رد ثانى سريع ( قبل النوم )
(وهل كانت يوماً وهابية الصحراء الممعنة في سفيلتها جذوراً لأبناء حضارات الأنهار كما في الشام ومصر والعراق ؟)
بالتاكيد لم تكن
لكن قبل الحديث فى هذه المعضله التاريخية ارجو ان يتم التوقف عن النرجسية منا نحن اللذين نسمى انفسنا عرب الماء فلم تعد لا القاهرة ولا بغداد ولا دمشق مصنعا للنخب ولم يعد لمصر الستينات التى كانت القيادة الثقافية للمنطقة اى دور قيادى ذو قيمة فالانحصار معمم تماما عندما يتوقف اشعاع المكان نحو الخارج و الوسط المحيط فهو ينطفىء فى الداخل ايضا وفى بغدا ودمشق هنالك ايضا ظلاما دامسا على كل حال
فى المقابل فى بلد الوهابية الصحراوية ( السعودية ) بالرغم من ضبابية المشهد والصدمة الحضارية التى توقظ كل ما هو قديم لكننا فى المقابل امام مشهد من الحراك الاجتماعى المذهل ونشوء لنخب فكرية جذابة اتابع كتاباتها بانبهار
كلنا فى الهوا سوا يا حبيبى فى مشاكلنا وتخلفنا قبل ايام كنت اقرا فى وثيقة لمعهد هيرتسيليا ( معهد دراسات استرتيجية اسرائيلى ) حول افاق العملية السياسية المستقبلية للبلدان العربية ما لفت نظرى هو الاستخدام المتكرر لمصطلح single system
لوصف المنطقة العربية
(اى منظومة واحدة ) كيفما تعاملت انت مع نفسك او رغب الاخرين ان يوحوا لك كيف تنظر لنفسك لكنهم فى استراتيجياتهم ينظروا لك انت و عرب النفط وعرب الماء وعرب الجرب و اى عرب اخرين كشىء واحد وكمنظومة واحدة من ناحية سياسية واقتصادية وثقافية
فدعنا من النرجسية التى لا تسمن ولا تغنى عن جوع
اما لو سالتنى عن النخب العربية الان فهى مركزة فى عدة اماكن
اولا بقايا نخب معزولة ومحدودة فى المنطقة العربية من مرحلة المد الناصرى واليسارى حيث كان لها مشروعا صحيح انها هزمت لكن فى وعيها يوجد مشروع تحديثى ما وتمت مراكمة تجربة تاريخية اضافية اليه
ثانيا فى المؤسسة السياسية الفلسطينية م ت ف
ثالثا لكن الثقل الاساسى والحاسم موجود فى الخارج فى اوروبا واميركا وهى نخب راديكالية بشكل ملفت للنظر وعلى معرفة بادوات الحضارة الغربية وقدرة على المقارنة مع واقعنا العربى والعجيب انها متصادمة ايديولوجيا مع السياسة الاستعمارية للبلدان التى يعيشوا فيها ( لربما الدماغ العربى واداة التغيير مركزة خارج الجغرافيا العربية الان )
نعود لوهابية عرب الصحراء
لم يكن ممكنالمشكلة هذه الوهابية لتقوم بذاتها فكان من الممكن ان تعزل وتذوب فى سياق الحركة التاريخية( بالرغم من عدم اهتمامى لهذا المصطلح الذى بات الاكثر استخداما الان فى نشرات مراكز الابحاث الصهيونية فالمشكلة ليست الوهابية )
المشكلة بدات مع الاستخدام السياسى لهذه الايديولوجا
فبعد محاولات محمومة للاستخدام السياسى للاسلام فى المنطقة والتى وصلت ذروة غير مسبوقة مع تنامى حركة الاخوان المسلمين فى مصر فى الاربعينات وبداية الخمسينات وتفكك النظم القائمة حينها وعدم قدرتها على اعادة انتاج ذاتها (ضمن اى أية كانت لا ديمقراطية ولا قمعية )فى نهاية الحرب العالمية الثانية وظهور النظام الدولى الجديد وما كان سيتبعه من تحولات فى الاطراف بالتالى , كان من شبه المؤكد ان القوة الوحيدة التى ستملا الفراغ هى حركة الاخوان المسلمين فى مصر
لربما التسلسل الوحيد الذى قطع هذه الامكانية فى المنطقة وقام بملا الفراغ السياسى القائم هو حركة الجيس فى مصر ( عبد الناصر )
فى فترة الخمسينات والستينات وابان الحرب الباردة كان المشروع الاميركى واضح ومحدد هو الاستخدام السياسى للاسلام عبر اقامة احلاف ذات طابع اسلامى بين باكستان وتركيا ومصر والعراق والسعودية ولم يمر المشروع حينها بفضل مقاومة التيارات العلمانية
زكانت الحرب الاميركية معلنة وبوضوح على هذه التيارات والمفارقة ان هذه الحرب شملت حتى التيارات ذات التوجه الليبرالى الغربى
راجع مقالة ناعوم شومسكى( امريكا واسرائيل وغرب اسيا )
http://www.alkarmel.org/issue3/issue.html
المرحلة الوحيدة التى استطاعت هذه التيارات ان تظهر للسطح هى بعد العام 1967 و الذى فقدت فيه التيارات العلمانية مناعتها وهزمت ( قد تقول لى انها كانت غير ديمقراطية لكن هذا تفسير ومحاكمة سطحى وباثر رجعى لمرحلة تاريخيةسابقة وفقا لمقاييس الحاضر وليس لمعطيات اللحظة التاريخية التى ظهرت فيها ) فهى بالتاكيد كانت ستتطور فى سياق طبيعى لعملية ديمقراطية لو تركت تستمر فى مشروعها التنموى ودمقرطة الحياة الاقتصادية على مستوى القطاعات الشعبية الواسعة وهو الاساس اللازم لنشوء دمقرطة سياسية لاحقا
بعد العام 1967 انهارات كل مناعات المشروع العلمانى فى المنطقة تحت ضربات الاستعمار ( بالتاكيد هناك عوامل ضعف فى داخل المشروع نفسه لكنها لم تكن العوامل الحاسمة بل ومتوقعة فى بلدان نامية متخلفة )
عندها يبدو ان الاميركان لاول مرة وجدوا ضالتهم من خلال حليفهم السعودية فاندفعت الوهابية المدعمة بالبترودولار مقتحمة قلب العرب (القاهرة) وفتح لها السادات الابواب وتلاها حركة المجاهدين فى افغانستان وكانت الاطراف الاقليمية الممولة لها مصر والسعوية تحت رعاية المنظر ومستشار الامن القومى الاميركى بريجينسكى وصار الى صار فى اطار عملية استعمارية واضحة
بعض من يصرخ الان بالليرالية هو ما كان سابقا يسخر طاقات دولته ومؤسساته لنمو هذه التيارات والان يتهمنا بها
شىء يشبه تماما ان تقوم داعرة بالصراخ فى النساء الشريفات العابرات الطريق صدفة ايها الداعرات
لعن الله اميركا لعن الله اميركا ماذا تطبخ لنا الان على نار جهنم
لعنه الله عليك يا بوش ولعن الله كل اهبل يقول له مرحبا
اتركنا لوحدنا ولن يكون هناك وهابية ولا بن لادن وسنعرف كيف نكون ديمقراطيين لوحدنا بعد ان تكف شرك عنا