{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 3 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟.
المفتش كولومبو غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 622
الانضمام: Apr 2003
مشاركة: #91
كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟.
هذا المقال يلقى بعض الضوء على التحديات الإقليمية

الشرق الاوسط وشمال افريقيا يواجهان ازمة مياه

حذر البنك الدولي من ان الشرق الاوسط وشمالي افريقيا سيواجهان ازمة مياه خانقة ما لم تخصص الاستثمارات الكافية لهذا القطاع بصورة عاجلة.

وقال البنك في تقرير له عن وضع المياه في هاتين المنطقتين ان حصة الفرد من المياه ستتراجع فيهما الى النصف في عام 2050.

واشار التقرير الى ان التغييرات المناخية والنمو السكاني سيفاقمان من حدة هذه المشكلة.

ودعا البنك الدولي دول المنطقة الى معالجة مياه الصرف واقامة شبكات مياه اكثر تطورا وكفاءة والحد من استخدام المياه.

قطاع الزراعة
ويقول البنك ان قطاع الرزاعة في هذه الدول سيواجه التحدي الاكبر كون هذا القطاع يستهلك اكثر من 85 من المياه فيها.

فالمغرب على سبيل سيكون مرغما على الحد من كمية المياه المخصصة للري والتحول الى زراعات اقل استهلاكا للمياه وذات مردود مالي اكبر.

وفيما يتعلق بنوعية المياه اشار البنك الى ان تدهور نوعية المياه قد ترك اثارا سلبية على اقتصادات دول المنطقتين.

فقد تراجع اجمالي الناتج الوطني في المغرب ومصر والجزائر بنسبة 1 بالمائة بسبب تدهور نوعية المياه بينما وصل التراجع في ايران الى اكثر من 3 بالمائة.

وقالت خبيرة البنك في مجال ادراة الموارد الطبيعية جوليا باكنال في مؤتمر صحفي عقدته في الرباط بالمغرب ان المطلوب ببساطة من هذه دول هاتين المنطقتين الحد من استهلاك المياه وخاصة في قطاع الزراعة.

واضافت الخبيرة انه يجب الاقلال من فاقد المياه بسبب عمليات التبخر.

وقالت انه اذا قمنا بالتخطيط للمستقبل بشكل مناسب فان الامر سيكون اسهل بكثير من ادارة الازمة في المستقبل.

كما اشارت الى ضرورة رفع مستوى الوعي لدى الرأي العام في مجال المياه وتنفيذ مشاريع بنى تحتية جديدة مثل محطات تحلية مياه البحر.

ويقول البنك الدولي ان تونس والاردن تعتبر من الدول الرائدة في المنطقة في مجال ادراة المياه وتطوير مصادره.

ورغم ان المغرب قد بنى عددا من السدود لتجميع مياه الامطار لكن مستوى المياه تراجع في المناطق الزراعية سبعة اضعاف مقارنة بعام 1982.

ويقول مراسل بي بي سي في الرباط ان دول الشرق الاوسط وشمالي افريقيا نجحت في السابق في التعامل مع نقص المياه لكن التحديات المقبلة في هذا المجال ستكون اكبر بكثير.
04-11-2008, 08:34 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
المفتش كولومبو غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 622
الانضمام: Apr 2003
مشاركة: #92
كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟.
و هذا مقال آخر بخصوص الأرز

أسعار الأرز ستواصل ارتفاعها

يقول المعهد الدولي لأبحاث الأرز إن اسعار محصول الأرز ستواصل ارتفاعها طالما قل العرض عن الطلب.

ويضيف المعهد ومقره الفلبين في بحث "الأرز اليوم" إن هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة كيفية مضاعفة انتاج هذا المحصول.

وقد ارتفع سعر محصول الأرز خلال العام الماضي بنسبة 70%، مع تسارع الزيادة في الأسابيع الأخيرة.

وفرض العديد من الدول المنتجة للأرز في الفترة الأخيرة قيودا على تصديره.

"مزيد من الأبحاث"
ويقول سوشيل باندي الاقتصادي المختص بشؤون الزراعة في المعهد الدولي لأبحاث الأرز " إن اختلال التوازن بين العرض والطلب يعود لتضاؤل المخزون منه خلال الأعوام القليلة الماضية.

ويضيف "لقد دأبنا على استهلاك كميات أكبر بكثير مما يمكننا إنتاجه، وإن هناك حاجة لدراسة كيفية زيادة إنتاج الأرز لمعالجة هذا الاختلال".

ويقول المعهد إن عوامل عديدة تقف وراء الارتفاع في أسعار الأرز.

إذ تتقلص مساحة الأراضي المخصصة لانتاج الأرز وكذلك المتوفر له من مياه الري بسبب استخدامها في المشاريع الصناعية والحضرية.

كما أن تزايد إقبال الطبقة الوسطى في المدن الآسيوية وخاصة في الهند والصين على استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان يؤدي إلى تضاؤل مساحة الأراضي المخصصة لزراعة الأرز.

كما أضرت بالإنتاج أيضا ـ كما يقول البحث ـ عوامل أخرى مثل حدوث الفيضانات في إندونيسيا وبنجلاديش وبرودة الطقس مؤخرا في فيتنام والصين.

وهناك قيود على تصدير الأرز في عدد من الدول الكبرى المنتجة للأرز مثل الهند والصين وفيتنام ومصر.

والأرز هو الطعام الرئيسي لنحو ثلاثة مليارات من البشر في العالم كله.

كما ارتفعت أيضا بنسب لم يسبق لها مثيل أسعار محاصيل أخرى مماثلة مثل فول الصويا والذرة والقمح.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-11-2008, 08:38 PM بواسطة المفتش كولومبو.)
04-11-2008, 08:36 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #93
كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟.

مستقبل الدين .

"إن المستقبل أبعد ما يمكن أن يفرز نموذجا موحدا للدين ، و لكنه سيدفع التدين إلى اتجاهين متضادين."


تمهيد .

تدل كل قياسات الرأي العام أن متبعي الأديان التقليدية يتقلصون بشكل مطرد في الدول المتقدمة خاصة في أوروبا ، فعلى سبيل المثال كانت نسبة المؤمنين في ألمانيا حوالي 66 % عام 1982 ، انخفضت إلى 33 % عام 2004 ، و بالتالي وفقا للمنحى السائد منذ نهاية القرن ال20 من المتوقع ألا تزيد نسبة المؤمنين في شعوب مثل الألمانية أو الفرنسية عن 15-20 % في عام 2025 بينما ستكون النسبة أدنى في شعوب الشمال مثل السويد أو حتى هولندا ، و ستكون النسبة متدنية للغاية عام 2050 ربما لا تتجاوز 5-10 % في معظم الشعوب الأوروبية ، بناء على ذلك فمن المنطقي أن نتوقع أن يضمحل الدين و يفقد تأثيره باستمرار حتى يختفي في لحظة تاريخية ما نتيجة الصراع بين الليبرالية و الدين ، و لكن هذا لن يحدث خلال ال30 وربما ال50 سنة القادمة وفقا للزاوية التي استشرف منها المستقبل لأسباب متنوعة و متناقضة ، فالتغيرات المستقبلية الحادة كما أرى سوف تعمل في اتجاهين متناقضين : فهي تضعف التدين التقليدي من جانب ،و لكنها ستخلق طلبا على روح التدين من جانب آخر .

