باحثة أمريكية: في مصر قد نكون كلنا عاهرات!
يسرا زهران
بالنسبة لها.. كانت الحكاية كلها تثير الغ بقدميها إلي البلد الذي لا يعرف رأسه من قدميه.. إلي مصر.
أم الدنيا والآخرة.. مدينة الألف مئذن الأجساد هي أجساد العاهرات.
لسبب ما، شعرت عالمة الأجناس البشرية ال عليه ضعفهم.. و
في مصر.. تتعري المرأة.. لكن لا لكي تأكل فقط.. وكانت تلك المعضلة الحقيقية عند ليزا وين، فالسؤال الذي وجدت أنها تطرحه علي نفسها دون رد هو: من هي العاهرة في مصر؟!
في مقال علمي شديد الجدية، ن العكس!.. وغالباً لا أحد يثبت العكس، فالكل يستسلم للحكم المسبق.. والحكم بالظواهر.. والحكم بما يظنون وليس بما يوجد حقاً.. أيا كان مستواهم العلمي أو المادي أو الاجتماعي.
لم تأت ليزا خصيصاً إلي مصر لفهم ا في الصيف خصيصاً للتردد علي بيوت الدعارة والتقاط العاهرات في الفنادق.. وهو ما جعلها ترغب في أن تركز بحثها علي السياحة الجنسية في القاهرة، فقط لتكتشف أن العاهرة، بالنسبة للمصريين، ليست فقط تلك التي تبيع جسدها للسياح العرب.
لاحظت ليزا أن المصريين يصفون امرأة ما «أنظري هاتين حالتين تصلحان لدراستك عن العاهرات»؟!.
نظرت ليزا إلي حيث يشير أ
بالطبع لم يقدروا علي أن يشرحوا لها بالضبط التي تتزين بها.. نوعية الملابس التي ترتديه تبدو محترمة!
طبعاً كان زيد يتحدث بمنطق ابن الذوات الذي يري في العري الأنيق شكلاً للشياكة، لكن من المؤكد أن غيره ممن ينتمون إلي طبقة اجتماعية أدني يمكن ببساطة أن ينظروا إلي فتاة «شيك» علي أنها (...)!
لهذا لم تقتنع ليزا بهذا المنطق المعوج فقالت لزيد: «ألا تلاحظ أنك تختلق قصة من الهواء عن امرأة لا تعرفها أصلاً؟.. من أدراك أن تلك المرأة التي تصفها بأنها (...) لا تقول نفس الشيء الآن عن صديقتك أو عني مثلاً؟».
رد زيد بمنتهي الثقة: «بالطبع لا.. أولاً مكشوفة أحياناً لكنك لا ترتدين أبداً فساتين أو «جيبات» قصيرة!
وفجأة رفع زيد أحد حاجيبه وقال وقد وضع يده - أخيراً - علي سبب واضح لتحديد العاهرة: «أنظري يا ليزا.. إن الملابس الداخلية لهذه الـ(...) تظهر تحت فستانها.. وهي من نوعية رديئة.. واضح جداً أنها غير معتادة علي أن ترتدي ملابس أنيقة»!.
هنا فهمت ليزا.. أن السبب الوحيد الذي دفع الوسطي لا تسمح لهن أسرهن بالبقاء خارج حتي وقت متأخر، ولا بالذهاب إلي بارات، لأن أي فتاة من الطبقة الوسطي تسهر في هذه الأماكن، تنتمي ببساطة إلي أسرة لا تلاحظ سلوك بناتها.. ولا تربيهن جيداً.
هكذا تصورت ليزا أنها كونت الراقية، تجلس علي البار، وقال لها: «هذه الفتاة الأنيقة ذات الشعر الأسود الطويل هي أيضاً (...)!
كادت ليزا تجن.. لماذا ينظر أيمن إلي هذه المرأة علي أنها عاهرة رغم أنها لا تمارس الجنس مقابل مال، وتنتمي إلي الطبقة الراقية؟
رد أيمن بنفس ثقة المرة السابقة: «إنها معروفة بأنها شديدة الثراء وشديدة الانفلات.. مات والدها، وورثت عنه الكثير من المال، وهي تحيا في شقة مستقلة عن أهلها ولها العديد من العلاقات الجنسية مع الرجال.. إنها (...)!
كان أيمن يتحدث مع ليزا بالعربية، لكنه استخدم الإنجليزية لوصف بنت طبقته بأنها عاهرة، وهي الطريقة المعتادة لمن يريد أن يتكلم عن موضوع محرج دون أن يبدو وقحاً، فأيمن «المهذب» لا يريد أن يستخدم الكلمة العربية «التي تبدأ بحرف الشين»، وهو جالس مع فتيات!
قال أيمن: «أنا أعرف عدداً من الرجا «أليس من المحتمل أن هذه الفتاة أيضاً لا تريد سوي أن يك زوجها»!.
هناك استسلمت ليزا.. لقد أدرك القاسي والرد الوحيد الذي وجدته وحدها بعد منتصف الليل.. قال: «لماذا تقود سيارتها وحدها لو لم يكن لاصطياد الرجال؟!». فردت لينا مدافعة عنها: «إنها فقط تشعر بالملل: أنا أعرفها منذ طفولتي ولن تصدق مدي سذاجتها.. لم يكن لديها أصلاً أي علاقة بأي شاب، ولم يقبلها أحد في حياتها قط!».
الحكم علي امرأة ما في م غيرهن بهذا الوصف لأنهن يدركن مدي سهولة أن يلتصق بها هي نفسها لو أنها خرقت القواعد الاجتماعية المتعارف عليها حتي وإن كانت غبية.. وحتي إن كانت تملك منطقها الخاص.. وحتي إن كانت تحيا بشكل محترم من وجهة نظرها.
لذلك، فهمت ليزا أخيراً أن فكرة «ا معها.. من المؤكد أنها (...) لم يكن ليتجرأ عليها بذلك الشكل لو لم يكن واثقاً من أنها (...)!».
هنا ابتسمت ليزا، وعبرت: «يا عزيزتي.. بالطريقة التي يفكر بها رجالكم، فأنا وأنت ومعظم النساء الموجودات هنا، يمكن أن نكون (...)!<
http://www.elfagr.org/TestAjaxNews.aspx?nw...&secid=2635