[CENTER][/CENTER]

من هو الآخر ؟
الآخر هو الأب وهو الأم، هو العدو وهو الصديق، هو القريب وهو البعيد، هو الند وهو الحبيب.
الآخر هو العربي وهو الإسرائيلي، هو الأمريكي وهو الأوربي، هو الأفريقي وهو المريخي لو وجد ...الخ
الآخر هو نحن أيضاً !

كيف نفهم الآخر ؟
أفضل السبل لفهم الآخر هو إدراك أننا آخر بالنسبة له.
أي أننا نمتلك تصورات وأفكار ومفاهيم قد تختلف عما لديه، وننتظر منه أخذها بعين الاعتبار (بعد إطلاعه عليها)، تماماً كما يجب علينا أخذ ما لديه من مفاهيم وتصورات وأفكار بعين الاعتبار (بعد إطلاعه لنا عليها).
بدون هذا الإطلاع والمعرفة، لا شك سيكون هناك سوء فهم وتقدير لتصرفاتنا وتصرفاته مما يشحن الأجواء دوماً بشكل سلبي.

كيف يصبح الآخر عدوأً ؟
تنشأ العدواة من التضارب في المصالح وتجاهل أو إنكار كل من العدوين أو أحدهما، لمفاهيم ومعتقدات ومصالح الطرف الآخر، مما يولد مشاعر الغبن والضيم والكره والعداوة التي تغذي نفسها من جمر نفسها، فتحرق عقول وأجساد أصحابها وحياتهم وأحلامهم وأوهامهم.

كيف يصبح الآخر قريب حبيب ؟
احترام خصوصية الآخر ومحاولة التقرب لعالمه وفكره دون تبني ما لديه من أفكار بالضرورة، بالإضافة للإصرار على الحوار للتلاقي ولتوضيح نقاط الخلاف والاختلاف عند بروزها، في جو من المودة والتفاهم، كل ذلك يمكن أن يكون قاعدة سليمة للتقارب مع الآخر المختلف دوماً.

كلما بحثنا عن فهم الآخر، كلما حققنا معه ما لا يمكن تحقيقه بدونه.

(f)

اقتباس:كلما بحثنا عن فهم الآخر، كلما حققنا معه ما لا يمكن تحقيقه بدونه.

:97:

[quote] دوريمي كتب/كتبت
من هو الآخر ؟
الآخر هو الأب وهو الأم، هو العدو وهو الصديق، هو القريب وهو البعيد، هو الند وهو الحبيب.
الآخر هو العربي وهو الإسرائيلي، هو الأمريكي وهو الأوربي، هو الأفريقي وهو المريخي لو وجد ...الخ
الآخر هو نحن أيضاً !

كيف نفهم الآخر ؟

(f)

السؤال في آخر الاقتباس يوحي بالقهقة البلا داعي في حضرتك يامولانا ..وأنا لا زلت غاضب عليك من أجل موضوعي الذي كنت سببا في حجبه وأتمنى لو تتسنى لي الفرصة كي أفترسك

أما لماذا هو مضحك فذلك أمر يسهل أدراكة ..

فأنت جعلت كل ذي نفس وروح آخر ..بمعنى الغرب عندك آخر والشرق عندك آخر و(الأنا) عندك آخر فكيف لنا يارعاك الله أن نغيّر معنى الانسان ونجعله آخرا مطلقاً !

دعني أقول لك سرّ دفين :

هناك شخص أحبه بدون أي سبب إسمه دوريمي هذا الانسان الحبيب متذوّت بعقله منذ طفولته لكي يصبح كائنا يحمل هوية هذه الهوية هي العربية والحضارة التي يتذوّت بها هي الحضارة العربية وهي مكوّن لوجوده بل أن عقله هو عربي الصبغة .

