عام بعد عام نذكر ذلك اليوم العظيم التي جسد امل الشعب العربي في قيام الجمهورية العربية المتحدة لتصبح النواة الأولى لقيام الوحدة العربية., ولا زال العديد منا يذكر ذلك اليوم عندما شاهد تلك الفرحة العارمة التي لم تقتصر على شعب مصر وحده ولا على شعب سوريا وحده بل امتدت تلك الفرحة لتعم العالم العربي بأسره.
وبقدر فرحتنا لقيام الوحدة كان حزننا لقيام الإنفصال الي قضى على الأمل.
ولكن لماذ نذكر الوحدة وهي لم تعد قائمة ؟
يخطىء من يظن ان الوحدة غير قائمة, لأننا نعيشها كل يوم ونتفاعل معها.
وحدة اللغة قائمة و كذلك وحدة الفكر والثقافة, ووحدة الأمل والألم.
الذي نفتقد له هو الوحدة السياسية والوحدة الإقتصادية.
نريد هدم تلك الحدود التي تفصل الأخ عن أخيه, ونريد حرية العمل والتملك لكل عربي في اي ارض عربية .
هل من المعقول ان تزول الحدود بين الدول الأوروبية وتبقى بين الدول العربية ؟.
وهل من المعقول ان يملك الأوروبي حق العمل والملكية في اي دولة اوروبية بكل حرية في حين بفتقد العربي لمثل هذه الحرية في اي دولة عربية ؟
وبكن لماذا نذكر الوحدة وهي لم تعد قائمة ؟
نذكرها لأنها اثبتت انها ممكنة متى توفرت الإرادة السياسية, ونذكرها لأننا نشعر اننا بحاجة لها سياسيا واقتصاديا.
نذكرخا لنؤكد انها الضمانة الوحيدة لنهضة الأمة صيانة حريتها
نذكرها لأنها مصدر قوتنا
ونذكرها لأننا بحاجة لها اليوم قبل أي يوم مضى.
بحاجة لها كي لا تقع نكسة جديدة كنكسة حزيران .
بحاجة لها كي تتحر الأرض العربية من دنس الصهوينة في ارضا فلسطين ومن اجل جلاء كل القوات الأجنبية عن الأرض العربي, في العراق وفي والخليج وكل منطقة عربية حاضعة للإرادة الأجنبية.
وعندما نريد الوحدة العربية الشاملة فإننا لا نريد ان نقفز فوق الكيانات الوطنية وخصوصيتها. ولكنها تبقى خصوصيات تثري الوحدة في تنوعها ولا تقف حاجزا في عدم تحقيقها كما هو التنوع في دول الوحدة الأوروبية ذات الثقافات واللغات المختلفة.
نعم نريد الوحدة العربية الشاملة لبناء الولة العربية الواحدة التي قال عنها جمال عبد الناصر :
لقد قامت دولة كبرى في هذا الشرق، ليست دخيلة فيه، ولا غاصبة، ليست عادية عليه ولا مستعدية.
دولة تحمي ولا تهدد، تصون ولا تبدد، تقوي ولا تضعف، توحد ولا تفرق، تسالم ولا تفرط، تشد أزر الصدبق، ترد كيد العدو، لا تتحزب ولا تتعصب، ولا تنحرف ولا تنحار، تؤكد العدل، تدعم السلام، توفر الرخاء لها ولمن حولها. وللبشرجميعا، بقدر ما تتحمل وتطيق .
http://www.alfikralarabi.com/modules.php?n...showpage&pid=79