و حتى لا يكون هناك أي غموض نؤكد أن ذلك لن يكون نكوصا عن روح العلمانية ، فالدين سيظل قضية شخصية و ستبقى تلك هي الفكرة المحورية في ثقافة القرن 21 ، وهذا يعني بوضوح لا يقبل أي ظلال أن الدين سيفقد وضعه العام كلية ، هذا الموقف لا يعني إلغاء الدين بالضرورة ، و لكنه يعني فرض حظر تام على اعتماد الأديان كأساس للممارسة السياسية أو مرجعية اجتماعية و ثقافية سوى في بعض المجتمعات المارقة التي ستكون معادية للبشرية .
أما لماذا نستبعد فرضية إنتهاء دور الأديان في الحضارة الإنسانية خلال السنوات 50 القادمة فلأسباب :
في المركز من المجتمع المعولم تقبع المجتمعات الغنية ، حيث سيتزايد الوعي بأن تصدر المكون المادي في الحياة لن يحل كثيرا من القضايا ذات الإجابات المتنوعة ، وهنا يبدوا دور الدين و الفلسفة مطلوبا و ضروريا ( كثيرون يرون أن هذا الدور سيظل مقصورا على الفلسفة دون الدين ) . هذا معناه أن على الفلسفة و ربما الدين أيضا – كتراث أخلاقي و ليس كمطلق تقديسي - أن يخاطبا الإنسان العادي مباشرة ، إن المجتمع الأغنى و الأكثر ثقافة هو المجتمع الذي يميل بشكل متزايد للتفكير بعمق فيما يفعله ، مثل هذه المجتمعات ستستدعي روح التدين و الفلسفة مرة أخرى و سيكون عليهما المساهمة بدور قيادي في البحث عن هياكل ثقافية و إجتماعية بديلا عن الهياكل المركزية القديمة مثل الأسرة و الأخلاق و دين القداسة القديم ، كذلك سيكونان ضروريين لإجراء الحسابات الأخلاقية بالغة التعقيد و الغير مسبوقة التي يفرضها التقدم : مثل الاستنساخ البشري و الموازنة بين الصناعة و البيئة و التضحية بسلالات بشرية بذاتها لصالح البشرية كنوع و المفاضلة بين قيم الحرية و العدل ... الخ .
أما في المحيط فمازالت الأنماط الثقافية الغربية سائدة بل و ستزدهر نتيجة لتفجر العولمة الثقافية ، و بينما يرى الغرب في تلك الأنماط تقدما و قيما أخلاقية فهناك من سيراها -خارج الغرب - مجرد غزوا ثقافيا و امتدادا للهيمنة السياسية والاقتصادية للإمبرياليين الغربيين ، و لأن المستقبل لن يكون ملائما للجميع خاصة للفقراء ، و لأن خطط التنمية قد تفشل في الاستجابة لصدمة المستقبل و تحدياته ، كما نلمس في بعض المجتمعات العربية بالفعل ،فإن الدين الذي يرتبط بروابط قوية بثقافات الجماعات المحلية يتم استدعاؤه لملء الفراغ ،و هكذا يجري التعبير عن المصاعب الإقتصادية خلال الخطاب الديني ، في هذه الحالة يقوم المجتمع بالعودة إلى الرؤية التقليدية التراثية للدين ، هذا الخيار المحافظ هو الذي يعيد إنتاج الدين الأصولي ويدفع به إلى مكان الصدارة على الأطراف في مجتمع المستقبل كظاهرة طبيعية !.
إن استمرار تلك الظاهرة سيتناقض بشدة مع آليات التقدم المحبذة للتمايز الوظيفي و ليس الإقليمي ،و لكن الأصولية تطور نفسها دائما و بهذا يمكنها أن تقاوم لزمن ما تكبح خلاله مد التحديث في بعض المناطق انتظارا لتداعي مجتمع المستقبل ذاته مثل أي مجتمع تاريخي آخر، والأصولية في ذلك تلجأ لمختلف حيل البقاء مرتدية أقنعة لقضايا حقيقية مختلفة مثل العدل الاقتصادي و الضيم التاريخي .
إن المستقبل أبعد ما يمكن أن يفرز نموذجا موحدا للدين ، و لكنه سيدفع التدين إلى اتجاهين متضادين ، أحدهما هو نتيجة التفاعل الإيجابي مع قيم المستقبل و يمكن أن نطلق عليه النموذج الهيوماني أو الليبرالي ،و الثاني هو رد فعل عكسي على ضغوط (أو صدمة) المستقبل و يتميز بالارتداد إلى الجذور و يمكن أن نطلق عليه النموذج الإنتكاسي أو الأصولي .

أولا : النموذج الهيوماني .
أهم ملامح هذا النموذج هي :
1. الاعتراف بالخبرات الروحية المخالفة ، كما أن قادة الدين يرون احتمالات الخلاص و التنوير في تراثهم و لدى الآخرين أيضا ، هذه القيادات تعلم أنها لا تملك الحقيقة المطلقة ،و لكنها تحاول استيعاب التوجيهات الرشيدة لنخب الديانات و الفلسفات العالمية الكبرى ، وهي لا تقدم ثقافة أو ديانة بذاتها كحقيقة مطلقة أو مفصحة لإرادة الله و مشيئته .
2. توجيه جهود المؤسسات الدينية لتقديم الخدمات المساعدة و الاهتمام بأحداث الحياة الهامة والاحتفاء بالنجاحات البشرية و بالشفاء الروحي و تقديس حق البشر في السعادة .
3. الدعوة إلى الإله باعتباره إلها خيرا خدوما ،و قدوة أخلاقية للبشر يحاكيه الناس في علاقاتهم ، إن إله المستقبل الليبرالي لن يكون عبوسا ولا متطلبا بل ليبراليا متسامحا و مرشدا هاديا لأبنائه .
4. النظر إلى الشر باعتباره نقيصة أخلاقية سلبية من الواجب سدها ،و ليس وجودا إيجابيا يجب القضاء عليه في الآخرين الذين يجسدون الشر ، أي أن مواجهة الشر يتم خلال تحرير الأشرار من شرورهم !.
5. ينصب اهتمام زعماء الدين و قادته على قضايا السلام و العدل و المساواة و العمل من أجل استمتاع المحرومين بفوائد المؤسسات الحديثة .

ثانيا : النموذج الأصولي ( الإنتكاسي ) .
النموذج الأصولي الإنتكاسي ليس مرتبطا بدين دون آخر ، و لكن ينتظر أن يختفي هذا النموذج من العالم باستثناء الحركات الإسلامية الأصولية ، التي ينتظر أن تستمر على الأقل خلال 20 أو 30 سنة القادمة ،و مثلها حركات أكثر محلية مثل الأصولية اليهودية في فلسطين،ومن أهم ملامح هذا النموذج .

1- العودة إلى الرؤية التقليدية للمقدس كرد فعل على حركة المجتمع الذي يتحرك في اتجاه مخالف للموروث القيمي و الثقافي ، لذا فالنموذج الأصولي أكثر انسجاما مع روح التقديس ، و لكنه سيكون في صراع عنيف مع الاتجاهات السائدة في البنية الاجتماعية العالمية .
2- إحياء الماضي و العودة إلى الطرق التقليدية لتمكين الدين من أن يكون المرجعية المعرفية و أداة نقل عناصر المعلومات الرئيسية ، مع ما يصاحب ذلك من عودة الخطاب الثقافي السلفي و ظهور الرموز التراثية مثل الشياطين و الملائكة و القطيعة المعرفية مع الحضارة ، كما هو الحال في السعودية و إيران الآن .
3- التركيز الكبير على مجموعة القوانين الخاصة بثقافة ما (مثل الإسلام السني أو اليهودية ) باعتبارها وحدها المفصحة عن المشيئة الإلهية ، و محاولة المحافظة على المعايير الدينية عن طريق التشريع ، و التأكيد على ضرورة جعل المعايير و القيم الدينية ملزمة بشكل جماعي و تجاوزها لاختيار الأفراد .
4- التعبئة السياسية في خدمة العقيدة الدينية ، و السعي إلى السيطرة المطلقة على إقليم محدود تسوده ثقافة محددة و عزله ثم السيطرة على التعددية الثقافية فيه ، كما حدث تحديدا في إيران و السودان و يحدث في فلسطين و هناك محاولات قوية في مصر حاليا ، هذا الإتجاه يمكن أن يستمر مسببا تخريبا تاما لمجتمعات إسلامية بأكملها .
5- تقسيم تقريبي للعالم إلى نحن وهم .. إلى فسطاط الإيمان و فسطاط الكفر و جند الله و جند الشيطان ، و الاستعانة بالتمايز الطائفي و الإقليمي داخل النسق السياسي العالمي ،و التأكيد على تضامن الجماعة .
6- فهم القداسة الدينية أنها تطبيق المتلازمات الدينية للبنى الاجتماعية الماضية على مختلف تقسيمات الحاضر ، مثل نظام الأسرة متعدد الزوجات و ... .
7- محاولة دفع النسق الديني و قيمه إلى مكان الصدارة بين المجالات الوظيفية المتعددة ،و بالتالي السعي إلى محو تمايز العديد من المجالات الوظيفية مثل الأسرة و السياسة و التعليم لصالح هيمنة النسق الديني كما هو حادث في إيران و السعودية و مصر . .