كيف لي أن أقول عن هذا الشخص آخر ويحمل نفس المسمى الذي أطلقة على شخص ياباني "آخر" ؟؟

مقال مكتوب بحروف من نور يا صديق دوريمى (f)
من العجيب ألا أرى هذا الوجه منك إلا الآن، أين كان مختفياً قاتلتك الطبيعة؟

أجزت، فأنجزت، ولا أجد ما أضيفه لكلماتك الذهبية التى لمعت فى عالم صدئ..
ولكى أكون صريحاً مع نفسى قبل أن أكون صريحاً مع القارئ، فكلماتك طرقت وتراً فى قلبى ما لا يكسبها هذه القوة لو كنت بظروف أخرى..
فسمحت لنفسى أن يتحدث مقالك عوضاً عما بأعماقى، فقد وجدته خير معين لما أود قوله لكثيرين.

ونظراً لحالة اليأس التى تعترينى وسط ما يحيق النادي من مظاهر الخراب، فلم يبق لدي سوى سطر يائس ليعبّر عن شعور مخدوع وقت إنتسابه للنادي..

نحن نصدّق من لا نعرفهم، لآنهم لم يخدعونا من قبل..

وهذا السطر لا أعنى به "دوريمى" صانع المقال.. (f)
بل أعنى به الرعيل الذى يأتى بعده ليردد كلامه ويشيد به، دون أن يشعر بما شعر به الكاتب وقت سطره لأفكاره..
فمن لم يشعر به.. لا يمكنه الشعور بالـ"آخر"..

قلة يا صديق من إتخذ من جوهر مقالك واقعاً للتطبيق بأكثر منه مادة للثرثرة دون معنى..
والنادي أمامك، ووثيقته، وإدارته، ومشرفيه، والمنتسبين له من الأعضاء، أكبر مثال على الثرثرة دون إيمان بمسؤولية الكلمة..

لكن دائماً تظهر قلة مختلفة، ولا يمكن أن أغمطها حقها..
قلة إستفادت وشعرت وآمنت بأن الكلمات مبادئ لا مجرد نظم مرصوص..
وهذه القلة، على ندرتها، أصبح "الآخر" هو وثيقتهم..


تحياتى وتقديرى

(f) لإيبلا

جوبيتر كتب :
"فأنت جعلت كل ذي نفس وروح آخر ..بمعنى الغرب عندك آخر والشرق عندك آخر و(الأنا) عندك آخر فكيف لنا يارعاك الله أن نغيّر معنى الانسان ونجعله آخرا مطلقاً !"
وما وجه العجب في ذلك يا جوبيتر !
ألا تعلم أن الغربي هو آخر بالنسبة للشرقي والعكس بالعكس !
ألا تعلم أن الأنا الخاصة بك هي آخر بالنسبة لأنا شخص آخر.
أي أننا "آخر" بالنسبة لغيرنا كما كتبت سابقاً !
فما الذي دغدغك وداعبك وأضحكك يا رعاك اللا !

جوبيتر كتب :
"كيف لي أن أقول عن هذا الشخص آخر ويحمل نفس المسمى الذي أطلقة على شخص ياباني "آخر" ؟؟"
وما الغريب في الأمر أيضاً !
كلمة "إنسان" يمكن أن تطلق عليك وعلى الياباني وعلى الزيمبابوي وعلى الشكزولي.
كلمة "آخر" أيضاً يمكن أن تطلق على أي من هؤلاء بالنسبة لغيره.
يعني ما وجه العجب لدى حضرتك في الأمر !

حتى تضحك أكثر سأروي لك شبه نكتة لها علاقة بمداخلتك :
أبو مرعي : يااااااااا أم مرعي
(أبو مرعي لا يسمع جواب)
أبو مرعي ينادي ثانية : يااااااااا أم مرعي
(أبو مرعي لا يسمع جواب)
أبو مرعي يقترب من المطبخ ويقول لزوجته : لك يااااااااا أم مرعي ردي علينا هذه ثالث مرة أندهلك
أم مرعي : وأنا هذه ثالث مرة أقول لك "نعم" :what:

أهلاً بحارس السراب (f)
النادي يا صاحبي هو عينة من مجتمعاتنا التي لا تقدّر الآخر عموماً إلا إذا كانت لديها عنه فكرة أنه أقوى وأغنى وأذكى منها أو على الأقل ند لها.
هناك مثال أورده دائماً وهو أن الأوربيين الذين يأتون لزيارة بلادنا يلقون ترحاباً وكرم ضيافة أسطوريين بالنسبة لهم ويذهلون لذلك.
لكن لو جاء زنجي للسياحة في بلادنا فلا شك أن الضيافة والترحاب لن يكونا من نفس النوع !

