إثناء تغطية قناة الجزيرة - المثيرة للجدل - لحادثة اغتيال ريئس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري أجرت اتصالا هاتفيا مع النائب في البرلمان اللبناني ناصر قنديل - الموالي لسوريا - ، والذي صعد بالصدفة ليصبح له مكانا داخل مجلس النواب ، بفضل وجوده في كتلة الحريري الانتخابية .. عندما بدأ الرجل بالنطق لم نستغرب منه إن يكون متحمسا ومتشنجا - كالعادة - للدفاع عن سوريا ، وباستماتة ، ولكي لا يخالف هذه القاعدة - التي يسير عليها ولا يشذ عنها - فانه استمر في هذا الدفاع ، ومحاولة إبعاد أي شبهة عن سوريا في وجود اي علاقة لها بمقتل الحريري .. مدعما دفاعه ذلك من خلال تبنية للشريط ( المسخرة ) الذي حاول إن ينسب مقتل الحريري للتيارات الجهادية بواسطة رجل غير مقنع - على غير العادة - ، ومعروف الاسم - أيضا - يظهر علانية ليتبنى العملية بعد الحادث الأليم بفترة وجيزة لا تكاد تصدق !.. هذا النائب الذي روج لهذا الشريط ، وصدقه ، وتبناه ، وهاجم من خلاله التيارات الجهادية - لإغراض مذهبية انتهازية - ملغيا بذلك المنطق والعقل ، ومستبقا التحقيق - الذي من خلاله يمكن الوصول للنتائج الحقيقية - ، ومتعاميا عن السوابق الكبيرة لاغتيالات مفجعة - كهذه - مر بها لبنان سابقا وحاليا ، ولم تُكشف نتائجها بعد ! ، فعل كل ذلك الغباء والتهور في التبرير من اجل - فقط - إن يبعد شبه التهمة عن سوريا المستظل بنعمتها .. المرتهن والمستذل لها ! .

لا أريد إن أشير أو اتهم أحدا معينا من الأطراف السياسية في لبنان بعملية قتل السياسي الطاهر النقي رفيق الحريري ، فالسياسة في لبنان ارتهنت منذ عام 75 - عام تفجر الحرب الأهلية اللبنانية - لأقطاب سياسيين تلوثت أياديهم بالدماء ومارسوا سلمهم الأهلي المزعوم بتلك الأيادي الملطخة ، ما أحب إن أتوقف عنده هنا هو أية أخلاقية يتمتع بها رجل كان للحريري فضلا عليه بإصعاده وتبليغه لمراتق لا يحلم إن يبلغها ، أو يقترب منها بان جعله ضمن لائحته التي دخل معها للبرلمان ، ثم يضع كل ذلك الفضل وراءه ليصدق شريطا مكذوبا فيه درجه عالية من الغباء ، والسذاجة ، والحبكة المكشوفة في إخراجه ، والتي لا تنطلي إلا على الأغبياء أو أصحاب المآرب! .. ألا يدل ذلك الجحود على طبقة سياسية تُسيّر لبنان يتضمن مضمونها الكثير من مثل تلك العينة الوصولية الجاحدة ، التي لا يوجد لها مبدأ أو مُثل - سوى حقها في تصنيف الآخرين - ؟! .

ومما سبق ، وبناء عليه ، ألا يحق لنا إن نتساءل قياسا وموازاة لموقف ناصر قنديل المتملق والمدافع - حد الازدراء والتقزز - عن النظام السوري ، والمُستغبي للاخرين ، عن مسؤولية مخابرات النظام السوري واللبناني - التي يشير لها المعارضون اللبنانيون- بقيامهم بعمل غبي يتقربون فيه من أسيادهم ، كما فعل قنديل بالتقرب من أولياء النعمة عليه بتصديق وتبني ذلك الشريط ( النكتة ) ، بغية دفع التهمة عنهم ؟! ..

الطاهر النقي كأنك تتحدث عن عيسى مثلاً.

الطهر والنقاء امر نسبي ، ويمكن الحكم عليه بالمحيط والبيئة المراد قياسها ! .. لذلك رفيق الحريري كان يتمتع بذلك النقاء النسبي اذا ما قيس وقورن مع الاقران السياسيين الذين تعامل معهم في لبنان ! .

كسياسي في موقع الحدث لا يستطيع ان يطلق التهم عشوائيا . فما زالت الامور قيد التحقيقات و المسائلات و البحث الجدي في الجريمة . اما اولئك الذين يتسرعون في اطلاق التهم فلهم مصالح يهمهم ان يستثمروا فيها تلك الجريمة باسرع طريقة ممكنة مستغلين عواطف و مشاعر اللبنانيين و انفعالهم موجهين تلك الطاقات في مسارات تخدمهم .