مر على بغداد زمن كانت فيه تحت سلطة الاحتلال التركي او الايراني، وكان السلاطين لا يهتمون بأمن الناس من اللصوص وما شاكل. فبرز في ذاك الزمان ما صار يعرف بالشقاوات (الحرافيش في مصر). كان الشقاوة مثل حامي حمى المحلة (الحي البغدادي)، كان يجمع ضريبة من التجار بمقابل حمايتهم من اللصوص والشقاوات التابعين لباقي المحلات.

وكانت مغامرات هؤلاء الشقاوات ومنازلاتهم مع رجال الشرطة مادة دسمة للحديث في البيوتات العراقية والقهاوي... كان الناس يصحون صباحاً وهم يتحدثون عما فعله هؤلاء في الليلة الماضية من منازلات وعن عدد الذين قتلوا لما واجهوه وعدد الجرحى الذين بـُعجت بطونهم بخنجره الحاد. والشقاوة كان يعيش مرفهاً من المال الذي يجمعه من التجار ويتزوج اجمل النساء. وكان الاطفال لا يحلو لهم سوى ان يلعبو لعبة الشقاوة والمصارعة مع بعضهم وكل منهم يتخيل انه صار بطل الابطال ومحط انظار الجميع.

وكان في بغداد شاب نحيل وضعيف البنية وجبان بدرجة كبيرة، لكن هذا الشاب كان يصور لنفسه – نتيجة شعوره بالنقص – انه من افضل واشجع شقاوات الحي، كان يمشي مزهواً واضعاً خنجره في حزامه فارداً ذراعيه واضعاً قطعاً من الجلد فوق المعصمين مثل كل الشقاوات. كان صاحبنا حينما ينشب عراك في المحلة يهرب ويختبأ في بيته حيث الامان. فاذا فض النزاع وهدأت الاصوات، خرج شاهراً خنجره صائحاً باعلى صوته باللصوص الجبناء ان يظهروا ويواجهوه حتى يقتلهم ويفرمهم فرماً. وفي اليوم التالي، يجلس متبختراً في القهوة كأنه الطاووس يحدث الناس عن بطولته في الليلة الماضية وكم قتل وكم جرح وكيف فر الشجعان من امامه كدجاج البراري (1).

وتطورت الحياة، وتطورت معها القهاوي وصار هناك انترنت كوفي، لكن بطلنا الشقي لايزال موجوداً ولايزال يعوض عن جبنه بمنازلاته الانترنتية. انه عصر شقاوات الديجيتال

شقاوات الديجيتال هؤلاء تجد احدهم يصرخ بك قائلاً: ايها الانبطاحي اللعين، كيف تستلم للعدو؟ كيف لا تقاوم عدوك؟ كيف لا تحارب؟

فيخيل اليك ان صحابنا هذا هو احد المقاومين المشهورين من الملثمين الذين نراهم في التلفزيون ونسمع اخبارهم في كل مكان، وانه مسؤول عن كذا عملية تفجير وقتل عشرات الصهاينة ومئات الامريكيين. وانه بسبب سيرته الذاتية الممتلئة بالعمليات النضالية والجهادية جاء يستنكر عليك. لكنك في الحال تتذكر قصة الشاب البغدادي وتعرف الشعور بالنقص، فلو كنت حقاً تستنكر علينا اننا مستسلمون ومنبطحون على الوضع السويدي فماذا تفعل انت على النت؟ لماذا لا تذهب وتحارب وتجاهد وتناضل وتنفذ ما تستنكره علينا وتدعي اننا تركناه؟

تسنى لي ذات مرة ان رأيت احد هؤلاء في مقهى من مقاهي الانترنت وكان يحدث صاحبه على الشات ويكتب بخط كبير ويسب صاحبه الذي يلعق قدم المحتل... كان صاحبنا المقاوم شاب مراهق نحيل العضلات وهش البنية ولو القيت عليه بندقية لسقط على الارض من ثقل وزنها.

صاحبنا مقتنع تماماً انه مناضل حتى ولو كان يكتب وهو متربع في حضن ماما، وحتى لو كان يأخذ مصروفه من بابا، ويشاهد افلام الكارتون... فهي تشجع على المقاومة على اي حال ولاسيما الساسوكية منها. لقد اقنع صاحبنا نفسه نتيجة شعوره بالنقص انه مقاوم عظيم وانه أبيّ ومناضل ورافض للظلم ورافض للتبعية والاستغلال وانه كبر في سماء الحرية والعدالة والانسانية وان الاخرين من امثالنا يبدون صغاراً ضآل الحجم وهكذا هو حال من يرتقي السماء وينظر الى سكان الارض.