المجتمعات عموماً تسعى لصنع أفراد متماثلين متشابهين يمكن التنبؤ بردات فعلهم من خلال هذا التشابه، مما يوحي بالثقة والطمأنينة.
أما الآخر فهو شخص مختلف عن النسخ الاجتماعية، وبالتالي من الصعب التنبؤ بردات فعله، لذلك فهو يثير الشك والريبة والحذر لأنه يمثّل المجهول والإنسان منذ الأزل يخاف من المجهول ويخشاه.

إهمال أو عدم معرفة الآخر بثقافة وتقاليد النسخ الاجتماعية بالإضافة لجهل المجتمع بماهية تصرفات وأفعال هذا الآخر، كل ذلك يمكن أن يولّد سوء فهم وعدوانية كبيرين.

أي أن الجهل بالآخر والتمسك بهذا الجهل على أنه المعرفة الحقة، هو غالباً سبب سوء الفهم والعداوات وما ينتج عن ذلك من مآس بشرية.

دفعتني الفكرة لمحاكمة بسيطة:

هل من الضرورة أن تكون نتيجة فهم الذات للآخر أن تقدسه؟
وتبات عند نعليه طلباً لمغفرة لجريمة الاعتراف بأنه: "آخر"؟
أم أنه "آخر" لتشعر ال "أنا" التي هي أيضاً "آخر" مختلف ومن الضروري إبرازها والتعامل وفقها وليس وفق ال "آخر" وإلا لصارت "آخر" وامحت.
ولئن أعلنت الذات وأبدت ما يشعرها به، واحترمت اختلافه، فستحرص على عدم إلغاء "أناها" كرمى لعين اختلافه.
فهي لا تريد أن تكون مجرد "مرآة"، فظل الآخر تراه أمامها وليست مضطرة لأن تعكسه من داخلها.

والانطلاق من ال "الأنا" ليس هو الجريمة.
والوصول للنتيجة اعتماداً على "الأنا" ليس هو الجريمة.
وإعلان أناي كما هي وفهمي لل "آخر" كما هو، هو عدل ضروري للطرفين وليس هو الجريمة.
فالآخر موجود ويستحيل أن ألغيه، وبالمقابل فلن ألغي أناي، وأحد الإلغائين هو الجريمة الحقيقية.

من هنا، عزيزي ميراج، أقول: أنت صاحب الميدالية الماسية، وبجدارة
فهكذا عرفت ميراج، يحترم الآخر من خلال أناه الموجودة وبلا سفاسف
ويقف كثيراً أمام أناه
لكنه لم يلغها، ولن ...
وهذا هو ما اعتبره الإغريق الوسط الذهبي

ميراج
وقد لا أكون بمفردي أشكل معنى، لكن اسمح لي أن أقول:
أفخر أنك صديقي
وأفخر أنك من القلة التي تحدثت أنت عنها
ولا غرو أن أقول: حتى لو ألغيت الوثيقة تماماً، سنجد مرجعاً كافياً ووافياً في أخلاقك.
وهذا سبب فخري بك.
ومحبتي لك.

:97:

في بيت أمي

في بيت أُمِّي صورتي ترنو إليّ
ولا تكفُّ عن السؤالِ:
أأنت، يا ضيفي، أنا؟
هل كنتَ في العشرين من عُمري،
بلا نظَّارةٍ طبيةٍ،
وبلا حقائب؟
كان ثُقبٌ في جدار السور يكفي
كي تعلِّمك النجومُ هواية التحديق
في الأبديِّ...
[ما الأبديُّ؟ قُلتُ مخاطباً نفسي]
ويا ضيفي... أأنتَ أنا كما كنا؟
فمَن منا تنصَّل من ملامحِهِ؟

