التحرش الجنسي: تجارب نساء مصريات
التقت بي بي سي بسبع مصريات يتحدثن عن المعاكسات والتحرش الذي يتعرضن له في شوارع القاهرة.
ويعد التحرش الجنسي مشكلة متفاقمة في مصر، حيث أشارت إحصائية نشرت مؤخرا إلى أن أربعا من بين كل خمس نساء في مصر تعرضن للتحرش الجنسي، بينما أقر نحو ثلثي الرجال المصريين بأنهم يتحرشون بالفتيات.
هذه آراء النساء والفتيات اللاتي تحدثت بي بي سي إليهن. نرحب بتعليقاتكم.
--------------------------------------------------------------------------------
بوسي عبده
أتعرض للمعاكسات والتحرش مئة مرة في اليوم. حاولت كثيرا أن أوقف المعاكسات ولكن التحرش لا يتوقف. أرتدي ملابس فضفاضة ولا استخدم مساحيق التجميل، وأمضى أكثر من ساعة كل يوم أمام المرآة لأفكر في طرق لإخفاء ملامح جسدي.
أعود لبيتي يوميا سيرا لأنها مسافة قصيرة تحتاج فقط لربع ساعة أعبر فيها جسرا. وعادة ما يكون الجسر مزدحما ومكتظا بالسيارات ولكن هذا لا يمنع الرجال من التحرش بالفتيات، أي فتيات سواء كن جميلات أم لا، محجبات أم لا.
أتذكر الكثير من التحرشات المثيرة للخوف. تعقبني رجل مرة وفجأة أمسك مؤخرتي أمام الجميع. صرخت لكنه فر ولم يتدخل أحد.
ومرة كنت مع أبي وعمتي وأخذ رجل يحدق في ويلقي قبلات لي. أبي بدأ يصيح فيه ويضربه.
أعتقد أن الرجال يفعلون ذلك لأنهم عاطلون عن العمل وغير مؤدبين.
نورا خالد
أتعرض للمعاكسات كل يوم في الخمس دقائق التي أمشي فيها من منزلي إلى الشارع الرئيسي لأستقل حافلة المدرسة.
كما أتعرض للمعاكسات في الثواني التي أعبر فيها الشارع عندما انتهى من درس السباحة في النادي.
كنت انتظر حافلة المدرسة يوما عندما تعقبني سائق عربة ماكروباص وأخذ يسبني.
شعرت بخوف وإحراج شديدين وانخرطت في البكاء.
نهى وجيه
كنت في السيارة مع أخي وتوقفنا ونزل أخي من السيارة لشراء بعض الأشياء من متجر. انتظرته خارج المتجر بينما نزل شابان من سيارة وسارا باتجاهي بصورة مثيرة للقلق. وأخذا يعلقان على شكلي وعلى ملابسي.
في العادة لا ارد على التحرش والمضايقات ولكني هذه المرة قلت لهما "أنا لست هنا في انتظار رجل". وأثار هذا أحدهما وأخذ يصيح بأني مجنونة. وأجبت أني حتى لو كنت عاهرة لما أعرته اهتماما.
جن جنونه عندما سمع هذا، واخذ يهددني بأنه رجل شرطة وانه سيلقنني درسا. وفي خلال دقائق توقفت ثلاث سيارات أخرى وأخذت مجموعة من الرجال تهددني أنا وأخي.
دونت رقم السيارة الأولى وقلت إني سأبلغ الشرطة عنه، فثار بشكل كبير واعتقدت انه سيضربني، فصفعته على وجهه وبدأت في الصراخ أنه سيغتصبني ففروا جميعا ووقفت مع شقيقي ونحن في غاية الخوف.
نانسي فخر
لا أمشي كثيرا لأن لدي سيارة، ولكني أتعرض للتحرش من الرجال الذين يقودون سياراتهم إلى جواري. يحاولون أن يشتتوا انتباهي وقد يؤدي هذا إلى حوادث.
أشد التحرشات التي تعرضت لها كانت في الشتاء الماضي. لم تكن معي سيارتي وكنت أبيت في بيت أختي. استيقظت في السابعة لأركب الحافلة لأذهب إلى العمل. تعقبني رجل وأخذ يسبني. شعرت بالرعب وبدأت في المشي بسرعة وأحيانا الجري.
عندما اقترب مني كنت أخشى أن يلمسني فالتقطت حجرا ورميته به وأخذت أركض بأسرع ما يمكن حتى وصلت للشارع الرئيسي وركبت الحافلة.
زينب بولاقي
أتعرض للمعاكسات كلما أسير في الشارع حتى في اللحظات التي أعبر فيها الطريق لأركب سيارتي.
بالأمس أوقفت السيارة إمام بيتي وأثناء نزولي من السيارة أمسك رجل مؤخرتي. صرخت فيه وسببته، على الأقل قمت بشيء ايجابي.
أمي قالت لي إنني لا يجب أن أرد عليه ولكني أعتقد أن هذا خطأ. فإذا صمتنا سيعتقدون أنهم يمكنهم التحرش بأي فتاة وأن يفلتوا بفعلتهم.
أعلم أن الصياح في وجه من يتحرش بي باللفظ أو الفعل ليس كافيا ولكنه على الأقل أفضل مما لا افعل أي شيء.
هدى جلال
أتعرض للتحرش كل يوم على الرغم من أني أحمل طفلي اثناء السير. كنت أعتقد أن كوني أما سيعفيني من التحرش، ولكنه زاد من التحرشات.
مرة كنت انتظر الحافلة مع طفلي وتوقفت سيارة. لوح الرجل يده وبها 20 جنيها. إنه أمر لا يصدق. مرة أخرى كنت في الطريق إلى بيتي وقام رجل بفتح سحاب سرواله وهو في سيارته.
صرخت ولكنه صاح بي بشكل عدواني، وقال لي "انت فاكرة نفسك مين؟ لماذا انظر لك؟" تجمع المارة حولنا ولشدة دهشتي لم يتعاطفوا معي وأيدوه. دافعوا كلهم عن الرجل لأنهم يقومون بالشيء ذاته.
ريم إبراهيم
أتعرض للتحرش كثيرا بدرجة لا يمكني إحصاؤها، خاصة في المواصلات العامة.
تعقبني رجل من حافلة إلى أخرى. إذا وقفت وقف بجانبي وإذا جلست جلس بجانبي. في نهاية المطاف صحت فيه حتى ترك الحافلة.
توقفت عن ارتداء التنورات وتوقفت عن تصفيف شعري لدى مصفف الشعر وتوقفت عن استخدام مساحيق التجميل حتى أن خطيبي يسألني لماذا توقفت عن الاعتناء بشكلك كما كنت تفعلين.
حاولت كل شيء لكن دون نتيجة. كنت دائما مبتسمة أثناء السير في الشارع، ولكني الآن عابسة طوال الوقت. ودائما أشعر بخطر أن أحد قد يتعرض لي بالأذى باللفظ أو الفعل.
في الحافلة دائما أشعر أن يدا تحاول أن تلمسني. حدث هذا كثيرا حتى أني دائما أنظر إلى المقعد الذي يليني كما لو كنت مجنونة