التدليس مثل الكذب تماما حبله قصير و سرعان ما يفتضح امره
عندما يتصدي احدهم للكتابة يفترض ان يقرأ ثم يقرأ و بعد ذلك يأخذ قلمه لكي يكتب و الكتابة مسؤولية ، و لكنها في العالم الافتراضي يمكن ان تنحط الي قمامة فالتخفي وراء اسماء وهمية يتيح لصاحبه ان يكتب ما يشاء و يروج الاكاذيب التي يريد فالمسؤولية القانونية و الاخلاقية هنا منعدمة .
نعود الي رسالة ماركس موضوع الجدل حيث نلاحظ ان من شوه موقف ماركس لم يقرأ الرسالة بدليل ما يطرحه من اسئلة مثل :
-
كود:
اين مصدر الاقتباس الذي وضعه ماركس من كلام برودون؟ اين قال برودون الكلام الذي يدعي شهاب ان برودون قاله؟ في اي كتاب؟ او في اي مجلة او جريدة؟
نتحدى شهاب ان يأتي بمصدر كلام برودون
لو قرأ من افتري علي ماركس و زور كلامه الرسالة كاملة ما طرح هذا السؤال ، لقد كان ماركس يناقش كتاب برودون فلسفة البؤس ، و هذا ما يمكن لاي قارئ ان يدركه و هو يتصفح الاسطر الاولي من الرسالة التي يرد فيها :
" عزيزي انينكوف ، كان يمكن ان تتلقي ردي علي رسالتك المؤرخة في اول نوفمبر منذ فترة طويلة ، لولا ان بائع كتبي لم يرسل لي كتاب برودون ( فلسفة البؤس ) الا في الاسبوع الماضي ، و قد قراته علي عجل في يومين حتي اتمكن من ان ارسل لك رايي علي الفور ..."
هل هذا صعب علي الادراك حتي يورط صاحب الكلام المقتبس نفسه في تحدي فارغ ، ألم يكن حريا به ان يقرأ الرسالة ، لا ان يكتفي بتوجيه اتهاماته جزافا و عن جهل يدعو مرة الي السخرية .
يكتب الداعية الليبرالي ما يلي :
كود:
هل صار برودون ماركسياً بحيث يقول في كلام ان هناك عبودية مباشرة وعبودية غير مباشرة ويستخدم مصطلح: the slavery of proletariat ؟؟؟؟؟؟ الا يستطيع البعض التركيز واحسان قراءة جملة واحدة بصورة صحيحة؟
انه يستغرب حديث برودون عن استعباد البروليتاريا ، و برايه فان من يستعمل هذه المفردات لابد ان يكون ماركسيا ، و هو ما يعني انه يجهل ان الاشتراكيين الفرنسيين الاوائل مثل برودون و فورييه كانوا يستعملون هذه المفردات ،
لقد كان ماركس علي معرفة شخصية ببرودون و قد ناقشا طويلا في باريس قضايا فلسفية و اقتصادية و كان كلاهما اشتراكي و لكنهما مختلفان حد التناقض في فهم الاشتراكية .
يسال الداعية :
كود:
3- اين علامات الاقتباس التي توضح لنا بداية ونهاية كلام برودون؟ اي يبدأ واين ينتهي الاقتباس من كلام برودون؟ ولماذا لم يستخدم ماركس التنسيقات المعروفة والتي يستخدمها دائماً في كل كتاباته؟ وهي:
قبل الاقتباس وضع النقطتين الشارحتين :
وضع علامتي تنصيص
زيادة الهامش في الفقرة المقتبسة
من يقرا كتب الفلاسفة يعرف ان هؤلاء لا يتقيدون في الغالب بهذه الضوابط و الا فليدلنا الداعية علي كتاب لارسطو يشير فيه الي كلام افلاطون فيضعه بين قوسين او كتابا لنيتشه او لكانط او لهيجل تحترم فيه تلك المعايير ، ان الفيلسوف يحيل علي الفكرة و ينسبها لصاحبها و من ثم يناقشها ، و هذا تقليد راسخ ، و لكن جهل الداعية لا حدود له ....ان ماركس في هذه الرسالة يحيل علي تصور برودون للمسالة لا بالحرف و انما بالمعني
ملاحظة : لامنا بعض الاصدقاء لاننا نصرف وقتنا في مناقشة تزوير متكرر ، ففي كل شريط نواجه المعضلة نفسها تدليس في تدليس و تزيف بالقناطير المقنطرة ، و طالما فضحنا ذلك مرة فما الجدوي من تكرار العملية مرات و مرات ؟؟؟؟؟؟؟؟ فما راي الزملاء الكرام في ذلك ؟؟؟؟؟؟
ملاحظة اخري : الرسالة التي بعث بها ماركس الي انينكوف متضمنة في كتاب ماركس ، بؤس الفلسفة ، ترجمة محمد مستجير مصطفي ، بيروت ، دار الفارابي ، الطبعة الثانية 1981،الصفحات : 159ـ170