صاح احدهم ذات مرة: اتريدون منا ان ننبطح معكم يا اولاد الكذا ويا اخوات الكذا؟

وكأنه لا يجلس في بيته منعم امام شاشة الحاسوب ويصف الكلام مثلنا تماماً، ما هو فرقه عنا؟... وكأنه يقف في ساحة الوغى من قاذفة ار بي جي سفن ويضرب بها همرات الامريكان ويستنكر علينا ان نقول له اجلس قليلاً واشرب بيبسي كولا !
لعل اغبى جواب سمعته في حياتي عن هذا هو ما قاله احد الاشخاص في منتدى معين، حيث قال: انا مفكر والمفكرين ليس عليهم مقاومة.

صدق صحابنا انه بشهادة الابتدائية صار مفكر ساقط عنه فرض الجهاد.

يا امة ضحكت من جهلها الامم.

--------------------------
(1) اصل القصة للدكتور الوردي وقد اعدتها بتصرف.

الحقيقة هذه الظاهرة مزعجة اشد الازعاج و منتشرة انتشار النار في الهشيم ، و إذا كنا نستنكر على من يمارسون العنف تحت مسمى المقاومة احيانا باسم الدين كما في حالة ابن لادن و احيانا باسم المقاومة نفسها كما في حالة حسن نصر الله في الداخل اللبناني ، فعلى الاقل نحترم ان هؤلاء يقولون و يفعلون ما يتحملون تبعاته اما اصدقاءنا من المناضلين الحنجوريين فحدث و لا حرج و من تجربتي تعرفت إلى عينات خذ عندك منها:
* طبيب مصري يعمل في المملكة العربية السعودية يكتب باسمه دفاعا عن المقاومة المسماة اسلامية و مهاجما عنيفا للنظام المصري تحديدا لكنه طبعا لا ينبس ببنت شفاه عن النظام السعودي لانه يكتب باسمه و يخشى على ان ترحله المملكة إلى بلاده ، صاحبنا كان يعمل بدخل لا يقل عن 4 آلاف دولار في الشهر و ينعم بعيش كريم لكنه لا ينسى ان يمارس مقاومته الحنجورية اياها و كان في حنجوريته اعنف بما لا يقاس من ابن لادن نفسه ، هذه العينة يا سيدي هي من مناضلي الانتر نت الحنجوريين.
* جزائري مهاجر لفرنسا يعيش عالة على حساب الاعاشة الفرنسية بلا عمل و مع ذلك لا ينسى ان يلعن ابو الغرب و فرنسا المتآمرة و .......الخ و يصفق لنصر الله و حماس طبعا اخونا يناضل من الشانزيليزيه و ليس مستعد لدفع ثمن يطالب غيره بدفعه و تلك هي الكارثة بل هو عالة على الشعب الفرنسي لهذا حذاء احقر عامل فرنسي اشرف منه.
* محامي اردني يعمل في التجارة و تجارته رائجة جدا و يمتلك ثروة تعد بعدة ملايين لكنه لا يتوقف عن النضال الحنجوري في منتديات عمان الحوارية سابا النظام متهما اياه بالارتزاق و العمالة و الخيانة متباك على صدام البطل و مصفقا لمقاومة نصر الله و حماس و البعث (هذا اذا كان هناك مقاومة للبعث) لكنه طبعا ليس مستعد للتخلي عن امتيازاته كأردني و الانخراط هو و اولاده في صفوف من يصفق لهم ليدفع الثمن و يفعل ما يقول يعني هؤلاء يا سيدي مقاومون حتى آخر قطرة دم عراقية و فلسطينية و لبنانية لكنهم ليسو على استعداد لبذل قطرة دم واحدة و لو انتقلت المقاومة إلى ديارهم لكانوا اول الهاربين بانفسهم و اموالهم ، بل هم حتى في اغلب الاحيان اجبن من ان يكتبوا باسمائهم و يتحملوا و لو نذر يسير من ثمن بطولاتهم الحنجورية كاصحاب كلمة حق عند سلطان جائر ما داموا يعتقدون بانهم يقولون الحق و انهم مناضلون لكن سأقول و اجري على الله ان الفرق بين هؤلاء و بين العملاء و الخونة كالفرق بين وجهي عملة واحدة.
تحياتي

انا ايضا اعرف عينات منهم

* شاب يحمل الجنسية الامريكية، يعمل اقرباءه طيارين في الجيش الامريكي..ربما ساهم اقرباءه في ضرب العراق او افغانستان عدة مرات، هو نفسه كان يريد التطوع على القوة الجوية الامريكية، لكن مع هذا فانه يلعن امريكا وضد الاحتلال ويلعن الليبرالية ويلعن كل من على شاكلتي ويدعو للقضاء عليهم !

