(4)
الترجمة العربية لكلمة رئيس الوزراء إيهود أولمرت والتي ألقاها في افتتاح مراسم إحياء ذكرى شهداء الكارثة والبطولة :
السيد رئيس الدولة والسيدة زوجته ....
السادة الناجين من الكارثة وعائلاتهم
السادة الحضور ...
إن اليهودي الذي تدوس قدمه أرض أوروبا يشعر بسحابة غير مرئية في قرارة أعماقه وروحه. إذ تحت قدميه مدفونة آثار وجود يهودي غني الحضارة والتراث, تم محوه دفعة واحدة. وتمتد فوقه سماء متلبدة بدخان لن يتلاشى. ثمة لائحة اتهام وتحذير معلقة هناك في الأجواء, مكتوبة فيها كلمة واحدة فقط : " تذكّر !".
ماذا كان للنازيين الأشرار ضد اليهود؟ لماذا كانوا عاقدي العزم في قرارهم وسعيهم لإبادة شعبنا؟ لماذا خصصوا لأجل ذلك الموارد, القوى البشرية وجهاز تنظيمي متشعب, على حساب مجهودهم الحربي؟ لماذا ارتأوا مواصلة مسعاهم هذا إلى النهاية, حتى عندما لم يكن هناك أي شك بشأن هزيمتهم؟ هل كان بإمكان الشعب المطارَد , المعذَب, والمسحوق بجزمات العدو , أن يوقف هرولة آلة الحرب الألمانية؟ كم فرقة مسلحة كانت لدى الجاليات اليهودية في أوروبا و كم دبابة ؟ كم طائرة مقاتلة وكم بندقية؟ لقد صدق الشاعر أوري تسفي غرينبرغ بقوله انه كان لدى الشعب اليهودي في أوروبا : " ملايين الرجال لكن لم يكن لديه حتى سيف واحد" .
لم يحصل ذلك إلا لأننا كنا فعلاً نحن اليهود, نشكل تهديداً مخيفاً في نظر النظام الهتلري. ليس تهديداً عسكرياً طبعاً, وإنما تهديداً أخلاقياً . إزاء لهفة القتل النازية والقمع العنصرية والشيطانية, إزاء الدوس على كل مثال إنساني وحضاري, إزاء الكفر بنورانية الله المتمثلة بالإنسان وبتفوق الخير على الشر - إزاء كل هذه النزعات وقف الشعب اليهودي مجرداً من السلاح, يحمل فقط لوحي العهد وكتاب التوراة : "لا تقتل!" .
قال الرب : "أحب قريبك كنفسك"..... "اطلب السلام واسعَ إليه", لقد أفقد ذلك النازيين صوابهم.
لقد حوّل النازيون الإنسان اليهودي البريء إلى شيطان, إلى مسخ, إلى لا إنسان . لقد وصفوه كحشرة, كطفيلي, كجرذ أوكار, كناشر للأمراض.
هذا اليهودي الطاهر القلب, المتسلح على أقصى حد بكتاب صلوات, دثارة صلاة وتفلين, لقد أثار سخط النازيين إلى حد لا يطاق. لقد ذكرهم بحقيقة وجوده بما أراد النازيون نسيانه وجعل الآخرون ينسونه, ليقتلعوا ويستأصلوا وبشكل تام من الحضارة الإنسانية: المثل الإنسانية كالعدالة, المساواة, الإحسان والإيمان. "شمعة الله روح الإنسان", التي أراد النازيون إخمادها والى الأبد.
كيهودي أحمل في قلبي دائما دمعة الألم على كارثة أخواني وأخواتي. لكني فخور بكوننا العدو اللدود للشرير النازي و أنا فخور بتراث آبائنا وأجدادنا وهو الضد التام لنظرية العرق والقتل الهتلرية، كما أني فخور بإقامة دولة إسرائيل, وهي الجواب الأخلاقي والتاريخي الخالد لمؤامرة كل عدو لنا.
اللا سامية, الطغيان, النزعة إلى القتل والإرهاب هي أمور لم تمض دون رجعة. إنها مسلطة اليوم أيضاً فوق رأس العالم الحر. العبرة من الحرب العالمية الثانية هي أن التصالح والتنازل والضعف ما هي إلا وصفة لكارثة. إن اتخاذ موقف أخلاقي حازم يتسم بالإصرار, الاستعداد للحرب والحفاظ على الحرية هي وحدها الكفيلة بضمان مستقبل البشرية.
كتب الشاعر يهودا عميخاي , رجل أورشليم قائلاً:
"غابة الذكرى التي أحببنا فيها احترقت بنار كبيرة
لكننا بقينا أحياء ومحبين لذكرى الغابة المحروقة
ولذكرى المحروقين الذين ذكرتهم الغابة".
دولة إسرائيل تحمل ذكرى الحريق وهي نصب للمحروقين. إنها تعرف ماذا فعلت كراهية إسرائيل في الماضي, وهي تنظر وبعينين مفتوحتين إلى الصرخات الشيطانية التي تحدث حولها, وقد تعلمت العبرة. دولة إسرائيل قادرة على حماية نفسها, لكنها تناشد العالم الحر أن يقف معها في نضالها للحفاظ على النور والحرية , ومن أجل حماية مُثل العدالة وإنسانية الإنسان.
إنها تناشد كل حر وصاحب ضمير - أن يتذكر....
وكل أمة محبة للسلام - ألا تنسى أبدا!
_______________
المؤرخ اليهودي " أرنو لوستيجر " البالغ من العمر اليوم 80 عاماً، وقد ولد في مدينة بيندزين شرقي بولندا، وشهد دخول الجيش النازي إلى المدينة ومسارعة سكان المدينة اليهود في الهرب خوفاً من المذابح التي سمعوا عنها، لكن لوستيجر بدلاً من الهروب اتخذ قراراً شجاعاً وفضل الثبات والانضمام للمقاومة الوطنية ضد المحتل النازي وواصل القتال حتى وقع في الأسر . وفي فترة اعتقال لوتسيجر تنقل من معسكر إبادة إلى آخر، حتى كتبت له النجاة أخيراً عندما نجح في الهروب أثناء إحدى مسيرات الموت الطويلة والتي كانت تؤدي بهم إلى أحد معتقلات الموت في أوشفيتس وغيرها وهي المسيرات التي كان يجبر المعتقلون على مشيها دون الالتفات حتى إلى من يتساقط منهم صريعاً إما من الجوع و التعب أو المعاملة القاسية والقتل التعسفي وبدم بارد .
وينتمي لوستيجر إلى عائلة اكتوت بنار المحرقة وكتبت لهم النجاة فأصبحوا شهوداً عليها، ويذكر أن ابن عم لوتسيجر هو الكاردينال جان ماري لوستيجر المقرب من بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني و جان ماري لوتسيجر قضى أيضاً طفولته في معسكرات النازية.
وكان كتابات أرون لوتسيجر والكلمات التي يلقيها في كثيرة من مناسبات تخليد ذكرى ضحايا المحرقة تركز في معظمها على تجربته الشخصية في المعتقلات النازية والوحشية التي كان يعيشها النازيون كما كان يركز على المقاومة التي أبداها اليهود في معسكرات الإبادة وتفضيل البعض منهم القتال حتى آخر لحظة على الوقوع في الأسر والسوق لمعسكرات الموت ، كما أشار إلى ذكرى كثير من السكان الألمان غير المعروفين والذين لم تسلط الأضواء على دورهم البطولي الرائع برفضهم لقرارات الرايخ بإنقاذهم لكثير من اليهود وتخبئتهم في بيوتهم رغم خطورة ذلك عليهم كألمان ، منوهاً بأنه هناك على الأقل 3000 منقذ مسجل في مركز أبحاث العداء للسامية.
وأشار في كتاباته أيضاً إلى حادثة أثرت فيه وهي حالات النساء المسيحيات المتزوجات من رجال يهود واللواتي تمكن كثير منهن من إنقاذ رجالهن عبر احتجاجات عام 1943 في شارع روزين في برلين.
__________
مع عقد النظام الإرهابي الإيراني مؤتمر لإنكار وقوع المحرقة النازية الهولوكست وجمع أشباه المثقفين وأشباه المؤرخين والمرتزقة من مختلف البلاد والذين ينكرون أن الهولوكست قد وقعت بالأساس ، وهو أيضاً موقف الإرهابي المجنون نجاد مدلل ولاة الفقيه في إيران والذي وصف الهولوكست بأنها أسطورة ...
جاء الرد الإسرائيلي على هذا المؤتمر بالأمس حيث أدانت إسرائيل و بشدة المؤتمر ووصفه رئيس الوزراء إيهود أولمرت بأنه : "مثير للاشمئزاز".
وصرح أولمرت للصحافيين قبل توجهه إلى برلين بأن : المؤتمر مثير للاشمئزاز ويظهر عمق الكراهية ، ووجه دعوة للنأي بالنفس عن إيران وجميع المشاركين في المؤتمر.
وعقد الكنيست بعد ظهر الاثنين جلسة خاصة حول مؤتمر طهران ووجه وزير السياحة إسحاق هيرتزوغ دعوة لمحمود احمدي نجاد لزيارة معسكرات الموت النازية في أوروبا الشرقية.
وقال وزير السياحة : أدعو احمدي نجاد إلى أن يزور معنا المحارق في معتقلي أوشفيتس وبيركناو في بولندا
أما رئيسة الكنيست داليا ايتسيك فوصفت احمدي نجاد بأنه متخلف.... و يريد مواصلة نهج هتلر ....
ودعت رؤساء البرلمانات في العالم إلى إصدار قانون ( يجعل إنكار المحرقة جريمة جنائية)
كذلك أصدرت وزارة الخارجية بياناً يدين بشدة المبادرة المخزية التي أطلقتها الحكومة الإيرانية واحمدي نجاد ....
نص البيان :
إن حكومة إسرائيل تشجب بشدة مبادرة الحكومة الإيرانية المخزية لعقد مؤتمر دولي لإنكار وقوع الكارثة النازية.
فقد تم في إيران السخرية من ذكرى الكارثة النازية من خلال "مسابقة الرسوم الكاريكاتيرية للهولوكست" وعندما قارن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد - والذي يدعو باستمرار إلى القضاء على دولة إسرائيل - بين معسكر الإبادة النازي أوشفيتس وبين إسرائيل مشوّهًا بذلك ما حدث في الماضي وما يحدث في الحاضر.
إن تصريحات الرئيس الإيراني وأفعاله تتناقض والحقائق بشكل واضح وتتناقض تمامًا والتاريخ، كما يراه بالإجماع المجتمع الدولي بأسره. فمِن خلال إنكار الكارثة النازية أو التشكيك في وقوع هذه الكارثة - وهي أخطر عملية إبادة جماعية حتى أيّامنا هذه - يتحدّى أحمدي نجاد جوهر مبدأ حقوق الإنسان العالمية، والذي قام المجتمع الدولي بتحديده بعد الكارثة النازية أو بسببها.
يجب اعتبار تصريحات أحمدي نجاد الأخرى بشأن رغبته في القضاء على دولة إسرائيل، وهي دولة عضو في الأمم المتحدة، تصريحات تهدّد بوقوع عملية إبادة جماعية أخرى. إن مثل هذه المواقف التي تتناقض وميثاق الأمم المتحدة حول منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة على ارتكاب هذه الجريمة، والذي صادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 – 12 – 2006 تُعرض الحضارة الإنسانية للخطر وتستوجب رفضا عالميًا لها.
وقالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني : " إن ذكرى الكارثة النازية ضرورية بالنسبة للمجتمع الدولي بأسره وليس بالنسبة لإسرائيل أو الشعب اليهودي فقط. فمن خلال إنكار الكارثة يسعى الرئيس الإيراني إلى إضفاء صبغة الشرعية على نواياه الصريحة بالقضاء على إسرائيل وإلى نشر الأفكار الإسلامية المتطرفة التي تتناقض وقِيَم العالم الحرّ. يجب أن تتضافر جهود دول العالم في توجيه كلمة وأفعال صريحة لكي تكتسب العبارة: "لن تتكرر الكارثة أبدًا" معناها الحقيقي .
يتبع ...