاك.
لكن الإسلام مش بتاعنا و مش لصالحنا : يغور في ستين داهية ..

أيوة فعلا .. مصر و سوريا تعرضوا للغزو الإسلامي-العربي من 1400 سنة.
نعم كانت هناك هجرات للقبائل العربية إستوطنت مصر من شمالها لجنوبها .. ده تاريخ.
لا علم لي بهجرات القبائل العربية لسوريا
و لكن ما اعرفه هو أن سكنهم في مصر و شربهم من نيلها و أكلهم من خيراتها و عيشهم بظروفها يجعلهم مصريين رغم أنفهم.
أصلا كل البشر جوالين و الإنجليز أنفسهم من أصل ألماني ..

و نعم إعتنق الكثير الإسلام خوفا من البطش أو طمعا في التهرب من الجزية أو فقرا أو بسبب الحاجة ..
كما انه بالتأكيد هناك من صدق الدعوة .. ده بديهي.
عموما نسبة المسلمين عن إقتناع بالنسبة للمؤمنين بالقهر لا تهمني الآن لأنها مسألة تاريخية ..
و إن كنت أصدق أن الإسلام إنتشر بالسيف في الغالب ..

المشكلة الآن في الثقافة البدوية الرجعية الحاكمة .. و ليس المشكلة في أمر واقع حدث من 1400 سنة.

في كل هذا : ما هو وجه إعتراضك ؟
هل تكره المسائل التاريخية ؟
هل تطالب كل الناس بكره التاريخ و تجاهل البحث في التاريخ ؟

إنت غريب على فكرة ..

Array
هل تظن عزيزي القارئ أن هذا أسوأ ما يقال ؟ كلا للأسف، سمعتهم أكثر من مرة يردون على كل مسلم معتدل يقول لهم أن الإسلام يحترم بقية الأديان السماوية – مع تحفظي الشخصي على كلمة السماوية - وبأنه ضد الجزية والتمييز وأنه مع مبدأ المواطنة، يردون عليه بأنه جاهل لا يعرف دينه ولو عرفه لأصبح إرهابياً مجرماً مثل بقية "الهمج الغزاة" ...........
[/quote]

المسألة ليست بالكلام ..
علي بن أبي طالب يقول أن القرآن حمال أوجه ..
و أن أيضا أؤكد أن كل إنسان يجد فيما يقرأه إنعكاس لذاته و أخلاقه ..
ببساطة لو دخلت مكتبة ستجد نفسك تلقائيا في الجزء الذي تميل إليه في قراءاتك ..

يعني لو إن هناك إنسان محترم و من بيئة محترمة و له مبادئ و أخلاق .. فسيكون إلهه و دينه و رسوله على شاكلته.
و العكس طبعا ..
علشان كده لما واحد غبي و تافه زي ابن باز مثلا يبفتي فتوى أو يفسر تفسير بيبقى بيعبر عن نفسه بأكثر من الإسلام ..

لكن هذا لا يعني أن كل المواضيع سراب و إن القرآن هو مجرد مرآه ..
المسألة ليست بكلامك إنت أو رايك إنت بالذات عن الإسلام أو حتى البيئة اللي إنت بالذات إتربيت فيها.

هناك إسلام الغالبية الساحقة من المسلمين : إسلام الناس
و هناك إسلام الفقهاء و الشيوخ و المفتيين : إسلام الكهنة
و هناك الإسلام كما يعبر عنه القرآن : إسلام النص
و هناك الإسلام كما عاشه و فسره و شرحه محمد شخصيا في السنة و الاحاديث : إسلام النبي.

كل هذا يختلف عن إسلام فرد واحد وسط جحافل المسلمين الأكثر من مليار نسمة ..
لأنك إن بحثت في إسلام الناس ستجد التعصب و الجهل و التخلف ..
و لو رجعت لإسلام الشيوخ ستجد التعصب و الجهل و التخلف ألعن ..
و لو أردت مراجعة إسلام النص ستجد نصوصا واضحة و صريحة تحض على العنف و الرجعية و التخلف ..
و لو تعلقت بإسلام كقشة أخيرة ستجد نفس الكلام و ألعن ..

