{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قبيل الطوفان.
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #1
قبيل الطوفان.

( 1 من 2 )

" الحياة ليست مجرد مصير محتم لا مهرب منه ".



في هذه المداخلة أريد أن ألقي الضوء على قضية هامة ، هي أن توظيف الدين من أجل مكافحة التعصب و الإرهاب ، واستقطابه في جانب التسامح و التعايش ( أي في جانب الحضارة السائدة ) ، ليس فقط محاولة فاشلة ، بل هي أيضا ممارسة خطيرة ، ولا يقلل من أهمية تلك الحقيقة كل ما يبذل من جهد لاستنطاق الإسلام بأكثر العبارات رحمة و تسامحا ، فهذه المحاولات - رغم محدودية نتائجها - ستؤدي إلى مزيد من ترسيخ الهوية الدينية الإقصائية ، و تهميش المجتمع المدني ، و تقزيم المواطنين و تحويلهم إلى مجرد أتباع مطيعين لدين بعينه ، ولكن مما يدعوا للدهشة أن هذا الأسلوب الخطير ، هو تحديدا ما يلجأ اليه الغرب و الأنظمة الإسلامية الحاكمة لمواجهة التطرف و الإرهاب ، هذه المحاولات لم تتوقف ، بالرغم مما أثبتته التجربة أنها لا تعدوا أن تكون مسكنا منتهي الفعالية ، بينما يستمر المرض ينهش الجسم السقيم بلا مقاومة فعالة ،و في هذا الإطار أيضا نقرأ المؤتمر المخطط عقده في السعودية خلال الشهر القادم لحوار الأديان .
مازلت مقتنعا أن هناك خطأ مبدئي سقط فيه الجميع ، يتمثل في اعتماد تصنيف واحد للشعوب قائم على أساس الهوية الدينية ، و أن الخلط البرئ -أو المتعمد- بين الهوية الدينية للمسلمين و هوياتهم المتعددة الأخرى ، تجاوز أن يكون مجرد خطأ في المفاهيم و التوصيف ،و لكنه يقود إلى تجذير مشكلة الإرهاب ، مهددا السلام العالمي بشكل غير مسبوق ولا مبرر ، هذه المشكلة التي أطرحها هنا أعمق كثيرا من مجرد التصريحات الفجة لمتطرفين ، أمثال أسامة بن لادن في حربه المعلنة ضد اليهود و المسيحيين ، أو الجنرال الأمريكي (وليام بوكين) الذي اشتهر بادعائه أن الرب المسيحي أكبر من الرب الإسلامي ، أو التنبؤات الجزافية لأحمدي نجاد بقرب ظهور المهدي و تدمير أمريكا ، و لكنها تكمن في رؤية خطيرة و غالبا بحسن نية (أشبه بسوء الطوية) ، ينظر بها صناع السياسات الغربية إلى العالم غير المسيحي و المسلمين خاصة ، وفقا لتصنيفات الهوية الدينية حصريا ، و هم يرون أن مقاومة الإرهاب ( الإسلامي ) يكمن في إعادة تعريف الإسلام ، بشكل أشبه بحركة الإصلاح الديني المسيحية ، و من أجل تحقيق هذا الإصلاح ، هناك محاولات محمومة تقودها الولايات المتحدة و بريطانيا ، و تحاول خلالها جذب المؤسسات الدينية الإسلامية إلى مواقف متوافقة مع الأمن و السلام العالميين ، رغم هذه الجهود الحثيثة فالأصولية الإسلامية مزدهرة ، و الأرهابيون يجري تجنيدهم حتى في الغرب ، هذه النتيجة التي أحبطت الجميع و أكدت لدى كثيرين النظرة المتشائمة إلى المسلمين كإرهابيين بالعقيدة الدينية يجب ألا تفاجئنا ، و علينا أن نتذكر أن محاولة تجنيد رجال الدين لدعم قضايا سياسية كانت دائما سياسة خاطئة خاصة فيما يتعلق بالإسلام السني السائد ، وهذا يعود لسببين واضحين يمكن تبينهما منذ البداية ، فالإسلام السني يتميز بعدم المركزية و خلوة من سلطة دينية عليا تتخذ القرارات الدينية الرئيسية الملزمة لعموم المؤمنين ، فالفرد و ليس المؤسسة الدينية هو وحدة بناء الإسلام السني ، و ليس خافيا مقدار الحرية التي يتيحها مثل هذا الإسلام لأتباعه ، و لكن في المقابل سيكون من المستحيل تقريبا توفير إجماع ملزم دينيا لمقاومة الإرهاب أو لأي قضية أخرى ، ثانيا خطورة تكثيف السلطة بيد رجال الدين من أجل القيام بدورهم المأمول ، فهذه السلطة يتم توظيفها لاحقا و ببساطة لدعم الأحزاب و الجماعات و المؤسسات الدينية ، و تمرير أخطر الأفكار الأصولية كصحيح الدين منكره كافر ،و هذا بالضبط ما حدث في مصر و الأردن و باكستان و غيرها من المجتمعات ذات الأغلبية السنية .
بالطبع سوف يكون انجازا رائعا أن يعظ رجال الدين في الفضائيات ضد الإرهاب ، و لا يمكن مقارنة هذا العمل الخير بتجنيد الإرهابيين في المساجد و الزوايا الشعبية ، و لكن هناك حدود لهذا النشاط ولا يمكن اعتماده كسبيل أساسي في مكافحة الإرهاب ، ورغم أن كثيرين من رجال الدين الكبار يؤمنون بأن الإسلام ينهى عن العنف ، فلن تجد بينهم من يكفر الذي يلجأ إلى الإرهاب ، فالتكفير محصور في المرتد و منكر معلوم الدين و تارك الصلاة ، أي في إنكار ما يمس صميم العقيدة و طقوسها ،و لكنه لا يتعدى ذلك إلى المواقف السياسية للمؤمن ، لهذا لم نجد عالم دين واحد يكفر أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري مهما كان إنكار هذا العالم للأعمال الإجرامية لكليهما .
في المقابل فكثير من الغربيين يتوقعون من المؤسسات الإسلامية الكبرى كالأزهر شيئا مثل الحرمان الكنسي في مواجهة الإرهاب و القائمين عليه ، لهذا تأتي صدمة هؤلاء كبيرة عندما يجدون أن الإرهاب - الموجه لغير المسلم غالبا - ليس مدانا وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية ، على الأقل الإدانة التي تصل لحد تكفير مرتكب تلك الجريمة ، و ذلك طالما لم ينكر الإرهابي أحد أسس العقيدة الإسلامية كما يفسرها الفقهاء ، وظل ممارسا للطقوس الدينية ، وليس خافيا أن التاريخ لم يعرف سابقة لتكفير المسلم على أساس من انفتاحه على الآخر أو تعصبه ضده ، فبقي المسلم المتسامح مثل السلطان أكبر و صلاح الدين الأيوبي مسلما ، بينما بقي المسلم المتعصب مثل السلطان أورانجزيب و السلطان الظاهر بيبرس مسلما أيضا ، ولم نسمع بفقيه واحد يكفر قتلة السادات أو أعضاء الجماعة الإسلامية و تنظيم الجهاد في مصر بسبب سجلهما الإجرامي الكبير ، ليس معنى هذا أن الإسلام في جوهره دين إرهابي ،و لكن الأمر أكثر تعقيدا فالتكفير هو إجتهاد له شروط فقهية مرتبطة بجوهر العقيدة و ليس بالموقف السياسي ، و لعل أو ضح مثال لذلك هو ما أسفر عنه لقاء هام لعلماء المسلمين في عمان بالأردن ، و قد حضره 170 من صفوة علماء الدين الإسلامي في 40 بلدا ،و في النهاية صدر البيان الختامي للقاء في 6 يوليو عام 2005 ، و قد سعى البيان للتعريف ( بحقيقة الإسلام و تحديد دوره في المجتمع المعاصر) ، و في البيان يعلنون بالتحديد أنه " لا يجوز تكفير أي فئة من المسلمين تؤمن بالله سبحانه و تعالى وبرسوله صلى الله عليه و سلم و أركان الإيمان ، و تحترم أركان الإسلام ،ولا تنكر معلوما بالدين بالضرورة " ، بالطبع كانت هناك إدانات للإرهاب بأقوى العبارات ، وحفلت المداخلات بالآيات البينات التي تدعوا للسلم ،و لكن لا شيء آخر ، فالدين الإسلامي كأي دين آخر له لغته و مفرداته و مفاهيمه الخاصة ،و لا يمكنه أن يكون بديلا للعمل السياسي و الهويات المدنية ، و هذا يؤكد ما ذهبنا إليه و نكرره دائما ، أن التقسيم الديني للعالم يؤدي إلى تشوهات حادة في فهم الآخر ، و إصدار أحكام خاطئة على القضايا الرئيسية ، فهذا التقسيم يضخم إلى حد العملقة خلافا واحدا بعينه بين المجتمعات البشرية ، و بدرجة تطمس كل رابطة أو هوية أخرى مهما كانت أهميتها .
06-24-2008, 10:57 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
تيم المطر غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 20
الانضمام: Jun 2008
مشاركة: #2
قبيل الطوفان.
مش مطلوب التكفير ويكفي الادانة .

طول ما ديمقراطيتنا غائبة . وطول ما السلطة بيد الاسر والعشائر والافراد والمؤسسات الحقيقة شيء من الخيال، سيبقى هناك متسع كبير ليقتنع الكثير من العرب باسلوب العمليات الانتحارية وتفجير الكباريهات والصالونات والفنادق .


الارهاب والتعصب ولغة التفخيخ هي عرض من اعراض المشكلة، وليست المشكلة بحد ذاتها، ان لم نجد ارهاب يقوم على قال الله وقال الرسول، سنجد ارهاب يقوم على افكار ماركس وديكارت وكل فلاسفة اليونان .


06-25-2008, 01:45 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #3
قبيل الطوفان.

( 2 من 2 )

" وها نحن هنا و ظلام مدلهم ينبسط حولنا
وقد ساقتنا أقدار حمقاء من الإنذارات المرتبكة و الصراع
إلى حيث جيوش جاهلة تتصارع في الظلام " .ماثيو آرنولد ( بتصرف )


ظاهرة الإرهاب الإسلامي
مع تنامي ظاهرة ( الإرهاب الإسلامي ) يثور في العالم غير الإسلامي حوار محرج حول كون الإسلام دين حقيقي يدعوا إلى السلام ، أم هو مجرد مجموعة من الطقوس الدينية البدوية و التقاليد الحربية العنيفة ، و قد أجمع كثير من قادة العالم على أن الإسلام دين السلام ، و أن المسلم الحقيقي لابد أن يكون متسامحا ، و من المؤكد أن رفض التعاطي مع الإسلام كدين حربي ، هو موقف مهم جدا في المناخ العالمي اليوم ، و في هذا المجال هناك كثير من التقدير لابد أن يوجه لتوني بلير على موقفه دائم الإشادة بالإسلام ، بل لا ينكر أحد أن نفس الموقف اتخذه جورج بوش ، عندما توجه إلى مسجد إسلامي غداة حوادث 11 سبتمبر ، ليبرأ الإسلام و المسلمين من الجريمة ، و لكن تعريف (المسلم الحقيقي) بموقفه من قضية الإرهاب ، أي بمعتقداته السياسية و الإجتماعية حول المواجهة و التسامح ، و هي المعتقدات التي كانت دائما خلافية بين المسلمين طوال تاريخهم ، هو نوع من التسطيح الشديد لقضية الدين ، و علينا أن نفهم أن موقف المسلم من التسامح و التعصب هي مواقف لا يمليها الإسلام كدين بل الهويات السياسية و الخلفيات التاريخية للمسلمين ، فالدين ليس ولا يجب أن يكون كل هوية الإنسان ، و يستغرقه كلية مهما كانت درجة تدينه ، وهذا ما حدث في الماضي كما يحدث الآن أيضا ، و التاريخ الإسلامي ليس بالقطع تاريخ الإسلام بل هو تاريخ المسلمين كبشر و شعوب ، فبينما نجد أن المسلمين العثمانيين ارتكبوا مجازر جماعية ضد الأرمن ، نجد أن المسلمين المصريين لم يرتبكوا مثل تلك المجازر سوى ضد دودة القطن التي تهدد محصولهم السنوي الهام .
إننا بهذا التقسيم الضبابي للعالم وفقا للدين ، نواجه موقفا عبثيا ربما يكون من الصعب تصديقه ، فبينما نجد أن التطرف الديني يسعى إلى إقصاء الإنتماءات غير الدينية ،و تهميش النشاط السياسي المسؤول للمواطن ، نجد أن محاولات محاربة الإرهاب تتم عن طريق تجنيد المؤسسات الدينية و تقويتها ، مع ما يصاحب ذلك من التقليل من فعالية الهويات السياسية و الإجتماعية باعتبارها تتعارض مع الهوية الدينية ، و النتيجة أن الخاسر الكبير في تلك المواجهة هو المجتمع المدني الذي يسعى الجميع إلى تقويضه بينما تزداد الحاجة إليه ، هناك هويات توحيدية متعددة بين الجنس البشري يتيحها المجتمع المدني ، لعل أبسطها و أقواها أيضا هوية المواطنة داخل منطقة جغرافية بعينها ، وذلك يعني غالبا الإنتماء إلى أوطان متعددة الأديان ، و بغير هذه الإنتماءات التعددية سنجد أنفسنا في موقف بالغ الغرابة ، عندما يتعامل المسلم الإنجليزي مع رئيس وزراءه خلال المشايخ و القادة الدينيين ،و يتعامل المسيحي المصري مع رئيس الجمهورية خلال رأس الكنيسة !.

مواجهة الإرهاب .
في تصوري أن مواجهة الإرهاب تمر بمقتربات عديدة ، أهمها التوقف عن التقسيم الديني للشعوب ، لهذا أرى أنه علينا أن نكون أكثر تواضعا ، و ألا تستغرقنا تلك التحليلات البراقة حول الهويات و الصراعات الثقافية ، علينا ألا نذهب بعيدا إلى الحضارات القديمة و أساطيرها ، و علينا التوقف عن تمجيد هذه الحضارة أو تلك كحاوية حصرية لأفضل ما أنتجه الإنسان و فكر فيه و مارسه ، إن الإعتقاد بوجود تفرد تاريخي للحضارة الغربية يرجع إلى ماض أبعد من 400 سنة الأخيرة هو وهم دعائي لا أكثر ، علينا أن نقر أن إعلاء قيمة الحرية و التسامح كما نفهمه في الحضارة المعاصرة ، لم يكن جزءا من ماضي أي بلد أو حضارة في العالم ، بلا أي استثناء بما في ذلك الحضارة الإسلامية أو الإغريقية أو غيرهما من الحضارات ، و علينا إذا أن نعود إلى أساليبنا القديمة الأكثر إنسانية وواقعية ، و علينا أن نبحث عن حلول سياسية لمشاكل سياسية كما كنا نفعل لعشرات السنين ، إن التاريخ لم ينته كما توقع فرانسيس فوكوياما ، كذلك فالحضارة الغربية ليست قدر الإنسان الأسمى كما يعتقد هينتنجتون ، و المشاكل المعاصرة مثلها مثل المشاكل الأقدم لها أسبابها السياسية التي يمكن تبينها ،و ليست إفرازات حتمية لصراع الهويات الدينية الأحادية ، كما يبشر هينتنجتون و اليمين الجديد في أمريكا ،و كما يعتقد أسامه بن لادن و مهدي عاكف و أحمدي نجاد ، وفقا لهذه الرؤية السياسية الواقعية التي نتبناها ، فالصراع في فلسطين ليس تعبيرا عن حرب سماوية بين يهوه رب الجنود اليهودي و الله رب محمد ، و لكنه نتيجة لممارسات إسرائيل السياسية التي تجاوزت كل القواعد و الأعراف الدولية ، وموقف الجنود الإسرائيلين في الضفة الغربية و القدس لا يختلف عن موقف قوات الإحتلال في العالم كله ، و ليس لإسرائيل أية خصوصية أخلاقية مهما اعتقد ذلك رجل أخرق مثل جورج بوش ، و على العقلاء العرب و الإسرائيليين أن يصلوا إلى حلول سياسية سريعة قبل انفجار المنطقة كلها ، وعلى الفلسطينيين و العرب أن يفعلوا الصواب الوحيد الممكن ،وهو البحث عن حلول سياسية ، أو المضي في حرب التحرير حتى يجلو اليهود عن بلادهم ، و لكنها يجب أن تبقى حربا سياسية للتحرير تنتهي به ،و ليست حربا دينية بالوكالة و ضمن مشروعات إبادة دينية بلا نهاية ، في هذا الإطار فلا معنى لشيء مثل حماس و الجهاد ،و أيضا لا معنى للتهدئة بلا آليات الحل السياسي .
حتى يمكن أن نواجه الصراعات العبثية و نتغلب على ظاهرة الإرهاب ، فالعالم في حاجة إلى فهم جديد لطبيعة الهوية الأصولية وحدودها ، وهنا أريد أن أؤكد رأيي السابق أن الأصولية تقود حتما إلى العنف ، و أحب أن استشهد بقول حسين حقاني الدبلوماسي الباكستاني :" بيئة تسودها الأصولية الإسلامية ، هي الأرض الخصبة لإنتاج المتطرفين و التطرف ، الذي يمكن تصديره إلى أماكن أخرى " ، علينا إذا التوقف عن تصور أصولية بلا عنف ، فكل الأصوليات لابد أن تتحول إلى كيانات قتالية ، سواء كانت أصوليات إسلامية مثل الجهاد أو هندوسية مثل حركة ( هندوتفا Hindutva) ، خاصة عندما تتحول تلك الحركات من مجال الممارسات الدينية إلى الإنتشار السياسي ، في المقابل أؤكد أن الأصولية تزدهر في الغرب أيضا كما تزدهر خارجه ، فهناك أصوليات مسيحية مثل حركة born- again ، التي أوصلت بوش إلى الحكم ،و ساندت حروبه ضد العالم الإسلامي ، كما تواجه نظرية التطور البيولوجي مقاومة منظمة في القطاعات المتعلمة في بعض أجزاء من أمريكا أكثر تنظيما من أي مكان آخر في العالم .
علينا أن نتوقف الآن عن النظرة السطحية التي تفصل بين الأسباب و نتائجها الحتمية ، فليس من العقل – فما بالك بالحكمة – أن نسمح للتنظيمات التي تتبنى الإرهاب كعقيدة بالعمل السياسي ، طالما أنها لم تعد تمارس الإرهاب - مؤقتا - في إنتظار الظروف المناسبة ، و لن يكون مقبولا أن نحتج بقواعد الديمقراطية و آلياتها ، مثل هذه الطروحات المائعة التي يتبناها المحاظون الجدد في أمريكا ، تبريرا لمساندتهم الإخوان المسلمين في مصر أو سوريا ، لم يعد من الممكن قبولها لو كنا جادين في مقاومة الإرهاب حقيقة ، و ليس توظيف الإرهاب نفسه لصالح مشروعات سياسية.
ليس المطلوب فقط هو التوقف عن محاربة الإرهاب خلال أدوات المؤسسات الدينية ، و لكن علينا أن نعيد بناء المجتمع المدني في عقول الناس و ضمائرهم ليكون جزءا أساسا من الثقافة السائدة ،إن المجتمع المدني يعني أنه يمكن للمسلمين كما يمكن لغيرهم أن يختلفوا حول القضايا العلمانية ، و أن يقرروا كيف يسلكون في حياتهم بأساليب مختلفة ، إن العالم كله في حاجة إلى ثورة ثقافية جديدة ، ثورة من أجل تعددية حقيقية فعالة و متفاعلة ، العالم ليس في حاجة إلى حوار بين الأديان ،و لكنه كما كان دائما في حاجة إلى الحوار بين الشعوب ، العالم في حاجة ليسمع مباشرة من المواطن الفلسطيني في غزة و الضفة ،و ليس لرجال الدين أو السياسيين الأصوليين ، الصرب في حاجة للتحاور مع الألبان حول كوسوفو ،أما الحوار بين القساوسة الصرب و الشيوخ المسلمين فلن تؤدي لشيء ، و المجتمع المدني التعددي لا يهيط من السماء و لكنه يتكون بالتربية السليمة و الممارسة السياسية العاقلة الرشيدة ، إننا في حاجة كبيرة بالفعل إلى ترسيخ قيم التسامح و التعددية و التفاهم المميزة للمجتمع المدني الصحي ، و علينا أن نثمن عاليا تلك الصفات في أنفسنا و الآخرين ، يجب أيضا الا نتوقف كرجال و نساء من أصحاب النوايا الحسنة و التهذيب ، عن محاربة التعصب بثبات و حزم ، علينا أن بذل جهودا مستميتة من أجل إعلاء القيم التي نؤمن بها ، يجب ان تعكس حياتنا و أفكارنا معتقداتنا الأساسية حول افنسان و كرامته و حقوقه ، يجب أن نفكر أيضا في مجتمع أكثر عدلا للفقراء و المحرومين ، و إلى تعديل النظام العالمي ليتيح فرصا بشكل أكثر إنصافا ، هذا المجتمع العادل سيكون له دور جوهري في إبعادنا عن الإنقسام الحاد بين الهويات المختلفة .
يبقى أن نسأل :" هل يمكن أن ينجح العالم في مواجهة الإرهاب ، في ظل القيادات المعاصرة التي ينجبها الغرب خاصة الولايات المتحدة ؟" ، هذا سؤال يجب أن نفكر فيه بجدية ، فالقيادات الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تفتقد – باستثناء أو استثنائين - المعايير الأخلاقية العالية المطلوبة فيمن يقود الدفة الكونية ، و بصعوبة شديدة يمكن أن نجد هناك صلة ما بين معتقدات مسيحي أصولي مثل جورج بوش ، و روح التسامح التي ميزت أفكار من صاغوا الدستور الأمريكي ، ألا يشعر أحد أن جماعة اليمين الجديد التي وصلت إلى قمة السلطة في أمريكا ، هي مجرد عصابة من المجرمين لا تتورع عن ارتكاب الجرائم العادية المألوفة بين العصابات ، أليس مما يدعوا للتأمل أن هذه الجماعة سقطت أخلاقيا و سياسيا أيضا ، فهل مثل هؤلاء اللصوص هم أفضل من يقود العالم للتغلب على مشاكله الأساسية ،و ينقذونه من شتاء نووي قد يأتي بالنهاية المبكرة و المصير المظلم ؟ ، هناك العديدون في العالم اليوم يشاركون باراك اوباما طموحه إلى التغيير و بناء عالم جديد لأمريكا و للناس جميعا ، و نحن نحلم أيضا بعالم جديد يصنعه أمثال باراك أوباما و نشارك جميعا في صنعه .
فهل يمكن أن تنتصر النوايا الطيبة ؟.
06-25-2008, 02:01 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #4
قبيل الطوفان.
الزميل المحترم تيم .
تحياتي و تقديري .
خلال هذا الشريط و شريط سابق هو ( سجن الهوية ) أنتقد مفندا التقسيم الديني للشعوب ، و أراه السبب الرئيسي في ظاهرة الإرهاب ، المسؤول عن هذا التقسيم ليس المسلمون فقط ، بل المسلمون هم في الحقيقة ضحاياه ،و لكن المسؤول الرئيس هم الأصوليون المسلمون من جانب ،و عناصر اليمين الجديد و الأصولية المسيحية ، و أيضا هناك كثير من اليهود الصهاينة ، الذين يسعون إلى توسيع الشرخ الحضاري وسوء التفاهم بين الشعوب العربية و الغرب ، وهذا بالطبع لخدمة القضية الظالمة لإسرائيل و مصالحها المعادية للإنسانية ، إن إلتقاء الغباء و سوء القصد ليس جديدا ، و الأصوليون هنا يكررون درسا يكرره كل الأغبياء في العالم عندما يعملون ضد مصالح شعوبهم ، وسواء كانت الإدانة كافية أم لا ، رغم أن تلك الإدانة كثيرا ما يعقبها ( لكن ) الشهيرة ، فالغرب يتوقع شيئا أكثر من الإدانة الخجولة تلك ، وهذا ما وضحت أنه مستحيل ، إن الغربيين يصرون أن يعمل الإسلام كأداة سياسية و ضد طبيعته ، و في الواقع ضد طبيعة أي دين ، فلا يوجد دين يدين متبعيه إن جاروا على الاخرين ، فما بالك لو أعلن أولئك المتبعون أنهم يدافعون عن أنفسهم ،و أنهم يجاهدون أعداء الله ؟، لقد كررت كثيرا رفضي التام لحشر المسلمين كلهم في هوية واحدة هي الإسلام ، فالمسلمون كغيرهم متععدوا الهوية و الإنتماءات و لديهم تاريخ متنوع و ثري ، هذا التاريخ بالقطع دون ما يعتقد الأصولي المسلم و أبعد عن الكمال ،و لكنه بالقطع أفضل كثيرا مما يعتقد المتعصبون من غير المسلمين و أكثر ثراء و تنوعا .
يبقى أن أؤكد مرة أخرى أنني -عندما أدعوا إلى مقترب جديد للتفاهم - أخاطب ليس فقط المسلم ، بل كل الشعوب في العالم ، و لست في هذا وحيدا ففي هذا أشارك بجهدي كله رجالا و نساء عظام ، يكرسون جهودهم من أجل خير البشرية و نمائها و تقدمها .
06-25-2008, 03:02 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نسمه عطرة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 11,293
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #5
قبيل الطوفان.
، فالإسلام السني يتميز بعدم المركزية و خلوة من سلطة دينية عليا تتخذ القرارات الدينية الرئيسية الملزمة لعموم المؤمنين ، فالفرد و ليس المؤسسة الدينية هو وحدة بناء الإسلام السني ، و ليس خافيا مقدار الحرية التي يتيحها مثل هذا الإسلام .....
........................
قد يكون هذا حقيقي
الا أنه غير واقعي
كيف ؟؟
لأن هناك أشخاص تظهر فجأة تتحدث باسم هذا الدين ويصبح لهم أتباع مهولة من البشر
ويسيرون كل أمور حياتهم وتفكيرهم بناء على ما يصدر منهم وباشارة من هؤلاء قد تتفجر أمور وأحداث تغير كثيرا
من حياة العالم أو حتى مجتمع كما حصل في 11سبتمبر وما حل بالبشرية من أحداث ما زالت تبعاتها حتى الآن
وأدت الى حروب أو اتخذ هذا الحدث كذريعة لتحقيق مآرب أخرى
وهذا بالضبط ما يقودني دائما الى طرح سؤال
هل المهم أن تكون سلطة أي بلد هي ليبرالية متفتحة الذهن ترفض وتنأى بنفسها عن أن تقتات بأفيون المعتقدات ؟؟
أم أن الأهم والأجدى هو أن يكون الشعب هو المتفتح والليبرالي ؟؟
من يقود من الشعب أو السلطة ؟؟؟
في الحالة المتواجدة الآن لو سلمنا أن السلطة ذات توجه ليبرالي ولكن الجو العام لغالبية الشعب هو مغيب ولم تنفع ليبرالية
السلطة الى أن تقوده وهذا ما أشار اليه زميل هنا بموضوع كارثة العقل الجماعي ....
هل العصر الحالي اختلف تماما عما سبق من عصور حيث كان مجموعة من البشر متمثلة بالسلطة هي التي تتحكم
في تفكير واتجهات الشعب ,,,؟؟ وما علاقة هذا بالثورة التقنية الحالية ؟؟؟
آخر خبر قد قرأته اليوم تأكيدا على كلامي هو التالي

في استطلاع شارك فيه 50 ألف شخص.. القرضاوي وعمرو خالد وطارق رمضان في صدارة قائمة الـ 20 شخصية الأكثر تأثيرًا بالعالم

المصريون (خاص): : بتاريخ 24 - 6 - 2008
اختير الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والداعية عمرو خالد، ضمن قائمة عشرين شخصية تعد الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم لهذا العام، وذلك في استطلاع للرأي أجرته مجلتا "فورين بولسي" و"بروسبكت" الأمريكية والبريطانية شارك فيه أكثر من 50 ألف شخص على مدار الأسابيع الأربعة الماضية.
وجاء القرضاوي في المرتبة الثالثة بين أبرز المفكرين على مستوى العالم، حيث قالت المجلة عنه: إنه "من خلال برنامج الشريعة والحياة الذي تبثه قناة الجزيرة الفضائية يصدر فتاوى أسبوعية تتطرق لكافة مناحي الحياة"، مثل موقف الإسلام من تناول كافة أنواع الخمور، وما إذا كانت مقاتلة القوات الأمريكية في العراق تعد شكلاً مشروعًا من أشكال المقاومة.
فيما حل الداعية عمرو خالد في المرتبة السادسة، وقالت المجلة عنه: إنه "بإجادة فن الحديث الذي يجذب الجماهير وأسلوبه غير النمطي، مزج خالد بين رسالات التكامل الثقافي والعمل الجاد من خلال دروس توضح كيف يحيا المسلم حياة هادفة".
وجاء في صدارة الشخصيات الأكثر تأثيرًا في الاستطلاع الذي نشرت نتائجه أمس الأول، العالم الإسلامي التركي البارز فتح الله جولان، الذي وصفته المجلة الأمريكية بأنه "عالم إسلامي يقدر أتباعه في أرجاء العالم بالملايين، ويحظى بسمعة طيبة وأخرى سيئة في آن واحد".
بينما جاء في المرتبة الثانية محمد يونس الاقتصادي البنغالي الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2006، والذي يوصف بأنه "المصرفي العالمي الداعم للفقراء"، وقالت المجلة الأمريكية: إنه "منذ 30 عامًا، ومن خلال نظامه البنكي، قدم قروضًا لأكثر من 7 ملايين من الفقراء حول العالم، أغلبهم في بلده بنجلاديش" دون الحصول على فوائد.
كما جاء الروائي التركي أورهان باموك، الحائز على جائزة نوبل، في المرتبة الرابعة، حيث قالت "فورين بولسي" إن "أعمال باموك التي تكشف بمهارة علاقة بلده الشائكة بالدين والديمقراطية والحداثة، هي التي أهلته للحصول على جائزة نوبل في الأدب عام 2006".
وحل الناشط الحقوقي والسياسي الباكستاني البارز "اعتزاز أحسن" رئيس نقابة محامي المحكمة العليا في باكستان في المرتبة الخامسة، ووصفته المجلة الأمريكية بأنه يعد "خصمًا عنيدًا لحكم الرئيس الحالي برويز مشرف.. فعندما أقال مشرف رئيس المحكمة العليا افتخار تشودري في مارس 2007، قاد "أحسن" مظاهرات حاشدة ضمت آلاف المحامين؛ للمطالبة بإعادة تشودري لمنصبه".
في حين جاء كل من الفيلسوف الإيراني عبد الكريم سروش، والداعية المصري الأصل والسويسري الجنسية طارق رمضان في المرتبتين السابعة والثامنة على التوالي.
وحل خلفهما العالم الأوغندي المتخصص في علم الإنسان محمد معمداني، الذي قالت عنه المجلة الأمريكية: إنه "يكشف دور المواطنة والهوية، وتسطير القصص التاريخية في فترة ما بعد استعمار إفريقيا".
واحتلت الإيرانية شيرين عبادي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، والفائزة بجائزة نوبل للسلام في عام 2003، المركز العاشر بالقائمة، حيث قالت عنها المجلة الأمريكية إنها و"لا ترى تعارضًا بين الإسلام والديمقراطية
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-25-2008, 11:24 AM بواسطة نسمه عطرة.)
06-25-2008, 11:17 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #6
قبيل الطوفان.
Array
قد يكون هذا حقيقي
الا أنه غير واقعي
كيف ؟؟
[/quote]

هناك فرق بين مفهومين أراهما اختلطا ، الأول خاص بتأثير الإسلام السني على أتباعه ، و الثاني خاص بهيكل القيادة و السيطرة داخل المؤسسة الدينية السنية
أما كون الإسلام السني مؤثرا ، فأعتقد أنه ربما يكون الأكثر تأثيرا على أتباعه ، ولولا ذلك ما كتبت نصف ما أكتبه ضد الأصولية السنية تحديدا ، بما في ذلك هذا الشريط ، فلو كنت أنكر مثل هذا التأثير فلم أحذر منه كهوية وحيدة و حصرية ، الإسلام السني بالقطع لا يتحدث بنفسه بل خلال رموز شديدة التنوع ، لها درجات متفاوتة من التأثير ، وهذا يؤكد القضية الأخرى وهي أن الإسلام السني ( لا مركزي ) و ليس له قيادة واحدة حصرية ، و هذا يفسر الفوضى الفقهية الضاربة في أجزائه ، فهناك عديدون يتحدثون باسمه ، معظمهم من خارج المؤسسة الدينية كلية ، و هم أيضا بلا أي تاهيل فقهي نظامي ، فأشهر رموز الإسلام السني و أكثرهم شعبية في العصر الحديث غير فقهاء ، و لدينا قائمة هائلة من حسن البنا إلى كل مرشدي الإخوان ( حرفيا ) بما في ذلك مهدي عاكف ، مرورا بالدعاة المشهورين أمثال عمرو خالد و محمد جبريل ، و ليس إنتهاء بأمراء الجهاد مثل أسامة بن لادن و الزرقاوي و أيمن الظواهري و غيرهم ، كي نفهم هذه الفرعية بشكل واضح ، أعود إلى ما نشرته سابقا في شريط ( عودة المقدس ) حول التنوعات في هياكل القيادات الدينية بين الأديان و المذاهب المختلفة ، وهو أساس لدراسة يمكن أن تكون متميزة لو تناولها أكاديمي له اطلاع واسع على العقائد الدينية و علوم الإدارة معا .
وطالما وصلنا لهذه الفرعية فلا أريد أن اغادرها قبل إيضاح مبسط .
لو نظرنا إلى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ، سنجد أنها بحكم تاريخها تمتلك هياكلا تنظيمية فعالة بالإضافة إلى شبكة قوية للإذاعة التي تصل إلى كل مكان في العالم ،كما يخدمها عدد كبير من الدبلوماسيين الأكفاء وواحدة من أفضل الأجهزة الاستخبارية في العالم ،و كنيسة الفاتيكان مركزية شمولية تدور حول البابا و تتجاوز منطق الدولة القومية ، وهناك عدد ضخم من (المنظمات الدولية الكاثوليكية) و بالأخص شبكة كثيفة للغاية من المؤتمرات الأسقفية ، و لكثير من المنظمات الكاثوليكية صلات دولية متشعبة ، بعضها شهير مثل منظمة أوبوس داي Opus dei التي تقع قيادتها المركزية في روما ،و باكس كريستي pax Christi ، و اللجنة الكاثوليكية للتنمية و مكافحة الجوع ( CCFD) ، وهذه المنظمات تخضع لمتابعة لصيقة من قبل الفاتيكان التي تقوم بتعين قادتها .
أما الكنائس البروتستانتية فهي تتبنى نموذجا لا مركزيا مختلفا يتيح إقامة كنائس قومية الطابع ذات هياكل كنسية بسيطة ،والكنائس البروتستانتية بشكل ما هي تجمعات مدنية للمؤمنين فهي عكس الكنيسة الرومانية لا تقوم بدور الوسيط بين الفرد و الرب ، و بالرغم أن هذا النموذج يقلل من القوة الدولية للكنائس البروتستانتية إلا أنه من جانب آخر يضفي عليها قدرا عاليا من المرونة ، و يبرز في الفضاء البروتستانتي ظاهرة الحركات السلمية المرتبطة بالكنائس و اللجان التي لا حصر لها و المعنية بالتنمية الإقتصادية ،و الشبكة الكثيفة للغاية من المدارس و المستشفيات و المراكز الثقافية التي أنشئت في أقطار العالم الثالث و خاصة في إفريقيا السوداء .
أما الكنائس الأرثوذكسية فالسمة المميزة لها أنها كنائس وطنية ، و توجد مراكزها الهامة في روسيا و بلغاريا و اليونان وصربيا و الكنيسة المصرية المرقصية واحدة من أقدم كنائس العالم ، و تفتقد تلك الكنائس المركزية و التنسيق و غياب المؤتمرات و الخطاب الديني الموحد.
أما النموذج السني . فيقدم الإسلام خاصة في نماذجه السنية صورة مختلفة كلية عن الكنائس الرومانية و البروتستانتية نتيجة غياب المركزية و التنسيق في الحركات الإسلامية ، و إذا نظرنا من المنظور التاريخي سنجد أن كل المحاولات لتأسيس تلك السلطة قد فشلت ، بل ليس من المبالغة القول أن هناك استحالة ثقافية لتكوين سلطة دينية عليا للإسلام السني ، هذه السيولة التنظيمية تتيح الفرصة للدعاة المستقلين وصغار البرجوازيين تثبيث أقدامهم و التوسع على حساب الفقهاء الرسميين ، و يتميز الإسلام السني بخلوه من القيود التنظيمية و عدم وجود سياسات مركزية أو سلطة كهنوتية و أسرار مقدسة ، و بهذا يحتوى على تنوعات كبيرة من التقاليد الثقافية و المطالب الإجتماعية التي كثيرا ما يتعارض بعضها البعض ،بهذه الخاصية يمكن للإسلام أن يستوعب مختلف الحركات الإجتماعية ، وبهذه السيولة التنظيمية كان يمكن دائما للحيز الديني الإستحواذ السريع على القوى المتباينة التي انطلقت من عقالها مع تعثر مشروع الدولة القومية في المجتمعات الإسلامية ، إن تغليب العامل الديني في الفضاء السني لا يعكس إستعادة قوة الدين بشكل مدبر وبواسطة نخب دينية منظمة سلفا ،و لكن ذلك يتم بواسطة مجموعات مرتجلة تقف في منطقة وسطى بين الدين و السياسة و تشكل شبكات عبر القومية .
يشكل المقدس الإسلامي رصيدا سياسيا مضمونا يبحث عن لاعب ماهر ،وهذا ما تفعله الأنظمة الدينية الشمولية في إيران و السعودية وهذا أيضا ما حاوله معمر القذافي و متأخرا صدام حسين في صراعهما مع الغرب و أمريكا . كما يمكننا أن نلاحظ أن الإدارة اليومية للمقدس هي أحد أهم المؤثرات المؤكدة في العمل السياسي ، وهذا يبدوا واضحا في الدور المتزايد لقادة الدين الإسلامي السني كلاعبين دوليين على حساب الدبلوماسية الخاصة بأوطناهم ، مثال ذلك دور القرضاوي وهيئة علماء المسلمين .
تربط الحركات الإسلامية بشكل وثيق بين المعارضة الداخلية العنيفة و الممانعة الخارجية ،وهي في طبيعتها ثقافية تبحث عن هياكل تنظيمية ،و تنطلق من الداخل إلى الخارج ، هذه الحركات هي حركات مراجعة تعيد قراءة العلاقات الدولية قراءة إسلامية ، و ترفض في مجملها العناصر الأساسية لتلك العلاقات و التي يمكن بلورتها في الدولة ، الأمة ، الحدود ، القانون ، كما ترفض بصفة خاصة كل دعامات النظام الدولي بدءا من ثقافته الغربية وصولا إلى رفض فكرة التعايش السلمي و مواثيق حقوق الإنسان و الحريات الثقافية .
ميدانيا هناك العديد من التنظيمات المتشعبة إسلامية الخطاب ، و بالرغم من صعوبة فصل الجهادي عن الدعوي في المقدس الإسلامي ،و لكن فقط للتوضيح و لأغراض الدراسة يمكن أن نقسم التنظيمات الإسلامية إلى تنظيمات سياسية الطابع و أخرى التنظيمات الجهادية التي تنتهج سياسة الإرهاب ضد مجتمعاتها بشكل أساسي وهي التي تقود الحركة الإسلامية منذ سنوات طويلة ، بينما تقف جماعة الإخوان المسلمين في منطقة وسطى بين العنف الإرهابي و السياسة الديماجوجية . ربما أشهر التنظيمات السلمية هي منظمة المؤتمر الإسلامي 1962 م ، و جماعة الإخوان المسلمين ( في جانب منها ) و رابطة العالم الإسلامي التي تسيطر عليها السعودية و تتخذها أداة سياسية لها و جماعة التبليغ و الدعوة الباكستانية ، أما الجماعات المسلحة الراديكالية فهي عديدة و منتشرة في كل مكان و أشهرها القاعدة و حماس و الجهاد و الجماعة الإسلامية و الجماعات المغاربية المرتبطة بالقاعدة ، أسس حسن البنا حركة الإخوان المسلمين عام 1928 كحركة دولية تهدف إلى إعادة أسلمة المجتمع ،و تأسيس دولا بديلة ،ووضع أجهزة كاملة تنغرس بقوة داخل المجتمع ، و هذه الجماعة استولت بالفعل على مفاصل هامة داخل بعض الدول العربية كمصر و الأردن ، ففي مصر نجحت الحركة في الإستيلاء على كثير من النقابات المهنية و جزءا هاما من تجارة التجزئة ، أما في فلسطين فقد نجحت الحركة خلال تمرد عسكري في السيطرة على قطاع غزة و أسست فيه كيانا سياسيا أصوليا مفتقد الهوية .
النموذج الشيعي .
ربما يكون النموذج الشيعي أكثر صيغ الإحياء الديني راديكالية حيث تندمج الدولة مع العقيدة في كيان سياسي قداسي واحد ، تاريخيا ظلت المؤسسات الدينية الشيعية الرئيسية في النجف وقم و جبل عامل تقوم بدور سياسي مؤثر داخل التجمعات الشيعية ، و يعود هذا أساسا إلى استقلال تلك المؤسسات إقتصاديا خلال ممارسة التخميس ، حيث يقوم الأتباع المخلصين بتسليم خمس أرباحهم السنوية إلى المرجعيات الدينية للصرف منها على النشاطات المختلفة و منها أنشطة ذات طابع دعوي و سياسي ، كان عام 1979 نقطة فاصلة في تاريخ المقدس الشيعي ففي ذلك العام نجح الخميني في قيادة ثورة شعبية أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي و نظام حكمه ، و مع بداية حكم الجمهورية الإيرانية تم اعتماد نظرية الخميني في ولاية الفقيه كأساس لنظام الحكم وممارساته ، كما تم تحييد النظريات السياسية الأخرى ،ولا يمكن فهم الدور السياسي للمقدس الشيعي دون فهم نظرية ولاية الفقيه ، فهي الخصوصية التي تميز النظام السياسي الإيراني و الذي يمتد ليشمل بظله الشيعة كلهم مهما اختلفت قومياتهم ، فالشيعة يدينون في معظمهم الأعم بالمرجعية العليا للسيد خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية .
تهدف فكرة ولاية الفقيه إلى تفعيل أمر أساسي مفاده أن العلماء و الفقهاء هم ورثة الأنبياء و الأئمة المعصومين من آل البيت ،و بناء على ذلك تذهب النظرية إلى أن كل ما كان للأنبياء و الأئمة من ولاية لابد أن يؤول إلى الفقهاء ، تجسد ولاية الفقيه حسب مؤيديها الثأرالتاريخي للشيعة – أتباع نهج آل البيت - من مضطهديهم ووصولهم لإقامة دولة الشيعة الإمامية لأول مرة في التاريخ ، و حسب قول الإمام الخميني (ولاية الفقيه هي هدية الله تبارك و تعالى إلى المسلمين ) ، وهي بذلك أول نظرية سياسية يخترعها الله و يلهمها لفقيه ، فهذه النظرية و إن كانت معروفة من قبل عندما ظهرت إرهاصات الفكرة على يد محمد بن مكي الجزيني عام 1472م مستندا على نيابة الفقهاء العامة ، و هو الذي ابتكر لقب ( نائب الإمام ) الذي أطلق على الخميني ، أما تعبير ولاية الفقيه فقد ظهر على يد الشيخ أحمد نراقي كاشاني عام 1867م ، إلا أن النظرية لم تكن قائدة يوما للفكر الشيعي قبل إقرار الخميني بها ، و يعتقد مؤيدو النظرية أن المرشد له حق قيادة كل المجتمعات الإسلامية ،و نجد في الجذور أن القائد هو ( رهبر وارث بيغمبر ) أي القائد ووارث الرسول ،و أن الأمة الإسلامية بحكم الجسد الواحد لابد أن يكون لها مركزا واحدا للإرادة، ينبغي تعينه من قبل الله و هو الولي في اعتقاد الشيعة .
ربما لا يوجد مجتمع في العالم يتداخل فيه المقدس مع السياسي و المطلق مع النسبي مثل إيران ، حيث يشبه نظام الحكم فيها حكم بابوات روما في العصور الوسطى ، ومع المغامرة الحمقاء لجورج بوش في الشرق الأوسط تتفرد إيران حاليا كقوة إقليمية كاسحة ، بعد اسقاط نظام طالبان المعادي و حكم صدام حسين الذي كان القوة الوحيدة القادرة على التصدي للمشروع الإيراني، إن مستقبل الشرق الأوسط أصبح مرتهنا بمغامرة إلهية نووية إيرانية لا يعلم أحد حدودها أو أهدافها النهائية ربما بما في ذلك حكام طهران أنفسهم .
06-26-2008, 12:45 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #7
قبيل الطوفان.
Array
مواجهة الإرهاب .
في تصوري أن مواجهة الإرهاب تمر بمقتربات عديدة ، أهمها التوقف عن التقسيم الديني للشعوب ، لهذا أرى أنه علينا أن نكون أكثر تواضعا ، و ألا تستغرقنا تلك التحليلات البراقة حول الهويات و الصراعات الثقافية ، علينا ألا نذهب بعيدا إلى الحضارات القديمة و أساطيرها ، و علينا التوقف عن تمجيد هذه الحضارة أو تلك كحاوية حصرية لأفضل ما أنتجه الإنسان و فكر فيه و مارسه ، إن الإعتقاد بوجود تفرد تاريخي للحضارة الغربية يرجع إلى ماض أبعد من 400 سنة الأخيرة هو وهم دعائي لا أكثر ، علينا أن نقر أن إعلاء قيمة الحرية و التسامح كما نفهمه في الحضارة المعاصرة ، لم يكن جزءا من ماضي أي بلد أو حضارة في العالم ، بلا أي استثناء بما في ذلك الحضارة الإسلامية أو الإغريقية أو غيرهما من الحضارات ، و علينا إذا أن نعود إلى أساليبنا القديمة الأكثر إنسانية وواقعية ، و علينا أن نبحث عن حلول سياسية لمشاكل سياسية كما كنا نفعل لعشرات السنين ، إن التاريخ لم ينته كما توقع فرانسيس فوكوياما ، كذلك فالحضارة الغربية ليست قدر الإنسان الأسمى كما يعتقد هينتنجتون ، و المشاكل المعاصرة مثلها مثل المشاكل الأقدم لها أسبابها السياسية التي يمكن تبينها ،و ليست إفرازات حتمية لصراع الهويات الدينية الأحادية ، كما يبشر هينتنجتون و اليمين الجديد في أمريكا ،و كما يعتقد أسامه بن لادن و مهدي عاكف و أحمدي نجاد ، وفقا لهذه الرؤية السياسية الواقعية التي نتبناها ، فالصراع في فلسطين ليس تعبيرا عن حرب سماوية بين يهوه رب الجنود اليهودي و الله رب محمد ، و لكنه نتيجة لممارسات إسرائيل السياسية التي تجاوزت كل القواعد و الأعراف الدولية ، وموقف الجنود الإسرائيلين في الضفة الغربية و القدس لا يختلف عن موقف قوات الإحتلال في العالم كله ، و ليس لإسرائيل أية خصوصية أخلاقية مهما اعتقد ذلك رجل أخرق مثل جورج بوش ، و على العقلاء العرب و الإسرائيليين أن يصلوا إلى حلول سياسية سريعة قبل انفجار المنطقة كلها ، وعلى الفلسطينيين و العرب أن يفعلوا الصواب الوحيد الممكن ،وهو البحث عن حلول سياسية ، أو المضي في حرب التحرير حتى يجلو اليهود عن بلادهم ، و لكنها يجب أن تبقى حربا سياسية للتحرير تنتهي به ،و ليست حربا دينية بالوكالة و ضمن مشروعات إبادة دينية بلا نهاية ، في هذا الإطار فلا معنى لشيء مثل حماس و الجهاد ،و أيضا لا معنى للتهدئة بلا آليات الحل السياسي .
[/quote]
الزميل المحترم / بهجت

تحياتي و أشواقي(f)

مع إتفاقي التام معكم في ترقب خطر جد قريب - الطوفان أو الفوضى - و بالرغم من أنني أتمنى مثلكم تجنب مثل هذا الحدث المؤلم - إلا أنني قد أتحيز لوجهة نظر مخالفة - أقل تفاؤلا - من وجهة نظركم:

* فمع إتفاقي التام مع توصياتكم بعاليه و المظللة باللون الأحمر - و مع إقتناعي التام بأن تلك التوصيات قد تكون الحل الأخير و الوحيد لتجنب ذلك الطوفان - إلا أنني أكاد أجزم بإستحالة تنفيذ تلك التوصيات على أرض الواقع.
و قد يكون في هامش عنوان موضوعكم القيم إشارة لذلك (مقترب عقلاني لمشكلة غير عقلانية). حيث لا توجد في الواقع أي ضمانات لتنفيذ تلك التوصيات العقلانية في وضع غير عقلاني. و حيث لا توجد قوى إجتماعية فاعلة قادرة على رعاية و حماية و تطبيق تلك التوصيات على وجه الإطلاق - و هذا في مقابل قوى التفكيك الهائلة و الضاغطة.
الوضع أقرب لمثال حين ترى كمراقب خارجي رجلا أعمى و أطرش و هو يسير في طريق محتوم لهاوية مميتة - لكنك و مع الأسف و بالرغم من تأكدك التام من مصيره و بالرغم من تحذيراتك المستميتة لا تستطيع إيصال صوتك له. ناهيك عن أنه في حالة سماعك فلن يعير تلك التحذيرات أدنى إهتمام.

* أرى - و قد أكون مخطئا أو مفرطا في التشاؤم - أنه ليس فقط قد ولى زمان إمكانية الإصلاح أو التغيير - بل إن هذا الزمان لم يوجد أبدا. فالظروف التاريخية كانت قاهرة. فاللحظة التاريخية الراهنة هي لحظة خروج مجتمعاتنا على حين فجأة شديدة من سبات عميق حيث الزمن مازال في القرون الوسطى - لزمن آخر يسبقنا بقرون. لم يكن هناك أبدا من وقت للتمهيد و التكيف. و لا أعتقده سيكون.

أصدقك القول فقد دفعني هذا الموضوع دفعا لإكمال موضوعي (حول الفوضى) و الذي يتوازى مع طرحكم الجميل هذا لكن يختلف معه فيما قد أسلفت. سوف أعيد طرح الموضوع و إكماله موازيا لموضوعكم - عل شيئا من الحقيقة يكمن في إختلاف مداخل بحثهما و نتائجهما.

شكرا لتحفيزكم الدائم ,,,

تحياتي للجميع ,,,
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-26-2008, 12:30 PM بواسطة Waleed.)
06-26-2008, 12:27 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #8
قبيل الطوفان.
الأخ العزيز مهندس وليد .
جميل أن تعود للمساهمة في نادي الفكر .
طرحت منذ ستة أشهر تقريبا شريطا يتكامل بوضوح مع شريطك حول الفوضى ، هو شريط ( تصــــدع العالم ., إبحار إلى عالم جديد.) ، و إن كان يتناول الجانب السياسي أكثر من الجوانب الفكرية و الثقافية ،
اضغط هنا
و قد أسلمني تأمل المشهد العالمي إلى طرح 3 شرائط متتالية ، حول التغير في مفهوم السلطة ، (عصر السلطة الجديدة ., تزعزع المفاهيم . ) ، ثم محاولة قراءة التاريخ المعاصر من زاوية السوسيولوجيا الإقتصادية ، في شريط (كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟, الماضي .. الحاضر .. المستقبل) ، و أخيرا شريط (كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟., رياضة ذهنية.) في محاولة لتصور مستقبل العالم ، الفرص و التحديات و التغيرات ، و كان ضمن أهدافي استكشاف كيف يفكر العربي الأصولي في المستقبل ، و المدهش أن أصوليا واحدا لم يشارك في الشريط ، فالأصولي لا يعرف المستقبل ، هو لا يعرف سوى الماضي الذي ينتظر عودته وكأنما التاريخ قد أفلس في منطقتنا ، هناك المسيحي الذي ينتظر الرب يسوع ، و هناك الشيعي الذي يشارك أحمدي نجاد اليقين من العودة القريبة للمهدي المنتظر ، و بالطبع هناك السني الورع الذي ينتظر عمرو بن العاص فاتحا لمصر من جديد ، ليحدث خليفته في المدينة ، عن أرضها الذهب ( قبل التجريف ) و نسائها العجب ( قبل التجريف أيضا ) ، وشعبها العبد لمن ركب ( باسم الدين .. أي دين ) ، أما المستقبل فهو لا يعني سوى الأحياء ، و ليس لدينا الكثير من تلك الفئة المنقرضة في الشرق العربي .
تلك الأوديسا الفكرية التي أستغرقتني ستة أشهر ، و دارت بي حول التاريخ و الجغرافيا و المستقبل ،و انتهت بي إلى أثيكا المجدبة ، لم أجدها فقط تستحق كل هذا العناء ، و لكنها جعلتني موقنا أكثر من أي وقت أننا كعلمانيين ، مكرسين لتقاليدها الفكرية الراقية ، كنا دائما على صواب ، وهذا أحزنني للغاية ، فكثيرا ما كنت أهرب باحلامي إلى الكذب و أتصور أننا نبالغ قليلا أو كثيرا ،و أن هناك أمل ولو ضئيل أن يكون الآخرون على شيء من الصواب ، فلم تبلغ أسوأ ظنونني أننا محاصرون بالفعل بكل تلك الجحافل من المغفلين السائرين نياما .
أنني يا عزيزي وليد لست متفائلا ، بل لم أعد أفكر كثيرا في النتائج ، فأنا أفعل تماما كما فعل الكاردينال بيكيت في رائعة جان آنوي (بيكيت) ، أمضي في الواجب الذي أستشعره إلى غايته ، حتى لو لم يكن هناك أمل يبدوا في الأفق ، كان بيكيت يدافع عن شرف الله ، ولهذا لا يمكنه أن يتوقف ،و نحن ندافع عن شرف الإنسانية ، لهذا لا نملك ترف التوقف ، إنني أدعوك و كل الزملاء الذين يمتلكون الرؤية و البصيرة إلى عدم التوقف ، لا أطالب أحدا بكل نفسه و كل وقته ، بل ببعض جهده و بعض وقته .
06-27-2008, 12:28 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #9
قبيل الطوفان.

كلام جميل (f)

لبهجت :97:




:Asmurf:
06-27-2008, 12:35 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #10
قبيل الطوفان.
Array

كلام جميل (f)

لبهجت :97:

:Asmurf:
[/quote]
الأخ العزيز أوارفي .:97:
يسعدني دائما تواجدك في هذا الشريط ، و كل موضوع أطرحه للحوار أو أشارك فيه ، إننا نعرف معادن الآخرين في الخلاف لا الإتفاق -حيث يكون الجميع طيبين ، و ما عهدتك سوى فارس الحوار الراقي متفقا أو مختلفا ، لهذا سأضع وردتك في أجمل (مزهرية) ، الصداقة الراقية و التواصل الفكري المجرد من الأهواء .
06-27-2008, 10:44 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS