عبد الله ابن المقفّع (724 ـ 759 م)


وُلِدَ عبد الله بن المبارك حوالي سنة 106 هجرية، وكان اسمه "روزبة" في مدينة "جور" ببلاد الفرس، لقب أبوه بالمقفّع لتشنّج أصابع يديه على اثر تنكيل الحجاج به بتهمة مدّ يده إلى أموال الدولة.
فقد كان أبوه قد تولى الخراج للحجاج بن يوسف الثقفي أيام إمارته على العراق، فمد يده إلى أموال السلطان فضربه الحجاج ضربًا موجعًا حتى تقفعت يده، فسُمِّيَ المقفع.

عاش عبد الله بن المقفع 25 عامًا في ظل الدولة الأموية، و16 عامًا في ظل الدولة العباسية، وتلقى تعليمه بمدينة جور، حيث تثقف بالثقافة الفارسية، وعرف الكثير عن آداب الهند، ثم انتقل إلى مدينة البصرة فتشرَّب الثقافة العربية، إذ كانت البصرة مَجْمع رجال العلم والأدب، وكان "المربد" الشهير بها جامعة للأدباء والشعراء.

وقد اشتهر عبد الله بن المقفع في شبابه بسعة ثقافته الفارسية والهندية واليونانية، بالإضافة إلى فصاحة بيانه العربي، فاستخدمه "عمر بن هبيرة" كاتبًا في دواوينه، وكذلك استخدمه "داود بن عمر بن هبيرة" وذلك في الدولة الأموية، أما في الدولة العباسية فقد عمل ابن المقفع كاتبا لـ "عيسى بن علي" ابن عم الخليفة المنصور، وأسلم ابن المقفع على يدي عيسى بن علي وقُتِل بسببه!!.

درس الفارسية وتعلّم العربية في كتب الأدباء واشترك في سوق المربد.

رافق الأزمات السياسية في زمن الدولتين الأموية والعباسية.

سُئل ابن المقفّع "من أدّبك"؟ فقال: "نفسي. إذا رأيت من غيري حسنا آتيه، وإن رأيت قبيحا أبَيْته".

صفاته

كان فاضلا ونبيلا وكريما ووفيا. ونستطيع أن نعرف عنه صدقه من خلال كتاباته.

فقد اشتهر ابن المقفع حتى قبل إسلامه بمتانة أخلاقه، فكان كريمًا، عطوفًا، عاشقًا لحميد الصفات ومكارمها، شغوفًا بالجمال كما كان مؤمنًا بقيمة الصداقة، وإغاثة الملهوف، ومن الحكايات المشهورة التي تُروى عنه، أن "عبد الحميد بن يحيى" كاتب الدولة الأموية الشهير، اختبأ في بيت ابن المقفع بعد قتل مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، لكن رجال الدولة العباسية الناشئة توصلوا إليه، ودخلوا عليهما بيت ابن المقفع، وسألوهما: أيكما عبد الحميد بن يحيى؟ فقال كلاهما: "أنا"‍‍ فقد قبل ابن المقفع أن يضحي بنفسه من أجل صاحبه، لكن العباسيين عرفوا عبد الحميد وأخذوه إلى السفَّاح.

من اعماله


وقد كانت لابن المقفع آثار أدبية كثيرة منها: كتاب "فدينامه" في تاريخ ملوك الفرس، وكتاب "آبين نامه" في عادات الفرس ونظمهم ومراسم ملوكهم، وكتاب التاج في سيرة أنوشروان، وكتاب "الدرة اليتيمة والجوهرة الثمينة"، في أخبار السادة الصالحين، وكتاب "مزدك" وكتاب "قاطينورياس" في المقالات العشر، وكتاب "باري أرميناس" في العبادة، وكتاب "ايسافوجي" أو المدخل لفورفوريوس الصوري، وكتاب "أنا لوطيقا" في تحليل القياس، ورسالة "الصحابة" التي تدور حول الجند والقضاء والخراج، وتلك الرسالة تحوي الكثير من آراء ابن المقفع السياسية لإدارة الدولة الإسلامية المترامية الأطراف بحكمة، وذلك بإصلاح حال المجتمع، ورفع مستوى الجند والخراج والقضاء، وفي هذه الرسالة إشارة هامة وواضحة إلى ضرورة وجود ما يشبه "القانون العام" للقضاة بحيث لا تترك القضايا للاجتهادات الشخصية للقاضي.

ومن كتب ابن المقفع الشهيرة كتاب "الأدب الكبير" وكتاب "الأدب الصغير" وهما يحويان الكثير من الحِكَم المستمدة من الثقافات الإسلامية واليونانية والفارسية. ومن حكمه المشهورة: "المصيبة العظمى الرزية في الدين" – "أربعة أشياء لا يُستقل منها القليل: النار، المرض، العدو، الدَّيْن".

وتميز ابن المقفع بأسلوبه الرشيق السهل، فقد كان رأيه أن البلاغة إذا سمعها الجاهل ظن أنه يحسن مثلها، وكان ينصح باختيار ما سهل من الألفاظ مع تجنب ألفاظ السَّفِلَة، ويقول: "إن خير الأدب ما حصل لك ثمره وبان عليك أثره".

أما أهم وأشهر كتب ابن المقفع على الإطلاق فهو كتاب "كليلة ودمنة"، وهو مجموعة من الحكايات تدور على ألسنة الحيوانات يحكيها الفيلسوف بيدبا للملك دبشليم، ويبث من خلالها ابن المقفع آراءه السياسية في المنهج القويم للحُكْم، والمشهور أن ابن المقفع ترجم هذه الحكايات عن الفارسية، وأنها هندية الأصل، لكن أبحاثًا كثيرة حديثة تؤكد أن كليلة ودمنة من تأليف ابن المقفع وليست مجرد ترجمة، كما أن بعض هذه الأبحاث يعتقد أن الآراء التي أوردها ابن المقفع في كليلة ودمنة كانت أحد الأسباب المباشرة لنهايته الأليمة، وموضوع كليلة ودمنة يستحق مقالاً منفصلاً‍.

سبب مقتله

في ظل الدولة العباسية اتصل ابن المقفّع بعيسى بن علي عم السفاح والمنصور واستمر يعمل في خدمته حتى قتله سفيان بن معاوية والي البصرة من قبل المنصور.

والأرجح أن سبب مقتله يعود إلى المبالغة في صيغة كتاب الأمان الذي وضعه ابن المقفع ليوقّع عليه أبو جعفر المنصور، أماناً لعبد الله بن عليّ عم المنصور. وكان ابن المقفع قد أفرط في الاحتياط عند كتابة هذا الميثاق بين الرجلين (عبد الله بن علي والمنصور) حتى لا يجد المنصور منفذاً للإخلال بعهده. ومما جاء في كتاب الأمان:

( "وإن أنا نلت عبد الله بن علي أو أحدًا ممن أقدمه معه بصغير من المكروه أو كبير، أو أوصلت لأحد منهم ضررًا، سرًّا أو علانية، على الوجوه والأسباب كلها تصريحًا أو كناية أو بجبلة من الجبل، فأنا نفي من - محمد بن عبد الله - ومولود لغير رشدة، ولقد حل لجميع أمة محمد خلعي وحربي والبراءة مني، ولا بيعة لي في رقاب المسلمين، ولا عهد ولا ذمة، وقد وجب عليهم الخروج عن طاعتي، وإعانة من ناوأني من جميع الخلق)

فأسرَّها المنصور في نفسه، وتلقف تهمة كانت شائعة في تلك الأيام وهي تهمة الزندقة، رمى بها البعض عبد الله بن المقفع فقال المنصور "أما من أحد يكفينيه"؟ وكان سفيان بن معاوية يبيّت لابن المقفع الحقد، فطلبه، ولما حضر قيّده وأخذ يقطعه عضواً فعضواً ويرمي به في التنور,وكانت آخر كلماته: والله إنك لتقتلني؛ فتقتل بقتلي ألف نفس، ولو قُتِل مائة مثلك لما وفُّوا بواحد.
وهكذا راح الأديب العبقري والإنسان الفاضل، ضحية السياسة والخلافات السياسية داخل الأسرة العباسية، ولم يقتل كخصم سياسي، بل ألصقت به تهمة الزندقة التي هو منها بريء بشهادة مؤلفاته، وبشهادة الأبحاث التي دارت حول حياته وفكره.


ابن المقفّع بين فكّي التاريخ

يحاول البعض الإنقاص من شأن ابن المقفّع كقولهم إن مذهبه مجوسي من أتباع زرادشت، وانه لم يسلم إلا للمحافظة على روحه وللتقرب إلى العباسيين، ويتّهمونه كذلك بالزندقة.

ولكنّ الحقيقة انه صاحب نفس شريفة، يقدّر الصداقة حق قدرها. وقد رأى بالأصدقاء عماد الحياة ومرآة النفس، لذا نصح بالدقة في اختيار الأصدقاء.

وكان ابن المقفّع صاحب علم واسع، وعرف الثقافة العربية والفارسية واليونانية والهندية. وإذا كان ابن المقفّع اظهر عيوب النُّظُم الإدارية في عصره وفضّل النظم الإدارية الفارسية، فالحقيقة إن العرب كانوا بعيدين عن النظم الإدارية. فبعد قيام الدولة الإسلامية في عهد الرسول، أخذ الفاروق عمر بن الخطاب الكثير من النظم الإدارية عن الفرس، واستطاع بهذا بناء دولة قوية. وكان لهذا أثره الكبير في تطوّر الدولة العربية.

قتل ابن المقفّع وهو في مقتبل العمر، ولم يتجاوز السادسة والثلاثين عند موته. إلا انه خلّف لنا من الآثار الكثيرة ما يشهد على سعة عقله وعبقريته، وانه صاحب المدرسة الرائدة في النثر.

مؤلفاته

بعض مؤلفات ابن المقفّع نقل من الفارسية واليونانية والهندية. ومن مؤلفاته:

الدرة الثمينة والجوهرة المكنونة.

مزدك.

باري ترمينياس.

أنالوطيقا ـ تحليل القياس.

أيين نامة ـ في عادات الفرس.

التاج ـ في سيرة أنو شروان.

أيساغوجي ـ المدخل.

الأدب الصغير.

رسالة الصحابة.

كليلة ودمنة

بقي ابن المقفّع وبقيت الكتب التي كتبها أو نقلها عن الفارسية أو الهندية أو اليونانية مرجعا لأنّ الكتب الأصلية ضاعت.

وقد ترك لنا ابن المقفّع الكثير من الكنوز رغم انه لم يعمّر طويلا... لكنّ أدبه عمّر وسيعمِّر.

هذا كل ما اعرفه عن ابن المقفع , فهل اجد من يساعدنى فى التعرف عليه اكثر من خلال رفع بعض اعماله هنا؟؟

خالص الود والتحيه.

تجد لابن المقفع ( مجموعة اقوال ) في مكتبة المصطفى ضمن المجموعة الهندية .

من أول ما قرأت عن ابن المقفع وليس له
كتاب عبد اللطيف حمزة "ابن المقفع".


__________
الادب الكبير والادب الصغير

http://al-mostafa.info/data/arabic/depot/g...mostafa.com.pdf

بيديا الفيلسوف الهندي-ترجمه: عبد الله بن المقفع - كليله و دمنه-طبعة مصر سنه 1902

http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/...ile=i001064.pdf

بحث بعنوان :
الرؤيه الفكريه في الحاكم و الرعيه لدي ابن المقفع و ابن العنابي و الكواكبي 93 صفحه ، 45 خصصهم الكاتب لمناقشة فكر ابن المقفع ، ممكن يفيدك
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/...file=015452.pdf

يا أخ عاشق الكلمة (f)

أنت راجل مسلم موحد بالله وماشي على الصراط المستقيم. مالك ومال الملاحدة والزنادقة مثل ابن المقفع؟ (f)

ولا يهمك؛ أنا أيضا أدمن كل ما هو متصل بالزندقة في أي خط سواء كان إسلام أو مسيحية. لعلمك، الزنادقة هم أهل العقل وما خلاهم هم أهل الإجماع. يعني في بداية الكنيسة لو حد استخدم عقله كان يتقال عليه زنديق وما يقر عليه الإجماع كان اسمه "الإيمان الأرثوذكسي". الإجماع هو ما يقرر ما يصح للناس وما لا يصح. من يشذ عن الإجماع ويبقى زي الشريك المخالف اسمه "الزنديق" أو الهرطوقي بلغة النصارى.

ليتك تتكرم وتقرأ كتاب من تاريخ الإلحاد في الإسلام لعبد الرحمن بدوي وبه فصل جميل جداً عن "ابن المقفع" والكتاب انتشر على النت بسرعة الحصاد الهشيم دون أن تذروه الرياح هشيماً.

أيضا ما كتبه "حنا الفاخوري" عن "ابن المقفع" في كتابه "تاريخ الأدب العربي" واللي تقريبا طبعوه فيما بعد باسم الجامع في الأدب العربي... كلام مشوق ويخليك تدوب في ابن المقفع وتتمنى لو تعرف أكتر عنه وتقرا الكتابات اللي قطعوه حتت عشانها.


مية بوسة للهراطقة ومية بوسة للزنادقة :kiss2::kiss2:

شكرا جزيلا للحر على هذا الارشاد , وجزيل شكرى للعزيز عامر على تلك الدرر الثمينه ....
ارى انك شخصيا مكتبه متنقله

(f)

Array
يا أخ عاشق الكلمة (f)
أنت راجل مسلم موحد بالله وماشي على الصراط المستقيم. مالك ومال الملاحدة والزنادقة مثل ابن المقفع؟ (f)
[/quote]

العلم بالشىء ولا الجهل به ياعمنا .