هل يمكن أن يتعايش الإسلام مع العالم في المستقبل أم أن التصادم حتمي ، وما هو مستقبل الأصولية الإسلامية في القرن 21 ؟.
هذا هو ما سنحاول استعراضه في المداخلة القادمة

(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-12-2008, 02:31 AM بواسطة بهجت.)
04-12-2008, 02:20 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نادين غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 55
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #94
كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟.
صديقي العزيز بهجت

أنت رائع
ومداخلتك الأخيرة
زخمة
وثقيلة
أنتظر مداخلتك القادمة ولي من بعدها تعليق بسيط

فأتمنى أن يتسع صدرك لها
وهو أمر عهدناه فيك دوماً

كل المودة والاحترام . نادين
04-12-2008, 06:59 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #95
كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟.

الأخت الكريمة نادين .
كل تقدير .
في انتظار استكمال مداخلتك الأخيرة .
أرحب و بشدة بأي ملاحظات حول موضوع مستقبل الدين ، فهو نتيجة جهود لفترة طويلة ، و أحيانا أشعر أني مضيت فيها بعيدا و وحيدا ، لا يوجد كما تعلمين تصور مشترك بين المفكرين خاصة بين العرب لمثل هذه القضية تحديدا ، فهناك من يحسم الأمر بأن الدين قد انتهى أمره ، و أن الإله قد مات وهم منشغلون في استخراج شهادة الوفاة ،و هناك على النقيض من يخلط بين عودة المقدس في الخطاب السياسي الدولي وعودة المقدس ليسود العالم من جديد ، وهناك من يتحدث عن مساومة تاريخية بين الأصولية و الدين ،ومن هؤلاء بالطبع مفكرون عرب يسترضون جماهيرهم المتهيجة في الشوارع ، هناك أيضا من يعزل التطورات المتوقعة في الثقافات الكونية الكبرى عن المكون المادي للحضارة ، فيتصورون عقلا يتجاور فيه مس الجن مع الخلايا الجذعية و أينشتين مع ابن تيمية في تناغم عاطفي ، إن السوابق التاريخية لن تسعفنا أيضا فلا توجد سوابق تاريخية ، فنحن لن نستبدل عقيدة مادية كالماركسية بعقيدة دينية غيبية ، لن نثور على الآلهة و نستبدل التاريخ بهم ، و لكننا نطرح عالما جديدا بلا عقائد ، و نتحدث عن سياقات غير مسبوقة لروح التدين ، إن فن المستقبل كما أراه يكمن في أن نعرف أين نتوقف ثم نمضي أبعد قليلا ،و لكني أخشى أننا كعرب توقفنا مبكرا جدا عما يجب و لم نمض بعيدا إلى أي مكان .
...............................
الأخ العزيز كولمبو .
مداخلاتك كلها جادة و هامة ، وهي تستحق أكثر من قراءة و تعليق .
و بالفعل أعددت بعض التعليقات ، و لكني إنتظارا للمزيد من تلك المداخلات الجادة ، أفضل طرح التعليقات مرة واحدة في النهاية .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-12-2008, 11:22 PM بواسطة بهجت.)
04-12-2008, 11:20 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #96
كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟.
“ لن يتم فعل شئ بعد الآن دون أن يشارك العالم كله فيه " . بول فاليري


منذ بداية القرن 19 وحتى اليوم ظل الليبراليون و الاشتراكيون يحلمون بثقافة عالمية واحدة كل برؤيته الخاصة ، لدهشة الجميع بدأ هذا الحلم يتحقق ، حيث أدت الحداثة إلى تآكل الخصوصيات المحلية و بزوغ مجتمعات متنقلة هائلة و متشابكة و مرنة ، حتى بدت أكبر الدول القومية مجرد محطة في سلم ارتقاء البشرية ، كان ذلك بشيرا بعصر جديد حيث تذوب الحدود و التصنيفات لصالح مفهوم المجتمع الإنساني الواحد ، ربما لم تأت العولمة بثقافة متجانسة بعد، و لكنها نجحت في تنظيم التنوع بين الثقافات التي تتفاعل بشكل غير مسبوق في التاريخ الإنساني ، هنا تتفجر الأصولية الإسلامية لتصبح أخطر تحدي يواجه المشروع الثقافي الكوني الواحد ، فهذا المشروع لم يواجه منذ بدايته تحديا يماثلها من حيث الطبيعة أو الالتواء و الاستغلاق على التحليل و الفهم.
إن الأصولية الإسلامية ستظل الخطر الحقيقي الذي يهدد العالم كله خلال السنوات العشرين وربما الثلاثين القادمة ، و لكنها تهدد بشكل أخص و مباشر الدول الإسلامية ذاتها ، و يجب أن نعرف أن التصادم بين الإسلام و العالم المعاصر أصبح تصادما حقيقيا و ليس احتمالا يمكن تفاديه ، إننا بالفعل نعاني ظواهره المتفجرة في كل مكان ، أعمالا إرهابية يقوم بها إسلاميون غاضبون ضد كل الهويات البشرية بما في ذلك مواطنيهم ، يقابلها غزو عسكري سافر يشنه الغرب ضد كيانات إسلامية يراها مارقة في أفغانستان و العراق وفلسطين وربما إيران و غيرها لاحقا . المدهش أن المسلمين ينقادون خلف الأصوليين - الذين شنوا تلك الحرب الدينية منذ البداية - إلى مواجهة لا تكافؤ بين أطرافه ،هذه المواجهة تشبه انتحارا أكثر منه صراعا .

أين المشكلة إذا ؟
إن الإسلام كأي دين آخر له وجهان هما الوظيفة الروحية وهناك أيضا تأثيره العام ، وهذا ظاهر في النفوذ الذي تمارسه قيادات الدين على المجتمع ككل ، إن ممارسة الإسلام لوظيفته في نسقه الديني لا تعني سوى المسلمين الملتزمين دينيا ،و لكن المشكلة كلها تنشأ عندما يمارس الإسلام تأثيره العام على المجتمعات الإسلامية كنموذج أصولي قياسي ، فهذا النموذج بلا نظير تقريبا لأنه يتصادم مع الجميع ، ولكن في مجتمع المستقبل من المستحيل أن يحتفظ دين ما بتأثيره العام حتى لو ظل محليا إذا تصادم مع النسيج الثقافي للمجتمع العالمي ، فحتى الأديان المحلية ستمارس تأثيرها العام على أنساق مهنية أضحت عالمية عابرة للمجتمعات البشرية ، هذه الحقيقة تذكرنا بقول بول فاليري :" “ لن يتم فعل شئ بعد الآن دون أن يشارك العالم كله فيه " .
في ظل تهميش النموذج الإسلامي الليبرالي الإنساني نجد أن هناك أصوليتان و ليس أصولية واحدة تتقاسمان قيادة المسلمين : الأولى الأصولية السنية الوهابية- الإخوانية ، و الثانية هي الأصولية الشيعية الإمامية .