يعني الإنسان المسلم الطيب محاصر و مضغوط بين نفسه الطيبة و دينه الذي يتلقاه من الناس و المشايخ و يجده في القرآن و يستلهمه من الرسول.
فلا يجد المسكين مفرا إلا خداع النفس و العيش بوهم إنسانية الإسلام ..
مع إن الإنسانية إنسانية و الإسلام إسلام ..

مسلم واحد حداثي و ليبرالي و علماني و متفتح يقدر يغير ايه في الطبيعة الراسخة للإسلام الأصلي ..

الإسلام كده .. طبيعته كده .. هوه كده
بص للناس حواليك .. إتفرج على مشايخ الفضائيات .. إقرأ نصوص القرآن .. راجع سنة النبي
ألاقي الإسلام العلماني بتاعك فين ؟
بتظلم اللي بيشتكي من الإسلام ليه ؟

يمكن القرآنيين يريدون قيادة حركة إصلاح ديني لكنهم أقلية .. و مع ذلك أحترمهم و أحترم دوافعهم و توجهاتهم.
لكن لا تطالب أحدا بأكثر من ذلك ..
هوه الإسلام الشائع كده .. مسخ مشوه يحض على الإلحاد

مش الأخ ملحد ولا ايه ؟ :rolleyes:

عموما أنا رأيي و لكي ينجح القرآنيين أن يحذفوا آيات السيف و الجهاد من القرآن ..
مارتن لوثر حذف بعض الأسفار لأنها لم تروقه و الإصلاح قد يستدعي بعض العمليات الجراحية.

هل تريد تحويل الإسلام لدين حداثي روش يحترم الإنسان و حقوقه و العلم و نظرياته ؟
الأفضل أن تتم غربلته جيدا ثم تعريضه للتنافس مع بقية الأديان في درجة حرارة عالية
ثم يتم إدخاله مصحة علمية بحيث يخرج أليفا هادئا مرحا و بيحب الناس كلها.

أو نفضها سيرة و نقول ملحدين و خلاص ... بلا وجع دماغ ع الفاضي.

قال إسلام قال ..

Array
ونظراً لكوني في النهاية واحداً من هؤلاء "الغزاة الهمج" انتماءً، أريد في هذ المقال الرد على طروحات هؤلاء "الباحثين العلميين" بطريقة منهجية، وسأقسم ردي إلى قسمين، رد على منطقية الطروحات و"الأبحاث التاريخية" ورد من الناحية العملية على جدوى هذه الطروحات و"الأبحاث" من الأساس.

للمقال بقية..
[/quote]

منتظر البقية ..

كل ود :wr:

اشمعنى من حقه أن يلحد وليس من حق المسيحي مهاجمة الإسلام!!؟

لأن الحاده خيار شخصي بيمنا تهجم المسيحيين على الاسلام سلوك عدواني.. المسيحيون أقلية ولو أراد المسلمون لأخرجوهم منها.. من لايريد العيش وسط المسلمين فلهاجر لا أن يشتم جاره في السر وعلى النت.

Array
اشمعنى من حقه أن يلحد وليس من حق المسيحي مهاجمة الإسلام!!؟

لأن الحاده خيار شخصي بينما تهجم المسيحيين على الاسلام سلوك عدواني..

المسيحيون أقلية ولو أراد المسلمون لأخرجوهم منها..

من لايريد العيش وسط المسلمين فليهاجر لا أن يشتم جاره في السر وعلى النت.
[/quote]

شهرذاد .. بقولك ايه, إفهمي الكلام كويس قبل ما تردي.