كما ان الحكم على الزنديق والهرطوقى والملحد لا يتاتى الا بالتعرف على افكاره وكتاباته واراؤه , لا لان ابراهيم قال لى ان فلان زنديق وهرطوقى.

كما ان لكل عقل شطحاته وشذوذه , وانا شخصيا تنتابنى احيانا حاله من الشطط الفكرى , فافكر فى الكون وفى الاله وربما لم يكن هناك اله , وربما لم تكن هناك اديان , وربما كما قال المعرى :

وينشأ ناشئ الفتيان منا -- على ما كان عوّده أبوه

وما دام الفتى بحجى ولكن -- يـعلمه التدين أقربوه

ولكن ... لان هذا الشطط يكون تاثرا ببعض القراءات واللتى من دواعى التركيز فيها ان تنحى غيرها مؤقتا , فانى بعد الانتهاء اعود ثانيه الى كامل ايمانى بالله , واستغفره واتوب اليه , واجدد ايمانى , لان الدين بداخلى راسخ كالجبل , قد تعتلى بعض الافكار قمته , الا انه سرعان ما تذروها الرياح ويبقى الطود راسخا شامخا.

من هذا المنطلق فانى اعتقد ان امثال ابن المقفع والمعرى والحلاج وغيرهم .. هم مسلمين موحدين بالله , الا ان كتاباتهم وافكارهم مجرد شطط سجلوه , ولكن العبره بالخواتيم .

Array
ليتك تتكرم وتقرأ كتاب من تاريخ الإلحاد في الإسلام لعبد الرحمن بدوي وبه فصل جميل جداً عن "ابن المقفع" والكتاب انتشر على النت بسرعة الحصاد الهشيم دون أن تذروه الرياح هشيماً.
[/quote]

وما دمت قرات كتاب تاريخ الالحاد لعبد الرحمن بدوى وتنصح بقراءته , فلماذا اذا تماحك فى الحضاره العربيه والاسلاميه وترفض القول بانه كانت هناك تلك الحضاره ؟؟
من ينصح بقراءه كتاب فاعتقد انه على قناعه بما فيه , فلماذا تنفى عن العرب والمسلمين حضارتهم والرجل اكدها واكد على روحها الخاصه بها فى فصل كامل عن الحضاره العربيه والاسلاميه؟

Array

مية بوسة للهراطقة ومية بوسة للزنادقة :kiss2::kiss2:
[/quote]

ميه بوسه لعمنا المماحك :kiss2:

(f)

Array الا ان كتاباتهم وافكارهم مجرد شطط سجلوه , ولكن العبره بالخواتيم . [/quote]

اسلوب القصر هنا صعب جدًا في نتيجته يا عاشق
يعني عشان بحبك هسكت
لكن مفهمتش العبرة بالخواتيم ازاي
يعني مثلا هل كفر ابن المقفع او المعري او الحلاج ثم ختموا حياتهم بتوبة عن زندقاتهم !

ابن المقفع (أديب العقل) د. فكتور الكك

مسرحية من أربعة فصول سيطرت عليها الآفاق العقلية لابن المقفع ونظراته النافذة إلى الحياة والمجتمع والصداقة، وإلى الحكم والسياسة والسلطان.

بيديا الفيلسوف الهندي-ترجمه: عبد الله بن المقفع - كليله و دمنه-طبعة مصر سنه 1902
http://www.4shared.com/file/46970187/74304...rified=ae39c4fd


الرؤيه الفكريه في الحاكم و الرعيه لدي ابن المقفع و ابن العنابي و الكواكبي
http://www.4shared.com/file/46970518/32444...rified=ae39c4fd


الادب الكبير والادب الصغير
http://www.4shared.com/file/46970338/4ff51...rified=ae39c4fd


ابن المقفع أديب العقل-فكتور الكك
http://www.4shared.com/file/46970313/a11be...rified=ae39c4fd


ابن المقفع -خليل مردم بك
http://www.4shared.com/file/46970221/65fab...rified=ae39c4fd


الدرة اليتيمة-من حكم الكاتب البليغ عبدالله بن المقفع-شكيب ارسلان
http://www.4shared.com/file/46970420/1670f...rified=ae39c4fd

الأخ العزيز عاشق الكلمة، تحياتي لك:

Arrayوما دمت قرات كتاب تاريخ الالحاد لعبد الرحمن بدوى وتنصح بقراءته , فلماذا اذا تماحك فى الحضاره العربيه والاسلاميه وترفض القول بانه كانت هناك تلك الحضاره ؟؟[/quote]

سؤال جميل. لاحظ أنك تربط ما بين الحضارة وما بين "الزنادقة" أو "الهراطقة" ورغم أني لا أريد لا سمح الله لوي ذراعك إلا أنك تكلمت هنا بالحق الإلهي مباشرة أو كأن الله نفسه نطق على شفتيك. لو قلت لي المقفع وأبو بكر الرازي وابن الراوندي وأمثال هؤلاء، فهؤلاء ليسوا صناع حضارة في نظري ولكن هؤلاء هم أنبياء الله مباشرة بل وأكثر. لكن هل في رأيك هؤلاء لوحدهم يصنعون حضارة؟ الحضارة يا صديقي هي إنجاز. يعني تقف أمام معالم شعب ما وتقول: شوف الانجازات هذه كلها وكم عددها، حقاً هذا شعب متحضر.. وطبعا تكون الحضارة سلوك وفعل. هل في نظرك أن واحد مثلي فعلا إنسان متحضر؟ يا راجل اعطس من بقك. نحن أبعد ما نكون عن الحضارة. لا تنخدع بالكلام المثالي الذي أكلم الناس به هنا فما أتمناه شيء وواقعي الحقيقي شيء آخر. نحن أبعد ما نكون عن الحضارة والتحضر.

نقطة أخرى، مجرد اقتراح أو رجاء أخوي، رجاء لا تندم لو استخدمت عقلك وشطحت للحظات. هذا لا يجعل منك لا كافر ولا زنديق لسبب بسيط: الله لا تحده لا أفكار ولا أديان. الله أكبر من كل هذه. الله لا يغضب لأن خليقته استخدمت عقلها وتحاججت في الحوار معه. عدم الفكر يقتل الإبداع. عدم الفكر يخنق الإيمان ذاته ويخنق الأديان كلها. كلما تنفس الفكر واستنشق عبيق الحرية كلما انتعش الإيمان ذاته وصار إيمان صحي لا إيمان المرضى المتدينين تدين جاف.

أؤكد لك أن واحد مثل أبو بكر الرازي هو أقرب لوجداني وعقلي من أي لاهوتي مسيحي.. كل ما في الأمر أن "الشعب" جاهل ولا يتحمل الحقيقة كلها ولازم تخاطب كل واحد على قدر عقله "نخاطب الناس على قدر عقولهم". حاول أن تقرأ الحوار بين أبو حاتم الرازي وأبو بكر الرازي. صحيح أن أبو حاتم الرازي اسماعيلي وأنا أحب الإسماعيليين ولكن الراجل ده فقع لي مرارتي الله يخرب بيته. وجدتني في قراءة الحوار أقرب مليون مرة لأبو بكر الرازي بصرف النظر عن الاستشهادات الغزيرة التي أتحفنا بها أبو حاتم الرازي من الإنجيل وكأنه يقدم الجواب اليقين! طز.


نهارك فل وميت بوسة للأخ الحبيب عاشق الكلمة :kiss2:

Array
لكن مفهمتش العبرة بالخواتيم ازاي
يعني مثلا هل كفر ابن المقفع او المعري او الحلاج ثم ختموا حياتهم بتوبة عن زندقاتهم !
[/quote]

هو مجرد اعتقاد ياعامر لا استطيع ان اجزم بصحته من عدمها ...

لا تنسى ان معظم مؤلفات هؤلاء ضاعت ولم يتبقى منها الا اثار , كما اعتقد ايضا انه لا يوجد تدوين حقيقى لترتيب تلك المؤلفات , بمعنى اننا لا نعلم ايهما السابق وايهما اللاحق , فعلى سبيل المثال نحن نعلم ان مصطفى محمود كان ملحد وعاد الى الايمان , فلو انه بعد 1000 سنه من الان ضاعت كتبه ولم يتبقى منها سوى كتابه " الله والانسان " لاعتقد قراء المستقبل البعيد ان هذا الرجل كان ملحد.

ثانيا ان من تناولوا مؤلفات هؤلاء بالدراسه والتحليل اختلفوا فى تحديد ما ان كانوا مؤمنين ام زنادقه , وكما قلت فلا تستطيع ان تخرج بانطباع حقيقى الا بقراءه جميع مؤلفاتهم ,وعلى شرط ان تكون على علم بترتيب تلك المؤلفات من حيث تاريخ كتابتها , وبالطبع هذا عمل شاق وصعب ويحتاج الى مجهود ووقت.

عموما ان احاول التعرف على هؤلاء واعمالهم.