الأصولية السنية .
الأصولية السنية هي الأخطر و الأكثر انتشارا فهي تحكم بالفعل في السعودية أهم الدول العربية بما لا يقارن و المنتج الرئيس للنفط في العالم ، وأيضا السودان و اليمن و فلسطين و يخشى أن تكون في طريقها للحكم في دول أخرى مثل مصر و الأردن وربما غيرهما . هذه الأصولية تمتلك بالفعل نفوذا قويا على مؤسسات الدولة في أكثر من دولة مثل باكستان و المغرب ، و يمتلك الأصوليون الإسلاميون تنظيمات مسلحة و ثروات طائلة ومؤسسات مالية كبيرة في كل مكان في العالم ، و يمكن اعتبار الوصول إلى مركز قيادي إسلامي يعني ضمنيا الدخول إلى نادي الأثرياء ، كل ذلك يعطي للسنية الأصولية تأثيرا طاغيا .
يقر العالم كله أن السعودية هي مركز الأصولية السنية و هنا تكمن المشكلة ، فالسعودية ليست مستودعا عالميا للأصولية فقط و لكنها أيضا مستودع الطاقة العالمية و الحليف الرئيس للغرب في المنطقة ، هذا يجعل من المجتمع السعودي العدو الرئيسي للغرب و لكنه يجعل من الحكم السعودي حليفه الأول !.إن تدمير معاقل الوهابية يعني إصابة النظام السعودي كله في مقتل ،وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث للمصالح الغربية بل و للاقتصاد العالمي ، فالنظام السعودي ينفرد بين الأنظمة العربية بل وربما الإسلامية أنه لا يمكن الاستغناء عنه أو إحلاله بآخر ، إن مصر هبة النيل و لكن السعودية هبة آل سعود و بدونهم ستتحول الجزيرة إلى عشرات الإمارات المتقاتلة و تعم الفوضى في كل مكان ،وهذا يعني ببساطة ندرة في الطاقة و انهيار النظام الاقتصادي القائم حاليا .
لو حاولنا صياغة هذه المعضلة بشكل بسيط سنجد أمامنا عبارة أشبه بالدراما الإغريقية تقول :" إن الانتعاش العالمي يعني في جزء منه دعم النظام السعودي ، و هذا الدعم يعني أيضا في جزء هام منه دعما للأصولية السنية ، أي أن الإنتعاش العالمي يعني دعم أعداء العالم ، هذه الحقيقة تقودنا مباشرة إلى متناقضات العقل العربي التي لا قرار لها ولا غاية . بالإضافة لخصائص النموذج الديني الأصولي ، تتميز الأصولية الإسلامية السنية بعدد إضافي من الخصائص أهمها من وجهة نظري هي :
1. هي النموذج الأكثر شيوعا و الأوسع تعبيرا عن التدين السني نتيجة طبيعية لتهميش الإسلام الليبرالي الذي يتحول تدريجيا إلى خيار ثقافي للصفوة و ليس ممارسة شعبية .
2. ارتباطها على مستوى القمة و أجهزة الدعوة و التنظيم بالطفرة النفطية ، فالبترول هو الممول الرئيسي للأصولية السنية في مختلف دول العالم ،و لكنها ترتبط على مستوى القاعدة بالفقر و التخلف فهي تنتشر في الشعوب الأدنى على سلم التنمية ، حتى أن البعض يراها مجرد أيديولوجية بدائية تلائم الشعوب الأكثر تخلفا في العالم .
3. إقصائية بشكل مطلق (مضادة للبشرية) و تتميز بالتصادمية و العنف المجاني في صراعها الدموي مع مختلف الأديان و القوميات ،.و اعتماد الإرهاب كأداة رئيسية للجهاد الإسلامي .
4. السطحية و الضحالة الفكرية فهي تجسد أكثر درجات التناقض المعرفي مع العلوم و الثقافات المعاصرة ،وهذه السطحية متلازمة فكرية للأصولية نظرا أنها نتاج لتزاوج بين خطاب أحادي ساذج لفقهاء من البدو الرحل المنعزلين في نجد مثل محمد بن عبد الوهاب و موظفين صغار من فلاحي الدلتا المصرية الفقراء مثل حسن البنا و سيد قطب .
5. واسعة الانتشار جغرافيا ، فهي تنتشر أفقيا من إندونيسيا حتى المحيط الأطلنطي ، بالإضافة إلى وجود جاليات سنية كبيرة في كل مكان من العالم بما في ذلك أوروبا و الولايات المتحدة .
6. تتغذى على الفشل و الإحباط و الهزائم المتصلة التي تحمل رصيدا مذهلا منها .
7. التسليم المطلق للقيادات التنظيمية و قادة الفكر الديني ، و تداخل السياسة مع الدين بشكل بنيوي .

الأصولية الشيعية.
نعلم مبدئيا أن الأصولية المذهبية تهيمن على العقل الشيعي في كل مكان ، وهي بالفعل تسيطر على مؤسسات الحكم في دولة إسلامية غنية منتجة للنفط هي إيران ،هذه الدولة يراها الغرب كيانا خطيرا مارقا يسعى لدخول النادي النووي كي تردع الكفرة ( كل العالم عداها ) ، و يسيطر الأصوليون الشيعة أيضا على الحكم في العراق ، و العراق في طريقه لينضم إلى إيران كثاني دولة تحكمها الأصولية الشيعية و سوف يتحقق ذلك بشكل حتمي وبمجرد حصول العراق على سيادته كاملة سواء جرى تقسيمه أو ظل موحدا.رغم هذا ستظل الأصولية الشيعية أصولية محلية يمكن حصارها و استئناسها ، خاصة أن الإيرانيين يمتلكون تراثا براجماتيا واضحا و متغلغلا في ثقافة البازار
ك

كيف يمكن أن يتطور الصراع بين الإسلام الأصولي و العالم ؟. هذا ما سأحاول الإجابة عليه في مداخلة قادمة .

(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-13-2008, 02:01 AM بواسطة بهجت.)
04-13-2008, 01:57 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #97
كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟.
" طالما أن حاضرنا العالمي بلا ماضي مشترك ، فإن كل المواريث وكل تواريخ الماضي بلا معنى الآن " حنا أرندل .

ثقافة مارقــــــة .