الإلحاد خيار شخصي طبعا ..
و نقد الإسلام و النبي و الهجوم على العقيدة الإسلامية ليس سلوكا عدوانيا.

العنف المادي فقط هو ما يسمى سلوك عدواني : قتل , بلطجة , سرقة , حرق

سيارات . ألخ ..
لكن مهاجمة عقيدة يستحيل تسميته بالسلوك العدواني ..
إنتي بتغالطي كالعادة.

يعني سواء كان من ينقد الإسلام ملحدا أو مسيحيا أو يهوديا أو حتى بلا موقف محدد

فهو حق لنا جميعا.
لو ديكتاتور أو نظام فاشي يبقتل الناي و يعذبها يبقى لازم نعترض ..
و الأديان كلها ملك للناس كلها و من حقنا نصلحها و نعدلها و نطورها او حتى نلغيها

خالص ..

إحنا البشر أسياد الأرض, و الأديان مجرد أدوات للوعي ..
أدوات أصبحت قديمة و متهالكة ..
و من حقنا أن نهاجم أي دين أو عقيدة أو نظام سياسي او فكر لا يعجبنا.

كفاية مغالطة بقا.

ثم إن المسيحيين أقلية فعلا لكن المسلمين لا يستطيعون طردهم أو إخراجهم من

بلادهم حتى و لو أرادوا ..
جمال عبد الناصر الغبي طرد الأجانب و اليهود لما إستولى على الحكم ..
لكن اليهود كانوا أقلية صغيرة و إسرائيل أصبحت هي الملجأ المنتظر إذا قرروا عدم

الهجرة لامريكا أو أوربا.
لكن المسيحيين أقلية كبيرة و مدعومين من العالم الغربي ..
أقباط المهجر بيثوروا لو حادثة إعتداء حصلت لمسيحي واحد ..

ايه دخل الطرد أصلا في الموضوع ؟
ايه الفكرة العبيطة ديه ؟
تكونيش فاكرة ان المسيحيين عايشين في البلاد بمزاجك مثلا ..
ديه بلدهم زي المسلمين بالظبط
و لا إنتي ولا عشرة زيك تعرفي تحركي بني آدم من مكانه.

عموما أنا مش هاخد على كلام عيلة صغيرة .. إسمحي لي
كلامك عيالي قوي و افكارك بسيطة.
أنصحك أن تتركي الكلام للكبار و أن تذهبي لمواقع الطبيخ أو المكياج لتتعلمي شيئا.

كل ود :wr:

شهاب العزيز، بيوتيفول مايند، طنطاوي، شهرزاد وكل من قرأ أشكركم، وأعد المشاركين بأجوبة تفصيلية أستأذنهم بتأجيلها إلى نهاية الموضوع كي لا أتشتت،