أتذكُرُ حافرَ الفَرَس الحرونِ على جبينكَ
أم مسحت الجُرحَ بالمكياج كي تبدو
وسيمَ الشكل في الكاميرا؟
أأنت أنا؟ أتذكُرُ قلبَكَ المثقوبَ
بالناي القديم وريشة العنقاء؟
أم غيّرتَ قلبك عندما غيّرتَ دَربَكَ؟
قلت: يا هذا، أنا هو أنت
لكني قفزتُ عن الجدار لكي أرى
ماذا سيحدث لو رآني الغيبُ أقطِفُ
من حدائقِهِ المُعلَّقة البنفسجَ باحترامً...
ربّما ألقى السلام، وقال لي:

عُدْ سالماً...
وقفزت عن هذا الجدار لكي أرى
ما لا يُرى
وأقيسَ عُمْقَ الهاويةْ

لا ينظرون وراءهم

لا ينظرون وراءهم ليودِّعوا منفى،
فإنَّ أمامهم منفى، لقد ألِفوا الطريق
الدائريَّ، فلا أمام ولا وراء، ولا
شمال ولا جنوب. "يهاجرون" من
السياج الى الحديقة. يتركون وصيةً
في كل مترٍ من فناء البيت:
"لا تتذكروا من بعدنا
إلا الحياة"...

يسافرون" من الصباح السندسي الى
غبارٍ في الظهيرة، حاملين نُعوشَهُم ملأى
بأشياء الغياب: بطاقة شخصية، ورسالةٍ
لحبيبةٍ مجهولةِ العنوانِ:
"لا تتذكري من بعدنا
إلا الحياة

و"يرحلون" من البيوت الى الشوارع،
راسمين إشارة النصر الجريحة، قائلين
لمن يراهُمْ:
"لم نَزَلْ نحيا، فلا تتذكّرونا"!
يخرجون من الحكاية للتنفُّس والتشمُّس.
يحلُمون بفكرةِ الطيرانِ أعلى... ثم أعلى.
يصعدون ويهبطون. ويذهبون ويرجعون.
ويقفزون من السيراميك القديم الى النجوم.
ويرجعون الى الحكاية... لا نهاية للبدايةِ.
يهربون من النعاس الى ملاك النوم،
أبيضَ، أحمرَ العينين من أثر التأمُّل
في الدم المسفوك:
"لا تتذكروا من بعدنا
إلا الحياة"...

هو هادئٌ، وأنا كذلك

هوَ هادئٌ، وأنا كذلك
يحتسي شاياً بليمونٍ،
وأشربُ قهوةً،
هذا هو الشيءُ المغايرُ بيننا.
هوَ يرتدي، مثلي، قميصاً واسعاً ومُخططاً
وأنا أطالعُ، مثلَهُ، صُحُفَ المساءْ.
هو لا يراني حين أنظرُ خلسةً،
أنا لا أراه حين ينظرُ خلسةً،
هو هادئٌ، وأنا كذلك.
يسألُ الجرسون شيئاً،
أسألُ الجرسونَ شيئاً...
قطةٌ سوداءُ تعبُرُ بيننا،
فأجسّ فروةَ ليلها
ويجسُّ فروةَ ليلها...
أنا لا أقول لَهُ: السماءُ اليومَ صافيةٌ

وأكثرُ زرقةً.
هو لا يقول لي: السماءُ اليوم صافيةٌ.
هو المرئيُّ والرائي
أنا المرئيُّ والرائي.
أحرِّكُ رِجْليَ اليُسرى
يحرك رجلَهُ اليُمنى.
أدندنُ لحن أغنيةٍ،
يدندن لحن أغنية مشابهةٍ.
أفكِّرُ: هل هو المرآة أبصر فيه نفسي؟
ثم أنظر نحو عينيه،
ولكن لا أراهُ...
فأتركُ المقهى على عجلٍ.
أفكّر: رُبَّما هو قاتلٌ، أو رُبما

ر هو عابرٌ قد ظنَّ أني قاتلٌ
هو خائفٌ، وأنا كذلك!

محمود درويش

جميلة يا زياد هذه القصيدة الدرويشية المعبرة عن عنوان الموضوع.
أفكّر: رُبَّما هو قاتلٌ، أو رُبما
وهو عابرٌ قد ظنَّ أني قاتلٌ
هو خائفٌ، وأنا كذلك![/color]

(f)