أسئلة خاصة بالصلاة - الرجاء المشاركة
Array
عزيزي يجعله عامر:
كلامك مسيحي تماماً لما تقول: "هي المحبة لها شروط؟" والحقيقة أنت تكلمت بالحق المطلق الكامل. ولكن أنا في هذه النقطة ضعيف وغير كامل. عندي حالة قرف مستعصية من المسلم المتدين وأقصد تحديداً المتعصب. هذا طبعاً له أسبابه في التاريخ الماضي والحاضر كذلك. المسلم المتدين يا "يجعله عامر" لا يملك إلا أن يكون إقصائي. هذه قناعة أنا مقتنع بها ورأيتها مرة تلو المرة.
على فكرة.. أنا معجب بالأب كرستيان ولكن هو وغيره في مستوى لم أصل إليه بعد في النظر للمسلمين لسبب بسيط: ولا واحد منهم كان مسلم وأيضا ولا واحد منهم رأي همجية المسلمين مثلما حدث معي وبصورة شخصية. هو يتكلم بكلام دبلوماسي وتتم معاملته معاملة أنيقة والأمور سليمة. زد على هذا أنه عالم أوروبي مجامل للإسلام ولك أن تتوقع أن المسلمين ينظروا إليه أيضا على أنه مسلم بالكامل ولا ينقصه سوى أن ينطق الشهادتين ويقر بنبوة محمد.
هذا هو الفارق بيني وبين هؤلاء. لم ولن أكون مثلهم ولا أريد. يكفيني أن أكون إبراهيم وبس.
وأتمنى أن تقضي وقت ممتع معه في السينما. الذهاب للسينما ليس حرام أو خطيئة.
[/quote]
Arrayعطف الألف المألوف علي اللام المعطوف
مقال لمولانا علي جمعة الصوفي النبقشبندي الأزهري مفتي الديار المصرية
عنوان كتاب لأبي الحسن الديلمي من رجال القرن الرابع الهجري, فهو نص قديم من أكثر من ألف عام يتناول مسألة الحب الإلهي والحب بوجه عام, فيقارب مقاربة بارعة ويدرس درسا مستوعبا ويحلل بدقة ظاهرة الحب.
1- أبو الحسن الديلمي هو عالم صوفي سني, وهو مجهول تاريخ الميلاد والوفاة ولكنه عاش أكثر أعوام حياته ـ إن لم يكن كلها ـ في القرن الرابع الهجري, وتربي في مدرسة شيخ شيراز الكبير أبي عبد الله محمد بن خفيف الذي توفي عام(371 هـ982 م) وكان الديلمي قد التقي بابن خفيف سنة352 هـ ومكث معه عشرين عاما يتلقي منه الأخلاق الكريمة بتربية صافية قد افتقدناها في حياتنا الثقافية والروحية ـ نرجو الله أن تعود ـ ولقد تتلمذ العلامة ابن خفيف ـ أستاذ الديلمي ـ علي شيخ الشافعية ابن سريج المتوفي عام(306 هـ), ودرس العقيدة علي الإمام أبي الحسن الأشعري المتوفي عام(324 هـ), ولبس خرقة التصوف علي يد شيخه رويم وهو أبو الحسن رويم بن أحمد وقيل بن محمد بن يزيد بن رويم البغدادي شيخ الصوفية توفي عام(303 هـ), وصحب الجريري المتوفي عام(344 هـ) وأبا العباس بن عطاء المتوفي عام(309 هـ), وكان صديقا للحلاج المتوفي عام(309 هـ), ولكنه نصح مريديه أن يسلموا له حاله ولا يقتدوا به في شطحاته.