* شاب اخر عضو في الحزب الديموقراطي الامريكي، هذا الرجل في كل حديثه يعلن الصهيونية ويعلن الانبطاحيين ويدعو الى المقاومة

* اخر كندي الجنسية... باع كل شيء من اجل هجرة وجنسية امريكية ولكنه في كل كلامه يحدثنا عن العروبة والهوية ومن باعو هويتهم وتخلو عن عروبتهم

* اخر لايزال حتى هذه اللحظة يقتل نفسه من اجل ان يحصل على فيزا لامريكا ولكنه في كل كلامه يتحدث عن المنسلخين والخونة والمنبطحين وبائعي اوطانهم

* واخر ماركسي صاحب مشروع رأسمالي في احدى الدول الاروبية، في كل كلامه يتحدث عن البرجوازيين وينزل عليهم لعناته الماحقة

خلي الطبق مستور يا عمر فيقال ان الضحك بالليل يجلب سوء الطالع :lol22:

اليس لهذه العلمة وجه آخر ؟:bye:

هذا الشرق اللعين يموج ببحر من التخلف -هي سلسلة لا يوجد لها نظير في كل هذا الكوكب- شعوب تقتات على التحريض والهيجان الأعمى -شعوب الغت العقل نهائيا وتفرغت للصراخ واللطم والنعيق - ليس هناك حاجة لشهادة علمية او حتى عملية -الأمر سهل جدا جدا- أخرج الى الناس وقم بالقاء خطبة رنانة والعن بها الغرب وامريكا وأسرائيل وسوف تصبح بطلا خلال ثواني!!!! أهذة أمة!! أهذة شعوب!! ام قطعان!!
الأميين ليسوا مشكلة فهؤلاء مسالمين وبسطاء ويبحثون عن السعادة ولا يبحثون عن القتل والدمار فالبدوي ليس من شيء يهمة أكثر من أغنامة والمزارع ليس من شيء يهمة أكثر من زرعة والتاجر ليس من شيء يهمة أكثر من تجارتة والصانع ليس من شيء يهمة أكثر من نجاح صناعتة -المشكلة تكمن في حفنة من من يسمون زورا وبهتانا بالمتعلمين والمثقفين خرجتهم لنا المعاهد الدينية الحقيرة وأحزاب القوميين ودول أوروبا الشرقية-هؤلاء هم اله الدمار الكارثية التي تسحب مجتمعاتنا نحو التخلف والغرق بشكل متواصل .هؤلاء الفاشست يجروننا بشكل متواصل الى الكوارث عبر معاداة دول العالم المتحضر ويستمرون بحقن شعوبنا بشحنات الكراهية والحقد الأعمى على كل ما هو حضاري ومتطور ومنفتح.ووسيلتهم الحقيرة دائما وأبدا أستغلال قضايا المنطقة لكي يجعلوا لهم مقعدا يستطيعون من خلالة الأسترزاق الثورجي والسير بقطعان الشعوب هذة الى حافة الكارثة.هؤلاء أشخاص بلا ضمير وبلا أخلاق وبلا ذرة أنتماء لهذة المنطقة او لشعوبها.هؤلاء يملئهم الحقد والكراهية - فالحقد والكراهية والمنافع الشخصية هي من توجة هذة الفئة الأرهابية وورقتهم دائما وأبدا هي فلسطين -يمئلون الدنيا صراخا ولطما على فلسطين وما حصل ويحصل لفلسطين وهم يعلمون جيدا ان الحياة التي يعيشها الفلسطيني الخاضع للحكم الأسرائيلي أفضل مليون مرة من الحياة التي يعيشها الفلسطيني اللأجيء الى دول الجوار-هم يعرفون كل هذا ولكنهم يصرون دائما وأبدا على السير في عملية التحريض وتهييج المنطقة-هم يعرفون أيضا ان لا احد سيستطيع ان يجبر أسرائيل عن التخلي عن شبر واحد من فلسطين بالقوة ولكنهم يستمرون في عنادهم وعنجهيتهم وفاشيتهم والهدف دائما وأبدا التلاعب بالفلسطينيين أولا وشعوب المنطقة ثانيا.
ولكن ليس بعد الأن. اساليبكم أنكشفت ولم يعد أحد يستمع لكم .
أذهب انت وربك فقاتلا انا هنا جالسون

عاشت أمريكا :yes:
عاشت أسرائيل :yes:
عاش الأستعمار :yes:
عاشت الأمبريالية :yes:
عاشت الصهيونية :yes:
عاش الأنبطاح :yes:
عاش رامسفيلد :yes:
عاش اليمين المتطرف :yes:

