أجواء من الترقب والقلق خشية تطورات الإضراب العام اليوم الأحد
كتب أحمد حسن بكر وعمر القليوبي (المصريون) : بتاريخ 5 - 4 - 2008
شهدت الأسواق المصرية والمخابز أمس زحاما غير مسبوق ، حرصت فيه الجماهير المصرية على شراء احتياجاتها من الأطعمة والخبز بكميات تكفيهم عدة أيام ، وذلك استعدادا للعصيان المدني المقرر اليوم الأحد ، والذي دعت إليه القوى السياسية خلال الأسبوع الماضي.
تعيش مصر اليوم الأحد حالة من القلق الشديد من ترقب تطورات الدعوة إلى الإضراب العام والعصيان المدني التي دعت لها العديد من قوى المعارضة وانتشرت على نطاق واسع عبر البريد الالكتروني والهواتف النقالة والاستيكرات والجامعات فضلا عن مصانع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى ، وتتخوف الأجهزة الأمنية أن ينفذ بعض قطاعات النقل الخاص أو العام إضرابا اليوم تضامنا مع دعوة العصيان المدني ، وهو الأمر الذي سيربك الحركة في الشارع المصري ، وتردد أن تهديدات صارمة نقلتها الأجهزة الأمنية للسائقين من أن إدارات المرور ستوقع عقوبات رادعة إذا ما شارك سائقو سيارات الأجرة في العصيان المدني.
من جانب آخر ، تلقت إدارات الأمن بجميع الشركات والمصالح والإدارات الحكومية منشورا من أمن الدولة ، طالبتهم فيه بإرسال أسماء المتغيبين عن العمل اليوم الأحد ، سواء بإجازات اعتيادية أو إجازات عارضة أو حتى مرضية .
وفي سياق متصل ، بدأت تشكيلات الأمن المركزي لحظة إعداد هذا التقرير التوجه إلى أقسام الشرطة المختلفة في شتى محافظات مصر ـ وخاصة المحافظات الحضرية ـ تمهيدا لتوزيعها على الميادين العامة، ونشرها في المواقع الحيوية والمنشآت الاستراتيجية .
كما بدأ عمال النظافة في محافظات مصر المختلفة إزالة الملصقات التي تدعو للعصيان المدني ، فيما تولت عناصر من الحزب الوطني مهمة وضع ملصقات أخرى تناشد فيها المواطنين عدم المشاركة في العصيان المدني ، بحجة أنه سيسبب خسائر كبيرة للاقتصاد المصري.
ووفقا للتقارير التي رفعت للقيادة السياسية ، فإن حالة من الترقب والقلق تسود كافة أجهزة الدولة خشية أن تحدث تطورات لم تكن متوقعة في ظل حالة الغليان التي يشهدها الشارع المصري بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار .
وعلمت " المصريون " أن تعليمات من وزارة الإعلام صدرت لكافة المؤسسات الصحفية الحكومية بإعداد تغطية صحفية إيجابية عن يوم العصيان المدني ، تركز على نشر الصور التي تظهر الزحام والتواجد الجماهيري في الشارع المصري ، والعناوين الكبيرة التي تؤكد فشل العصيان المدني بفضل وعى الشارع المصري .
كما طلبت وزارة الإعلام أن تصدر صحف الاثنين كلها للتحدث عن فشل العصيان المدني ، وبأن تتهم جماعة الإخوان وحركة كفاية بتحريض الشارع المصري على تعطيل العمل والإنتاج والإضرار بالاقتصاد المصري ، بالإضافة إلى التشديد على كافة القنوات التلفزيونية المصرية بإجراء تغطيات تلفزيونية مصورة تعرض فيها لقطات لتواجد المصريين في الشارع المصري ، وإجراء حوارات مع بعض الأفراد ليعلنوا أنهم رفضوا المشاركة في العصيان المدني حفاظا على الاقتصاد المصري .
وفي المقابل ، نجحت القوى السياسية التي دعت للإضراب الوصول للمنازل لحث المواطنين على المشاركة فيه بقوة ، في الوقت الذي وجهت فيه نداء لبعض فئات المجتمع بعدم المشاركة في الإضراب ، وعلى رأسهم الأطباء في المستشفيات والعاملين بأقسام الطوارئ والطلاب المرتبطين بامتحانات ، والاكتفاء بتعليق البادج الخاص بالإضراب على الملابس كشكل من أشكال المشاركة فيه .
وامتدت دعوة عدم المشاركة في الإضراب إلى الصيادلة ، وإبقاء صيدلياتهم مفتوحة في كل حي حفاظا على أرواح المواطنين واحتياجاتهم الدوائية ، لاسيما أصحاب الحالات الحرجة.
كما اتفقت القوى المنظمة للإضراب على مشاركة جميع الطوائف في وفقا لمحل عملها وإقامتها ، وإن كانت قد حددت ثلاثة تجمعات لانطلاق تظاهرات في ميدان التحرير والجيزة ومصر القديمة ، وحتى الآن لم يحسم مقر التجمع الرابع.
وفي سياق متصل ، أبدى العديد من شباب كوادر جماعة الإخوان المسلمين استياءهم البالغ من موقف الجماعة وقياداتها المتمثل في رفض المشاركة في الإضراب ، وتوجيهها انتقادات شديدة للإضراب وللواقفين وراءه .
واتهم العديد من شباب الجماعة قياداتها بتحويلها إلى ناد للمصالح ، لاسيما أنها أصدرت تعليمات لأعضاء هيئات التدريس بعدم المشاركة في الإضراب الأخير الذي نظم مؤخرا اعتراضا على تدنى رواتبهم.
وأكدت مصادر مقربة من الجماعة أن رفض الجماعة المشاركة في الإضراب مرتبط بالمحاكمات العسكرية الخاصة بكوادرها الأربعين ، وفي مقدمتهم النائب الثاني للمرشد العام للجماعة المهندس محمد خيرت الشاطر.
من ناحية أخير ، أصدرت الدواوين الحكومية والوزارات والمصانع والشركات التابعة للقطاع العام وقطاع الأعمال العام تعليمات مشددة للعاملين بضرورة الحضور غدا وعدم إبداء أي تعاطف مع الإضراب المعتزم تنفيذه ، مع تهديدهم بعقوبات وخيمة في حالة مخالفة هذه التعليمات.
http://www.almesryoon.com/