2- كتب الديلمي سيرة شيخه ابن خفيف وقد فقدت النسخة الأصلية التي كتبها بالعربية, وبقيت النسخة المترجمة إلي الفارسية والتي ترجمها ابن جنيد الشيرازي, ونشرت بتركيا عام1955 علي يد الأستاذة المنصفة الألمانية( أنا ماري شيمل) ثم نقلها إلي العربية عن نشرة أنا ماري الدكتور إبراهيم الدسوقي شتا رحمه الله في القاهرة عام.1977
3- ورث الديلمي عن شيخه ابن خفيف مذهبه الفقهي فكان شافعيا, ورأيه الاعتقادي فكان أشعريا, ومشربه الصوفي المعتدل, واهتمامه العميق بموضوع( المحبة), ونزعته القوية إلي السياحة والرحلة, وعاش بين فارس والعراق وغيرهما من أقطار العالم الإسلامي, في هذا القرن الزاهر الذي بلغت فيه الحضارة الإسلامية أوج ازدهارها, إلي أخريات القرن الرابع, كما صحب الفيلسوف أبا حيان التوحيدي المتوفي سنة(400 هـ), وروي عنه في كتاب( العطف), والطبيب أبا عبد الله البيطار المتوفي سنة(383 هـ), والعديد من شيوخ الصوفية, وكتب خمسة مؤلفات لم يصلنا منها إلا كتاب( العطف) الذي نتكلم عنه, وترجمة كتاب( السيرة) الذي كتبه في سيرته شيخه والذي ذكرناه آنفا.
وقد ترك الديلمي ومؤلفاته خاصة كتابه( عطف الألف المألوف علي اللام المعطوف) أثرا واضحا في التقاليد الروحية لمدرسة شيراز الصوفية, من خلال الشيخين البارزين ابن بكران الشيرازي الذي روي كتاب العطف عن الديلمي, ثم المقاريضي المتوفي(509 هـ) الذي رواه عن ابن بكران ـ حسب السند المثبت علي المخطوطة الوحيدة الباقية من الكتاب في مكتبة جامعة توبنجن بألمانيا ـ ورواها بعدهما الصوفي الشهير( روزبهان البقلي الشيرازي) المتوفي سنة(606 هـ) الذي تمتلئ مؤلفاته الثلاثة المتداولة( مبهر العاشقين, وشرح شطحيات, ومشرب الأرواح) بالاقتباسات والنقول عن كتب الديلمي, وبخاصة كتابه( عطف الألف المألوف علي اللام المعطوف).
وقد يبدو عنوان الكتاب غريبا, وهو نتاج تقليد متداول حينذاك في التعبير الرمزي عن علاقة الخالق ـ عز وجل ـ بخلقه; وهي علاقة المحبة والتعاطف; فالألف رمز للذات الإلهية التي هي معدن الحب الحقيقي والجمال الخالص, واللام ـ عندهم ـ رمز للوجود الإنساني أو الكون الجامع المتمثل في آدم أو الإنسان, والعلاقة المتبادلة بين الجانبين يرمز لها بالألف واللام أو اللام ألف( لا) التي هي علاقة الألفة والتعاطف والمحبة في أكمل صورها وأصفاها, وهي التي تتجلي في نفوس العارفين, وتملأ حقائقها أفئدتهم حين يجذب الرب زمام إرادة العبد إليه ـ وذلك هو العطف ـ فيشغله به عما سواه, وإن كان يتذوق في الوقت نفسه مظاهر الجمال في كل شيء, ويعيش الحب بمستوياته وأبعاده الكونية المتعددة, والحب دوما هو للحبيب الأول ـ سبحانه ـ والحنين إنما هو لأول منزل( في الجنة) كما قال أبو تمام:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوي
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتي
وحنينه أبدا لأول منزل
4- لقد بقيت هذه الدرة الثمينة في أصدافها, حتي كشف عن جوهرها باحث فرنسي هو الأستاذ( فاديه) فأخرج الكتاب للناس أوائل الستينيات من القرن الماضي بالقاهرة, دون تحقيق علمي للنص العربي, ثم أصدر ترجمة فرنسية له في مطلع الثمانينيات, ثم اشتغل الباحثان الأمريكي( جوزيف بل) ـ أستاذ اللغة العربية بجامعة برجن بالنرويج ـ والمصري الدكتور( حسن الشافعي) ـ الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة وعضو مجمع اللغة العربية وهو مجمع الخالدين بمصر, ورئيس الجامعة الإسلامية بباكستان سابقا ـ بترجمة الكتاب إلي الإنجليزية فتوافرت لخدمة نصه النفيس خبرات تعرف طبيعة الموضوع في أبعاده الروحية ولغته الفنية ومضامينه الفكرية بشكل عميق, ثم في حساسية التذوق والتعبير عن ذلك كله في ترجمة إنجليزية رائقة صافية ـ كما يقول النقاد المتخصصون.
5- ويبدأ المؤلف كتابه ـ بعد المقدمة ـ بالخطة التفصيلية للموضوعات, ثم يقدم استدلاله علي جواز إطلاق وصف العشق والمحبة علي الله تعالي, ثم يتحدث عن الجمال وارتباطه بالحب وفضله وفضل المحب والمحبوب والحب, ثم يورد بابا رابعا عن سر التسمية وأصل كلمتي الحب والعشق في العربية مزاوجا بين أقوال اللغويين وتأويلات الصوفية.
وبعد ذلك يدخل المؤلف في صميم الموضوع فيفرد بابا للكلام في المحبة, فيوضح أصل الحب وماهيته, ويبين الخلاف في حقيقته ومنبعه, ووصفه, ويبين الحب الممدوح, ويفصل في منكري الحب, ثم يتكلم عن أثر الحب وعلاماته, وآراء المحبين في علامات الحب والعشق, وتقسيم الحب إلي أنواع كحب الله للعبد, وحب العبد لله, وحب العباد في الله, ويتكلم عن علامات كل قسم من هذه الأقسام, ثم يتكلم عن حب الخواص وحب العوام وحب كل ذي روح من إنسان وحيوان وطير. ويختم كتابه بالحديث عن كمال الحب ويذكر أخبار موت المحبين الإلهيين من الأنبياء والأولياء ـ سلام الله ورضوانه عليهم أجمعين ـ وقد يعجب القارئ لهذا الكتاب الذي مضي علي تأليفه أكثر من ألف عام, لما يتسم به من طابع صوفي ونزعة روحية بطبيعة الحال يتدفقان في طرافة محببة, وبساطة موحية, ممتزجا بمشاعر حميمة, وملاحظات دقيقة, تنم عن نفس نبيلة, وعقل متفتح, وتأمل طويل, وذات تكاد تختلط بطبيعة الموضوع.
6- لا نشك في أن سيكون لهذه الترجمة الإنجليزية من هذين العالمين الجليلين الأثر الحميد بإذن الله في تجاوب العقول المنصفة والقلوب النزيهة في الغرب, مع هذا الخطاب الموضوعي المعبر في تلقائية وصدق عن حقيقة ديننا وثقافتنا, بعيدا عن الخطاب الاعتذاري واللهجة الدفاعية التي قلما تستهوي تلك العقول والقلوب.
ولئن كانت الترجمة الإنجليزية قد صدرت بحمد الله في ثوبها القشيب في( إدنبرة) خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي واسم الكتاب بالإنجليزية(ATreatiseonMystical(Love, فعسي أن يصدر النص الأصلي العربي عما قريب, وقد أنجزه الباحثان علي نهج علمي بمقدماته وفهارسه, وتدقيقاته وتعليقاته الخصبة الغنية ـ بإذن الله ـ في القاهرة علي نحو يليق بعاصمة الثقافة العربية, فتتعانق الجهود, وتتعاطف القلوب علي الضفتين في لقاء فكري وروحي حميم ببركات الديلمي وشيخه ابن خفيف ـ رحمهما الله, فيصدق في ذلك الحال قول الشاعر ابن خفاجة:
فلما اجتمعنا قلت من فرحي به
من الشعر بيتا والدموع سواقيا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
هذا هو العمل الصالح والكلم الطيب الذي يرفعه الله تعالي ويقبله, وهذا نموذج يحتذي به, عسي أن يدرك كثير من أصحاب الطاقات كيف يعملون في صمت علي منهج مستقيم في عرض إسلامنا علي العالمين من غير ضجيج مفتعل أو صمت مريب.
[/quote]
طبعًا وقبل كل شيء كما تعودنا مع مولانا إبراهيم على الصراحة
صرخت في داخلي لما رأيت المشاركات وقلت :
منك لله يا ابراهيم
اشوف فيك يوم بليله ويكون اللي قاعد فيهم معاك هو قطقط ، ده على أساس إني بحبك :D
وسعيد جدًا بالمناقشات التي وإن كانت بعيدة عن لُب الموضوع ، فهي غنية بما يتناقش به السادة الأعضاء
بخصوص كلامي عن المحبة
لا أدين به لديانة خاصة ، والحب كما تعلمت من خلال قراءة السادة الصوفية ، لا شروط له ، ولا دين له ، فهو بذاته دين يُدان "أدين بدين الحب أنى توجهت .... ابن عربي" ، الحب لله ورؤية الغير كمظهر من مظاهر تجليات الله ، كما الطبيعة بمظاهرها ، لا يختص به دين ما ، وإن كان الله محبة لفظًا ، فهو (أي الحب حقيقة ) ينبئك بذا ، الصوفي من أي دين ، والبوذي الذي يقبل الجميع .. بعض المسيحين ممن أعرفهم يتلو كلمات ابن الفارض وابن سبعين ، [في دار المشرق ببيروت يا ابراهيم ستجد أفضل الطبعات لحِكم مولانا ابن عطاء الله السكندري ، ومثلكم لا يُحال على دراسة أو مقال ]
ودونكم الحلاج ، الذي غلّف مولانا ماسنيون بضع ايات من تضرعاته وطواسينه لا زال يتلبس بها في أحواله غدوة ورواحًا إلى الكنيس والمعهد والجامعة والكنيسة والجامع حتى مات ، على دين الحب والمحبة ، لا يعنيني إسلامه أو مسيحيته كفرد ، وإنما ما يعنيني كإنسان ، محبته ، وكمتعلم بحوثه العملاقة ،
، فالآم مولانا الحلاج (مسيحٌ ! الإسلام) كم أرجو أن تكون ضرعاتي ، وأن أصرخ في يوم ما مبشرًا بدين الحب ، في حدود شفاعة محمد ، أو خارج منطقته ! هكذا الحب لا يشترط مولانا إبراهيم .. وفي حديث أم العواجز والفقراء والأرامل في العصر الحديث (تريزا) في نهاية مطاف حياتها كما هو مدون في العدد التذكاري حينما اعتبرها البعض مجدفةٌ ومهرطقة لأن إيمانها أصبح لا يتسق مع تيارهم الديني ، قالت إن ذهبت للرب أقول له : هذه يداي تشهد على أعمالي ، وصورة يدها لا تفارق عيني حتى الآن ،...
مثل هذه أو هؤلاء
أناسي آدميون خُلص ، صدقوا الإنسانية حقها
لو قابلت مثلهم كائنا ما كان دينه لقبلت قدمه وانحنيت له إكبارًا ..
___________
نرجع للسينما
لست أجري في حياتي مع الله ، فأنا بعيد عنه ، ولا ألتزم بكثير من الأوامر والنواهي ، ولي فهمي الخاص للدين كمسلم ، كونته من خلال قراءتي في تراثي ، وقراءت تيارات مختلفة ...جريت فترة لإصقاله ، وما منعتني عنه معركة خبز أو حياة ، ولكن غبت أنا عن نفسي وما تريد ، بسكرة الظروف التي تلاحقني حيثما كنت .. لذا
أمور كالسينما وخلافه لا أنظر إليها إلا نظرة الاستمتاع والترويح ، ومشاهدة الفن ، سينما أو رقص أو عزف أو رسم لا أجري فيه مع الشرائع ، إذا مس الدين الإبداع فجّره ، ولست أخاطب واحدًا من الناس بأي فهم أفهم ، وإن سئلت عن شيء لا يعدو ردي عن قول ، لا أعرف ، وإن رددت يكون ردي أن المسؤول عنه من رواسب : (الشُخاخ الفكري)
لكن حتى يطمئن قلبك
السينما ليست حرام كما تقول ، هذه فتوى مولانا القرضاوي لا قرضاويان في كتابه الحلال والحلال على رأي التيار السلفي ..
ولي بصحبتكم عودة مولانا تقبّل تحيات أحد المريدين :97:
|