بريطانيا تستخدم حاليا 4،5 ملايين كاميرا تقوم بتصوير ما متوسطه 300 صورة لكل شخص يوميا،


العرب أيضاً ستراقبهم الكاميرات..!

GMT 23:30:00 2008 الجمعة 18 أبريل

القبس الكويتية



--------------------------------------------------------------------------------


صلاح منتصر

كل حرب لها آثارها على العالم، ليس من حيث الدمار الذي حققته، وإنما من حيث النظريات والاكتشافات العلمية التي تم التوصل إليها من خلال ابحاث علماء الدول المتحاربة، وهي ابحاث تركزت في وقتها على ميدان القتال، لكن استخداماتها امتدت إلى حياة الملايين.
في تاريخ البشرية، لم يحدث حجم من الاكتشافات والاختراعات مثل التي ولدت واثمرتها الحرب العالمية الثانية. ففي رحم هذه الحرب وفي ثناياها، عرف العالم الرادار والصواريخ والالغام والمضادات الحيوية وافران المايكروويف والترانزستور والكمبيوتر ( اخترع الاميركي ايكين أول كمبيوتر، وهو الجهاز 701، في عام 1952)، وكان من بين الاختراعات والاكتشافات إجـراء أول عـمـلية زرع كـلـية (1950)، وبدء اسـتعـمال التلفـزيون الملـون في اميركا (1951)، وتصـنيع جـهاز ضـربات القـلب (1952)، وأول عـمـلـية قـلب مـفتوح (1953)، واكتشاف اللقاح ضد شلل الاطفال، وأول غواصة تعمل بالطاقة النووية، ولقاح مرض الحصبة، وحـبوب منع الـحمـل، والبطـارية الشمسية (1954)، وأول جهاز فيديو بالالوان (1958).
بعد 12 سنة من انتهاء الحرب العالمية الثانية بين قوات المحور والحلفاء، بدأ في عام 1957 سباق غزو الفضاء بين القوتين العظميين في ذلك الوقت (الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة)، وقد سبق الاتحاد السوفيتي بإطلاق سبوتنيك 1 أول قمر صناعي، ثم ارسال أول حيوان (الكلبة لايكا) إلى الفضاء، فأول رائد فضاء (يوري غاغارين عام 1961). وفي هذا السباق تمكنت الولايات المتحدة من الوصول إلى القمر وقيام أول إنسان بالخطو فوق سطح القمر (20 يوليو1969). ونتيجة لحرب الفضاء شهد العالم ثورة الاتصالات التي نعيشها، والتي من نتائجها نقل الاحداث عبر الاقمار الصناعية وتطوير الكمبيوتر والانترنت والاقراص المضغوطة، في الوقت الذي بدأت فيه ثورة اخرى في الهندسة الوراثية.
واعتبارا من القرن الـ 21 عرف العالم حربا مختلفة عن كل ما سبقها من حروب، فالعدو في تلك الحروب كان معروفا ومحددا، أما «حرب الارهاب» التي بدأت في اعقاب الهجوم الشهير على مركز التجارة العالمي في نيويورك فهي حرب مفتوحة، وهي ليست حرباً ضد اهداف خارجية، بل ضد اهداف داخلية ايضا، وهو ما كانت نتيجته نشر ملايين الكاميرات في الشوارع ومحطات المترو والمواصلات والكاراجات والبنوك والمؤسسات. وإذا كانت بريطانيا والولايات المتحدة قد سبقت باستخدام هذه الوسيلة الجديدة من الرقابة لمنع حوادث الارهاب قبل وقوعها لدرجة ان بريطانيا تستخدم حاليا 4،5 ملايين كاميرا تقوم بتصوير ما متوسطه 300 صورة لكل شخص يوميا، فإن هذه الوسيلة ستنتقل إلى المنطقة العربية وستسود في كل الشوارع قبل نهاية الحقبة الثانية من هذا القرن. وبذلك يخضع الافراد في معظم الاماكن التي يرتادونها للرقابة الدائمة، سواء وهم يسيرون أو وهم يركبون. فجميع مخالفات السيارات سوف تصور وتسجل وتكون دليلا ضد أصحابها..!