منذ 11 سبتمبر تحتل قضية الأصولية الإسلامية الجهادية مكان الصدارة من اهتمام العقل الغربي ، هذه الحوادث أدت إلى كبح التوقعات المتفائلة لإمكانية دمج المسلمين في مجتمع العولمة لتثير من جديد مفهوم الثقافات المارقة ، و تؤكد أكثر الأفكار تشاؤما حول حتمية صراع الإسلام مع الحضارة المعاصرة. إن الأصولية ليست فقط قرحة روحية كما وصفها روجيه جارودي و لكنها أيضا حماقات سياسية و خراب اقتصادي ، يمكننا أن نرى ذلك بوضوح عندما نعرف أن الأهم للبلاد الأقل تطورا - مثل كل الدول الإسلامية تقريبا - هو أن تزج بنفسها في السلسلة السلعية و الدورات النقدية العالمية كي تتجنب الإستبعاد السياسي و الاقتصادي ، من التكرار إذا أن نؤكد على أهمية تبني تلك البلاد سياسات توافقية لتحقيق أهدافها في التنمية و التطوير ، بينما لا تعني الأصولية سوى حتميات التصادم و مزيدا من العزلة و التردي الاقتصادي و الطغيان و القهر الداخلي و التخلي الطوعي عن منجزات الحضارة .
كان علينا إذا أن نتخطى العبارات الدينية التعميمية ، و أن نستفيد من الرؤى المعرفية العميقة لنظريات الحداثة و تطبيقاتها في مجتمعات أخرى ، كان علينا أن نفهم كيف تستطيع هذه الرؤى الواقعية أن تفسر و توضح قضايا التنمية الحالية ، كان علينا كل ذلك لا أن نحيل الدين مشجبا نعلق عليه عجزنا و تخلينا عن الحاضر و المستقبل معا.. بدلا أن نحيله إلى أفيون انتهت صلاحيته !. من يبحث عن الحل لمشاكل التنمية في عقيدة دينية سيكون مجرد أحمق يبحث عن الماء في مستودعات البترول ، فلا يمكن التحرر من علاقات التبعية التي يفرضها النظام العالمي سوى خلال أفكار علمانية بديلة ، هذا ما حدث بالفعل في أمريكا اللاتينية عندما كانت العودة إلى أفكار ( فريدرك ليست) الألماني و ليس إلى العهد القديم مبعث الإلهام للذين سعوا من أجل درب مستقل للتنمية .
علينا أن نوقن أن الإسلام الأصولي هو ممارسة سلبية للدين ، فهو يقودنا و بشكل تلقائي إلى التصادم المجاني مع البشرية ، بل مع أفضل ما حققته البشرية من فرص التقدم . إن الفرص العملية لهذه الأصولية ضئيلة و لكنها ستكون منعدمة على المدى الطويل ، فهي مجرد نتوء حاد .. مجرد نتوء في المسار العام لمجتمع المستقبل .
تواجه الأصولية الإسلامية ضغوطا متزايدة بالفعل ، هذه الضغوط ستقوم عند مستوى محدد ربما في السنوات العشر أو ال15 القادمة بتفتيت الغلاف المتشقق الذي يضم كتلتين مختلفتين من المجتمعات الأصولية ، وهما :
1- الكتلة الأولى هي بعض شعوب الشرق الأوسط التي تمثل منابع النموذج الأصولي ، وهي محدودة بطبيعتها و إمكانياتها ، فالنموذج السني يستمد منابعه من المؤسسة الوهابية السعودية و بعض المجتمعات القريبة التي تدور في فلكها ، خاصة تنظيمات الإخوان المسلمين و الجهاد في مصر و فلسطين و اليمن و الأردن وسوريا ، بينما تمثل إيران و امتدادها المذهبي القريب منابع الشيعية الأصولية ، ومن المنتظر أن تتمترس الأصولية في تلك المجتمعات ،و من هناك تخوض صراعا دمويا مكلفا قبل انهيار النموذج الأصولي و المجتمعات الحاضنة له ، كما انهارت كل الشموليات الأخرى في العالم عقب هزائم مدوية .
2- الكتلة الثانية : باقي المجتمعات الإسلامية التي تصب فيها أصوليات إسلامية بنسب متفاوتة ،و سوف تنفصل تلك المجتمعات تدريجيا عن التيار الأصولي تحت الضغوط العالمية ، و تتبنى نماذجا أكثر تعايشا من الإسلام ، و هنا نتذكر مجتمعات مثل المغاربية و لبنان ( باستثناء شيعة الجنوب ) وسوريا و تركيا .
ينتظر أن يستمر العالم في التعامل مع البؤر الأصولية بنفس الترتيبات الحالية مع بعض الإضافات و ربما التوسعات هنا و هناك ، هذه الترتيبات – في وجهة نظري - تتشابه للتقريب مع تلك المتخذة مع الملفات المصابة بفيروسات .
1- محاولة إصلاح المجتمعات الأصولية الهامة التي لا يمكن الاستغناء عنها ، وهذا يحدث بالفعل مع السعودية و دول الخليج و بدرجة ما مع مصر ،و النتائج الأولية كلها محبطة للجميع ، و من المنتظر أن تتوقف تلك الآلية الإصلاحية الصبورة في المستقبل لصالح إجراءات عدائية عنيفة .
2- حصار محكم حول المجتمعات التي لا يمكن إصلاحها ولا تدميرها مثل إيران وحلفائها في سوريا و لبنان .
3- تدمير و تفتيت المجتمعات التي لا يمكن إصلاحها و لا جدوى من حصارها ، وهذا ما يحدث مع السلطة الفلسطينية بالفعل ، و ينتظر أن يحدث في مجتمعات أخرى كالسودان .
الأصولية هي مشروع بلا مستقبل كما هو جلي ،و لكنها لن تختفي هكذا لمجرد أن نصيح في وجهها و نقنعها بالمنطق أن تغادر تلك الشعوب الضائعة و تتركها لمصير أفضل ، هذا المصير لن يكون في كل الأحوال زاهيا بشكل استثنائي بسبب تسكع تلك المجتمعات الطويل في دهاليز التاريخ . سوف يستمر النموذج الأصولي الإسلامي لفترة قد تطول لسنوات طويلة ربما 20 او 30 سنة ، و يتوقف ذلك على عدة عوامل :
1- مدى النجاح في فرض الانضباط على التدفقات المالية الخليجية إلى البنى الأصولية و الإرهابية ، ووضعها تحت الرقابة الدولية اللصيقة ، فالتمويل الخليجي هو شريان الحياة للأصولية .
2- مدى نجاح عمليات إصلاح التعليم و محو الأمية و القضاء على الجهل في المجتمعات الإسلامية الأكثر تخلفا في هذا المجال ، باكستان والسودان و اليمن و صعيد مصر مثالا .
3- الجهود التي يمكن أن تبذلها النخب المحلية من أجل نشر قيم الاستنارة و التطور و الحداثة ، وهنا ننظر إلى الليبرالية السعودية تحديدا ، بالرغم من الإحباط و الضعف الذي تعانيه تلك النخب بسبب الإرهاب الديني و عداء السلطات المحلية .
4- إمكانية فك الارتباط بين القومية الفارسية و الأصولية الشيعية ، وفصل القيادات الدينية الإيرانية عن امتدادها المذهبي في الدول المجاورة ( العراق تحديدا ) .
5- نجاح الغرب في إعادة الوحدة لصفوفه بعد الصدع الكبير الذي أدى لتفارق المسارين الأوروبي العلماني و الأمريكي المسيحي الجديد .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-13-2008, 04:08 PM بواسطة بهجت.)
04-13-2008, 04:05 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نادين غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 55
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #98
كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟.
(f)

تحيتي لبهجت وبقية الأصدقاء والأعزاء

قبل أن أمضي معك متوازية في مستقبل العلاقات الإنسانية والدولية

سأتلو بفكرة تراودني عن حاجة الإنسان للدين

ومتى يصبح الدين هو أساس حياته اليومي

في سوريا ينمو دور الدين بشكل كبير، لاعمقاً بل ظاهرياً
وبات التقاليد الإسلامية ومن ثم المسيحية وحتى خواص كافة الطوائف التي تشكل النسيج الإجتماعي السوري هي الشاغل لدى أغلب العامة هنا

وحتى الطوائف التي عرفت بعلمانيتها النسبية وابتعادها عن طقوس العبادة باتت تنتسب إلى تيار ديني متأصل الجذور، ولأنك تحدثت عن الأصولية

من هنا أتساءل لماذا يشتد دور الدين والحاجة إليه في شرقنا، في حين أن دوره في أوروبا في تراجع كبير ؟

ولماذا انحسر التيار العلماني الليبرالي في الشرق وانهارت أحلام الوحدة العربية، وحل محلها هذا الهيجان السطحي؟

لماذا تغيرت قناعات الناس وتبدلت المفاهيم من أواسط القرن الماضي وباتت بهذا الابتذال في زمننا الحاضر ؟


هل يعقل أن يكون للبترو دولار هذه السطوة، أم أن اضمحلال دور الدولة وإخفاقاتها المستمرة قد سمح بزحف هذا التيار الغريب
واستفحاله بهذا الشكل؟



اليوم في سوريا باتت الفتاة المحجبة هي النموذج لطالبة المدرسة والجامعية والموظفة الأم وربة المنزل، وأغلب سيارات التاكسي تفتح أقنية تذيع صور من القرآن، وعامة الناس يطالعون قناة إقرأ وفي أفضل الأحوال قناة المنار الخاصة بحزب الله

حديث عامة الرجال عن الشيخ فلان أو أنهم من أتباع شيخ معين، ولم يعد الحديث الثقافي إذ لم يعد يحمل أي صدى !!!