أتابع الآن،

أولاً: الرد من الناحية المنطقية:
1 – إنكار المسيحي على المسلم استعمال نفس الآليات "العقلية" و"المنطقية" التي جعلته يتصور أن المسيحية هي دين متسامح:
يصول الجهبذ المتمسح – على وزن متأسلم إن صح التعبير - ويجول في النصوص القرآنية وكتب الأحاديث والسيرة مقتطعاً منها الاقتباسات المطولة التي تتحدث عن الحرب والدماء، ورضاع الكبير والشجاع الأقرع والتبرك ببول الرسول قافزاً بثقة من ذلك إلى الاستنتاج باستحالة إصلاح الإسلام تماماً نظراً لأنه لا يمكن أن يؤمن إنسان بعصمة بهذه النصوص ويكون بشراً سوياً في وقت واحد، أليس هذا واضحاً لكل ذي عين ؟
لكن ..
هل قرأ المسيحي العهد القديم يا ترى ؟ ألا يعرف أن ما فيه من الدماء والقتل والخرافات لا يقل، إن لم يكن يزيد عما في القرآن من ذلك ؟ ألا يعرف أن كل ما يعيبه في الإسلام موجود في كتابه المقدس وزيادة ؟
سأسأل أسئلة لا جواب عليها إلا بنعم أو لا:
- هل العهد القديم جزء من الكتاب المقدس نعم أم لا ؟
- هل إله العهد القديم المتوحش هو إله آخر غير يسوع الحمل الوديع نعم أم لا ؟
- أم هل تغيرت شخصيته عندما نضج نعم أم لا ؟
- أم هل اكتشف أن طريقة العهد القديم في التعامل مع الناس فاشلة ولذلك غير من مقاربته عل الطريقة الجديدة تنجح ؟
وحتى إذا فرضت بسحر ساحر اني أستطيع تجاهل العهد القديم والتركيز على العهد الجديد الإيجابي، لماذا أتمسك بالوصايا العشر ؟ والمزامير ؟ ونشيد الإنشاد ؟ وغيرها ؟ أليسوا جميعاً من الكتاب القديم "المنسوخ" ؟ وإذا تجاهلتها أيضاً هل أبقى مسيحي أم أن لدي ديانة خاصة لا يشاركني بها أحد ؟
أطلب من كل من "باحث" من هذا النوع ان ينظر إلى المرآة مطولاً ويسأل نفسه:
"يا هل ترى ما هي الآلية العقلية والمنطقية التي اعتمدتها في تجاهل كل ما هو مخزي في الكتاب المقدس وتصديق كل ما هو جميل" ؟؟؟
وبعد أن يجيب يسأل نفسه ثانية:
"ألا يمكن أن يستعمل المسلم نفس الآلية يا ترى" ؟؟

2 – تسهيل االرد على المسلمين بالهجوم المعاكس
سمعتها وقرأتها عشرات المرات، أسهل طريقة للدفاع هي الهجوم، فعوضاً من أن يدافع المسلم عن نصوصه الخرافية والمتناقضة والدموية ويعيد النظر بصحتها يلجأ إلى الطريق الأسهل: مهاجمة مقابلات هذه النصوص في الكتاب المقدس ثم الضحك على تناقض المسيحي الذي يعيب على المسلم ما ابتلي به هو شخصياً.
وكلام المسلم سليم، والطريف أن كلام المسيحي سليم أيضاً، فكلا الكتابين (القرآن والكتاب المقدس) حافلين بما لذ وطاب من الخرافة والتناقض والدموية مما يجعل من السهولة بمكان لأي شخص أن يسرح ويمرح بهما كما يشاء بدون جهد يذكر، ولكن العمى الإيديولوجي الذي يضرب بصيرة المتدين فيحجب عنه تناقضات وخرافات دينه بينما يترك له "العقل" و"التفكير" ليتمعن في الأديان الأخرى بتجرد يجعله يتصور أنه أتى بما لم يأت به الأولون حين يقرأ عن دين الآخرين ويكتشف عيوبه ويتعجب من "صغر عقولهم" عندما يصدقون تلك الخرافات المضحكة !!

3 – تناسي أن الإسلام قطع شوطاً بعيداً في الإصلاح فعلاً قبل الردة الحضارية بعد هزيمة المشروع العربي:
على كل من يتصور استحالة إصلاح الإسلام أن يخرج إلى السوق ويشتري فيديو عن حفلة لأم كلثوم أو عبد الحليم حافظ، ويبحث فيهما عن أي أثر للحجاب بين الجمهور، وإذا وجده فليخبرني، وهنا لدينا تفسيرين:
أ – أن كل حضور الحفلات كانوا من المسيحيين "المتحضرين"، ولكن مهلاً، فعبد الحليم وأم كلثوم هما نفسهما من "الهمج" ....
ب – أن الأمور لم تكن وقتها كما هي الآن.
كل من تجاوز الأربعين عاماً رأي بعينه التحول التدريجي نحو التشدد والخبل الديني الإسلامي المتدروش، ويعرف بالضبط ان إسلام الخمسينات والستينات بل والسبعينات وأوائل الثمانينات كان مدجناً، وديعاً وحضارياً مثل المسيحية الآن بالضبط.
هل كان يجرؤ وقتها شيخ على التكفير بسبب وبلا سبب ؟ والإقتاء ببول البعير وأفضلية النقاب على الحجاب ؟
لماذا لم يكن وقتها يوجد من يتكلم بالجزية والجهاد والتمترس ودار الإسلام والحرب ؟ كيف سمحت تعاليم الإسلام "الدموية المتحجرة" للنساء أن يتحررن وقتها من الحجاب ؟ كيف يا ترى ؟
كيف سمح المسلمين المتعصبين الهمج لفارس الخوري ونايف حواتمة وجورج حبش بتبوء أعلى المناصب ؟
أين كان المصارف الإسلامية والطب النبوي والملابس الإسلامية والجوامع المكتظة ومشايخ البزنس وزواج المسفار والمسيار ؟
وهذا كله يقودني إلى الفقرة التالية:

4 - تناسي كم استغرق إصلاح المسيحية:
يعترف الجهبذ المتمسح بوقوع أخطاء في التاريخ المسيحي – وهذه نقطة لصالحه -، فلم أسمع أحدا منهم يدافع عن محاكم التفتيش وحرق العلماء، لكنه يرميها ببساطة على البشر الذين لم يفهموا الكتاب المقدس بشكل سليم وينزه المسيحية عنها، حيث أنها نفضت عنها تلك التفاسير والتصرفات الخاطئة وأظهرت وجهها الوضاء الذي عم العالم فانتشرت تحمل النور والخلاص للبشر المعذبين التائقين للنور على أنغام القيثارة وزقزقة العصافير ......
ويتصور لسذاجته الشديدة أن القسس والرهبان والأحبار ناموا ذات يوم بعد صلاة روحية صادقة واستفاقوا في الصباح التالي وفتحوا كتبهم المقدسة وأمعنوا فيها النظر فاستنتجوا أن أسلافهم كانوا على خطأ بتعصبهم الماضي وتمسكهم بالسلطة وأن "المسيحية الصحيحة" لا تقول بحرق المهرطقين والتنكيل بالساحرات وإجبار الناس على تغيير دينها وتجييش الحملات الصليبية وتحريم الكتب العلمية.
ولكن كل من يعرف أي شيء عن تاريخ أوروبا والغرب يعرف أن معركة العقل والتنوير مع المسيحية امتدت مئات السنوات ولم تنته عملياً بشكل نهائي إلا في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين (أرجو ان يكون نهائي حقيقة، فالردة الحضارية الإسلامية يمكن أن تتكرر مثيلتها في الغرب مع المسيحية وعندها اقرأ على البشرية السلام).
معركة امتدت مئات السنوات سالت الدماء والدموع فيها أنهاراً، حاربت المسيحية فيها بالأنياب والنواجذ دفاعاً عن الخرافة والجهل والتعصب ولم تترك فيها خندقاً إلا بعد أن تقطعت بها السبل، وعندما تمت هزيمتها والإجهاز عليها كقوة سياسية بشكل نهائي على يد العقل والعلمانية والتنوير اكتشفت فجأة أنها ديانة متسامحة علمانية وأن الصراع كان سوء تفاهم بسيط لم يكن له داع أصلاً ........

وطريق الإصلاح الوعر هذا لم يكن دون نكسات وردات وكر وفر وحقب يقوى فيها التنوير وأخرى ترتد بها الخرافة والجهل إلى الواجهة، كما يحصل الآن مع الإسلام بالضبط، ومن يتصور أن التاريخ توقف في نهايات القرن لعشرين وبدايات الواحد والعشرين وأن حالة الإسلام الحالية هي قدر لا فكاك منه عليه فقط أن يقرأ الاقتنباس التالي لفولتير ويتصور نفسه مكانه وفي وقته يخضع لاضهاد رجال الدين:
“Christianity is the most ridiculous, the most absurd, and bloody religion that has ever infected the world”
"المسيحية هي أتفه وأسخف وأكثر دين دموي ابتلي به العالم على الإطلاق"

ولا يزال الوحش المسيحي الجريح الذي يلعق جراحه الآن ويلملم قواه الآن بعد الضربات التي أثخنته، لا يزال يطل بوجهه المخيف - المغطى بالمساحيق التجميلية - يحارب العلم والعقل حيث استطاع، فمن نشر خرافات الخلق والتصميم الذكي ومحاربة علم التطور، إلى الوقوف في وجه الأبحاث العلمية على الخلايا الجذعية إلى محاربة حق الإجهاض وحق إنهاء الحياة اختيارياً وغيرها.
لا يترك فرصة تفوته ينتقم بها من العقل إلا وانتهزها، لكنه حتى الآن مروض بالعلمانية، لنأمل ان يظل الأمر كذلك.

إصلاح المسيحية كان بإضعافها، من قبل العلمانية في الغرب ومن قبل الإسلام في الشرق، وإصلاح الإسلام سيتبع المسار نفسه، هكذا بكل بساطة.
مضى الآن على المشروع الإصلاحي الإسلامي حوالي 150 عاماً "فقط"، آه كم كنت أتمنى لو كانت كافية كي نتعلم، آه كم كنت أتمنى ألا نعيد نفس طريق الدم والدموع المسيحي، أه كم أتمنى الآن لو يمتد بي العمر لأرى زخم المد الإصلاحي العلماني يعود من جديد، لكني واثق من عودته فالتاريخ لم ولن ينته ويوم القيامة لن يأت ابداً.
باختصار: أروني شيوخاً لا سلطة لهم أريكم إسلاماً "حضارياً" مثل المسيحية وحبة مسك.

5 - المحاكمة التاريخية للدينين تميل لصالح الإسلام لا المسيحية. مسيحيو الشرق أنفسهم شاهد على ذلك.
من أكثر الأمر إثارة للغيظ بالنسبة لي الكلام الببغائي عن العلماء "المسلمين" مثل ابن سينا والرازي وغيرهما الذي تبارى فقهاء عصرهم في تكفيرهم ويستعلمهم دجالو وكذابو اليوم في إثبات عظمة الإسلام عبرالحضارة التي بناها !!!!!!

نفس المنطق المعوج المنافق يستخدمه الكهنة المتمسحين اليوم في تجيير تسامح العلمانية – التي حاربوها حتى الرمق الأخير في وقتها - وقبولها للآخر المختلف، تجيير هذا التسامح بكل صفاقة إلى الديانة المسيحية!!!!، ينسى هؤلاء المنافقون أن أوروربا الغربية كان عدد المسلمين فيها يساوي الصفر عملياً قبل أواسط القرن العشرين !! ينسى هؤلاء الكذابون (ليسوا جميعهم كذابون حقيقة بل يوجد قسم منهم جهلة، مثل المسلمين الذين يتغنون باليوتوبيا الإسلامية الوهمية) أن مسيحيو اسبانيا المتسامحين قتلوا وهجروا كل من هو غير كاثوليكي من الأندلس.

وجود مسيحيي الشرق بحد ذاته هو أنصع شهادة للإسلام على المسيحية بكل بساطة بغض النظر عن نصوص أي كتاب مقدس، لا أقول هذا مثل بسطاء وجهلة المسلمين الذين يتصورون أن حياة مسيحيي الشرق كانت لبناً وعسلاً تحت حكم الإسلام العادل، بكل تأكيد لا، كانو يخضعون للجزية والتمييز والإجحاف والاضطهاد وتقلبات مزاج الحكام واستعلاء الأغلبية عليهم، نعم ولكنهم ظلوا موجودين بعكس مسلمي أوروبا الذين أبيدوا وهجروا بالكامل. بل كان الشرق الإسلامي "الهمجي" ملاذاً لليهود المضطهدين في أوروبا المسيحية المتسامحة !!!!!
عندما يأتي متمسح اليوم ويقارن بكل صفاقة مساجد أوروبا التي تتكاثر كالفطر مع كنائس الشرق التي تتعرض للحصار فهو لا يقارن بين المسيحية والإسلام، بل يقارن بين العلمانية والإسلام وشتان بين المسيحية والعلمانية.
تريد مقارنة المسيحية مع الإسلام يا شاطر ؟ اذهب إلى صربيا في التسعينات وأخبرني عن حرية بناء المساجد هناك عند سلوبودان ميلوسيفيتش وراتكو ملاديتش ورادوفان كارادزيتش، أكثر من مرة رأيت صور الأخير يقبل الصليب بخشوع ...........

6 - أين الخد الأيسر ؟
كنت أتصور – ولعلي مخطئاً – أن يسوع القدوس تكلم عن حب الأعداء ومباركة اللاعنين، تكلم عن إدارة الخد الأيسر والسير ميلين عوضاً عن الميل ؟ غريب، أين هذا من المتمسح الشتام المقذع ؟
ألم يبارك المسيحيون ويغفرون لمن رماهم للأسود وسامهم سوء العذاب ؟
ألم تنتشر الديانة المسيحية عندما رأى الناس عظمة المسيحيين الأخلاقية فاتبعوهم ؟؟ (هكذا يتصور بسطائهم، كما يتصور بسطاء المسلمين أن الإسلام انتشر بالدعوة والموعظة الحسنة !!!)
أم أن كل هذا كلام فارغ وتفاهة وترهات يرددونها كالببغاءات في الكنائس ثم يرمونها وراء ظهورهم وهم يشحذون ألسنتهم وينقبون في قواميس اللغة العربية عن أكثر الألفاظ حطاً وتحقيراً للمسلم المسكين الذين يريدون له الخير ويرغبون في تخليص روحه من الجحيم بتسليمها ليسوع ؟
غريب فعلاً.

للموضوع بقية،

مع تحياتي للكل.

نقطتين يجب الإلتفات إليهم;

أولا, تجربة أوروبا كانت تجربة فريدة من نوعها وبلا تجربة سابقة ليتعلموا منها ويحاكوها ويتفادوا أخطائها وهو ليس الوضع اليوم بالنسبة للإسلام الذي أمامه عدة تجارب ليتعلم منها والعاقل من إتعظ بغيره.

ثانيا, لاأعتقد أن حجم الضغط الخارجى الذى تعرضت له أوروبا يعادل الضغط الواقع علي الإسلام اليوم وأوروبا كان لديها فسحة من الوقت أمامها لتتعلم وهو الشئ الذى يعتبر رفاهية اليوم والإسلام برغم كثافة الضغط الواقع عليه يأبى دخول بيت الطاعة بهدوء ودون ضجيج ويبدو إنه لن يدخل إلا بجرجرته علي الأرض وقذفه للداخل والتأكد من إحكام إغلاق الباب جيدا.

عزيزي Amsyr، الأخ المحترم،

من ملاحظاتي الشخصية إن العربي شخصية معقدة فهو إن خاصم فجر وإن ألحد وهو مسلم فهو يحن لإسلامه والويل كل الويل لمن يقترب من الإسلام أو يمس النبي محمد بأي كلمة. أين كنتم يا مسلمين يا ملحدين يا أنصار احترام الميراث الإسلامي عندما تضافر الإعلام العربي كله وبلا استثناء للطعن والتجريح في عقائد المسيحية ودون إدانة صغيرة منكم ولو بكلمة "عيب"؟ أين كنتم عندما خرج أحمد ديدات وكتبه التي تملأ الأسواق ومسحت بالمسيحية البلاط ولا يجروء مسيحي وقتها أن يفتح فمه وإلا تم تقطيعها إربه هذا الكافر ابن الكافر؟ امتلأ السوق العربي بكتب لا حصر لها وأكثرها هو في الطعن والتجريح في المسيحية وصارت لها شعبية فظيعة. الثقافة الشعبية مشبعة بمثل هذه الكتب والتلفزيون لا يبخل أيضا بمساهماته فيقول لنا من حين لآخر أن هناك فلان كان مسيحي وأسلم ولا يجروء واحد أن يقول إنه كان مسلم وتنصر مثل حالاتي؟ طالما أنت مسلم حتى ولو بالانتماء الثقافي فحتما تعرف موقعك من خريطة العالم الدولي الكزموبوليتاني ولن أخصص وأقول العالم المتحضر.

وعلى فكرة، تفريقك بين الإسلام السياسي والإسلام الروحاني هو مزحة ودعابة طريفة ولا تنطوي على أي واحد له عقل ويعرف أن الإسلام دين ودولة وأن الهجرة للمدينة قد أرست دعائم الدعوة وإن الإسلام ليس نوع من أنواع النسك البوذي أو الرهبنة السريانية بل "إذا جاء نصر الله والفتح....". هناك فتح. هناك هيمنة سياسية لإسلام سياسي ضمن نسيج النص القرآني مهما حاولتم تبريرها ونفيها وإقصاء أصحاب الإسلام السياسي وكأنهم هبطوا من كوكب آخر وفجأة وبقدرة قادر صاروا دخلاء على روح النص القرآن ولا تزال به سورة التوبة بأكملها دون تجميد.

وتقول:

Arrayهذه الظاهرة هي تحول البعض (وأرجو بشدة أن يكون هذا البعض قليلاً) من المسيحيين الشرقيين إلى مهاجمة الإسلام كعقيدة والنبي محمد كشخصية وإطلاق كافة الشتائم والنعوت القبيحة بحقهما وحق كل من يتبعهما مما يخطر ولا يخطر على البال.[/quote]

وهل سبق أن سألت نفسك لماذا ينشغل المسيحي من أساسه بالتفكير ولو مجرد التفكير في محمد أو نقده؟ ألعل هذا كان رد فعل في مجتمع يعامله وكأنه مواطن من الدرجة العاشرة ولا يتورع عن التجريح في عقيدته؟ وإن كنت ملحد حقاً كما تقول، لماذا تأثرت مجرد التأثر بأي كلام يقال عن محمد؟ ألعل هذا هو الحنين للإسلام؟ وأي إلحاد هذا يكون عندئذ؟ أؤكد لك أنه لو تمت معاملة المسيحيين المشرقيين أقل معاملة آدمية ومساواتهم بباقي المواطنين في جميع الحقوق لما فكر أحد بالمرة مجرد التفكير في محمد. بماذا يهمني أنا كمسيحي شخصية محمد؟ من جماله وأنا مش داري؟ :smug:

من جهة الفتح العربي أو الغزو العربي فحتما قام بتشويه ثقافتك العربية التي تحبها أسوأ تشويه وتحولت من ثقافة تعددية إلى ثقافة أحادية قمة الأحادية. البدوي لا يعرف سوى الأحادية والإسلام هو وريث الثقافة الرعوية البدوية السامية. من بلاد خرج من رحمها الإلهة عشتار إلى بلاد تفرض الإسلام على الناس ولو كره الكافرون و"طوعاً أو كرها". القرآن هو الذي يتحدث وهذه هي أقل أدبيات القرآن: طوعاً أو كرها.. وتستنكر مسألة حد السيف وكأني بالإسلام جاء من القسم الملحق بمقالات مونتاني الفلسفية :smug:حقيقة ما أغرب أمر المسلم حتى ولو ألحد! الحمد لله إن الواحد خلص من الإسلام ودون أسف بالمرة عليه.