بص ياانكى فى نضال بالكلمة وفى نضال بالسلاح ان لم يتوافر السلاح تبقت الكلمة والنضال بالكلمة ايضا نضالا حتى ولو اسميته حنجورية وشفكورية ومهلبية
يعنى كمثال انت مناضل بالكلمة دفاعا عن الاحتلال الامريكى وعن الفاشية الكوكبية التى تحكم العالم الان تحت شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان وانت مدافع صلب وعنيف عنها وعلى رأى ام كلثوم كل ما اشوف حد يحبك تحللى لى اجيب سيرتك وياه فانت متصدق فرصة لتعلن ولائك لولاد الشراميط هؤلاء الذين ينيكون عرض ام الكوكب الارضى منذ مئة سنة وتسببت حروبهم وصراعاتهم على مصادر الثروة واسواق التوزيع فى موت مئات الملايين من البشر فى الحروب العالمية الاولى والثانية وقمع ثورات الشعوب فى الدول الفقير واشعال الحروب الطائفية والعرقية فى كل مكان تقريبا
والسؤال موجه اليك لماذا لم تتطوع مثلا فى الجيش العراقى العميل او ميليشات غدر القذرة لماذا تدافع عن احباؤك من ورا شاشة الكومبيوتر
ولا انت كمان حنجورى!!!!

مع الخلاف -العميق بشده- الفكرى و أيدولوجى مع صاحب الطرح

إلا اننى اتفق مع الطرح فى نقطه

فنحن نرى سلوكا حديثا اسمه سلوك النت

فترى انسان على النت يتكلم كانما هو صلاح الدين الايوبى او هانيبال

و فى الواقع هو اجبن الجبناء

و يقول على النت ما لا يقوله فى الواقع

و من الاخر كده هذا سلوك مقرف اوى و ريحته نتنه سواء كانت من واحد يتفق معى او يختلف يعنى الظهور بوجهين يعتبر شئ معيب اوى و مقرف

لا يعتبر كلامى هذا دعوه الى عدم الحوار و عدم الكلام بصراحه بل دعوه الى ان يكون السلوك النتى هو نفسه السلوك الحقيقى

Array
بص ياانكى فى نضال بالكلمة وفى نضال بالسلاح ان لم يتوافر السلاح تبقت الكلمة والنضال بالكلمة ايضا نضالا حتى ولو اسميته حنجورية وشفكورية ومهلبية
يعنى كمثال انت مناضل بالكلمة دفاعا عن الاحتلال الامريكى وعن الفاشية الكوكبية التى تحكم العالم الان تحت شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان وانت مدافع صلب وعنيف عنها وعلى رأى ام كلثوم كل ما اشوف حد يحبك تحللى لى اجيب سيرتك وياه فانت متصدق فرصة لتعلن ولائك لولاد الشراميط هؤلاء الذين ينيكون عرض ام الكوكب الارضى منذ مئة سنة وتسببت حروبهم وصراعاتهم على مصادر الثروة واسواق التوزيع فى موت مئات الملايين من البشر فى الحروب العالمية الاولى والثانية وقمع ثورات الشعوب فى الدول الفقير واشعال الحروب الطائفية والعرقية فى كل مكان تقريبا

ولا انت كمان حنجورى!!!!
[/quote]

وانت من ايهم؟

مناضل بالكلمة :bouncy:

ولا مناضل بالسيف؟ :blink:

Arrayوالسؤال موجه اليك لماذا لم تتطوع مثلا فى الجيش العراقى العميل او ميليشات غدر القذرة لماذا تدافع عن احباؤك من ورا شاشة الكومبيوتر[/quote]

ليس بحاجة لمساعدة مني...هو قادر على الدفاع عن نفسه...حتى جرب... تعال للعراق وقل: عاش هدام قبيح... وسترى بعينك قوته.

يا عم هل رأيتني ملات النت زعيقا بالنضال والمقاومة والحكي الفاضي وبالنهاية فشنج.

عملاء امريكيا الايديولوجيون بائسون حد القرف كما عملاؤهم في كل واد و مجال ،،،،،،،،يبررون الاحتلال بانواعه ،،،،يمارسون الكذب بكل اشكاله و عندما يواجهون الرفض يسترسلون في البذاءة .......و ذلك هو مرضهم الدائم الذي لا شفاء منه ،،،،،يتحدثون عن المزايدة بالمقاومة ،،،،و لا يتطاولون علي الافراد و انما علي الامة العربية باكملها ،،،،و كانهم لا يرون ما يجري حولهم ،،،،ففي كل يوم تعلم امة العرب الغزاة دروسا جديدة في العزة و الكرامة ،،،و الامبرياليون الامريكون و عملاؤهم مهزومون مهزومون و لو بعد حين و ان غدا لناظره قريب .

توقيع إنكى

الشيوعية عنفٌ وارهابٌ وضلالٌ وتهريج


طيب يا إنكى

و ماذا نقول عن الليبراليه ؟