ورغم الإنترنت والفضائيات وبرامج الكومبيوتر زحفت العمائم واللحى وأقنعة المجبات وألبسة النينجا وحلت محل الميني جوب وألألبسة الخفيفة، وما أن يقفز أتباع التوجه العلماني خطوة حتى يقفزون هم مائة متر

ومع هذا كله، ما يزال يقيني أن ما يحدث هو طفرة لا أعلم إلى متى ستستمر لكنها ستزول حتماً، كنت أتوقع أنه بانهيار الكتلة الإشتراكية سنتحرر من الأيديولوجيات المغلقة وسنكون أكثر انفتاحاً لكننا انفتحنا على الفكر الوهابي ونسينا كافة خصائصنا التي اكتسبناها على مدار نصف قرن .

أغلب الناس باتت تعاني الفقر والقلة والتقتير، والأمور مرجحة للتفاقم، وربما لثورات كما أشرت في مداخلة سبقت ودولنا العربية ستقف عاجزة عن لعب دورها كصمام أمان في مواجهات الخضات الإجتماعية والإقتصادية .

الثورة ستهز هذا الركود لكن ليس بالضرورة نحو الأفضل خاصة في بداياتها، أجد صديقي بهجت أن التركيبة الإجتماعية اليوم لا تبشر بالخير، وإذا قفزت إلى أعلى لأرى المشهد بانورامياً وأتبصر بما سيحدث بعد 50 سنة، سأجد أن التغير سيقى بطيئاً لغياب الكوادر المحركة المنظمة، فلا الإنترنت ولا الفضائيات أفلحت في الضغط إلى التغيير نحو الأفضل

وفي عودة الي السؤال الذي بدأته في مداخلتي هذه ..

أجد أن الناس سطحية في تدينها، وليعذرني المتدينون في قولي أن المتدين لا يمكن إلا أن يكون سطحياً حتى تيار سوريا العلماني القديم خلع سرواله العلماني بسرعة قياسية ليرتدي الشورط الشرعي والجلباب . وهذ ايشير بأنه هذه الثقافة لم تتغلغل بعمق بل بقيت هي الأخرى سطحية وكأنها جزء من الماكياج الثقافي والاجتماعي .

الناس تحتاج الدين عندما تفقد ثقتها بنفسها وبحكامها، عندها تمارس أقسى درجات السلبية في التفكير فتسلم للفكر القدري، وتوقف البحث العلمي فكل شيء آت ومكتوب ومقدر فلماذا التعب يكفي أن نسمع الفتاوى المخزية التي تأتينا بالعشرات لتعكس لنا في أي هاوية نحن ماضون !!
ربما أكون سوداويةً قليلاً، لكن لا مؤشرات للتفاؤل في القوت الحاضر وللحديث تتمة

كل الاحترام للجميع . نادين

(f)



04-15-2008, 08:16 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #99
كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟.
"إلهي إن بحرك متسع بلا حدود ،وزورقي صغير للغاية."

الصديقة المبجلة نادين.
كنت أعتقد – ككثيرين غيري - أن الأصولية منتج مصري بسبب انحسار الظل الناصري عن هبة النيل ،و لكني فوجئت بتغول الأصولية في كافة الشعوب الإسلامية تقريبا ، بما في ذلك سوريا و الأردن و اليمن و بين الفلسطينيين و حتى بين كثير من الطوائف اللبنانية .... ، ربما كنا كمصريين دائمي النقد لهذا الإنحطاط الثقافي ، بينما تتغافل النخب العربية عن نقد الأصولية في مجتمعاتها ، ولا تتعرض لها سوى في المجتمعات العربية الأخرى .
أتذكر أن موضوع الحجاب كان مثارا هنا من 5 سنوات تقريبا ،و تفضل أحد الأخوة السوريين بوضع وصلة لموقع اكاديمي سوري كان يتعرض لظاهرة الحجاب كظاهرة إيجابية تعطي الفتاة حرية الحركة بين طبقات المجتمع المختلفة ، و لكني لم أستطع رؤية الحجاب منفصلا عن مظاهر إنتكاسية أخرى مثل التمييز الطائفي و تقديس العنف و العداء للمخالف و غيرها من المتلازمات الأصولية الوهابية ، لقد شغلتني قضية الأصولية لسنوات طويلة خاصة من جانبها الثقافي ، فالأصولية هي النقيض المطلق لكل ما نراه حضاريا و جميلا ، وهذا الأمر دفعني للخروج بعيدا لمحاولة فهم مستقبل الدين من منظور عالمي ،و كانت النتيجة أني طرحت شريطا عن (مستقبل الدين في عالم ليبرالي) وضعت وصلته في مداخلة سابقة ،و قد لخصت الأفكار الرئيسية في المداخلات السابقة في هذا الشريط عن مستقبل الدين ، و أعتقد أن الفكرة الأساسية التي توصلت إليها هي " أن المستقبل أبعد ما يمكن أن يفرز نموذجا موحدا للدين ، و لكنه سيدفع التدين إلى اتجاهين متضادين ، أحدهما هو نتيجة التفاعل الإيجابي مع قيم المستقبل و يمكن أن نطلق عليه النموذج الهيوماني أو الليبرالي ،و الثاني هو رد فعل عكسي على ضغوط (أو صدمة) المستقبل و يتميز بالارتداد إلى الجذور و يمكن أن نطلق عليه النموذج الإنتكاسي أو الأصولي " .
أعتقد أننا كمثقفين نخدع أنفسنا عندما نتوهم أننا مقدمة لمجتمعاتنا و أنها إمتداد لنا تتحرك معنا في إتجاه المستقبل العالمي ذاته ، فلسنا كذلك ، لقد انفصلنا عن تلك المجتمعات أو هي التي انفصلت عنا ، و نخدع أنفسنا عندما نعتقد أيضا أن التقدم و التنمية هما سباق للسيارات البعض يتقدم و الآخرون يمضون خلفهم بشكل أو آخر على نفس المسار ، و يمكنهم بتحقيق متطلبات التقدم أن يلحقوا بالسيارات المتقدمة و ربما يسبقونهم ، وهذا ليس صحيحا أو لم يعد صحيحا ، فالنموذج الأكثر تعبيرا عن عالمنا اليوم هو الدائرة التي تتوسطها شعوب مركزية متقدمة بينما تقبع باقي الشعوب على المحيط أو أشباه المحيط في أحسن الظروف ، إن التنمية غدت أشد صعوبة بل تكاد تكون مستحيلة لأغلبية الشعوب ، و خطط التنمية كثيرا ما تفشل ،ولن يكون نادرا ان تعمل الشعوب اكثر كثيرا لتحصل على أقل مما كانت تحصل عليه في السابق ، كما نلمس في بعض المجتمعات العربية بالفعل ، و في هذه الحالة كما أعتقد سيقوم المجتمع بالعودة إلى الرؤية التقليدية التراثية للدين ، هذا الخيار المحافظ هو الذي يعيد إنتاج الدين الأصولي ويدفع به إلى مكان الصدارة على الأطراف في مجتمع المستقبل كظاهرة طبيعية ، وهذا يفسر في اعتقادي الروح السلفية في مجتمعات لم تعرف قط بالتدين العميق مثل الجزائر وربما سوريا و حتى مصر !.
ربما يبدوا هذا غريبا في سمعك ،و لكن من تعتقدين قد قال :
Array"( لمن الصعب أن أقدم بيانا كاملا بوقائع الفجور و الانحلال ،لكنني لا أستطيع أن أتجاهل الحديث في هذا الموضوع آملا أن يكون في حديثي هذا ما يدفع أهل بلدي للاحتراس من هذا الوباء ،و أن نسن التشريعات التي تكفل العقاب الفعال لهذا الفعل ،و أن نطلب من الله أن يبارك جهودنا لقمع هذه الخطيئة التي تحطم الأرواح ) .[/quote]
هل قائل هذه العبارة هو رفاعه الطهطاوي أثناء إقامته في باريس في القرن 19 ؟. لا بل هو جوزيف بتس الرحالة الإنجليزي عن زيارته لمصر عام 1680م ، إنجليزي يتعجب من الحريات الجنسية للمصريين و يخشى على بلاده من مثلها !، ألا ترين معي أن الموروث القيمي و الخصوصية الإسلامية هي محض خرافة ، إن ما يبدوا شكلا نهائيا للإسلام هو مجرد نموذج وهابي مدعوم بالدولار البترولي ، ونحن شعوب ضعيفة جدا أمام إغراء الدولار خاصة البترولي منها و بالأخص عندما نحصل عليه بالإدعاء و التدليس .
إن الفقر يقصر الجلباب و يحكم النقاب و يطيل اللحى و يزرع المسبحة في الأنامل ، هذا كل ما هناك .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-16-2008, 03:03 AM بواسطة بهجت.)
04-16-2008, 02:56 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #100
كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟.

"نحن نتحرك إلى مجتمع ما بعد الأسرة" . ألن كارلسون – مركز هاورد للأسرة .

مستقبل الأسرة.


إن تنظيم العلاقة الجنسية بين الذكر و الأنثى داخل كيان إجتماعي معترف به ( الأسرة ) هو أهم مبدأ بيولوجي يلاقي إجماع البشرية ، و ربما تكون الأسرة البيولوجية هي أهم المؤسسات الإجتماعية التي عرفها الجنس البشري طوال تاريخه منذ جنة عدن حتى اليوم ، وهي تتفوق في ذلك حتى على الدين ذاته ، فنظام الأسرة يعتبر دائما المرتكز الرئيسي لإستمرار الجنس البشري و قيام الحياة الإجتماعية ، و لهذا كانت الأسرة تحظى دائما بمباركة الآلهة و تحاط بحماية القانون ، وتتمحور الأسرة في العلاقة الجنسية بين الزوجين ، التي تهدف إلى الإنجاب و بالتالي الحفاظ على النوع ، بجانب تبادل المتعة بالطبع ،و لهذا يطلق عليها العلماء العائلة البيولوجية ، هذا المصطلح يتضمن أيضا الإعتراف الإجتماعي بتلك العلاقة و شرعيتها ، بكل ما يتضمنه ذلك من حقوق وواجبات و التزامات متبادلة بين أطرافها كل تجاه الآخرين ، و خلال التاريخ البشري كله لم تكن الأسرة الوحدة الإجتماعية الأساسية فقط بل أيضا الوحدة الإقتصادية الأساسية ، ففي الأسرة كان الأطفال يتعلمون مهن الآباء و أيضا يتعاون الأفراد في الإنتاج .
يتطور الشكل التقليدي للأسرة مع تطور العلاقات الإقتصادية في المجتمع ، فكان الشكل السائد حتى في الغرب هو الأسرة ذات الشكل الإقطاعي ، وهي أسرة متعددة الأجيال -وقد تكون متعددة الزوجات كما في القبائل البدائيةو المجتمعات المتخلفة عموما - و كلها تعيش في مكان واحد ، وهذا الشكل الأخير مازال موجودا في المناطق الريفية البعيدة عن الحضارة و العمران ،و منذ الثورة الصناعية سادت في الغرب ما يعرف بالأسرة النواة nuclear family ،و هذه الأسرة تتكون من رجل و إمرأة و أولاد ، هؤلاء الأولاد يعيشون مع الأبوين حتى ينفصلوا و يشكلون أسرا جديدة ، و أصبحت العائلة النواة نظاما إجتماعيا – بيولوجيا قياسيا ، و يتجه التنظيم العائلي في كل العالم نحو هذا الشكل بنسب متفاوتة .
هذه الأسرة البيولوجية تواجه تحديات غير مسبوقة في العالم كله و في الغرب تحديدا ، و يمكننا رصد موقفين تجاه تلك التحديات ، الموقف الأول متشائم يتوقع إنهيار الأسرة مكؤسسة إجتماعية ،و ظهور مجتمعات فوضوية تعاني من التفسخ الإجتماعي و الإنهيار القيمي ،و الموقف الآخر متفائل يرى أن التغيرات الكبرى ليست في العائلة كجوهر و وحدة بناء ، و لكن أساسا في الثقافة التي تحيط بها و تحتويها ، و أن الأسرة ستظل تؤدي دورها المحوري في عالم المستقبل ، و إن كانت ستشهد تحولات في مكوناتها وعلاقاتها ، وهذا أمر طبيعي حدث سابقا عندما عدلت الأسرة طبيعتها لتلائم الثورة الصناعية و متغيراتها ، و يمكن تحديد أهم العوامل التي أثرت و ستظل تؤثر في إعادة تكوين الأسرة و مستقبلها هي : التصنيع و الحياة في المدن و السرعة في المواصلات و ثورة الإتصالات .
لم تعد الأسرة -في الغرب خاصة - هي الأب الذي يكدح من أجل الخبز ولا الأم التي ترعى البيت و تربي الأولاد ولا 2.4 طفل لابد من الإتيان بهم من عند الإله ، لقد انهارت التابوهات القديمة ضد الطلاق و المعاشرة الحرة ( خارج نطاق الزوجية ) cohabitation ، و تتخلى الثقافة السائدة الآن عن دعم الزواج مدى الحياة كنموذج قياسي ، و يرى المحافظون والمسيحيون الأصوليون أن تلك التغيرات تعود لإهمال القيم التوراتية التي كانت منغرسة في صميم الحضارة الغربية ،ولم يعد لها تأثير الآن ، رغم ذلك فمن المثير للدهشة أن نسبة الطلاق بين المسيحيين الملتزمين في أمريكا أعلى منها – قليلا – عن النسبة بين غير المؤمنيين !.
لو تناولنا الولايات المتحدة كمثال ، نجد أن عدد حالات المعاشرة المستمرة و المستقرة بدون زواج قد ارتفع من 3.2 مليون حالة إلى 5.5 مليون حالة خلال عقد التسعينات فقط أي بزيادة 72% ، بينما تراجعت نسبة العائلات النواة القائمة على الزواج الرسمي و المعاشرة الفعلية من 45% في الستينات إلى 25% فقط في بداية هذا القرن أي خلال 40 سنة ، وزادت نسبة العائلات التي تعولها سيدات بنسبة 25% ، بينما زادت نسبة العائلات التي يرعاها رجال بمفردهم بنسبة 62% ، و ثلث الأطفال في أمريكا يولدون الان لنساء غير متزوجات ، بينما لم تزد النسبة عن 3.8% في 1940 ، و بينما لم يرتفع عدد العائلات التي يرعى فيها الوالدان أبنائهما سوى بنسبة 7% خلال التسعينات ، ارتفع عدد الأسر التي يرعى فيها أحد الوالدين الأسرة ( ذات الوالد الواحد ) بنسبة 25 % خلال نفس الفترة ، هناك أيضا زيادة كبيرة في نسبة الأبناء المولودين خلال المعاشرة الجنسية المستمرة و لكن خارج إطار الزوجية ، فقد زاد عددهم 5 مرات خلال 30 سنة و ذلك بالطبع على حساب الأبناء المولودين لأزواج شرعيين ،و نحن نشاهد أمهات في العشرينات و الثلاثينات في أمريكا يفضلن أن ينجبوا أبناءا و يقمن بتربية أبنائهن بمفردهن مثل الممثلة جودي فوستر ، ومن المتوقع وفقا لتلك الإتجاهات أن يعيش نصف مواليد اليوم فترات من حياتهم في أسرة ذات والد واحد single-parent ، و تشغل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في الدول الصناعية من حيث نسبة الأسر ذات الوالد الوحيد ، ولو استمر المنحى القائم كما هو فسيكون من المعتاد أن يعرف الأطفال أمهات و أباء متعددين و أن يغيروا أسلوب حياتهم أكثر من مرة في عائلات مختلفة ، أو حتى أن يصبحوا مشردين كما يتخوف الدكتور James C. Dobson، وهو يحذر أيضا أن تؤدي تلك التغيرات إلى ضياع العقيدة المسيحية في أمريكا نهائيا .
أما في المملكة المتحدة فالأمر ليس مختلفا كثيرا ، ففي عام 2002 كان هناك 41% من الأطفال تم إنجابهم خارج مؤسسة الزواج ، كما انخفض عدد الأسر البريطانية المكونة من أبوين و أطفال من الثلث عام 1971 إلى الخمس فقط عام 2003 ، في نفس الفترة تضاعفت عدد الأسر المكونة من أحد الوالدين بالإضافة إلى اطفال ، وهي حاليا تعادل 5% من إجمالي عدد الأسر ، وهناك أيضا انخفاض كبير في عدد الزيجات ، و تبلغ نسبة الطلاق للزواج الأول نفس نسبة الزيجات الجديدة ، كما تتزايد عدد النساء اللائي يفضلن عدم الإنجاب كلية ، و كمقياس لذلك الإتجاه كان عدد النساء اللائي لم ينجبن حتى سن ال35 سنة ممن ولدن عام 1925 حوالي 11% فقط ،و لكن هذه النسبة تضاعفت لمن ولدن عام 1965 أي بعد 40 سنة .
بالرغم من ذلك فهناك من يرى أن شكل الأسرة لم يتغير كثيرا ، فقط هناك أعداد متزايدة تفضل البقاء خارج هذا النظام ، و في بريطانيا يلاحظ أنه بينما ولد خمسي الأطفال خارج مؤسسة الزواج ، فإن 64% منهم قد تم ضمهم لآباء يسكنون في نفس العنوان في عام 2002 ، وهذه النسبة ضعف النسبة عام 1986 ، وهذا يدل على وجود علاقات ثابتة بين الجنسين حتى لو كانت خارج الزواج ، و في مقابل الإحجام عن الزواج فنسبة المعاشرة بدون زواج تضاعفت في الفترة مابين 1986 و 2002 بالنسبة للنساء و الرجال تحت الستين على السواء من 13% إلى 26 % تقريبا .
هناك محاولات متواصلة لإقامة تنظيمات عائلية على أسس مغايرة للنموذج البيولوجي المألوف ، هذه المحاولات تلاقى استهجانا بالطبع من المؤسسات التقليدية ، و لكنها رغم ذلك تتوغل عميقا في النسيج الثقافي لبعض المجتمعات الغربية ، بحيث تصبح نظاما معترفا به ، وربما يكون مألوفا في المستقبل ، في المقابل هناك من يدافع بحماس عن الأسرة التقليدية القائمة على الزواج ،و يراها النموذج الأمثل لممارسة الحب و إنتاج الأطفال وهذا شيء متوقع ، و لكن هناك من يقدم أفكارا متناقضة ، و هناك الواقع الذي يفرض منطقه ، هذا الواقع يعبر عن نفسه في انهيار في عدد المواليد و الخصوبة ، معدلات الطلاق المتصاعدة ، التسامح الثقافي مع المثلية الجنسية و المعاشرة بدون زواج ، و العزوبية و الإرتواء الصناعي ، ذلك كله أفرز ثقافة جديدة و أفكار ثورية ، أهمها هي أفكار الثورة الجنسية التي تعطي للمرأة الحق الكامل في التحكم في جسدها ، بدون تدخل من قوانين أو أعراف إجتماعية ، كذلك إعتبار الميول الجنسية بما في ذلك أحادية الجنس حقا طبيعيا ، وهناك مجتمعات تعترف بالزواج بين أفراد من نفس الجنس ( رجلين أو إمرأتين ) ، إنني بالطبع لم أطرح هذه المداخلة لنقد تلك الإتجاهات ، فليس هذا هدفي هنا ، بل هدفي هو تسجيل و متابعة التطورات المنتظرة في هذا المجال ، فهناك من علماء الإجتماع الغربيين من يؤكد أنه بحلول عام 2020 سوف يكون من المستحيل الحديث عن نمط عائلي قياسي يسود العالم كله .
هذه التغيرات تؤدي في المدى البعيد - ربما بعد خمسين سنة - إلى التنوع في شكل الأسرة و تكوينها ، فسيكون هناك بالإضافة إلى الأسرة البيولوجية ، الأسر المكونة من زوجين من نفس النوع ، وهناك أسر ستتكون من والد واحد و أبناء قد لا يربطهم بالآباء رباط بيولوجي ، و سيكون طبيعيا إنتقاء الأبناء أو هندستهم وراثيا ، و سيكون أمامنا بعض الآبناء مستنسخين من والد واحد ، و آخرون لهم 5 آباء ، فهناك واهب الحيوان المنوي و هناك واهبة البويضة و هناك من ستحتضن البويضة المخصبة في رحمها حتى الولادة و هناك الوالدان الإجتماعيان اللذان سيربيان الطفل في أسرتهم ، مثل هذه الحالة لن تكون نادرة في مجتمع سيتحرر كلية من القيود المفروضة على تنميط الأسرة وفقا لنموذج تاريخي واحد .
واضح من ذلك أن الخاسر الأكبر سيكون الأب كوظيفة ودور ، ويرى عالم مثل ( داني نوبوس ) في مقال له بمجلة ( الممارسات السوسيولوجية ) أن هناك شبح مروع يهدد العالم هو إختفاء الأب ،و انعدام معنى الأبوة لعدم تواجده في الأسرة ، و هو ما شاع التعبير عن ب(موت الأب) ، هذا يعني أن النظام الأسري سيتحول من الروابط الجينية ليكون نظاما إجتماعيا حرا تماما ، لا يخضع للقواعد و الضوابط المنظمة للزواج و العائلة المتعارف عليها ، و سيتحول الأطفال إلى سلع يمكن الحصول عليها وفقا للحاجة و بناء على مواصفات تقرر مسبقا ، و سيتحول الإنجاب أو التناسل إلى صفقات تجارية لسلع بشرية قائمة على العرض و الطلب .
و لكن ماذا عن وضع الأسرة في المجتمعات الفقيرة ؟،هنا أيضا أعتقد أن المستقبل سيعمل في إتجاهين متعارضين ، فالمجتمعات الغنية ستشهد تغيرات عميقة كما استعرضناها سابقا ، بينما ستتجه المجتمعات المحيطية و المهمشة ( المستبعدة ) إلى استحضار النماذج التراثية للأسرة الإقطاعية ، فستعود المرأة إلى عصر الحريم و سيفرض عليها النقاب مرة أخرى ، و ستجير على التخلي عن حقوقها التي اكتسبتها نتيجة ضغوط المجتمع الدولي ، فهذا المجتمع الدولي لن يحفل طويلا بتلك المجمعات المتعثرة و نسائها البائسات .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-17-2008, 03:02 PM بواسطة بهجت.)
04-17-2008, 03:00 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  بروفيسور مصري يعمل في جامعة ميونخ يتوقع انهيار العالم الاسلامي خلال 30 عاما SH4EVER 53 12,583 10-18-2011, 11:40 AM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  الحرب القادمة قريبا أرمـانـد 4 2,066 08-02-2010, 10:18 PM
آخر رد: علي هلال
  القضايا الإسرائيلية العالقة وتحديات الحكومة القادمة أبو ليلى الدمشقي 1 793 01-23-2009, 01:05 PM
آخر رد: أبو ليلى الدمشقي
  اليومان الفاصلان في الانتخابات الإسرائيلية القادمة أبو ليلى الدمشقي 2 882 01-11-2009, 01:41 AM
آخر رد: rami111yousef
  هل سيحتل حزب الله غرب بيروت كما احتلت حماس غزة خلال الأيام المقبلة ??? بسام الخوري 59 8,329 05-20-2008, 01:11 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS